لقد تغيّرت علاقتنا بالهواتف بعد أن ظهرت الهواتف المحمولة الذكيّة، فبتنا لا نستغني عنها ونحملها معنا أينما ذهبنا، ففيها من التطبيقات ما يساعدنا في كلّ تفصيل من تفاصيل حياتنا. ومن التطبيقات الأكثر تحميلاً والأكثر استخداماً هي تطبيقات الدردشة (تشات) أو الماسنجرات (Messengers).
سنتحدّث في هذه المقالة عن تطبيقات دردشةٍ لم نسمع عن بعضها سابقاً، أو لم نكن نعتقد أنّها بالجودة المنشودة، ولكنّها في الحقيقة توازي التطبيقات المعروفة والواسعة الانتشار كالفيس بوك ماسنجر (FB Messenger) والواتس اب (Whatsapp) من جهة الجودة والخدمات التي تقدّمها بل وتتجاوزها أحياناً.
(WeChat): تمّ إطلاق التطبيق في سنة 2011 في هونغ كونغ الصينيّة، وهو برنامج للتواصل الاجتماعي والمراسلة والتجارة وخدمات الدفع، وفي سنة 2016 ظهر في قائمة تطبيقات الدردشة الأوسع انتشاراً فوصل عدد مستخدميه الشهريّيْن إلى أكثر من 940 مليون مستخدم نشط، 90% منهم في الصين، أمّا الفيس بوك (Facebook) والواتس اب (Whatsapp) فكان لهم مليار(بليون) مستخدم شهري حينه، مع العلم أنّه لا نجد في هذين التطبيقين ما نجده في الوي تشات من أدوات ووسائل وخدمات.
يمكن لمستخدمي التطبيق إرسال الرسائل الصوتيّة والنصيّة والصور والفيديوهات والملصقات
(Stickers) والرموز التعبيريّة (Emojis)، والقيام بالاتّصالات الصوتيّة واتّصالات الفيديو وفيه خدمة ترجمة آليّة، حيث يقوم بترجمة الرسائل بين 20 لغة مختلفة إن أراد المستخدم ذلك، للتطبيق نسخة خاصّة بسطح المكتب (Desktop).
و يتفرّد التطبيق بخدمة الدفع (Wechat pay) وهي خاصّة بالصينيّين الذين قاموا بتسجيل حسابهم المصرفيّ في التطبيق ، فيسمح التطبيق لهم بأن يقوموا باستخدام التطبيق ليدفعوا فواتيرهم ويقوموا بتحويل الأموال إلى معارفهم من المستخدمين الآخرين.
(Pinngle): إنّ تطبيق (Pinngle) هو أحدث التطبيقات التي سنتحدّث عنها في مقالتنا، فقد تمّ إطلاقه أكتوبر(تشرين الأوّل) 2016، من قبل شركة زيغما تيليكوم (Zigma Telecom) الروسيّة، ووصل عدد مستخدميه إلى الخمسة ملايين مستخدم حتّى الآن.
يُقَدّم التطبيق ما يقدّمه أيّ تطبيق دردشة آخر من إمكانية القيام بالاتّصالات الصوتيّة واتّصالات الفيديو وإرسال الصور والرسائل الخطيّة والرسائل الصوتيّة والرموز التعبيريّة (Emojis) والملصقات (Stickers)، ويسمح التطبيق أيضاً بإرسال الملفّات والمجلّدات والمستندات مهما كان حجمها.
في التطبيق خاصيّة الاتّصالات الصوتيّة الخارجيّة أي الاتّصال عبر التطبيق لأرقامٍ لا تستخدم التطبيق (Pinngle out calls)، التي تُعْتَبَر أرخص بكثير من الاتّصالات العاديّة أكانت دوليّة أو محليّة.
وللتطبيق نسخة خاصّة بسطح المكتب (Desktop)، يمكن لمستخدمي التطبيق أن يقوموا بتسجيل الدخول إليها عبر أسمائهم وليس أرقامهم فيجدون رفاقهم وإن لم يكونوا في قائمة أرقام هاتفهم.
والسبب الذي دفعنا لأن نتحدّث عن التطبيق هو أنّه آمن، فهو يستخدم نظام التشفير حتّى النهاية
(End-to-end encryption)، ولا يقوم بحفظ أيّ شيئٍ مّما يتمّ مشاركته عبره في خوادمه الخاصّة، على عكس ما تفعله تطبيقات الدردشة المشهورة والواسعة الانتشار، ولو بشكلٍ مؤقّت لتقوم بالاطّلاع عليها إن لزم الأمر.
:(Telegram) تمّ إطلاق التطبيق سنة 2013، من قِبَل الأخوين دوروف(Durov) مؤسّسَي موقع التواصل الاجتماعي الروسي (VK). التطبيق آمن ايضاً ويستخدم طريقة التشفير حتّى النهاية (E2EE). ولكن لكي يمنع المستخدم التطبيق من حفظ مضمون ما يرسله عليه أن يقوم بتفعيل (Secret chat) محادثة سريّة،
في سنة 2014 أعلن التطبيق عن وصول عدد مستخدميه الشهريّيْن إلى الـ35 مليون مستخدم نشط. وفي سنة 2016 أعلن التطبيق عن وصول عدد مستخدميه الشهريّيْن إلى الـ100 مليون مستخدم نشط، يرسلون 15 مليار (بليون) رسالة يوميّاً.
ينتشر التلجرام بشكلٍ كبير في إيران، فَلَهُ ما يقارب الـ30 مليون مستخدم فيها، وهو تطبيق الدردشة الأكثر استخداماً فيها. ويعتبر التلجرام عدو الواتس اب اللدود، ومنافسه الأوّل وبشكل خاص من جهة الأمن والتشفير.
في التطبيق ميزة ملفتة وهي إمكانيّة استبدال ميقات (Last seen): آخر ظهور التي تزعج الكثيرين، بـِ(Seen Recently): ظهرَ مؤخّراً، فلا يتعدّى المستخدمون على خصوصيّة بعضهم البعض.
(Kakao Talk): تمّ إطلاق التطبيق سنة 2010، وأكبر بلد ينتشر فيه هو كوريا الجنوبيّة (بلد المنشأ)، حيث يستخدمه 93% مِن مَن يملكون الهواتف الذكيّة في كوريا الجنوبيّة، وصل عدد مستخدميه إلى الـ150 مليون مستخدم.
كانت بداية التطبيق كتطبيق دردشة فقط ولكن تطوّر على مرّ الزمن ليصبح منصّة توزيع تطبيقاتٍ مثل الألعاب التي يمكن للمستخدمين أن يلعبوها مع أصدقائهم ضمن منصّة التطبيق.
يسمح التطبيق لمستخدميه القيام ببعض المدفوعات، فيستطيع مستخدم التطبيق إهداء الهدايا لرفاقه مثل المجوهرات والعطورات وحتّى قهوة ستارباكس، هذا ويمكن لمستخدمي التطبيق إيجاد رفاقهم عبر أسماءهم أي لا يُشْتَرَط أن يكون الرقم الذي نريد إضافته في قائمة أرقام الهواتف.
في سنة 2011 أعلنت الشركة أنّ التطبيق كان فعّالاً جدّاً بعد زلزال توهوكو الذي ضرب اليابان، فقد استخدموه اليابانيّون ليطمئنّوا على وضع أهلهم وأقاربهم، واستبدلوا خطوط الهاتف السلكيّة واللاسلكيّة به بعد أن كانت قد تضرّرت وتوقّفت عن العمل.
اضف تعليق