لو تم طرح السؤال التالي على المرأة، كم ساعة تستغرقين في التصفح على الانترنت؟ ماذا ستكون الإجابة؟.
إن أغلب الإجابات التي حصلت عليها تضمنت أكثر من (6) ساعات يوميا، منهن من قالت أدخل النت ومواقع التواصل فور ما أستيقظ من النوم الى آخر ساعة من النهار، ولا أتركه حتى تنفذ بطارية النقال، ومنهن من تقتصر على المحادثات ومتابعة الاخبار، وأخريات جعلن الانترنت وسيلة لتقضي على فراغها، ومن هذه الإجابات سنعرف ان الانترنت عامل مطلوب في حياة حواء، لمعرفة ما يدور حولها من أحداث ساخنة تنقل سريعاً عن طريق مواقع التواصل أو غُرف الدردشة.
وثمة سؤال آخر يدور في صلب الموضوع، هل سرق الانترنت النساء؟ وهل شارك في صنع فجوة بين الازواج؟ وهل ساهم في تخريب عش الزوجية؟.
رداً على هذه التساؤلات عالم اليوم يعيش على هوس مواقع التواصل واستخدام الانترنت بشكل مفرط، وأغلب السيدات على اختلاف أعمارهن ومكانتهن يدخلن هذه المواقع، بصورة ايجابية أو سلبية، وإن كانت أكثرها سلبية، فقد ترى كل ما ترغب بمعرفته في الصفحة الشخصية، أو قد تجد حكاية أسرارهن في غُرف الدردشة، بذريعة الفضفضة ومن دون الانتباه لخطورة هذا الأمر وقد تقع في مكر أصحاب الشر، كما سمعت قبل أيام من أحدى مراجعات العيادة انها تحدثت مع مجموعة من الصديقات التي تعرفت إليهن في الفيس بوك، وبعد التعارف أخذت تحكي لهن تفاصيل وأسرار حياتها الزوجية، ولم يخطر في بالها يوماً أنها قد تجد نفسها في مأزق كهذا، فقد عرفت فيما بعد ان التي كانت تحدثها هو رجل وقد صور حديثها واحتفظ برسائلها وصورها، وأخذ يبتزها عن طريق عرض المحادثات أو إرسالها لزوجها إن لم تدفع له المبلغ المطلوب، شعرت بالخوف وعدم الاستقرار فحياتها أصبحت على كف عفريت، مُهددة بالطلاق والفضيحة، هذا إن لم تُقتل من قبل عائلتها، هذه السيدة حالها لا يختلف كثيراً عمّن تعرضن للابتزاز الالكتروني الذي أصبح من الظواهر غير الأخلاقية المنتشرة اليوم.
لا لنشر الصور العائلية
والمرأة هي من تدفع ثمن هذه الأخطاء التي تقع فيها، وان إصلاحها يتطلب الصبر والهدوء والحكمة، لأنهم يعرفون جيداً ماذا ممكن أن تكون ردة فعل السيدة بعد ابتزازها، أتفهم شعور هذه المرأة لكن لابد من قول الحقيقة، انكِ أنتِ من تذوقتِ السم، وذلك عن طريق نشر صور عائلتك، تصوير مائدة الطعام، خرجت في نزهة مع عائلتك عرف جميع الأصدقاء بخروجكِ، حدثت مشكلة مع زوجكِ عرف بها الجميع من ضغطة الزر والصورة والحالة، تُرى هل تساءلت يوماً؟ هل الاصدقاء المتواجدين في هذه المواقع بحاجة لمعرفة كل هذه التفاصيل عن حياتك؟.
كثيرات مع هذه المواقع والعلاقات الاجتماعية، لكن ليس لهذا الحد من كشف المستور، فهناك أشياء تخص الأسرة والعائلة، وان كان القصد هي وسيلة مشاركة الاصدقاء فهناك أمور كثيرة غيرها، وإن كان الغرض كسب التعليقات فهذا ليس من صالح المرأة، لكونها لا تعرف ماذا ستكون ردودهم، لذا يجب على المرأة أن تفكر جيداً قبل نشر أي شيء.
كما أن الابتعاد عن أجواء الاسرة والعزلة على الهاتف فقط يعرضكِ للكآبة والحزن، والتقصير في واجباتكِ اتجاه زوجك واولادك، فالوقت ينقضي سريعاً عندما تتصفحين وقد ينتهي اليوم ولم تفعلي شيئاً، فقد غُبن يومكِ كما جاء في الحديث من تساوى يوماه فهو مغبون، بل الأكثر من ذلك، وهو تمزيق وضياع الاطفال على هذه المواقع ايضاً فلا يختلف حالهم عن أمهم كثيراً.
