لا أحد يحبذ الحروب لما تجلب من دمار على مستوى الانسان والبنيان، الا ان العديد من دول العالم خاضت حروب دامية بين بعضها او شهدت حروب اهلية داخلها, كما شهد العالم في القرن العشرين حربين عالميتين مدمرتين ازهقت ملايين الارواح ودمرت مدن كاملة.
لعل من ابرز اثار الحروب هي تدمير الانسان والانهيار الاقتصادي والاجتماعي في الدول التي تشهد القتال بمختلف الاسلحة بما فيها النووية، الا انه في القرن الحادي والعشرين اختلف السلاح واختفت ساحة المعركة فتحولت من المتاريس والاليات الثقيلة والطائرات والصواريخ الى هاتف نقال فقط، نعم هاتف نقال تدار به حرب كاملة.
عصر الجيوش الالكترونية
في الوقت الذي اتمت الدول الكبرى انشاء جيوش الكترونية عظمى تستطيع تغيير وجه العالم، بدأت عدد من الدول العربية انشاء جيوش خاصة بها ولكن مهمتها تحسين صورة الحكومات امام شعوبها والنيل من المعارضين او نشر افكار تل الحكومات الدينية المتطرفة مثلما يحدث في السعودية.
ان برز ظهور لتأثير الجيوش الالكترونية هو ما اثير حول قيام الروس بالتدخل في الانتخابات الأميركية الأخيرة والذي يكشف جانبا من هذه الحروب الحقيقية، ولأن الحرب الإلكترونية أصبحت حربا مكشوفة فقد كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (يوم الأربعاء 22 فبراير/ 2017) أن بلاده أنشأت بالفعل جيشا إلكترونيا تابعا لوزارة الدفاع، ويتوقع أن يقوم هذا الجيش بردع الدعاية المغرضة ضد بلاده وأن يكون أداة فعالة ذكية وكفؤة، ورغم أن مهام هذا الجيش ستكون سرية ولن تقف عند مجال الدعاية، فإن أهمية هذه التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الروسي أنها جاءت في أعقاب إعلان مدير الاستخبارات الألمانية هانس جورج ماسن ان "الهجمات الإلكترونية يمكن أن تقوم بتركيع الدول المتقدمة بما فيها ألمانيا"، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر للشرطة الأوروبية في العاصمة الألمانية برلين بداية العام الجاري. بحسب مقال للاعلامي احمد منصور.
وأضاف ماسن أن التقدم التقني منح الدول الصناعية العديد من الفرص، ولكنه يعرض أمنها القومي لمخاطر كبيرة، وأكد ماسن أن الهجمات الإلكترونية أثبتت كفاءتها وجدواها في الحروب الباردة مقارنة بالطرق التقليدية مثل تجنيد الجواسيس والعملاء.
اما ابرز الجيوش الالكترونية في العالم فهي:
الوحدات الست في الولايات المتحدة:
تعتمد الولايات المتحدة في الحروب الإلكترونية على ست عناصر هي الوحدة الأمريكية لقيادة "الفضاء الإلكتروني"، وهي المختصة بالتخطيط والتنسيق وإدارة عمليات الحروب الإلكترونية مع باقى الفروع التي تتبعها.
ووحدة جيش الإلكتروني الأمريكي تابعة للوحدة الأمريكية لقيادة الجيش الإلكتروني وتتلقى أوامرها منها، وتتكون من ثلاث وحدات أصغر، كذلك هناك وحدة السايبر بقوة المارينز والتي تختص بحماية وتأمين منشآت المارينز من الهجمات الإلكترونية وهناك أيضا وحدة الجيش الإلكتروني البحرية وتعمل على نحو مشابه لسابقتها ولكن للمنشآت البحرية الأمريكية بالإضافة إلى جمع المعلومات عن حروب السايبر.
والوحدة الخامسة هي القوة الجوية 24 وتختص بالطيران والقوات الجوية الأمريكية ويتفرع منها 3 أجنحة، والوحدة السادسة هي الأسطول العاشر الأمريكي والذي يقوم بمهمات التخابر لصالح البحرية الأمريكية وأنشئ أصلا للتنسيق بين القوات البحرية الأمريكية في الحرب العالمية الثانية.
