في حياة الإمام الشيرازي الكثير من الدروس والعبر التي نحن بحاجة إليها، ولكن نذكر جانباً واحداً من تلك الدروس والعبر من أجل أن نستفيد منها في حياتنا. منها أهمية البركة وكيفية تحقيقها في حياتنا. فقد كانت حياته امتداداً واسعاً وكبيراً من البركات في العلم والفكر والتربية والمؤسسات، ما...
قال الله تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) مريم/96. صدق الله العلي العظيم.
لماذا نحيي ذكرى المرجع الراحل آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي في كل عام؟ ولماذا تنبعث القلوب إلى ذكراه العطرة، وتتحيّن النفوس إلى سيرته الوضاءة؟ إنه الحب الذي رسّخه في القلوب، فكل من التقى به، أو درس عنده، أو عاشره، أو تربّى عنده، أو سمع كلمةً منه أو نصيحةً أو موعظةً، فقد أحبّه حبًّا جمًّا. ولا يزال بعد 21 عامًا راسخًا في القلوب، لم تنسَهُ الذاكرة، وقصصه ومواعظه تدور في الأذهان وتستذكرها القلوب دائمًا.
ومنهم من سمع تلك الكلمات، فتغيرت حياته تغيرًا جذريًا، فتحوَّل من شيءٍ كان في الماضي إلى عظيم في الحاضر والمستقبل، أصبح شخصا عظيما، بسبب تلك الكلمة أو النصيحة التي سمعها من الامام الشيرازي. وهذا هو المعنى الحقيقي للحب الذي يخلف آثارًا عميقة في النفس والسلوك والفكر. ولهذا، في كل عام نحيي هذه الذكرى.
ذكرى من اجل العبرة والاعتبار
ولكن الأهم من كل ذلك في ذكرى رحيل الإمام الشيرازي هي العبرة والاعتبار الذي نحتاجه في حياتنا من أجل إصلاحها وتغييرها نحو الأحسن. فعن الإمام علي عليه السلام: (مَنِ اعْتَبَرَ أَبْصَرَ، وَمَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ، وَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ). وفي حياة الإمام الشيرازي الكثير من الدروس والعبر التي نحن بحاجة إليها، ولكن نذكر جانباً واحداً من تلك الدروس والعبر من أجل أن نستفيد منها في حياتنا.
البركة في الامتداد
من هذه الدروس: أهمية البركة وكيفية تحقيقها في حياتنا. فقد كانت حياة المجدد الشيرازي (قدس سره) امتداداً واسعاً وكبيراً وكثيراً من البركات في العلم والفكر والتربية والمؤسسات، ما لا تستطيع أن تحققه دول. فكيف استطاع شخص واحد تحقيق ذلك، وبتلك الظروف المحيطة به، وتلك الضغوط الهائلة التي تعرض لها، مع قلة الإمكانات التي كان يمر بها مع اتساع مشروعه النهضوي التغييري الكبير، ومع انشغاله الكثير بالنشاط والعمل، وانتاجه الوفير لذلك التراث العظيم الموجود فيما بيننا من كتب ومؤسسات ومشاريع وأفراد وأفكار وخدمات.
فكيف استطاع هذا الرجل أن ينجز تلك الامتدادات الواسعة، وأن يحقق تلك البركات في حياته؟
لقد استثمر الإمام الشيرازي حياته وعمره وعمله بشكل مذهل وهائل، كل لحظة وثانية من حياته كانت عملاً جباراً، إما بنفسه أو بالتوجيه أو بالتحريض أو بالمتابعة الحثيثة. كان لا يترك عملاً في فكره ويراه صالحاً عظيماً كبيراً إلا وتابعه بأشد المتابعة، وأنا كنت شاهداً على هذا. كان يجلس مع الشخص الواحد جلسات وجلسات ويتابعه ويتابعه ولا يمل من ذلك، قد يمل ذلك الشخص من كثرة المتابعة، لكن السيد الشيرازي ما كان يمل حتى يحقق الإنجاز الذي يريد تحقيقه. وهذا ما ترونه في مختلف مناطق العالم من حسينيات ومؤسسات وكتب وكوادر وأفراد وعلماء صالحين. وعن الإمام علي عليه السلام: (بَرَكَةُ الْعُمْرِ فِي حُسْنِ الْعَمَلِ)، وفعلاً كان في عمله حسناً كثيراً.
هناك ثلاثيات ثلاثة يمكن أن نقرأها باختصار حتى نعرف لماذا حصلت هذه البركة في حياة الإمام الشيرازي وانبعثت هذه البركات في سيرته الوضاء، في حياته وفي حياة من معه، ومن تعلّم على يديه واستمع الى ارشاداته، والذين انتشروا في كل مكان في العالم.
