مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة جديدة تحتاج الى ترسيخ قواعد واخلاقيات وآداب خاصة بها، من بديهيات الاخلاق في التواصل بين الناس نشر الكلمة الطيبة وتجنب الشتائم والالفاظ البذيئة والاتهامات الباطلة، وعدم التحريض على العنف والتدمير، وبخاصة في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي...

يطالعنا موقع فيس بوك صباح كل يوم بقائمة ذكريات عن نشاطاتنا في اليوم نفسه خلال السنوات الماضية التي تركناها في الفضاء الالكتروني!

الذاكرة من معجزات الخالق سبحانه وتعالى التي اودعها في خلايا دماغ الانسان، وهي قدرة عجيبة على الاسترجاع الفوري او الرجوع الى الماضي واستعادة الكلمات والصور والحوادث والراوئح والمذاقات وغيرها!

الانسان بدون ذاكرة لا يعد انسانا بالمعنى الحضاري، فالذاكرة خزين متراكم متصل من المعلومات والخبرات المتوارثة المتزايدة جيلا بعد جيل، وقد ابتكر العقل البشري اداة الكتابة والتدوين لعبور حاجزي الزمان والمكان وحفظ معلوماته وتجاربه وخبراته، وهي اول وسيلة لمساعدة الذاكرة على الحفظ والاسترجاع، أو ما يسمى بـ (التاريخ)!

الارشيف المطبوع والمسموع والمرئي يمثل ذاكرة تاريخية منظمة هائلة، وقد اخترعت شبكة الانترنت لتمثل اكبر وأهم وأسرع وأسهل ذاكرة لحفظ المعلومات!

الكتابة أهم اختراع بشري قبل نحو عشرة آلاف عام، والانترنت أهم وسيلة اتصال ابتكرها الانسان في العصر الحالي، الكتابة شرقية والانترنت غربية، وذلك ما يجعل مصير البشرية واحدا! الذاكرة العقلية والشبكية مفيدة ومهمة دون شك، لكنها من جانب اخر قد تثقل عقل الانسان بصور ومواقف وتجارب مؤذية، فخلافاتنا وحروبنا ومآسينا من صنع الذاكرة السلبية المدمرة!

ذاكرة الدماغ البشري تغربل وتحفظ وتسترجع طوال الوقت، وشبكة الانترنت تفعل ذلك ايضا، ولكن بطريقة جمعية وليس فردية فحسب، ومثلما تطاردنا ذكرياتنا الشخصية في عقولنا وعقول الآخرين فإن مدوناتنا ونشاطاتنا على شبكة الانترنت تلاحقنا وتكتب تاريخنا الشخصي والجمعي، ما تنشره في النت يوميا قد يكون دليل ادانتك مستقبلا، فكن حذرا!

حاول ان تترك أثرا مفيدا وطيبا وراءك في سلوكك اليومي، وفي منشوراتك، فهي تاريخك المنشور وشخصيتك الظاهرة أمام الله سبحانه وأمام الناس.

مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة جديدة تحتاج الى ترسيخ قواعد واخلاقيات وآداب خاصة بها! من بديهيات الاخلاق في التواصل بين الناس نشر الكلمة الطيبة وتجنب الشتائم والالفاظ البذيئة والاتهامات الباطلة، وعدم التحريض على العنف والتدمير، وبخاصة في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

عندما ترسل فيديو على الماسنجر الخاص بدون شرح او تعليق حول مضمونه عليك ان تتوقع ان يكون النت ضعيفا لا يشغل الفيديو فيكون التعليق هنا مفيدا او يكون وقت صديقك ثمينا فلا يستطيع المشاهدة، وقبل ذلك هناك سؤال لماذا ترسل موضوعاتك على الخاص ولا تنشرها على صفحتك اذا كانت مهمة ومفيدة!؟

عندما تنشر على صفحتك لافتة حداد سوداء او آية قرآنية حول وفاة شخص عزيز ينبغي ان ترفق ذلك بخبر لتوضيح اسم المتوفي ودرجة القرابة معك لكي تتقبل التعازي من الاصدقاء! استخدام الفيس والفايبر وتويتر والواتس اب في ارسال صباحات او مساءات متكررة وجمعات مباركة عبر الخاص يثقل على اصدقائك ويجعل التواصل يبدو مصطنعا فمن تعزه حقا يمكن ان يشعر بمحبتك من خلال المشاركة والتعليق واللايك والتفاعل اليومي!

مضمون رسالتك يعبر عن شخصيتك وعقلك فاختر المفيد وارسله لصديقك لكي تكون الصداقة فائدة ومتعة ومودة كما هي في الحياة الواقعية!

ليس كل نشاطاتك وتحركاتك اليومية تهم الناس فسواء اكلت الباجة او البيض بالدهن وصورتها ونشرتها فلن تزيد من رصيدك في قلوب الاصدقاء! ليس من اللائق ان تعزم الاصدقاء على وليمة فيسبوكية مصورة وتتناولها وحدك! لغتك هويتك فحاول ان تكتب بلغة سليمة واضحة مفهومة موجزة! التواصل نعمة نعيشها وعلينا ان نحسن استخدامها في نشر الكلمة الطيبة ومكارم الاخلاق!

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق