يتطلَّب تجريب النظرية الشيرازية للنهضة والتطور المتوازن نفسياً واجتماعيَّاً عامَّاً بالاقتصاد والعلاقات الدولية، أي إنَّ ذلك الفكر يحقق موقفاً تحررياً وفتيَّاً من القضايا المعاصرة الساخنة، ويقوم بمعالجة قضايا أخرى على مستوى البلد والمنطقة والقارة والعالم بالنهاية، وهذا يقوم على تفهم أنماط التطور الاجتماعي وتعميم التعليم والصحة والخبرة الإدارية...
مُنذ أمدٍ طويل والأمة الإسلامية تعاني من تخلُّفٍ كبير على جميع الأصعدة وهذه من نتائج الفتوحات الإسلامية وما أعقبها من أحقاد الغرب والشرق على الإسلام والمسلمين؛ مما أدى إلى الانتقام منهم والإجرام بهم واحتلالهم حتى على مستوى الفكر.
وقد فشلت كثير من المحاولات التي تهدف إلى النهوض بالواقع الإسلامي بسبب فردانية الفكرة والصول بها دون مؤازرة الآخرين، وكذلك؛ إنَّ من يدعي الفكر النهضوي يستندون إلى الرأي الشخصي وما انتجه لهم فكرهم المعاش أو تجربتهم البسيطة؛ لذا سرعان ما انهارت أفكارهم وسارت في طريق الزوال، ولم يقم لها علم يُهتدى به أو كهف يُؤوى إليه من مصيبات الفتن.
فقد تنبَّه المرجع الراحل الامام السيد محمد الشيرازي إلى هذا الأمر من (أنّ نهضة المسلمين وعواملها المؤدية إلى نجاحها؛ هي أبرز المحاولات العملية الإسلامية لتغيير الواقع في العالم الإسلامي، وتقديم حضارة جديدة لدول العالم كلها، لتحقيق ما تصبو إليه الشعوب من العيش في عالم الإيمان والحرية والرفاه والسلام)، وانمازت هذه الرؤية بواقعيتها لأنَّها تستند إلى مصادر التشريع الإلهي؛ لذلك فهي تتجاوب مع ما تتطلع لها الشعوب المسلمة من نمو في السياسة والاقتصاد والاجتماع وغيرها من العلوم في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الشعوب العربية والإسلامية المتخلِّفة بسبب الاعتمادية على ما يأتيها من الخارج دون ما تشعر بفقرها وتخلفها عن العالم الآخر.
ومبادئ النهضة الإسلامية صاغها السيد الشيرازي بناء على مرتكز شرعي تنطلق منه أشعة تنير طريق المسلمين لبناء دولتهم الموعودة عبر التاريخ لتحقيق آمالهم وطموحاتهم، وبها يتم ترسيخ المبادئ الحقَّة التي نشدها أئمة المسلمين والأنبياء من قبل، وعليه فإنَّ هذه المبادئ نتيجة لتحليل العلاقات الاجتماعية المحلية، وتوافق المجتمع السياسي معها في ظروف الوعي الإسلامي، بدأت تتكون فيها مقدمات ومؤشرات على طبيعة الخلل والصواب في التشريع والأداء والتنفيذ، وكان ذلك نافعاً جداً في الصيروية النهائية للنظرية التي يراها السيد الشيرازي الهادفة إلى رفع راية الإسلام والمسلمين.
إنَّ انعطاف البلاد الإسلامية من التصخُّر السياسي والجمود والرجوع وتسليم الأمور بيد الدكتاتورية أو السلطات الإرهابية؛ منها إلى النهوض بواقع الشعوب الإسلامية وتحريرها من قبضة الاستعمار الفكري والسياسي والقيام بالحركات التحررية على مستوى الفكر والمناحي الأخرى؛ يتطلَّب تجريب النظرية الشيرازية للنهضة والتطور المتوازن نفسياً واجتماعيَّاً عامَّاً بالاقتصاد والعلاقات الدولية، أي إنَّ ذلك الفكر يحقق موقفاً تحررياً وفتيَّاً من القضايا المعاصرة الساخنة، ويقوم بمعالجة قضايا أخرى على مستوى البلد والمنطقة والقارة والعالم بالنهاية، وهذا يقوم على تفهم أنماط التطور الاجتماعي وتعميم التعليم والصحة والخبرة الإدارية، فقام السيد الشيرازي بصياغة أهم الأحكام النهضوية والسنن الأساسية لبناء (دولة الإسلام الواحدة).