أما أهم ضحايا الهجمات الأمريكية وأشهرها فكانت كوريا الشمالية التي انقطعت فيها خدمات الانترنت تماما ليوم كامل ردا على اختراقات شركة سوني ديسمبر 2014.
المكتب 121 في كوريا الشمالية:
تمتلك كوريا الشمالية وحدة خاصة بالحروب الإلكترونية هي المكتب 121 "Bureau 121" وأهدافه الرئيسية هي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان وأنشئ عام 1998.
وطبقا لخبراء الحروب الإلكترونية حول العالم فإن المكتب هو الذي لم يشتهر بعمليات ضخمة كان هو المسؤول عن اختراقات شركة سوني التي تسبب بخسائر بالملايين وجعلت موظفي الشركة يعودون لاستخدام والورقة والقلم لإتمام أعمالهم ويعتقد أن عدد عناصر المكتب يتخطى 1800 فرد.
اللواء 77 البريطاني:
انضمت بريطانيا للحروب الإلكترونية باللواء 77 في أوائل 2015 ويركز في الأساس على الحسابات المؤيدة للارهابيين على "تويتر" حيث يعمل اللواء البريطاني على شن الحروب النفسية ويتكون من 2000 جندي.
وبحسب ديلي بيست فإن الوحدة مستوحاه من تجربة غير ناجحة للجيش البريطاني في أربعينات القرن الماضي في بورما، حيث كانت القوات الخاصة البريطانية في الهند، والتي تعرف باسم Chindits تعمل خلف الخطوط اليابانية، كجزء من حرب العصابات، وكانت مهمتها تنفيذ هجمات تشتيت واستطلاع، وكان اسمها الرسمي هو اللواء 77.
مخابرات الإشارة الروسية:
تلاحق روسيا الاتهامات بشن حروب إلكترونية على خصومها إلا أن موسكو تنكر ذلك تمام ولكن يذكر موقع بيزنيس انسيدر ان هاكر روس شنوا حربا على أوكرانيا بالتزامن مع العمليات انفصال القرم.
ونفس الشيء تكرر من قبل أوسيتيا الجنوبية، ويرى الصحفي الروسي أندريه سولداتوف أن مجموعات من الهاكرز يعملون لصالح استخبارات الإشارة الروسية.
وكان أحدث الهجمات التي يشنها هاكر روس بحسب الـ"سي إن إن" هو اختراق وزارة الخارجية الأمريكية واختراق أنظمة البيت الأبيض لدرجة تسريب جدول أعمال الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
الوحدة 61398 الصينية:
تشتهر الصين بامتلاكها أحد أفضل الجيوش في الحروب الإلكترونية في العالم ورغم عدم الكشف رسميا عن الوحدة المسؤولة عن عمليات الاختراقات الصينية إلا أن وزراة العدل الأمريكية قالت أن الوحدة Unit 61398 هي مصدر حروب الصين السايبرانية.
وبحسب صحيفة الإندبندنت فإن علامات قوة الصين في حروبها الالكترونية تظهر في سرقة أسرار عسكرية أمريكية واختراق شركات الطاقة النووية في مايو 2014 على حد قول وزير العدل الأمريكي إريك هولدر.
كوماندوز الجيش الإسرائيلي:
اشتهرت اسرائيل باستخدام وحدة عسكرية من أجل الحرب النفسية على الانترنت حيث توجد وحدة كوماندوز إسرائيلية تركز على 30 موقع بالإضافة إلى العديد من مواقع التواصل الاجتماعي وتبث رسائلها بعدة لغات منها العربية والإنجليزية والعبرية والفرنسية والإسبانية.
وفي الحرب على غزة عام 2012 لم تحجب إسرائيل قطاع غزة عن الانترنت تماما لعدة أسباب منها عدم الرغبة في تفويت فرصة إحداث اختراق على اتصلات حركة حماس ولكن كان السبب المعلن هو عدم التسبب بأضرار غير ضرورية للمدنيين.
جيش إيران الإلكتروني:
وفي السنوات الأخيرة برزت إيران كقوة في الحروب الإلكترونية من خلال جيش إيران الإلكتروني والذي أظهر القدرة على اختراق أهدافه ببراعة على حد قول معهد الدراسات الاستراتيجية الأمريكي.