وهذه الثلاثيات هي: الثلاثية الذاتية، الثلاثية الاجتماعية، الثلاثية النهضوية.
الثلاثية الذاتية: الصدق، الإخلاص، الزهد
الثلاثية الذاتية كانت الأساس لبنائه النفسي والذاتي، بحيث تكونت شخصيته منها. ففي الصدق سار الإمام الشيرازي في الطريق المستقيم للوصول إلى الواقع والهدف، فلم يقع في الأوهام والتضليل، وعرف كيف يصل إلى الأهداف السامية.
صدقه مع نفسه، وصدقه مع الآخرين، وصدقه مع الله سبحانه وتعالى، جعله ثابت القدم على المبادئ. الإنسان في معترك كبير يواجه الكثير من المغريات والضغوط والتحديات الكبيرة التي تجعله ينهار ويستسلم.
قد ينهار ويستسلم من خلال الوساوس والمبررات التي يضعها في نفسه ليبرر لنفسه تلك المغريات، وعند الكثير قد تصبح "الغاية تبرر الوسيلة" سلوكا سهلا. ولكن المبادئ كانت أعظم عند الإمام الشيرازي.
أنا أتذكر موقفاً من أشد المواقف صعوبة على حياة الإمام الشيرازي، موقفاً يمكن أن يكون مصيرياً جداً. حيث ضغطوا عليه حتى يستسلم، لكنه قال: "ماذا أجيب الله في الآخرة؟".
هنا يتبين جوهر الإنسان في الاختبار الذي يقع فيه، فقد يمكن للبعض ان يضع له مبررات ثم يقول: ما المانع من أن أفعل هذا الشيء؟
الموقف المبدئي لايكون الا عند من تمحض فيه الصدق مع ذاته.
والصدق مع نفسه ومع الله جعل الامام الشيرازي مصدر ثقة وإيمان عند الناس الذين آمنوا به لصدقه. فالناس يرون الصادق في عمله وفي فكره وفي سلوكه، ويعرفونه جيداً. فكان حبهم وارتباطهم وثيقا بالسيد الراحل عندما رأوا فيه ذلك الصدق الكبير.
وصدقه مع نفسه ومع غيره ومع الله سبحانه وتعالى فتح له أبواب الخير والفهم والوعي والفكر النير. فالذي يصدق لا يدخل في عالم الظلام والأوهام.
الإنسان الكاذب عندما يكذب يضع لنفسه مبررات فيختلق أوهاما لإقناع ضميره بالصمت والخنوع، لكن الصادق يرى الطريق أمامه مستقيماً وواضحاً.
وهكذا كان الامام الشيرازي واعياً وفاهماً ومحللاً عميقاً للأحداث، بحيث كان يستشرف المستقبل في كثير من الأحداث التي رأيناها معه. أحداث كثيرة توقعها وقد حصلت بعد ذلك، هذا يدل على أنه رجل كان يفهم الكثير من القضايا بسبب صدقه، وهذا معنى الفهم لعالم الأسباب والمسببات، فالإنسان الصادق يصل إلى عالم الأسباب والمسببات.
وتوفيقاته الكبيرة ونجاحه في حياته نجاحاً عظيماً كان بسبب صدقه. في الآية القرآنية تقول: (قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) المائدة 119، وفعلاً نفعه صدقه في الآخرة، كما نفعه أيضاً في الدنيا.
الإخلاص وتحقيق الاهداف
وفي الإخلاص جعل قلبه مطمئناً ونقياً وصالحاً، ورسخ اليقين في قلبه. فعدم الاخلاص ينتج عن الانحراف السلوكي الذي تدفع نحوه النفس الانانية الغارقة في المصالح الدنيوية الخاصة والضيقة، فيتلون قلبه بالمعاصي، وتتلوث نياته بالشكوك، كالماء المالح أو العكر، أما الماء الزلال فيكون نقيا طيباً، وبالاخلاص لله سبحانه وتعالى ترسخ اليقين والاطمئنان في قلب الإمام الشيرازي، ولم تدخله الوساوس الدنيوية ولم تغوه المصالح المادية والسلطوية، فكان حصينا امام الشكوك والفتن والوقوع في حبائل الشيطان.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: (طوبَى لِلْمُخْلِصِينَ، أُولَئِكَ مَصَابِيحِ الْهُدَى، تَنْجُلِي عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةِ ظَلْمَاءِ). وفعلاً كان هو الوعي والضياء والنور لكثير من الناس. كثير من الذين عاصروه وخصوصا تلاميذه كانوا يعرفون معنى هذا الكلام، كيف أنهم تعلموا وتربوا على يديه، ونهلوا من أفكاره القيمة وأخلاقه الكبيرة، حيث كان مصباحا في العلم والمعرفة في الليلة الظلماء.