مبادئ أسس النهضة الشيرازية
وضع السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدِّس سره) مجموعة من المبادئ التي رأى أنَّها تقوم بنهضوية الإسلام والمسلمين بعد التقهقر الذي رزحت به البلاد الإسلامية منذ أمدٍ طويل، منها:
1ــ مبدأ التوارث والتطوُّر: حاول السيد الشيرازي تطوير التراث الفكري والسياسي الإسلامي بما فيه من نظريات طُبِّقت في بعض فترات التاريخ، ونظريات مأمولة التنفيذ بمنظور المستقبل الذي تتهيأ له ظروف التحقيق باستمرار وتصاعد.
ولذلك فإنَّ أداء الوظائف والواجبات هو تطوير مستمر بصدد النهضة ببناء الحكومة ودمجها بسائر الناس، وليست الحكومة إلا مجموعة من أبناء المجتمع اتقت بهم مؤهلاتهم للقيام بواجبات الخدمة العامَّة.
2ــ مبدأ التوعية بالثقافة الإسلامية الصحيحة: يجب القيام بالتوعية الإسلامية الواسعة النطاق على صعيد الأمَّة كلها حتى يعي المسلم بوظيفته، وذلك بطبع ونشر ما لا يقل عن ألف مليون كتاب توعوي، اقتصادي، سياسي، اجتماعي، تربوي، عقائدي، فقهي، أدبي...
وهذا الامر يشمل مبدأ التنظيم، بأن يقوم المسلمون بتنظيم أنفسهم لأنَّهم أداة التوعية وقوام ذلك يكون في أمرين:
الأمر الأول: أن تكون كل القوانين مستقاة من الكتاب والسنة والإجماع والعقل، وهذه هي مراجع الفكر المسلم.
الأمر الثاني: أن يكون الحاكم الأعلى للدولة إنساناَ سويَّاً مرضيَّا عند الله سبحانه بتوفر شروط القيادة فيه، ويكون منتخباً من أكثرية الأمَّة وفقاً للكتاب والسنَّة.
3ـ مبدأ إعطاء الرشد الفكري للأمَّة الإسلامية: يرى السيد الشيرازي) وجوب إعطاء جرعات الرشد الفكري إلى أبناء الأمَّة الإسلامية، وهذا لا يتم إلَّا بوساطة إلغاء الحواجز النفسية وبعدها إزالة الحدود الجغرافية واللغوية بين المجتمع ككل، (لأنَّ هذه الحدود والفواصل الخارجية منبعثة في الحقيقة عن الحدود والحواجز النفسية، هذا عراقي وهذا كويتي وهذا مصري وهذا إيراني وهذا وهذا باكستاني.... كل هذا صحيح لكن (لتعارفوا) لا لتناكروا)، أي الإختلاف في اللغة لا في التعارف، فالقرآن الكريم والسنة الشريفة تحث المسلمين على التعارف بين المجتمعات، وهذا من الأسس المهمَّة للنهضة الإسلامية.