واشتهر جيش إيران الإلكتروني باختراق شركة هولندية وسرقة شهادات رقمية منها حتى يؤمن وسائل اتصالات على الانترنت قبل أن يتم استخدامها للتجسس على الشعب الإيراني نفسه. بحسب موقع دوت مصر.
كذلك كان المشتبه به في اختراق 30 ألف كومبيوتر لشركة أرامكو السعودية للبترول وتمكن من اختراق شركة طاقة قطرية بالإضافة لشبكة اتصالات البحرية الأمريكية في أواخر 2013.
مواقع التواصل الاجتماعي والحرب الالكترونية
لمواقع التواصل الاجتماعي تأثير ملموس على المجتمعات في الجانب الإيجابي او السلبي ولعل الحضور الكبير للمستخدمين على هذه المواقع جعلها ايضا ساحة لتصفية الحسابات او عرض مواد غير لائقة او تافهة وهي طبعا اصبحت مقياس لثقافة الشعوب.
ففي موقع التواصل الاجتماعي تويتر ولنأخذ السعودية مثالا كونه الموقع الاول هناك من حيث الاستخدام، حيث تعمل السلطة في المملكة على استخدام الموقع لعملية دعائية سرية وعالية التنظيم تهدف إلى السخرية من المسلمين الشيعة وتدعم الحكومات في الرياض والمنامة.
ويقول الكاتب براين ويتيكر ان "هناك تكتيك يقوم على إغراق تويتر بنسخ متعددة من تغريدات متطابقة. تأتي من حسابات وهمية (الروبوتية) مبرمجة لنشر هذه التغريدات في فترات زمنية محددة. وأغلق الموقع مئات الحسابات المشتبه بها ولكن تم إنشاء حسابات جديدة. وإجمالا، يشارك عدة آلاف من الحسابات الوهمية في العملية على الرغم من عدم كونها نشطة في وقت واحد".
وبالإضافة الى تأجيج التوترات الطائفية في المنطقة، فإن الهدف الواضح هو عرقلة أي مناقشة حقيقية حول موضوعات معينة بإغراق الهاشتاغات ذات الصلة بهذه التغريدات الوهمية. والتي غالبا ما يتم ربطها بروابط فيديوهات على موقع اليوتيوب لا صلة لها بالموضوع الأساسي. يضيف ويتيكر.
أثيرت الشكوك لأول مرة في حزيران 2016 عندما تم تجريد الشيخ عيسى قاسم، وهو رجل دين شيعي بارز، من جنسيته من قبل حكام البحرين. أدانت هيومن رايتس ووتش ما فعلته الحكومة البحرينية ولكن على تويتر ظهرت أعداد كبيرة من التغريدات التي هاجمت الشيخ قاسم.
وجد مارك أوين جونز 219 من تلك التغريدات المهاجمة تملك نفس الصيغة بالضبط -تبدو قادمة من حسابات تويتر مختلفة. بعد إجراء المزيد من التحقيقات خلص الى انها كانت تغريدات روبوتية من حسابات وهمية.
في الوقت ذاته يجري شيء من هذا القبيل مع الهاشتاغ #bahrain. حيث كشفت بيانات API على مدى 12 ساعة في 22 حزيران 2016 عن رصد (10,887) تغريدة تحمل الهاشتاغ #bahrain -أكثر بقليل من نصفها بدت وكأنها تمت عبر حسابات وهمية.
يشار الى ان السعودية كشفت عن مركز كبير للحرب الالكترونية في الحادي والعشرين من ايار الماضي عند زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب للرياض.
وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية وقتذاك أن الهدف الرئيس من المركز يتلخص في مواجهة انتشار النزعات المتطرفة في المجال الإيديولوجي، ودعم ترسيخ المبادئ الإسلامية المعتدلة في العالم!
اما في فيسبوك فنأخذ العراق مثلا كون الموقع الاكثر شعبية في البلاد، اذا يستخدم اغلب العراقيين هذا الموقع للتعبير عن ارائهم ونشر افكارهم رغم اختلافها واختلافهم في الكثير من القضايا ذات التأثير المشترك، لكن ما يثير المتابع هو وجود كمية كبيرة جدا من الحسابات الوهمية او لذكور باسماء انثوية والكثير من مستخدمي فيسبوك يختبئون خلف صورة وهمية واسم وهمي.
