مر ما يقرب من 97 عاما على اندلاع الثورة العراقية الكبرى (ثورة العشرين)، هذه الثورة التي انطلقت من ظروف اجتماعية واقتصادية مغايرة لواقعنا الراهن، فهي تعد اول ثورة في تاريخ العراق الحديث، وشكلت منعطفا تاريخيا وسياسيا واجتماعيا للشعب العراقي، وكانت البداية لتأسيس الدولة العراقية الحديثة، هذه الأهمية للثورة تنبع من الظروف المحيطة بها، والتي رافقت انطلاقها، والنتائج التي تمخضت عنها والتي كان لها أثر كبير على مستقبل العراق السياسي الحديث، وتنبع أهميتها من الاتي:
1- إنها أول ثورة وطنية ضد المحتل خاضها الشعب العراقي بكل طوائفه، وهي تعد مفتاح وحدة العراق من الريف الى المدينة.
2- إنها أول ثورة في الشرق الاوسط، اصطدم بها الاحتلال البريطاني، وقد وصفها الإمام السيد (محمد الحسيني الشيرازي)، "بأنها الثورة التي هزت العرش البريطاني"، وهذه الثورة كانت مفتاح اعلان العراق كدولة تحت حكم النظام الملكي، بعد سنوات من السيطرة الجنبية عليه.
3- جعلت بريطانيا تعيد سياستها التي كانت تعتمد على القوة في السيطرة على الشعوب، هذه السياسة التي كانت احد اسباب قيام ثورة العشرين في العراق، فقد رأت الحكومة البريطانية، ان سياسة القمع والشدة، التي سار عليها (السير اي. تي. ولسن)، (نائب الحاكم الملكي العام في العراق) لا يمكن ان تؤدي الى نتيجة حاسمة في ارض كالعراق، والثورة برهنت على ان شعب مثل الشعب العراقي لن يرضخ للاحتلال او السيطرة الاجنبية، مما قاد الى قيام بريطانيا بتغيير مندوبها السامي في العراق تحت وطأة الثورة.
4- افشلت كل خطط الاحتلال التي كانت ترمي الى جلب اعداد كبيرة من شعوب جنوب شرق اسيا واسكانهم العراق، كما حصل في دول مثل ماليزيا وجنوب افريقيا، من اجل استمرار السيطرة عليه لأطول مدة وربطه في فلك بريطانيا، لهذا اصبحت الثورة الاداة الفاعلة لإسقاط هذه المخططات الاستعمارية، ودور هام في تأسيس الدولة العراقية، إذ تقول (المس بيل) في أوراقها بهذا الخصوص: "لم يكن يدور بخلد أحد ولا حكومة صاحبة الجلالة، أن يمنح العرب مثل الحرية التي سنمنحهم إياها الآن كنتيجة للثورة".
5- إنها الثورة التي وحدت الشعب العراقي تحت قيادة شعبية موحدة من كافة فئات الشعب العراقي تحت إشراف المرجعية الدينية بقيادة المرجع الاعلى (محمد تقي الحائري الشيرازي)(1) الذي اعطى فتواه بالإذن الشرعي بالجهاد واعلان الثورة، (بسم الله الرحمن الرحيم، مطالبة الحقوق واجبة على العراقيين. ويجب عليهم، في ضمن مطالبهم، رعاية السلم والأمن، ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذ امتنع الإنكليز عن قبول مطالبهم)، وهنا ان فتوى المرجعية الدينية من النجف الاشرف عام 2014، بإعلان الجهاد الكفائي ضد داعش الارهابي بعد دخوله لعدد من مدن العراق وانتهاك الحرمات وقتل الناس وسلب الاموال، هي الاخرى كان لها دور فعال في القضاء على المجموعات الارهابية واستعادة الارض العراقية.