4ــ مبدأ إنتخاب الحاكم الأعلى من قبل المسلمين: في فترة غياب إمام زماننا (عجل الله تعالى فرجه الشريف؛ يرى السيد محمد الشيرازي بحكومة الإنتخاب منفذا لترسيخ مبادئ الأمَّة الإسلامية؛ (لكي تتحرك مختلف فصائل الأمَّة نحو إقامة حكومتها الإسلامية الكبرى، ينبغي أن تكون على بصيرة من أمرها، وتعرف جيداً طبيعة الحكم والقيادة التي ستشرق على إدارة شؤونها وتقر لها مصيرها، وتخطط لمستقبلها..)، وهذا ناظر إلى تعيين الله تعالى الخليفة قبل خلق البشرية لقوله (صلى الله (عليه وآله): (كان الخليفة قبل الخليقة)، لما للخلافة من أهميَّة كبرى ومبدأ لا سبيل غيره، لأن مهام الخليفة هو تطبيق شرع الله تعالى على أرضه وترسيخ قواعد حكومته العادلة.
ويشترط السيد الشيرازي لهذا المبدأ؛ شرطين أساسيين لترسيخه في المجتمع، وذلك في قوله:
(أوَّلاً: إنَّ من الشروط الأساسية في الحكومة تحقيق الشورى والاستشارة في كافة المجالات، حيث قال الله تعالى: (وَأَمْرُهُمْ شُوْرَى بَيْنَهُم)، فرئاسة الحكومة تكون عبر انتخابات حرَّة يُنتخب فيها الحاكم تبعاً لأكثرية الآراء، شرط أن تتوفر فيه المواصفات التي اشترطها الله سبحانه كالعدالة والاجتهاد في الأمور الدينية والاطلاع على شؤون الدنيا إلى آخر ما هو مذكور في كتب الفقه المفصلة...
ثانياً: من الضروري توحيد البلاد الإسلامية كلها تحت لواء حكومة إسلامية واحدة ذات ألف مليون مسلم.
والسؤال هو: ماذا نصنع بالرؤساء الحكام حالياً؟
والجواب: نصنع بهم كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأهل مكة بعد الفتح.
فالحكام لو كان فيهم مَن تجتمع فيه الشروط ورضيت به أغلبية الأمَّة يتحتم اقراره في منصبه، وإن لم يكن كذلك عادوا أفراداً عاديين ولا يُتعرض لهم. إذ "الإسلام يجبُّ ما قبله"، ولذ نجد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) عندما فتح مكة عفا عن حكامها ومجرميها ولم يؤاخذهم بما سبق منهم).
مما يتضح لنا أن السيد الشيرازي له رأي خاص يؤكد فيه: إنَّ بوجود الإمام المعصوم لا يجوز أن يتقدَّم عليه أحد، أمَّا في زمن الغيبة فيتحول الأمر إلى الشورى، فالأمران يراهما السيد الشيرازي نافذين في الحكومة الإسلامية، وهو رأي وسطاً بين مَن يقول بأمرة المعصوم ولا أُمرة لغيره؛ ومن يقول بالشورة ولا رأي غيرها.
5ــ مبدأ صياغة الذهنية الإسلامية: قال السيد الشيرازي: (لبناء الشخصية الإسلامية ثقافياً نمر بمرحلتين طبيعيتين هما: الهدم أولاً.. والبناء ثانياً.. فالمرحلة الأولى، هي تحطيم الثقافات الاستعمارية الغازية، وهدم البنى الفكرية المستوردة).