الباحث الاجتماعي الدكتور بلال صيهود قسم المسجلين في فيسبوك الى قسمين قائلا: "ان بعض المستخدمين صريح الاسم والصورة لكنه لا ينشر شيء، فيما هناك صريح الاسم والصورة وينشر أشياء مفيدة من اختصاصه، او صريح الاسم والصورة ويتطفل على اختصاص غيرة، ويوجد صريح الاسم والصورة وكل نشره ينحصر ما بين تملق ومجاملات، او صريح الاسم والصورة وهو عبء على غيرة بنشر التفاهات، صريح الاسم والصورة وهو الذي ملل الجميع بنشر صوره".
واضاف "اما القسم الثاني وهم المجهولون، فمنهم من يضع اسمه وصورة مجهولة والآخر يضع الاثنان مجهولان".
واشار صيهود الى ان "من يضع الاثنان مجهولان منهم من ينشر أشياء مفيدة قد تكون سياسية في اغلب الأحيان ومنهم من خصصه للتوافه والانحطاط ومنهم من جعله منبر للتسقيط، ومنهم من جعله متنفس له للبوح بما يجول في خاطره ويدور في عقله".
وتابع "في جانب النشر السياسي ان الكثير لا يستطيع ان يدلي برأيه لانعدام الرأي والرأي الاخر وكذلك ان البوح بالراي السياسي حتما يخلق مشاكل لقائله". مستدركا ان "هذا الصنف هو يعطي رأي وينتقد دون تسقيط وهم مكشوفي الهوية لان التوصل لهم شيء بسيط".
واوضح صيهود ان "الذين لا شغل لهم سوى التسقيط يمكن تصنيفهم الى صنفين:
الصنف الاول؛ هم مدفوعي الثمن وهم يمثلون جيوش إلكترونية لبعض السياسيين.
الصنف الثاني؛ وهم الذين ينطبق عليهم القول خالف تعرف او يريدون ان يتميزون بمواقع التواصل وتكون لهم شهرة من خلال سب فلان والقذف بفلان وهم يندرجون تحت مسمى عقدة الحقارة".
مبينا ان "من جعلوا فيسبوك متنفسا لهم فهولاء رغم ان هذا الشيء يريحهم ويقلل التوتر لديهم لكنهم يصنفون تحت خانة الجبن فهم لايمتلكون الجراة للبوح بآرائهم".
الميليشيات الالكترونية في العراق
الميليشيا اصطلاحا هي جيش تشكله عادة قوات غير نظامية; من مواطنين، يعملون عادة بأسلوب حرب العصابات، بعكس مقاتلي الجيوش النظامية، وشهد العراق تأسيس عدد من الميليشيات على طول تاريخه الحديث.
اما الميليشيات الالكترونية او ما تسمى اعلاميا بـ"الجيوش الالكترونية" فهي التي انتشرت بعد عام 2010 تحديدا، خصوصا بعد احتدام الجدل السياسي بين الاحزب والكتل السياسية المشاركة في الحكومة او من هي خارجها.
وبلغت حالة التصادم بين تلك الجيوش ذروتها مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا (الفيس بوك) كونه يشهد تواجدا يوميا للغالبية العظمى من الشعب العراقي.
التسريبات التي ظهرت من داخل الاوساط السياسية تؤكد أيضا إنفاق آلاف الدولارات يوميا على تمويل الصفحات المرتبطة بهذه الجيوش، فضلا عن تمويل المنشورات التي تحمل نوعا من التسقيط للخصوم او التمجيد بالجهة التي ترتبط بها صفحة الفيس بوك.
الشخصيات الاعلامية والمراقبون للشأن السياسي سجلوا العديد من الملاحظات بهذا الخصوص لاسيما مع تنامي هذه الظاهرة وتصاعد حدة الخطابات التي تتبناها هذه الجيوش.
تنامي هذه الظاهرة يعلله الكاتب والصحفي ربيع نادر الى "حالة الصراع السياسي الذي يتخذ اشكالا متعددة ولم يترك مجالا الا ودخل فيه". بحسب صحيفة العالم الجديد.
ويقول نادر ان "القوى السياسية المتنفذة وجدت في تصاعد التفاعل مع صفحات التواصل الاجتماعي ضالتها لتجعل من هذه الصفحات منصة لمخاطبة الشارع والسيطرة على المزاج العام".