وعن الإمام علي عليه السلام: (مَنْ أَخْلَصَ بَلَغَ الْآمَالَ). فبالإخلاص يصل الإنسان إلى الأهداف الكبرى. لأن الإخلاص يجعل الأهداف مترفعة عن الدنيا قريبة من الغايات السامية، فتكبر الطموحات وتعظم الأفعال وتتنامى النتائج. وما خلفه الامام الشيرازي من ارث عظيم هو عبرة لنا في كيفية التحول من الطموحات الجزئية الى الغايات العليا.
الزهد للتحرر من الاشياء
أما الزهد فقد كان من أهم الأسباب في توفيقاته، لأنه كان يرى الأشياء والماديات معوقاً للتقدم والنهضة والعمل الصالح. فالإنسان الذي له أهداف كبيرة وغايات عظيمة لابد أن ينبذ الدنيا وراء ظهره. وعندما يتعلق بالأشياء - بسيارة أو بيت أو أثاث- هذا الإنسان يصبح عبداً لهذه الأشياء. أما الإنسان الكبير الممتلئ بالغنى في داخله وشخصيته، وعنده الثقة الكبيرة بنفسه، لا يهتم بالأشياء ولا يصبح خاضعاً لها.
كانت غرفة سماحة السيد محمد الشيرازي التي يستقبل فيها الناس صغيرة جداً كانت حوالي 10 أمتار بالكاد تتسع للناس المتزاحمين عليه، وبقي في هذه الغرفة حتى رحيله. والأثاث في البيت الذي كان يسكنه قديم، وكانت الغرفة مفروشة بالموكيت الذي أصبح متهالكا وأتذكر اللون كان فستقيا أخضر وكانت هناك على اطراف الموكيت مجموعة من البطانيات التي أصابها القدم أيضا وكانت بحاجة الى التغيير. في إحدى المرات، دخلت الغرفة فرأيت سماحة السيد جالساً على الموكيت في منظر غريب جداً، دون بطانيات وقد اصبح الموكيت في لونين احدهما فاتح والآخر غامق، فتعجبت من هذا الأمر. ويبدو أن العاملين بالمكتب أرادوا تبديل البطانيات القديمة بأخرى جديدة. وعندما رأى سماحة السيد البطانيات الجديدة، أخرجها من الغرفة ورمى بها خارجاً، رافضاً استخدامها مع أنها بطانيات عادية جداً.
هذا يدل على أنه لم يكن يرغب بالارتباط بأي شيء من أمور الدنيا المادية حتى العادية والصغيرة منها، لأنها تصبح معوقا امام تحقيق الأهداف الكبرى، وهذا الامر جعل ارتباطه بالله سبحانه وتعالى وثيقا وقوياً.
فقد كان سماحته يؤكد على الحياة البسيطة التي تكون سبباً لتقدم الإنسان وتقدم الأمة. واليوم نعيش تنامي التعقيدات الكبيرة في حياتنا، وازدياد وتيرة المشكلات الاجتماعية، والأزمات الاقتصادية، بسبب التعقيد المادي في حياتنا. ولو اتبع الناس سيرة رسول الله وسيرة أهل البيت عليهم السلام وتوجيهات العلماء الصالحين من امثال الإمام الشيرازي، لم تكن هذه التعقيدات موجودة في حياتنا.
البساطة تنقذ الإنسان، تجعله مطمئناً مرتاحاً في حياته. اليوم نرى الطلاقات الكثيرة والمشاكل الزوجية الكثيرة بسبب التوقعات المادية الكثيرة المتطلبة بين الازواج.
كان يرى أن الزهد هو مفتاح تقدم الأمم والسعادة في الحياة. فعن الإمام علي عليه السلام: (وَالزُّهْدُ ثَرْوَةٌ)، وفعلاً هو ثروة وغنى للإنسان. وكذلك الزهد يفتح الطريق للإنسان ليرى الحياة رؤية واقعية حقيقية. وَعن الامام علي (عليه السلام): (ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُبَصِّرْكَ اللَّهُ عَوْرَاتِهَا وَلَا تَغْفُلْ فَلَسْتَ بِمَغْفُولٍ عَنْكَ).