اسباب ثورة العشرين:
أذا كان يحق للعراقيين أن يفخروا بشيء فإن لهم في ثورة العراق الكبرى (ثورة العشرين) خير ما يعتزون ويفخرون به، فلقد أظهرت هذه الثورة المباركة بفتوى المرجعية الرشيدة المعدن الأصيل لأبناء شعب العراق في مواجهة عدوهم الحقيقي بعد سنوات قليلة من دخول القوات البريطانية للعراق بعد هزيمة الدولة العثمانية وخسارتها الحرب العالمية الأولى، ولم تكن ثورة العشرين وكما حاول البعض أن يصورها وليدة حادثة معينة أو ظرف شخصي أو اجتهاد ديني أو نعرة عشائرية بل هي كانت ثورة كل العراق أنتجتها مجموعة متباينة من الاسباب والظروف المحلية متعددة الجوانب منها:
1- التضييق على الحريات العامة في العراق، وفرض الضرائب الباهظة التي فرضها الانكليز على سكان العراق والتي لم تكن مألوفة خلال العهد العثماني، هذا ادى الى تدهور الاوضاع الاقتصادية وارتفاع الاسعار.
2- تغيير الوضع الاجتماعي السائد في العراق قبل الاحتلال، من خلال استمالة شيوخ العشائر ودعمه بالمال والسلاح وبكل ما يلزمه لكي يكون المسؤول أمامهم عن الأمن والنظام في منطقته أي المنطقة التي تخضع لنفوذ هذا الشيخ، مما اثار عامة الناس على هذه الاجراءات الجديدة.
3- نكث الاحتلال البريطاني بوعودهم باستقلال العراق بعد تحريره من العثمانيين، وتسلطهم على مقدرات العراق، واستخدام اسلوب القسوة ضد السكان.
4- تنامي الحس الوطني لكثير من العراقيين في مدن العراق المهمة مثل بغداد والكاظمية والنجف وكربلاء وقيام مجموعة من الزعماء المحلين بالتصدي لموضوع قضية العراق ومطالباتهم بالاستقلال.
5- دور علماء الدين في استنهاض الناس للمطالبة بحقوقهم من خلال القيام بثورة ضد الاحتلال الانكليزي، اسوة بشعوب المنطقة.
ففي 25 نيسان 1920 أعلنت مقررات مؤتمر سان ريمو، والتي تضمنت إعلان الانتداب البريطاني على العراق وفلسطين، والفرنسي على سوريا ولبنان. لقد كان القرار صدمة قوية للأوساط الشعبية والدينية العراقية، وكانت قد سبقته تحركات سياسية فجرها الاستياء من سوء معاملة الإدارة البريطانية للعراقيين عموماً، وكانت المرجعية تشرف على الاتصالات مع الأطراف الخارجية، فقد كتب رسالة شخصية في أوائل آب 1919 إلى الشريف (حسين بن علي) في الحجاز، فأجابه الأخير برسالة يعلن فيها تأييده لمطالب العراقيين. في 16 نيسان 1920 عقد اجتماع في دار السيد علوان الياسري حضره عدد من العلماء ورؤساء العشائر، وضم الميرزا محمد رضا الشيرازي، نجل المرجع الشيرازي. طرحت في الاجتماع فكرة الثورة لأول مرة، وتم الاتفاق فيه على تصعيد المواجهة، لم يكن الامام الشيرازي يميل للعنف والثورة المسلحة، بل كان يريد أن تبقى الحركة الوطنية سلمية تكتفي بالمطالبة بحقوق البلاد المشروعة دون اللجوء إلى السلاح، ولكن الذين خططوا للثورة، ثم أصبحوا قادتها منهم عبد الكريم الجزائري وجعفر أبو التمن ونور الياسري وعلوان الياسري وعبد الواحد الحاج سكر، استطاعوا إقناعه، وتبديد مخاوفه وتحفظاته بقولهم" إذ كان يخشى الفوضى، ويعتبر حفظ الأمن أهم من الثورة بل أوجب منها، فإنهم قادرون على حفظ الأمن والنظام، وأن الثورة لابد منها وسوف يبذلون ما في وسعهم لحفظ النظام وتوفير راحة العموم". فقال لهم: إذا كانت هذه نياتكم وهذه تعهداتكم فالله في عونكم"، وبدأت التحركات السياسية بدعوة الناس للتظاهر سلمياً للمطالبة بالحقوق المشروعة، فأصدر الامام الشيرازي بياناً يدعوهم فيه للتظاهر السلمي مع المحافظة على الأمن، ((بسم الله الرحمن الرحيم، بناء على الحرية التي منحتنا إياها الدول العظمى، وفي مقدمتهن الدولتان الفخيمتان انكلترة وفرنسة، وحيث أننا ممثلو جمهور كبير من الأمة العربية العراقية المسلمة، فإننا نطلب أن تكون العراق، الممتدة أراضيه من شمال الموصل إلى خليج فارس، حكومة عربية إسلامية يرأسها ملك عربي مسلم هو أحد أنجال جلالة الملك حسين، على أن يكون مقيداً بمجلس تشريعي وطني والله ولي التوفيق، حرر يوم الأربعاء في 5 ربيع الثاني سنة 1337).
