▪️ مثل السيد محمد رضا الشيرازي (رض) العالم المجاهد والإنسان المثالي الذي اختزل في مكنوناته الشخصية الطاقات العِلمية والملكات الأخلاقية التي جذبت الناظرين إليه، ونقلتهم إلى عمق المنهل الصافي لصفات العالم الرباني الذي يُمثل مقولة الإمام جعفر الصادق (ع): ( هو العالم الذي إذا نظرت إليه ذكرك الآخرة).
▪️ جسدت شخصية السيد محمد رضا الشيرازي(رض) الطبيعة الإنسانية المقتدية بأخلاق جده المصطفى (ص) وأهل بيته الطاهرين، بحيث استطاع إبراز جواهرها واستنساخها و تحويلها من إطار التنظير إلى الواقع المحسوس.
▪️ استطاع السيد محمد رضا الشيرازي (رض) أن يجسد خطاً ومنهجاً إسلامياً ولائياً كرسه بعمل دؤوب منذ نعومة أظفاره اختزل فيه مقومات الحركة الإنسانية بكل أبعادها وتجاذباتها من أجل الارتقاء بالإنسان لسلم السمو والكمال، ورفع كلمة الله على كل الأشهاد، عبر سلوك متميز يمثل المنهج الحقيقي لسيرة محمد وأهل بيته الطاهرين (ع).
▪️ مثل السيد محمد رضا الشيرازي (رض) شجرة يافعة من البناء الروحي والأخلاقي وأنموذج راقي لكل إنسان سعى لحفظ كرامته في الدنيا وسعادته في الآخرة.
▪️ ركز السيد محمد رضا الشيرازي(رض) في مسيرته الحياتية من أجل الوصول إلى رتبة متقدمة في درجات سلم الجهاد الأكبر المتمثل في مضمون كلام جده المصطفى(ص): عليكم بالجهاد الأكبر، فاستحق بجدارة لقب العالم المجاهد لذاته، ومداد العالم الرسالي لأمته.
▪️ عندما يشهد الأب (السيد محمد الشيرازي قدس الله سره)، لابنه السيد محمد رضا الشيرازي (رض) بأن ابنه لم يخلق لعالم الدنيا، لم تكن شهادة نابعة من هوى وميل من أب إلى ابنه، بقدر كونها قراءة ثاقبة ورؤية مستقبلية من عالم رباني في شخصية ابن ترك ملذات الدنيا وعاش في عالم الآخرة، فحولته إلى ملاك إنساني فريد يترفّع عن سفاسف الدنيا الفانية، ويسمو نحو آفاق الآخرة الرحبة.
▪️ في تصوري القاصر، لم يَسع السيد محمد رضا الشيرازي (رض) إلى الحصول على درجة متقدمة في سلم العلم وتهذيب السلوك ونبل الأخلاق فحسب؛ بل كان هدفه رؤية بعيدة للوصول إلى استنساخ مثالي استثنائي في اقتدائه بسيرة وأخلاق أجداده الطاهرين (ع) أهلته أن يتربع على قمة من قمم التميز فيها.
▪️ إن من أسرار توفيقات السيد محمد رضا الشيرازي(رض) في مسيرة حياته الجهادية والعلمية يكمن في تشبثه بنص جده النبي (ص)، الذي نستلهمه من آخر نص كتبته أنامله قبل موته، والمتمثل في التمسك بالمنهج القرآني، وإتباع منهج محمد وآل محمد والدفاع عنه خطهم، الذي احتواه نص النبي (ص): إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
▪️ بالرغم أن الطريق الدنيوي الذي سلكه السيد محمد رضا الشيرازي(رض) طيلة مسيرته الحياتية كان محفوفاً بالصعاب والمخاطر، لكن الروح الملائكية التي اختزلها بين جنبيه، وملكة السمو التي امتلكها، جعلته يقابل البشر بروح شفافة، وببسمة صادقة فانطبق عليه وصية أمير المؤمنين(ع) لهمام:
المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدراً، وأذل شيء نفساً، فنظر السيد محمد رضا الشيرازي(رض) إلى الطريق الدنيوي الصعب بنظرة الطريق الممتلئ بالورود الذي سينقله في نهاية المطاف إلى جنان الآخرة.
▪️ مثلت شخصية السيد محمد رضا الشيرازي(رض) شخصية علمائية إنسانية متوازنة استطاعت أن توازن بين قوة الإيمان، ومتانة العلم وبين الانغماس في ملذات الدنيا والركون إليها، وبين إتباع الأنا ورضا الله، فظل محافظاً على توازنها الدقيق طيلة مسيرة حياته الجهادية، عبر جهاد ذاتي وطلب للعلم وخضوع لله وتواضع محمدي قل بين العلماء.
▪️ بينت جوانب شخصية السيد محمد رضا الشيرازي(رض) مدى قدرة الإنسان المؤمن بعقيدته ومبادئه الدينية والأخلاقية الصادقة على تحمل جاذبية الدنيا وملذاتها، وبريق الحضارات المزيفة وهالاتها، بحيث زاد من تشبثه بالوجاهة الحقيقية التي كان يرتجيها من خالقه، الذي انطبق عليه قول الله تعالى: إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا.
اضف تعليق