لقد أثبتت هجرات الشيعة إلى السواحل الأفريقية والقارة الهندية إن الشيعة هم أول وأفضل الدعاة إلى الإسلام ولهم الفضل في انتشاره في البلاد البعيدة حيث اتخذ هؤلاء الدعاة سلطة السلم والإقناع لنشر الإسلام في نفوس أهالي تلك البلاد الذين وجدوا في تعاليم الإسلام السمحاء ومفاهيمه العظيمة وفطرته السليمة ملاذهم الروحي وأحسوا بالطمأنينة تجاه هؤلاء الدعاة وصدق نواياهم حتى وصلت العلاقة بينهم إلى الإندماج والمصاهرة.
ويتضح مدى الأثر العميق الذي تركه هؤلاء الدعاة في نفوس الأفريقيين في الدعوة إلى الإسلام أن أقوى القبائل الأفريقية قد اعتنقت الإسلام قبل غيرها كما أن ما يميز هذه الدعوات السلمية هو الرقي والإزدهار الذي ساد تلك البلاد بعد دخولها إلى الإسلام في حين باءت الحملات التبشيرية المسيحية المنظمة بالفشل الذريع واتضحت مطامعها للأفارقة في السعي إلى احتلال بلادهم وهو ما فعله البرتغاليون من دمار البلاد واستعباد أهلها ونهب خيراتها.
وهذا ما اعترف به المحتلون أنفسهم يقول ستانلي: (لا يمكن أن ننسى أن الإسلام هو الديانة السامية الوحيدة التي أدت إلى تطور وتقدم القارة الأفريقية)، وينقل الدكتور حسن محمود في كتابه (شعوب أفريقيا الإسلامية) عن سينون قوله: (استطاع المسلمون في أفريقيا أن يحافظوا على عقيدتهم الروحية بل ليس هذا فحسب وإنما أخذ عدد المسلمين يتزايد بفضل ما تنطوي عليه تعاليم الإسلام من البساطة والمبادئ الإنسانية السامية)، كما إن الفتوح الإسلامية التي دخلت هذه البلاد بالسيف لم تؤد مبتغاها ولم تترك أثرا كما تركته الدعوات السلمية التي قام بها الشيعة في نفوس الأهالي يقول الدكتور يوسف فضل في بحث له عن انتشار الإسلام في أفريقيا: (لا شك إن سوء تصرفات الولاة والقواد هي التي كانت تحول بين البربر والإقبال على الإسلام حتى إن الذين أسلموا منهم ظلوا في ثورات دائمة على الحكام إلى أن جاء إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب(ع) واتصل بالبربر فأصبحوا على يديه وعلى أيدي خلفائه من بعده من أحسن الناس إسلاما وأكثرهم تحمسا له).
وكان من أهم الهجرات الإسلامية الشيعية إلى ساحل أفريقيا الشرقي والتي ازدهرت بها الحضارة الأفريقية وكان لها الأثر الكبير في نمو اقتصادها وعمرانها هي الهجرة الشيرازية التي أقامت مملكة (كلوة) وضمت إليها ممباسا ومقديشو وزنجبار واتخذت من (كلوة) عاصمة لها حتى أصبحت في عصرهم من أهم المراكز التجارية في العالم.
وقبل الحديث عن الشيرازيين ودولتهم ينبغي الرجوع إلى بواكير هذه الهجرات إلى القارة الأفريقية والتي جرت في أوقات مختلفة حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن أول هجرة كانت عام (77هـ/695م) وقد قام بها رجلان مع أتباعهما وهما (سليمان وسعيد) وعندما تتحدث المصادر عن أسباب هذه الهجرة تشير إلى الظلم وسفك الدماء الذي فشا في عهد الأمويين وخاصة في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي ومن المعروف أن أكثر الذين أُضطهدوا من قبل الأمويين هم الشيعة الذين نالوا النصيب الأوفر من ذلك الإضطهاد.