ولخوف الامام الشيرازي على مسالة الامن وحفظها وحفظ وحدة العراقيين، طلب من قادة الثورة إرسال وفد يمثل كل منطقة إلى بغداد، وجاء في طلبه (أما بعد فإن إخوانكم في بغداد والكاظمية والنجف وكربلاء وغيرها من أنحاء العراق، قد اتفقوا فيما بينهم على الاجتماع والقيام بمظاهرات سلمية. وقد قامت جماعة كبيرة بتلك المظاهرات، مع المحافظة على الأمن، طالبين حقوقهم المشروعة المنتجة لاستقلال العراق إن شاء الله بحكومة إسلامية، وذلك أن يرسل كل قطر وناحية إلى عاصمة العراق (بغداد) وفداً للمطالبة بحقه، متفقاً مع الذين سيتوجهون من أنحاء العراق عن قريب إلى بغداد، فالواجب عليكم، بل على جميع المسلمين، الاتفاق مع إخوانكم في هذا المبدأ الشريف. وإياكم والإخلال بالأمن، والتخالف والتشاجر بعضكم مع بعض، فإن ذلك مضر بمقاصدكم ومضيع لحقوقكم التي صار الآن أوان حصولها بأيديكم. وأوصيكم بالمحافظة على جميع الملل والنحل التي في بلادكم، في نفوسهم وأموالهم وأعراضهم، ولا تنالوا أحداً منهم بسوء أبداً. وفقكم الله لما يرضيه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
وبعد فشل الجهود السلمية في إقناع الإدارة البريطانية بالاستجابة إلى مطالب الشعب العراقي، وبدأت بتصعيد سياستها وممارساتها ضد المعارضين والناشطين. ففي 21 نيسان 1920 ألقى (الميجر بولي) القبض على ابن الامام الشيرازي، محمد رضا الشيرازي وعدد من شيوخ ووجهاء العراق، ثم نفيهم إلى جزيرة هنجام في الخليج، الا ان تهديد الامام للإنكليز بإعلان الجهاد عليهم جعلهم يعيدونهم مرة اخرى للعراق.
بعد رفض الانكليز لمطالب الشعب بحكومة عراقية وطنية مماطلتهم، لم يكن أمام الامام الشيرازي إلا تأييد الاتجاه الآخر، أي الثورة، فأصدر فتواه التي منحت الشرعية لحركة جهاد جديدة ضد الاحتلال البريطاني، وتم مناقشة الثورة مع شيوخ وعلماء الدين، توصل الامام الشيرازي الى نتيجة إصدار التعليمات للثوار؛ وعندما استفتى عدد من زعماء العشائر العراقية الإمام الشيرازي حول جواز استخدام السلاح بوجه المحتل أجابهم الإمام الشيرازي بفتوى صريحة أشار فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم، مطالبة الحقوق واجبة على العراقيين. ويجب عليهم، في ضمن مطالبهم، رعاية السلم والأمن، ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذ امتنع الإنجليز عن قبول مطالبهم"، وهذه الفتوى كانت بمثابة الركيزة الأساسية في انطلاق العمل الثوري ضد الاحتلال، إذ أُيدت من قبل خطباء وعلماء كربلاء ومنهم (محمد حسين المازندراني ومحمد صادق الطباطبائي وعبد الحسين الطباطبائي، ومحمد علي الحسين وغلام حسين المرندي ومحمد رضا القزويني ومحمد إبراهيم القزويني ومحمد الموسوي الحائري وعلي الشهرستاني وهادي الخرساني وجعفر الهر وكاظم اليهبهاني وفضل الله وعلي الهادي الحسين).