الثلاثية الاجتماعية: اللاعنف المطلق، العفو المطلق، التعاون
هناك ثلاثية ثانية: الثلاثية الاجتماعية، وهي: اللاعنف المطلق، العفو المطلق، التعاون. العنف الذي نراه اليوم هو أساس كل الأزمات، فلذلك كان الإمام الشيرازي يرى أن اللاعنف هو أساس لحل كل المشكلات وبناء الاستقرار الاجتماعي. والحلول الاجتماعية تأتي من خلال ممارسة اللاعنف والتربية على اللاعنف، لا فقط باللاعنف اليدوي، بل اللاعنف المطلق الذي هو: اللاعنف الجسدي، اللاعنف القلبي، اللاعنف الفكري. وكان يسميه (اللاعنف المطلق).
وكذلك كان يرى أهمية العمل بالعفو المطلق سيرا على سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله.
فالعفو المطلق يقتلع الكراهية والاحقاد من القلوب، (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) النور/22.
وكذلك كان الامام الشيرازي يؤكد على التعاون لأنه يؤدي إلى الوحدة والأخوة والتسامح، وبالنتيجة إلى إيقاف النزيف الاجتماعي الذي وقعنا فيه اليوم، بسبب الصراعات الاجتماعية والنزاعات الفئوية. (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة/2.
الثلاثية النهضوية: الحرية، التعددية، الاكتفاء الذاتي
"الثلاثية الثالثة، وهي الحرية، والتعددية، والاكتفاء الذاتي. فالحرية لأن الإنسان عندما تُسلب منه شخصيته وهوّيته، يصبح بلا شخصية. والإنسان المستعبَد لا شخصية له، فكيف يستطيع ان يصبح حرا، وكان يرى أن أسوأ أمر في حياة الإنسان والبشرية هو الاستبداد.
كان يحارب الاستبداد بشدّة -اقرأوا كتبه من أول كتاب إلى آخر كتاب- كان لابد أن يذكر الاستبداد مكافحةً ونبذًا. وكان يحارب المستبدين لذلك طُورد من العراق ومن دول أخرى بسبب ذلك، لأن الاستبداد في النهاية يعني الطغيان، والطغيان في السلطة يؤدي إلى طغيان كل فرد في المجتمع، فيصبح كل فرد هو طاغية.
وكان السيد الشيرازي أيضاً يدعو للتعددية. أتذكر أني قرأت في أحد كتبه -كتاب لنبدأ من جديد- كان يؤكد على قضية التعددية في حل الاختلافات وحل النزاعات، وفتح باب التكافؤ في الفرص للجميع. لا يمكن استبعاد أحد او تهميشه، لا يمكن نبذ أحد من الفضاء الموجود في حياتنا.
أما الاكتفاء الذاتي فهو بناء لكرامة الإنسان وعزة الأمة، واستثمار للطاقات والعقول. وإلا فمع عدم الاكتفاء الذاتي تهدر الطاقات وتكبر حالة الاحتياج للآخرين وبالتالي الوقوع في الهوان والتبعية.
اليوم الكثير من البلاد الإسلامية تعيش على التبعية الاقتصادية لدول أخرى لذلك هي مرتهنة لها، وكان الامام الشيرازي يقول هذا الكلام منذ ستين عاما وينقل ما روي عن الامام علي (عليه السلام): (احْتَجَّ إِلَى مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَسِيرَهُ، وَاسْتَغْنِ عَمَّنْ شِئْتَ تَكُنْ نَظِيرَهُ).
الرسول الاسوة
لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) الأسوة والقدوة التي سار عليها الإمام الشيرازي (رحمه الله) في حياته. وكان يرى أن سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) هي المنهج الذي يفتح للأمة طريق التقدم والازدهار، كما فتح التقدم للأمة الإسلامية من خلال رسول الله ومبعثه صلى الله عليه وآله.
وكان يرى في رسول الله النموذج الذي يجب أن تسير عليه الأمة حتى تستطيع تحقيق الفتح الكبير والانتصار الكبير في حياتها. وفعلاً كانت سلوكياته اقتداء بسيرة الرسول (صلى الله عليه وآله): في لاعنفه وتواضعه وزهده ومداراته للناس واحتوائه لهم، وحلمه وعدم انجراره الى الصراعات والنزاعات، بل كان يدعو لنبذ الصراعات والنزاعات، أسوةً برسول الله صلى الله عليه وآله.
(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا، وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا) الفتح1/3.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا للسير على نهج رسوله وأهل بيته (عليهم السلام)، وأن نستثمر تلك الدروس من سيرة المرجع الراحل الإمام السيد محمد الشيرازي (رحمه الله)، فننال الخيرات والبركات في الدنيا، وحسن العاقبة في الآخرة. (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) آل عمران/107.
وصلى الله على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
اضف تعليق