يقول حسن محمود في كتابه (الإسلام والثقافة الإسلامية في أفريقيا ص38) (ط القاهرة مكتبة النهضة 1985): (هاجر كذلك جماعة من المسلمين إلى الساحل الشرقي من أفريقيا فرارا من بطش الحجاج بن يوسف الثقفي سنة (65هـ) وكان لها دورها في إنشاء المراكز التجارية على الساحل الأفريقي).
ويقول الدكتور يوسف فضل في بحث له حول انتشار الإسلام في أفريقيا: (وربما كان أول من هاجر إلى تلك المنطقة ـ أي الساحل الأفريقي الشرقي ـ جماعة من الشيعة وفدت في أواسط القرن الثامن هروبا بمعتقداتها من بطش الأمويين)، ويقول أبو بكر هاشم علوي في بحث له بعنوان (مقارنة بين الإسلام في شرق القارة الأفريقية وغربها): (والإسلام في شرقي أفريقيا جاء أصلا من بلاد العرب على أيدي دعاة هم على الأغلب من الشيعة العلويي النسب)، ولعل من أغرب الأقوال في ذلك من نسب أولى الهجرات إلى هذه القارة إلى الأمويين أنفسهم بل إلى العائلة الأموية الحاكمة فجعلوا لعبد الملك إبنا اسمه حمزة وأخا اسمه جعفر وقالوا انهما أدخلا الإسلام إلى أفريقيا بينما لا يوجد في كل الكتب والمصادر التاريخية هذا الإسمان بنسبتهما تلك إلى عبد الملك إلا في هذا الموضع فأبناؤه معروفون وكذلك أخوته ثم إذا جعلنا كل هذه المصادر التاريخية وراء ظهورنا وقلنا بصحة هذا القول ما السبب الذي يدعو عبد الملك إلى أن يرسل إبنه وأخاه إلى أرض بعيدة مجهولة يستغرق الوصول إليها شهور عدة ويحف الطريق إليها المخاطر والأهوال؟ هل هي الدعوة إلى الإسلام؟ إن مجرد التفكير في ذلك يثير السخرية والضحك.
كما حاول بعض الكتاب في العصر الحديث ـ دون الإستناد على حقيقة تاريخية ـ أن يجعلوا لأولئك المهاجرين الفارين من الأمويين انتماءات لخصوم الأمويين من غير العلويين كعبد الله بن الزبير في محاولة فاشلة منهم لسلب تلك الهجرات الشيعية جهودها في انتشار الإسلام وكذلك سلبها مئات السنين من العمل لبناء حضارة إنسانية في تلك الدول.
لكن الشواهد التاريخية والدلائل الحاضرة تنفي تلك الدعاوى فمن المعروف إن حركة ابن الزبير انتهت بمقتله ولم تكن لها امتدادات أو أثر بعد ذلك على العكس من الثورات العلوية التي امتدت واستمرت حتى في العصر العباسي واستمر معها قمع الأمويين ومطاردة رجالها الشيعة والتنكيل بهم كما لم يكن هناك من المهاجرين من دعى إلى الزبيريين في أفريقيا كما هو الحال مع الشيعة الذين حملوا فكر أهل البيت إلى تلك البلاد ولا يزال أثر ذلك واضحا وكان منهم الكثير من العلويين الذين لا يزالون ينتشرون في المدن الأفريقية ولا تزال آثار أجدادهم باقية.