كما أصدر الامام الشيرازي فتوى أخرى ضد انتخاب (السير برسي كوكس) المندوب السامي البريطاني؛ ليكون رئيساً لحكومة العراق، قائلا: (ليس لأحد من المسلمين أن ينتخب ويختار غير المسلم للإمارة والسلطنة على المسلمين)، ولما عرف العراقيون فتواه حول موقفه من انتخاب المندوب السامي البريطاني ليكون رئيساً لحكومة العراق، نهضوا في وجه السلطة الجائرة وحاربوهم بأسلحتهم البسيطة المعروفة في ثورة العشرين الشهيرة والخالدة، ومن هنا نعرف أن الثورة كانت بدفع، وتخطيط، وفتاوى المرجعية الدينية الشيعية بالتحالف مع العشائر الشيعية وشيوخها في الوسط والجنوب التي قدمت من الضحايا حسب ما قدَّرها الجنرال هالدين، أحد القادة العسكريين البريطانيين آنذاك، بـ(8450) بين شهيد وجريح، مستنداً في تقديره هذا على عدد الشهداء الذين عُثرَ على جثثهم، وعلى التقارير الواردة من مختلف المصادر، وعلى سجلات الدفن في كربلاء والنجف، ومعظم الخسائر كانت من عشائر منطقة الفرات الأوسط، وهذا عدد كبير في تلك الفترة التي كان عدد نفوس العراق نحو مليونين ونصف المليون نسمة.
وقد أسّس ا(لإمام الشيرازي) على أعقاب (الفتوى) مجلسا لقيادة الثورة، يستشيرهم وينقل بواسطتهم أوامره للمجاهدين، وكان فيهم العلماء وهم كلا من (الشيخ محمد رضا الشيرازي النجل الأكبر للإمام الشيرازي، السيد محمد علي هبة الدين الشهرستاني، الميرزا أحمد الخراساني، السيد أبوالقاسم الكاشاني، الشيخ مهدي الخالصي). وقد انطلقت الثورة في كل محافظات ومدن العراق، وشارك فيها كل اطياف الشعب في كل المناطق، وكان لها اثر واضح على اوضاع العراقية السياسية الى يومنا هذا، وكان (للنجف الأشرف) وعلمائها الأعلام، وعشائره الأباة، ومثقّفيه الأكارم الدور الكبير في التعبئة الثورية، وتحرير المناطق من (الاستعمار المحتلّ) وتحرير النجف الأشرف عنه بعد سيطرة البريطانيين الكاملة عليه.
إن موقف الفقهاء والمجتهدين يتضمن بعدين، الأول: ديني فقهي، إذ توجب الشريعة الإسلامية طاعة أولي الأمر من المسلمين لا أي يطيعوا السلطة الحاكمة إذا كانت من الكفار. يقول تعالى (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (النساء:59)، الثاني: سياسي، إذ كانت بريطانيا وفرنسا قد وعدتا بإنشاء دولة عربية بعد انسحاب النفوذ العثماني من المنطقة العربية. فقد جاء في البلاغ البريطاني-الفرنسي الصادر في 7 تشرين الثاني 1918 "أن الغرض الذي ترمي إليه كل من بريطانيا وفرنسا في الشرق، هو تأسيس حكومات وإدارات وطنية، تستمد سلطانها من تأييد رغبة السكان الوطنيين أنفسهم، ومحض اختيارهم، واعترافهما بهذه الحكومات " عندما يتم تأسيسها تأسيسا فعليا.