السيد الشيرازي في هذا المقطع نراه قد وضع يده على مكامن الخطر الذي يُهدد كيان المجتمع الإسلامي المعرض للانهيار الفكري بسبب الثقافات المستوردة التي جاء بها الاستعمار إلى البلاد الإسلامية، وهذه الثقافات بدت تستشري بين أوساط الأمة مما أدى بالشباب التقليد الأعمى للغرب في الجزء السلبي فقط، والاستعمار من جهته قام ببث روح التمرد بين الشباب بذريعة (الانفتاح على الثقافات الأخرى)، لذا بين آونة وأخرى تظهر مجموعة من الشباب تحمل اسماً غربياً ذات تصرفات لم نألفها في مجتمعنا الإسلامي بسبب تأثرهم بالغرب، وهذه ليست وليدة الحاضر وإنّما لها جذور تمتد منذ دخول الاستعمار إلى البلاد الإسلامية قبل عشرات السنين وحتى اليوم رغم إقامة الإصلاحات والتوجيهات والحركات الدينية في مختلف الدول العربية على مدى قرن وربع إلا إنّها لم تستطع التغيير بالشكل المراد، رغم أن هذه الحركات (كالحركة السنوسية في ليبيا والحركة المهدية في السودان، وحركة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في مصر، والمجدد الشيرازي والميرزا محمد تقي الشيرازي قائد ثروة العشرين في العراق، وغيرها التي ذكرها آية الله السيد محمد الشيرازي) كان لها مؤيديها وقد استقطبت الشباب من مختلف البقاع العربية، إلا أن الجانب الآخر كان مسخراً جميع طاقاته لأجل إفساد ما أصلحه الآخرون مما أدى بهذه الحركات إلى الاضمحلال والانهيار شيئاً فشيئاً وأصبحت سجلاً مؤرخاً للماضي لا تأثيراً لها على المجتمع الحاضر، فكيف نتخلّص من هذه الأفكار التي عشعشت في جوف المجتمع وشاخ عليها؟ لذا يجب في بناء الذهنية الإسلامية مراعاة:
1ـ دراسة الثقافات التي جاء بها الغرب ومعرفة مدى تأثر المجتمع بها وكيفية السيطرة عليها واحتوائها.
2ـ الاستفادة من الماضي في معرفة الحدث المعاصر كما يقول السيد محمد الشيرازي في كتابه (العِبرة سبيل النجاة) لمعرفة السبب الرئيس الذي أدّى بالحركات الإصلاحية ـ السالفة الذكر ـ بعدم الاستطاعة بالتغيير الحقيقي حتى لا نقع بمثله لأن الإنسان إذا عرف هفتات الماضي تجنب الوقوع في الخطأ.
3ـ تحطيم الثقافات الاستعمارية الغازية، وهدم البنى الفكرية المستوردة كما يقول السيد محمد الشيرازي في كتابه (السبيل إلى إنهاض المسلمين)، لأنّ الثقافات لها تأثيرها في المجتمع ومن الصعوبة تحطيمها بشكل آني إلا من خلال التوعية الفكرية وتنبيه المجتمع بالخطر الذي يُداهمهم.
4ـ العمل الجماعي في إنشاء ذهنية إسلامية مبنية على أسس عقائدية رصينة.
5ـ التوعية بأساليب جاذبة لا مُنفّرة لأنّ المجتمع سأم من النقد اللاذع المباشر بل يحتاج إلى من يستقطبه بأسلوب أخلاقي وكما يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (أيها الناس والله إني لأعلم أنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن سعوهم بالطلاقة وحسن الخلق... رحم الله كل سهل مطلق).
بعد الغزو الثقافي الذي عصف بالذهنية الإسلامية استحالها إلى رُكام من الأطلال في المفاهيم الإسلامية ولم يبقَ من المبادئ الرسالية إلى ما تحمله الكتب، فاستطاعت الصادرات الثقافة الغربية تقويض ما بناه الإسلام من أفكار بنائيَّة – أخلاقيَّة، دينية، سياسية، اقتصادية،..- وعلَّق المسلمُ أفكاره بذيل الاستيراد الغربي، فصار يرى ما يرون ويؤيِّد ما يدَّعون على أنَّ ما يقوله الغرب من المسلَّمات العلمية والفكرية، فبنى الاستعمار الفكرَ المسلم بناءً بحسب أفكاره؛ لذا يرى السيد الشيرازي في صياغة الذهنية الإسلامية، يجب هدم و(تحطيم الثقافات الاستعمارية الغازية وهدم البنى الفكرية المستوردة.
وهذا يعني معرفة الأمراض الكامنة في جسد الأمَّة الإسلامية ومعرفة كيفية الهيمنة الاستعمارية علينا، وما هي خططه ومؤامراته التي يحركها ضد الإسلام من وراء الكواليس، وذلك لأنَّ الإنسان ما لم يعرف المرض لا يستطيع معرفة العلاج...).
