طريقة المشاهدة التقليدية أو عبر البثّ التدفّقي على وشك أن تخضع لتغييرات جذرية، من خلال شبكة بثّ جديدة تعتمد تكنولوجيا بلوكتشاين، التي ستسمح بدفع المال للمشاهدين مقابل وقتهم، ودمقرطة عملية صنع البرامج التلفزيونية عبر الـ NFT (الرموز غير القابلة للاستبدال)، ما يعيد تعريف جوهر استهلاك الترفيه...
طريقة المشاهدة التقليدية أو عبر البثّ التدفّقي على وشك أن تخضع لتغييرات جذرية، من خلال شبكة بثّ جديدة تعتمد تكنولوجيا بلوكتشاين، التي ستسمح بدفع المال للمشاهدين مقابل وقتهم، ودمقرطة عملية صنع البرامج التلفزيونية عبر الـ NFT (الرموز غير القابلة للاستبدال)، ما يعيد تعريف جوهر استهلاك الترفيه.
منذ عام 2004، تغيّرت كيفية تصفّحنا للويب. باتت الشبكة تأخذ بيانات من المستخدم وهو يأخذ منها ما يريده. أي أنّها أصبحت تسري في اتجاهين، ما انعكس على كل الأجهزة والتطبيقات المتصلة بالإنترنت. التلفزيون لا يزال في اتجاه واحد: من المحطة إلى المشاهد. والأخير، لا رأي له بسياسة المحطة أو نوع برامجها أو بتحديد الوجوه الإعلامية التي ستظهر عبرها. هو مجرّد مستهلك للمحتوى الذي تحكمه الإعلانات وأصحاب الرساميل. حتى مع تطبيقات البثّ التدفقي، مثل نتفليكس وهولو وHBO، فإنّ المستخدم محكوم بإنتاجات تلك الشركات رغم أنّ لديه نوعاً من القدرة على اختيار ما يريد مشاهدته. لا شك في أنّ صناعة التلفزيون شهدت تحوّلاً كبيراً مع ظهور تقنيات ومنصات جديدة لتحدّي النماذج التقليدية للإنتاج والتوزيع والاستهلاك مثل نتفليكس وهولو و+Apple TV.
لكن منصة جديدة تدعى EarnTV، تعدنا بأن تكون «مستقبل» التلفزيون، وتهدف إلى «إحداث ثورة في الطريقة التي يستهلك من خلالها المشاهدون المحتوى التلفزيوني ويتفاعلون معه». هي منصة لامركزية تستفيد من بلوكتشاين والـ NFT لتمكين المبدعين والمشاهدين. EarnTV عبارة عن نظام يتيح لأي شخص بإنشاء برامجه التلفزيونية وتحميلها وتحقيق الدخل منها من دون وسطاء. يستخدم EarnTV تقنية بلوكتشاين لضمان الشفافية والأمان والإنصاف لجميع المشاركين. ويمكن لمنشئي المحتوى إصدار رموز NFT خاصة بهم لتمثيل عروضهم وحلقاتهم وشخصياتهم وبيعها للمشاهدين أو هواة الجمع. يمكن للمشاهدين الوصول إلى المحتوى الحصري والتفاعل مع المنشئين والمعجبين الآخرين وكسب مكافآت لمشاهدة العروض والتفاعل معها. كما يمكن لهواة الجمع امتلاك جزء من تاريخ التلفزيون، وتداول الـ NFT الخاصة بهم في سوق EarnTV.
الـ NFT هي طريقة لتوثيق وربط أي شيء رقمي بنا. على سبيل المثال، ما الذي يؤكد أنّ شخصاً ما يمتلك لوحة «الموناليزا» في منزله؟ طبعاً أن تكون اللوحة الأصلية موجودة عنده فعلاً. لكن في عالم الديجيتال، نسخ المحتوى الرقمي أمر سهل جداً، فكيف يمكننا التأكد من أنّ مقطع الموسيقى بشكل mp3 الموجود على حاسوبنا، هو الملف الأصلي الذي سجّلته فرقة «ليد زيبلن مثلاً؟ ما الذي يُثبت أصالته وبأنّه ليس مجرّد نسخة من ملايين النسخ؟ تقنية الـ NFT. انطلاقاً من هذه الفكرة، يمكننا تثبيت أصل أي شيء في العالم الحقيقي داخل العالم الرقمي، فيصبح الفيلم والمسلسلات والبرامج الحوارية كلها موثقة بالطريقة ذاتها رقمياً. وبالتالي، عندما نشاهد فيلماً، عملياً، نكون نشاهد NFT تحوي ذلك الفيلم. تسمح هذه التقنية للناس بالتمويل الجماعي للبرامج التلفزيونية من خلال ربط كل برنامج بمجموعة من NFTs ذات الصلة، فيتمكن صانعو المحتوى من الاحتفاظ بالسيطرة على مشاريعهم ويمنح أصحابها الفرصة للمساهمة في المحتوى. يتناقض هذا النهج مع دور وسائل الإعلام التقليدية، حيث تقع سلطة اتخاذ القرار في الغالب على كيانات أكبر ومقتدرة مالياً. وهذا ما يعنيه إضفاء الطابع الديموقراطي على المحتوى والحفاظ على رؤية الفنان.
كذلك، تقدّم الـ NFT لشبكات التلفزيون فائدةً محسّنة، مثل عضويات الاشتراك الخاصة، فيصبح المستخدم الذي اشترى NFT ذات عضوية مهمة، بامتيازات إضافية مثل مشاهدة العروض الأولى قبل الإطلاق الرسمي أو مشاهدة لقطات خاصة خلف الكواليس والانغماس في التجارب المتعلقة بالأفلام.
يُكافأ المشاهدون بعملات مشفّرة ETV على الوقت الذي يقضونه في متابعة الأفلام والبرامج التلفزيونية. إذ يعترف هذا النهج بقيمة انتباه المشاهدين ويحوّله إلى مكافآت ذات قيمة مادية. وبالتالي، تلك العملات التي تجنى، يمكن جمعها أو عرضها للبيع مقابل مال حقيقي أو عملات مشفرة أخرى، أو إرسالها لدعم من نحب من صانعي المحتوى.
إنّ EarnTV ومثله NFTV مبادرات تستفيد من وجود تقنية الـ NFT وتكنولوجيا بلوكتشاين لإحداث «ثورة» في صناعة التلفزيون والترفيه. يوفّر هذا النوع من المنصات لصانعي المحتوى تحكّماً أكبر في محتواهم ويزوّد المشاهدين بتجارب تفاعلية. ووفق موقع EarnTV، هناك حوالي ألفي ساعة من عروض الأفلام التي يمكن مشاهدتها حتى الآن، وهو يحاول الارتباط بأكبر عدد ممكن من شركات الإنتاج والمحطات التلفزيونية وتطبيقات البث التدفقي.
اضف تعليق