يقول السيد حسن الأمين: (يعيش الشيعة في أفريقيا الشرقية حياة اجتماعية مثالية يصح أن تكون قدوة لكل مجتمع يريد أن تكون حياته حياة الخير والحق فهم في معظمهم من أصل غير أفريقي هاجر أجدادهم فاستقروا في هذه المناطق وتخلوا بحكم حياتهم الجديدة عن وطنهم نهائيا وصاروا جيلا بعد جيل من أبناء البلاد يحملون جنسياتها ويتكلمون لغتها ويحييون حياتها ولكنهم لم يتخلوا عن حقائقهم بل حافظوا عليها محافظة لا مثيل لها)، ومن هؤلاء الذين لا يزالون إلى الآن يحافظون على نسبهم وانتمائهم الشيرازيون حيث لا تزال تعيش على الشواطئ السواحلية من شرق أفريقيا مجموعة عرقية يطلق عليهم اسم (الشيرازيون) ومقرهم في (زنجبار وبمبا) كما يوجد منهم أعداد في مدن (إطلال وتونجوني وتومباتو) التنزانية وترجع أصولهم إلى سلالة الأمراء الشيرازيين وقد حافظوا على سلسلة نسبهم وهم يعتدون بها رغم أنهم ينتمون إلى السواحليين في كل تقاليدهم ويتكلمون بلغتهم، فمن هم هؤلاء الشيرازيون؟ وإلى من ينتمون؟ وماهي جذورهم؟ وكيف جاؤوا إلى هذه البلاد؟ ومتى؟
إن أهالي تلك البلاد يروون أخبار تلك السفن السبع التي استقرت على سواحلهم وعلى متنها جماعة نقلوا إليهم الإسلام والتشيع معا عام (346هـ/975م) قادمين من شيراز وهم بقيادة (الحسن بن علي بن الحسن الشيرازي) ومعه أبناؤه الستة فتفرقت بهم السفن قبل الوصول فنزل أحدهم في مدينة (مومباسا) ورست مراكب الآخر في مدينة (بمبا) بينما وصل الثالث إلى جزيرة (جوهانا) إحدى جزر القمر أما الأب (الحسن بن علي الشيرازي) فقد نزل مع أبنائه الثلاثة الآخرين في مدينة (كلوة) واستطاع أن يؤسس بعد نزوله بمدة من الوقت حكومة امتدت حتى شملت المناطق التي يقوم فيها أبناؤه.
يقول الدكتور يوسف فضل في معرض حديثه عن الهجرات إلى أفريقيا: (وبعد بضع عقود من الزمن أبحرت مجموعة أخرى من الشيعة من مدينة شيراز (إيران) واستقر زعيمها في مدينة (كلوة) بينما تفرق أبناؤه الستة على الساحل وعلى عهد الشيرازيين ازدهرت مدينة (كلوة) وتوطدت صلاتها بزنجبار واستطاع الشيرازيون أن يحتفظوا بمركز مستقل غير خاضع لأسلافهم المقيمين في منطقة مقديشو وتتابعت هجرات العرب إلى الساحل الأفريقي مما أدى إلى نشأة عدد من المدن التجارية مثل (كلوة ومقديشو ومصوع وجزيرة دهلك وممباسا وباضع وسواكن وجميع هذه المدن انتشرت في أواسط القرن الثالث عشر بين موزمبيق في الجنوب وعيذاب في الشمال).
ينتمي الحسن بن علي بن الحسن الشيرازي إلى أسرة شيرازية حاكمة وقد نسبه البعض إلى بني بويه وقال إن سبب هجرته هربا من السلاجقة الأتراك الذين قوضوا الدولة البويهية وحكموا بعدها واضطهدوا الشيعة وقد هرب الشيرازي خوفا من طغرل بك السلجوقي الذي طارد رجال البويهيين غير أن تاريخ وصول الشيرازي (346هـ) يتنافى مع قيام دولة السلاجقة الذين حكموا من (467 ــ 575) بل إن هجرته كانت في زمن الدولة البويهية (334 ــ 467هـ) ولعله من رجالها وتبقى أسباب وظروف هجرته غامضة.
هاجر الشيرازي مع أبنائه ومن معه من أتباعه إلى شرق أفريقيا ونزل في الساحل في القرن العاشر الميلادي واستطاع أن يؤسس مملكة (كلوة) وأن يوحّد أكثر من ثلاثين إمارة ومدينة تحت حكمه حيث توحّدت الإمارات والدويلات التي كانت تقوم على طول الساحل الشرقي في دولة واحدة امتدت من (مقديشو) في الصومال حاليا وساحل بندر حتى سوفالا (في موزمبيق الحالية) من الجنوب واتخذت كلوة عاصمة لها.