ويضيف ان "هذه القوى المتنفذة استغلت نفوذها وامكاناتها المالية في انشاء هذا الكم من الصفحات، وأصبحت بمثابة وسيلة اعلام جديدة بالنسبة لها".
ويشدد نادر على ان "(الحقيقة) هي أكبر ضحايا هذه الجيوش، حيث لاحظنا في كل مسألة وقضية هناك فريقين او اكثر يتعاملون مع الموضوع بشكل يمكن اختصاره بين الدفاع المستميت والهجوم القاسي، فيكون المتلقي في حيرة كيف يمكن ان يصل الى حقيقة الموضوع".
ويرجح نادر ان "تتصاعد حدة الحروب بين الجيوش الالكترونية مع اقتراب مرحلة الانتخابات البرلمانية المقبلة".
هذه الجيوش الالكترونية بدأت بعد عام 2014 وتحديدا بعد تسنم رئيس الوزراء حيدر العبادي منصبه خلفا لنوري المالكي ما دعا انصار المالكي الذين انشأوا مجموعات وصفحات للترويج لرئيس الوزراء السابق دون مقابل مادي حينها ولمجرد تعيينهم في بعض الوظائف.
وبعد ضرب تطلعات المالكي بالولاية الثالثة وصعود نجم العبادي الذي استعان بالعشرات من الصحفيين المغمورين والمحللين السياسيين لتشكيل جيش الكتروني كبير من الصفحات على موقع فيسبوك وصلت الى ثمانية كما تشير مصادر بالاضافة الى عدد من الوكلات الاخبارية رد المالكي بتمويل جيشه التطوعي وجنده
للرد على جيش العبادي الاخذ بالنمو وهذا ما اضره موقع فيديو مسرب لبعض العاملين في جيش المالكي الالكتروني، في المقابل لم تكن بقية الاحزاب بعيدة عن هذا الصراع فالمجلس الاعلى الاسلامي والتيار الصدري وحزب الفضيلة لديهم جيوش ايضا وقاموا بجذب المئات من الناشطين.
وفي الجانب الاخر اي القوى المعارضة للعملية السياسية وتتبنى الخط البعثي توجد جيوش الكترونية تحولت من الى موقع القيادة وترويج الاكاذيب وغسل الادمغة وصناعة صورة نمطية لدى المتلقي العراقي حول الكثير من القضايا، من ابرز من يمول هذه الجيوش التي اصبحت تقود مئات الالاف من الشباب غير الواعي هو المطلوب للقضاء العراقي بتهمة الارهاب خميس الخنجر وهو رجل اعمال يتنقل بين الامارات والاردن وجمع امواله عبر الاستيلاء على ممتلكات نجل رئيس النظام السابق المقبور عدي صدام حسين وتجارة السجائر انذاك، ويمتلك الخنجر العشرات من الصفحات على فيسبوك والقنوات على يوتيوب ويمول العشرات من المواقع الالكترونية التي تنشر الاكاذيب بصورة مستمرة.
السلام الافتراضي
ان الحروب الالكترونية التي بدأت تنتشر في مختلف دول العالم وتستهدف المواقع الامنية والمصرفية وحتى الصحية لا يمكن ان تتوقف والسبيل الوحيد لايقافها هو وجود جدار دفاع يمكنه صد الهجمات السيبرانية وحماية البلدان واقتصادها وهذا ما بدأت تفكر فيه العديد من الدول مثل الهند وفرنسا، وفي العراق أعلن مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، الأحد 2017-1-22، عن موافقة المجلس الوزاري للأمن الوطني على تشكيل الفريق الوطني للاستجابة للحوادث والتهديدات السيبرانية.
اما فيما يخص الجيوش الالكترونية او ما تسمى "الميليشيات الالكترونية" الخاصة بالاحزاب والسياسيين فلابد من ايقافها عبر عدة وسائل اهمها متابعة المكاتب الاعلامية في الوزارات والهيئات والدوائر الحكومية، وكذلك متابعة صرف الاول في تلك الدوائر، وتوعية المستخدمين لمقاطعة هذه الصفحات كي تضمحل وتنتهي ويتوقف سيل الاكاذيب والقذف والشتم وانتهاك الحرمات في تلك الصفحات والمواقع.
اضف تعليق