إحصائيات عن استخدام مواقع التواصل
هنالك أرقام مذهلة تكشف عن مدى خطورة الاستخدام غير الموجه من قبل الازواج للانترنت، ومحاذير من ازدياد نسبة الطلاق
في العراق: أثبتت دراسات اجتماعية أُجريت في العراق أن دخول التكنولوجيا إلى العراق في السنوات الأخيرة فاقم ظاهرة الطلاق بشكلٍ كبيرٍ، وضاعف نسبتها، الأمر الذي أدّى إلى تفكّك العديد من الأسر العراقية.
في السعودية: أظهرت الدراسات أن دخول الإنترنت إلى البيوت ساهم بشكلٍ كبيرٍ في ارتفاع نسبة الطلاق فأصبحت الهواتف المحمولة بمثابة ضرّة للزوجات، ومن خلال هذا البحث تبين إن معدّلات الطلاق في المملكة قد زادت بشكلٍ ملحوظٍ خلال السنوات الأخيرة، لاسيما في العاصمة الرياض. وان حوالي 24% من حالات الطلاق كانت بسبب استعمال أحد الشريكين للأنترنت "بالشكل السيء" من خلال الدخول الى مواقع الدردشة والتعارف.
في إيران: أعلنت شرطة الإنترنت في ايران ان مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" يُعتبر المسبب الرئيسي لثلث حالات الطلاق في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن الجدير بالذكر ان هنالك أكثر من 17 مليون مستخدم للفايسبوك في ايران، ذلك على الرغم من صدور قرارٍ رسميٍّ من قبل السلطات الايرانية بحجبه وحجب خمسة ملايين موقع آخر، لاعتبارها جميعها غير اخلاقية.
في الأردن: أظهرت الدراسات الرسمية الأخيرة في المملكة زيادةً ملحوظةً في نسب الطلاق التي بلغت نسبتها حوالي 25% في المجتمع الاردني واعتبرت هذه الدراسات إن انتشار وسائل التعارف والاتصال الالكتروني أسهمت بشكلٍ كبيرٍ في حدوث هذه الظاهرة .
في الكويت: اعتبرت المراجع العدلية والقضائية في الكويت أن الأنترنت هو أحد أبرز أسباب الطلاق، وهو يشكّل سبباً أساسياً لانخفاض التفاعل الأسري، والعلاقات الاجتماعية، فأصبح الكويتيون بشكلٍ عام منطويين على ذواتهم، وقد أثبتت الإحصاءات في هذا المجال أن 63% من مستخدمي الانترنت في الكويت يعزلون أنفسهم في غرفهم لساعاتٍ يومياً في حين إن 8% منهم يستخدمون الانترنت في المقاهي المخصصة.
في مصر: تبين من خلال دراسة صادرةٍ عن جهاز التعبئة والإحصاء، أن مصر قد شهدت أكثر من 75 ألف حالة طلاق في العام الماضي، فتبين أن حوالي 40 ألف حالة منها قد حصلت بسبب هوس الزوج بالأنترنت وانشغاله عن أسرته وانغماسه في مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقعٍ أخرى غير أخلاقية. واشارت الدراسة عينها إلى ان معدلات الطلاق ارتفعت خلال ال50 عاماً الماضية بنسبة 40%، فأصبحت مصر تشهد حالياً حالة طلاق كل 6 دقائق.
نصائح هامة من أجل استخدام سليم للهواتف الذكية
- من الصعب جداً الاستغناء عن هاتفكِ، لكن بإمكانكِ ترتيب امورك، حسب أبجدية الحاجة وتنظيم الوقت، فمن الأفضل تخصيص وقت لمواقع التواصل، وإغلاق الشبكة لحين الانتهاء من أمور المنزل.
- من الأفضل في حال وجود الزوج في البيت عدم إمساك الهاتف، والانشغال عنه، مما يشعره بعدم رغبتكِ في وجوده، واقضيا وقتاً ممتعاً مع الأطفال، وتذكري ان سعادتك بيدك .
- ضعي قائمة أهدافك، وما الذي ترغبين في مشاهدته من البرامج الترفيهية أو التعليمية، وتخصيص وقت لمشاهدتها.
- كلما انشغلتِ في الانترنت كلما تراكمت الأعمال على عاتقك، مما يسبب لك الجهد في قضائها.
- تخلصي من إدمان الجلوس على الانترنت، بحديثك مع أطفالك ومتابعة أخبارهم وتكريس أولياتك لمستقبلهم. ولكي لا تخسرين زوجك قللي من استخدامك لهذه المواقع.
اضف تعليق