أما سلاطين هذه الدولة فقد حكمها (49) سلطانا من سلالة علي بن الحسن الشيرازي تناوبوا على حكمها فبثوا فيها روح التقدم والإزدهار العلمي والفكري والإقتصادي وبنوا فيها حضارة لا تزال آثارها باقية إلى الآن فهذه الدولة اتخذت لها قاعدة رصينة للحكم وهو العدل كما يقول أمير المؤمنين(ع) (العدل أساس الملك) فقد اهتموا بأمر الدعوة الإسلامية غاية الإهتمام وبسط الشريعة في المدن التابعة لها وتحقيق العدل والمساواة بين أفرادها كما جعلوا نصب أعينهم نشر العلوم والثقافة الإسلامية فأسسوا المساجد ودور العلم وكذلك اهتموا بالجانب العمراني ذي الطراز الإسلامي والذي شخص في مدن المملكة والإهتمام أيضا بنمو اقتصادها بفعل الحركة التجارية المستمرة واستثمار الصناعات اليدوية والصيد واستخراج المعادن مما جعل (كلوة) دولة ثرية تعيش نهضة حضارية شاملة استمرت من (975 ــ 1499م)
يقول الدكتور (يوسف فضل): (كانت ـ أي كلوة ـ زاهرة بالنشاط الإسلامي من حيث إقامة الشعائر الإسلامية) وكان من حسن تدبيرهم وإدارتهم لتلك البلاد أن اتخذوا من (كلوة) عاصمة لهم نظرا لقربها من ساحل شرق أفريقيا وذلك لتيسير وسهولة عملية تبادل السلع مع التجار وأهل السفن القادمين من الجزيرة العربية وتميزت كلوة بنوعية صادراتها ومن أهم هذه الصادرات الذهب والعاج والجلود بينما كان أهلها يشترون الأقمشة القطنية والحريرية والأواني الخزفية والفخارية وغيرها من التجار فازدهر اقتصادها ازدهارا لم تشهد له مثيلا في تاريخها فأصبحت في ذلك الوقت من أهم المراكز التجارية الأفريقية على المحيط الهندي.
يقول الدكتور (يوسف فضل) في بحثه عندما يتطرق إلى ازدهار التجارة في كلوة: (كان جل اهتمامها موجها للتجارة وما يتبعها من منافسة في المقام الأول وكانت نظرتها العامة تتجه نحو المحيط وما وراؤه من أوجه النشاط التجاري وقد أدى النشاط التجاري العربي الإسلامي الذي تمركز في الساحل وامتد منذ منتصف القرن الثاني عشر حتى أواخر القرن الخامس عشر أدى إلى ازدهار ثقافة عربية إسلامية تعرف بـ (الحضارة الشيرازية)، ويقول الأستاذ محمود محمد الحويري في كتابه (ساحل شرق أفريقيا في فجر الإسلام حتى الغزو البرتغالي) (ص118 ــ 122 مطبعة القاهرة 1986): كما أنشئت سلطنة (كلوة) (975 ــ 1499م) وقد أسسها الشيرازيون بقيادة علي بن الحسن الشيرازي وعاصمتها (كلوة) وكانت مركزا عظيما لنشر الإسلام والثقافة الإسلامية وقد بسطت (كلوة) سيطرتها على مناجم الذهب والحديد في روديسيا الحالية وأخضعت لنفوذها جزر بمبا وزنجبار وامتد نفوذها إلى جزر القمر واعترف بسلطانها من قبل سلاطين المدن والسلطنات الممتدة من مقديشو شمالا إلى سفالة وموزمبيق جنوبا وهي الأعظم مقاما ورفعة)، وقد اهتمت الدولة الشيرازية ببناء المساجد الضخمة في المدينة والتي تحمل في طرازها الفن الفارسي في البناء حتى قيل إنه كان بها ثلاثمائة وستون مسجدا ومن أبرز آثار الأمراء الشيرازيين في مقديشو من هذه المساجد مسجد (فخر الدين) الذي بناه محمد بن عبد الله بن محمد الشيرازي عام (667هـ) كما تدل اللوحة الرخامية المثبتة في محرابه وقد زين بالنقوش والزخارف الإسلامية ومسجد (أربع ركن) الذي بناه خسرو بن الشيرازي في منتصف القرن السابع الهجري.