ويرى السيد الشيرازي: إنَّ سبب فشل الحركات الإسلامية التي تقوم بين الحين والآخر ولاسيما التي قامت في القرن الماضي؛ هو (إنّ الأمَّة كانت تعتمد على الجزء السلبي فقط، أمَّا الجزء الإيجابي في طرح برنامج بديل متكامل فلم يكن مطروحاً عندها أو كان مطروحاً ولكنَّه لم يخرج إلى حيِّز التنفيذ، وهذا ما يجب أن نتداركه في حركتنا الإسلامية العالمية القادمة، فالواجب معرفة الجزء الإيجابي أيضاً، والذي هو عبارة عن: كيفية الحكم في المستقبل وفقاً للمقاييس الإسلامية). ففي صياغة الذهنية الإسلامية يجب هدم وتحطيم الأفكار المستوردة وتنشئة المجتمع تنشئة إسلامية وبناء أفكاره وفق الأطر الإسلامية.
6ــ نشر الوعي في البلاد الأجنبية: من منطلق قول الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): (علموا الناس محاسن كلامنا فإن سمعوا محاسن كلامنا اتبعونا) يُشير السيد الشيرازي إلى ضرورة نشر الفكر المحمدي الأصيل في بلاد المعمورة ليصل صوت الحق إلى اقصى بلدة من الكرة الأرضية وهذا سيُمهّد إلى تقبل الناس الفكرة الإسلامية النيِّرة ومنها سيدخلون في بودقة الإسلام زرافات ووحدانا.
7ــ الاستفادة من الأخطاء السابقة: من الأسس التي أشار إليها السيد الشيرازي هو الاستفادة من الأخطاء السابقة لتلافيها في قابل الأيام، منها أسباب سقوط الدول الإسلامية إذ يرى السيد الشيرازي من اهم الأسباب هو الابتعاد عن الشريعة الإسلامية التي جعلت حب الأوطان من الإيمان، والسبب الآخر هو تقاتل المسلمين على السلطة والتضحية بكل شيء لأجل الحفاظ على الكرسي مما أدَّى إلى نفور الناس من الحاشية السلطوية وعلى رأسهم الزعيم الذي يرى في نفسه سنان الإسلام والمسلمين، والعلاج هو الرجوع إلى الكتاب والسنة التي تُعدُّ الدستور الإلهي في كل شيء.
8ــ تثقيف المسلمين قبل أن يُثقفهم الغرب: لأنّ التثقيف أمرٌ بالغ الأهميَّة وبه يتم التغيير نحو الاحسن أو نحو الأسوأ، (وقد أغفل المسلمون أهميَّة التثقيف وتناسوه في الوقت الذي أدرك الغربيون والشرقيُّون أهميَّته وراحوا يعملون بكل طاقاتهم في هذا السبيل).
هجمت الثقافات الغربية على المجتمعات الإسلامية بعد الاختلاط بسبب الفتوحات والاستعمار على حد سواء، وهذا ما انتج أجيالاً صارت تبتعد عن البؤرة الإسلامية شيئاً فشيئاً مما لم يبقَ من الإسلام إلا إسمه ومن القرآن إلّا رسمه، واستُلبَ التقديسُ من أذهان المسلمين فكسروا الحواجز التي كانت مؤطرة بإطار المقدَّس فراح المسلمون المستغربون بانتهاك المقدَّس دون أن يرعووا، وهذا ما كان يبغيه المستعمر، فقد تنبَّه السيد الشيرازي إلى هذا الأمر ورأى أنّ تثقيف المسلمين واجبٌ وطني مقدَّس.
ومن هذه الأسس تتفرع فروعٌ كثيرة تصبُّ في صالح البناء الدائم والمستديم ولا يحقٌّ لمسلمٍ التنصل عن مسؤوليته في المواجهة والمبادرة في حل الازمات كلٌ من موقعه.
اضف تعليق