ولم تعتمد المرجعية الدينية على الوسائل العسكرية فحسب، بل لجأت الى الوسائل الدبلوماسية ايضا، والتباحث مع الدول الكبرى وحثها للضغط على بريطانيا للإيفاء بوعودها وعهودها مع العراقيين ومنحهم الاستقلال، فقد بعث الامام الشيرازي وشيخ الشريعة الأصفهاني معاً برسالتين إلى كل من السفير الأميركي في طهران والرئيس الأميركي (وودرو ولسن) من أجل مساعدة الشعب العراقي. فكان نص الرسالة الموجهة إلى السفير الأميركي في طهران كالتالي (... لزمنا أن نحرر لكم في هذه الآونة على سبيل الإيجاز، وذلك نظراً إلى ما أملته حكومة الولايات المتحدة من الشروط المعروفة التي قدمها رئيس جمهوريتها لإحقاق الحقوق، وتقرير المصائر، قد رأينا أن نراجع حكومة الولايات المتحدة بتوسطكم ونستعين بها في تأييد حقوقنا بتشكيل دولة عربية، ولا يخفاكم أن كل أمة مطوقة بالقوات العسكرية المحتلة من كل الجوانب لا تجد أمامها مجالاً حراً للتعبير عن آرائها في الحرية والاستقلال أما حرية الرأي المزعومة في هذا العهد فلا يطمئن إليها الناس، لهذا خشي أكثر الأهالي أن يعلنوا رغائبهم، ويكشفوا عما في ضمائرهم، وإذا بان خلاف ذلك فإنه لا شك منبعث عن الظروف القاسية المحيطة بهذه البلاد، لذلك رأى الشعب العراقي أن يستعين بحكومة الولايات المتحدة على المطالبة بحقوقه وإنجازها...).
لقد حملت الرسالة من الدبلوماسية الكثير، فهي لمحت إلى مبادئ الرئيس ولسن الأربعة عشر فيما يتعلق بحق تقرير المصير والاستقلال وتأسيس كل شعب حكومة ودولة خاصة به، وقبول الوساطة الامريكية، وارتياح المرجعية الدينية وتأييدها السلام الدولي والمحافظة عليه، التأكيد على أسس الدولة الديمقراطية وهي الحاكم المسلم، الدستور والمجلس التشريعي أو الوطني، وهذا يشير ذلك إلى وعي مبكر لطبيعة الدولة الإسلامية التي كان يطالب بها الفقهاء والعلماء، أن المرجعية الدينية تمثل الشعب وتدافع عن آماله وطموحاته وتدافع عن مصالحه، ومسؤولة عن المطالبة بما يريده. فالشعب أولاها ثقته ومنحها قياده، انتقاد موجه لبريطانيا التي قبلت الاستفتاء لكنها ترفض نتائجه، وهذه الرسالة تنم ايضا عن دبلوماسية رصينة في عدم البت بقضية الانتداب أو الحماية بل ترك ذلك إلى رأي الشعب عبر المجلس الوطني. كذلك عدم استباق الأحداث وانتظار نتائج مؤتمر الصلح في باريس 1920.
من خلال ما تقدم، يمكن القول: ان الحل الامثل لمشاكل العراق هو في الالتزام بإرشادات المرجعية، اذ من الممكن الخروج من انتكاساتنا المتوالية بفعل الأداء السيء للطبقة الحاكمة عبر التزام كل الجماهير بإرشادات المرجعية، أي تصبح الجماهير التي تشارك بالانتخابات ملتزمة بإرشادات المرجعية، وليست خاضعة للأحزاب والكيانات السياسية، عندها تفوز فقط الأحزاب التي تلتزم بإرشادات المرجعية التي تعمل فقط للعراق ولشعب العراق، من قبيل الإصلاح الحقيقي، وإقامة العدل، ومحاسبة المفسدين، واعمار البلد، وتوفير السكن، وتقليل البطالة، وتحسين الصحة، تصبح ارادة الشعب أقوى من الأحزاب، فقط عندما تخرج من سطوة الأحزاب، وتصبح مطيعة لإرشادات المرجعية، أي تكون الجماهير حرة، عندها يحصل التغيير الحقيقي وتتغير المعطيات، فلا يصل لمركز القرار الا من كان ملتزما بإرشادات المرجعية الصالحة، والتي خبرها العراقيون وكل العالم، فهي دوما لمصلحة العراق والعراقيون.
اضف تعليق