لقد بلغت (كلوة) ذروة حضارتها في عهد الشيرازيين الذين استطاعوا نشر دينهم ومذهبهم فيها وكان أثرهم كبيرا في تدعيم قوة المسلمين فكريا وثقافيا واقتصاديا ويشير المستر (برنس) إلى مدى (تأثير وصول الشيرازيين الأقدمين إلى السواحل الأفريقية الشرقية) وكيف (انطبع الشعب بالطابع الشيعي حتى الآن) فيقول: (أثر هؤلاء لا يزال ظاهرا في قالب من المودة العميقة لأهل البيت التي تعد من ميراث المسلمين الأفريقيين)، ويقول عادل رفاعي خفاجة في مقال له بعنوان (الأثر الحضاري للهجرات في شرق أفريقيا) نشر في مجلة الأزهر (القاهرة مجمع البحوث الإسلامية 1995ص760 ـ 763) (وبالجملة فإن المقام يضيق بسرد تلك الهجرات الكثيرة إلى مناطق شرق أفريقيا سواء الهجرات الجماعية مثل هجرات الهنود المسلمين والهجرات الشيرازية أو الهجرات الفردية مما كان له الأثر الفعال في تشكيل حضارة مناطق شرق أفريقيا ونسيجها الإجتماعي والديني حتى أصبح من المستحيل فصل تلك المعالم الحضارية لشعوب شرق أفريقيا عن الإسلام).
ويقول علي محمود معيوف في (حركة الجهاد الإسلامي الصومالي ضد الإستعمار) (ط القاهرة ـ دار النهضة العربية): (ومن أهم الممالك الإسلامية التي قامت في شرق أفريقيا بفعل الهجرات سلطنة مقديشو وأسسها المهاجرون الزيديون وسلطنة (كلوة) وأسسها علي بن الحسن بن علي صاحب شيراز ومملكة (شوة) الإسلامية وأسسها المهاجرون المخزوميون ومملكة (أرابيني) و(بالي) و(دارة) و(داوارو) و(زنجبار) و(سافالا) و(ممباسا) وجميعها ممالك إسلامية معروفة تناوبت حمل لواء الدعوة والجهاد في أفريقيا وصولا إلى العصر الحديث وقيام ممالك جديدة إسلامية وحركات دعوية نشطة مستلهمة لرؤى تلك الحركات القديمة).
لقد بلغت كلوة رقيا حضاريا في زمن الشيرازيين وقد حافظت على تلك الحضارة العمرانية التي يعود الفضل للشيرازيين ببنائها وأول ما يطالع القادم إليها هو جمال أبنيتها وكثرة بساتينها ومواردها الغنية وهذا ما جعلها عرضة لمطامع المحتلين يقول المؤرخ البرتغالي (دوراتي بربوسا) في وصفه لها عندما وصلها في القرن السادس عشر : (بدت المدينة من سفننا جميلة ببيوتها البديعة ومآذن مساجدها وبساتينها مما جعل رجالنا يتشوقون للإستيلاء عليها)، وقد تحققت هذه الأطماع باحتلالها من قبل البرتغاليين عام (910هـ/1505م) ويصف بربوسا مدينة (سافالا) ومدى رقيها وازدهار اقتصادها فيقول: (ما إن وصلت سفن فاسكو دي غاما إلى سافالا حتى فوجئت بما لم أكن أتوقعه فقد وجدنا موانئ تطن كخلايا النحل ومدنا ساحلية عامرة بالناس وعالما تجاريا أوسع من عالمنا).
اضف تعليق