الروائح الرقمية، هل فكرت يومًا في تفاعل حاسة الشم مع الروائح عبر العالم الافتراضي؟، نعم تكنولوجيا الواقع الافتراضي تتطور بشكل سريع، ولكن حتى وقت قريب كان التركيز على حاستي البصر والسمع فقط، والقليل كان يتجه نسبيا إلى حاسة اللمس. لكن الجديد هو تجربة تسمح للمستخدمين بالتفاعل عبر حاسة الشم مع الروائح...
بقلم: محمود حفني
الروائح الرقمية … هل فكرت يومًا في تفاعل حاسة الشم مع الروائح عبر العالم الافتراضي؟!.. نعم تكنولوجيا الواقع الافتراضي تتطور بشكل سريع، ولكن حتى وقت قريب كان التركيز على حاستي البصر والسمع فقط، والقليل كان يتجه نسبيا إلى حاسة اللمس. لكن الجديد هو تجربة تسمح للمستخدمين بالتفاعل عبر حاسة الشم مع الروائح.
أليستير بيرنيغو، رائد أعمال ومخترع إيطالي يبلغ من العمر 21 عامًا، يشعر بالإحباط من النطاق الضيق الذي يوضع فيه عالم ميتافيرس metaverse وجعل من البشرية لا تتفهم الإمكانات الكبيرة له، ولذلك قرر بيرنيغو خوض تجربة المشاركة في إنشاء شركة ناشئة هي «أورالينك» Auralink للتقنيات المتقدمة والتي تعمل على تقنية تكشف عن الروائح، وتحللها، وتعيد إنتاجها، في العالم الافتراضي يطلق عليها اسم الروائح الرقمية.
المخترع ورائد الأعمال الإيطالي ابتكر جهازا أطلق عليه «ميتا – نوز» Meta-nose، وهو جهاز يمكنه اكتشاف الجزيئات الغازية وتحويلها إلى بيانات رقمية للمستخدمين، ويمكن للجهاز المصمم في شكل أنف بشري التعرف على آلاف الروائح بما في ذلك القهوة والعشب الطازج والعفن بدقة تزيد عن 95٪ ، وفقًا لـ بيرنيغو.
الجهاز الذي يمكن ارتداؤه يسمح بتوصيل الروائح الرقمية إلى الدماغ البشر، من خلال عقدة متصلة بفروة الرأس، ترسل إشارة كهربائية إلى نظام الشم لخلق إحساس بالرائحة.
بيرنيغو أوضح، في تصريحات لموقع المونيتور، قائلا «نحاول تغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع التقنيات الحسية الكاملة وإعادة إنتاج مجموعة كاملة من التجارب العطرية رقميًا»، مضيفا في الوقت نفسه أنه «لا تزال التكنولوجيا في مراحلها الأولى».
يخطط بيرنيغو لنقل شركته إلى الإمارات في يوليو المقبل، مشيرا إلى أن «الإمارات تتفهم إمكانات الميتافيرس، وفي دبي توجد الرؤية».
وتستثمر الإمارات العربية المتحدة في الإمكانات الاقتصادية للميتافيرس، وقد طورت استراتيجية دبي ميتافيرس في عام 2022 لجلب 1000 شركة إلى هذا المجال ودعم 40 ألف وظيفة افتراضية وإضافة 4 مليارات دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي لدبي بحلول عام 2030.
وأسست الإمارات سلطة تنظيم الأصول الافتراضية في دبي في مارس من عام 2022 وأنشأت قواعد وإرشادات وحوافز مخصصة للعمل في ميتافيرس، ومنح التراخيص للشركات العاملة بأصول افتراضية.
ويسعى بيرنيغو إلى تنمية أبحاث «أورالينك» وقدراته في دبي بمساعدة مستثمر رأس المال المغامر شاراد أغاروال الذي يعتقد أن عددًا قليلاً من الأسواق العالمية مجهزة لتنمية شركات مبتكرة مثل «أورالينك»، أغاروال، قال «دبي لديها النظام البيئي المشجع. إنها المدينة الأولى التي لديها استراتيجية ميتافيرس».
مستثمر رأس المال المغامر، أضاف أيضا إنهم يجدون الأرض الممهدة للعمل بالتقنيات مثل الشم الرقمي للاستخدام التجاري مع ماركات العطور والطعام وشركات المشروبات.
وقال كبير مسؤولي حلول الميتافيرس في شركة Cyber Gear، لموقع الموينتور، «تخيل القوة التسويقية لمطعم قادر على جعل المستهلكين يشمون رائحة البرجر المميز أو الخبز الطازج عن بُعد من خلال تحفيز حواسهم عبر الإنترنت».
وقال أندرو توماس، العضو المنتدب لوكالة تسويق النمو NEXA ، إن «حجم الاستثمار في عالم الميتافيرس بلغ 21.66 مليار دولار في عام 2021 بحسب تقديرات شركة بريسيدنس ريسيرش المتخصصة في رؤى السوق»، مشيرا إلى أن هذه «الصناعة لا تزال في أيامها الأولى».
وأضاف أن الاستثمار في هذا العالم من المتوقع أن يصل إلى 134.18 مليار دولار بحلول عام 2030، مشيرا إلى أن الاهتمام استكشافي في الوقت الحالي، وفي الإمارات العربية المتحدة، تدفع المؤسسات الحكومية به إلى الأمام، وأضاف توماس، في الوقت الحالي، تعد الإمارات العربية المتحدة واحدة من الدول الوحيدة التي تستكشف حقًا Web3 وتسمح للسوق بالنمو مع الحد الأدنى من القيود، وقال: «ما يفعلونه هو خلق بيئة تسمح للناس بالمجيء إلى هنا ، واحتضان أفكارهم ثم اختبارها على الأشخاص المستعدين للمشاركة فيها».
أٌعلن عن شركة «أورالينك Auralink» في دبي لأول مرة، من خلال معرض جلفود 2023 في دبي، والذي حضره لجنة من المستشارين لاستراتيجية الميتافيرس metaverse لدولة الإمارات العربية المتحدة، وسلط الضوء بشكل خاص على دور الميتافيرس في تطوير مشهد الأعمال الغذائية والتي جاءت تحت مسمى «فود فيرس Foodverse»، وفقًا لموقع فود إنجريدينست فريست FoodIngredientsFirst.
ووقتها كشف أليستير بيرنيغو، رئيس مجلس الادارة في أورالينك Auralink، أنه ربما قد يصل يومًا إلى السماح للمستهلكين بشم رائحة القهوة في الميتافيرس، من خلال بناء تقنيات متقدمة لالتقاط وتحليل وإعادة إنتاج أي رائحة في العالم.
اضف تعليق