مثلت هذه الحكومة الشيوعية أبشع سلطة دموية في تاريخ كمبوديا طوال مدة حكمها الذي استمر بين عامي (1975/1979)، حيث ارتكبت من الجرائم الوحشية وعمليات الإبادة الجماعية ما يجعلها تتصدر الحكومات الدكتاتورية البشعة التي اتخذت من سياسة القتل والتعذيب والحرق وكي الأجساد وتقطيع الأطراف والسجون والتهجير والتضييق والتنكيل وهتك الأعراض والمقدسات منهجاً لها، كما قدّمت أبشع رموز الإجرام في التاريخ البشري من الذين أصيبوا بداء هوس القتل وشهوة الدماء إرضاءً لنفوسهم السادية المريضة.
لقد انسلخ أعضاء هذه المنظمة (الخمير الحمر) عن كل ما يمتُّ إلى الإنسانية بصلة، وانعدمت فيهم كل معاني الرحمة والشرف بارتكابهم مجازر بحق المسلمين وغيرهم في كمبوديا يندى لها جبين الإنسانية في عهد (بول بوت) أبشع دكتاتور عرفه تاريخ كمبوديا.
لقد مارس هذا المجرم سياسة دموية مرعبة بحق الكمبوديين ــ وخاصة المسلمين التشاميين ـــ افرزتها نزعته الإجرامية وصبغته الوحشية لم تمارس مثلها حتى عند أشد الأقوام وحشية وسادية ودموية فعاش المسلمون الكمبوديون في عهده أشد العهود فظاعة ووحشية ورعبا.
فما إن تسلم هذا الوحش ــ بول بوت ــ السلطة في كمبوديا عام (1975) بعد حرب أهلية حتى بدأ مسلسل الدم الذي لم ينته حتى سقوطه عام (1979).
كمبوديا ومراحل التاريخ الدموي
تحد كمبوديا دول فيتنام ولاوس وتايلاند وتطل على خليج سيام، وسكانها يتكوّنون من جماعات تشام والخمير، وغالبية التشام الكمبوديين يعتنقون الإسلام الذي وصل إلى أرضهم من تايلاند عن طريق التجار والدعاة العرب والفرس، وكان المسلمون يعيشون حياة أمن وسلام فيما بينهم وبين العرقيات والطوائف الأخرى بعد حالة الهدوء التي سادت بينهم وبين الخمير في السابق، لكنهم تعرّضوا للاضطهاد والظلم مرة أخرى على يد الإستعمار الفرنسي وقاسوا لسنوات طوال جور هذا الاستعمار، غير أن القدر كان يخبئ لهم ماهو أقسى وأبشع من طغيان الفرنسيين.
فما إن رحل الاستعمار حتى تعرّضت البلاد لأقسى وأظلم مراحل تاريخها على يد النظام الشيوعي (الهومير) الخمير الحمر الذين وصلوا الى إلحكم عام (1395هـ/1975م) فمارسوا أبشع الأساليب دموية ووحشية لإبادة المسلمين واستئصالهم ففرّ من استطاع الفرار إلى ماليزيا وتايلاند، وتم تصفية (500) ألف مسلم خلال ثلاث سنوات بين عامي (1395/1398هـ ـــ 1975ــ1979م)، حيث قامت الحكومة الشيوعية سنة (1396) بعمليات إبادة جماعية بحق المسلمين وقتل قادتهم كالشيخ عبد الله إدريس وطردوا المسلمين من قراهم فاضطرهم ذلك إلى الهجرة إو اللجوء إلى مناطق العزلة، كما قام الخمير بهدم المساجد ومنع المسلمين من استخدام لغتهم وحرق المصاحف وكتب التراث الإسلامي ومنع الشباب المسلم ممن تزيد أعمارهم عن خمسة عشر عاماً من الاقامة مع والديهم وأجبارهم على الإقامة في معسكرات الشباب الوثنية لإضعاف حسهم الديني وفرض لغة الخمير وسلطتهم وسياستهم عليهم.
من هم التشام؟
ينحدر المسلمون التشام الذين يتوزّعون في دول كمبوديا وفيتنام وتايلاند إلى جنوب شرق آسيا، وهناك من يقول إن أجدادهم هاجروا من جزيرة بورنيو، وهم عرقية قديمة تعود إلى بقايا مملكة (تشامبا) التي أقيمت بين القرن السابع والخامس عشر الميلادي، لكن المدونات التاريخية الصينية تقول: إن مملكة (تشامبا) كانت موجودة في القرن الثاني الميلادي وعاشت ذروة ازدهارها ونموها الإقتصادي والاجتماعي في القرن التاسع الميلادي وقد اشتهرت بتجارة الصندلوود وكانت ممتدة على أراض واسعة مترامية الأطراف من (هْوَى) في وسط (تاي نغويِن) إلى دلتا (ميكونغ) في (كوتشينتشينا).
ومثلما شخصت جذور التشام في التاريخ العريق لهذه الأرض فقد كانت تربطهم مع العرقيات الأخرى وشائج وصلات قرابة في كمبوديا وفيتنام كـ (الأسترونيزيين)، ويتحدث التشام اللغة التشامية، وهي لغة (ملايو ــ بولينيزية) التي تنتمي إلى عائلة اللغات الأسترونيزية (القسم الفرعي: أتشيه ـــ تشامية).
ويتمركز التشام في ولاية (كامبونغ تشام) في كامبوديا، وفي مناطق (فان رانغ ــ ثاب تشام)، و(فان ثييت)، و(هو تشي مينه)، و(وان غيانغ) في فيتنام، وقد انتقل منهم حوالي أربعة آلاف تشامي من كمبوديا وفيتنام للعمل في تايلاند وهم موزّعون في مدن (فطاني) و(ناراثيوا)، و(يالا) و(سونخلا).
الشيعة يبذرون الإسلام
تشير المدوّنات التاريخية إلى أن الشيعة هم الذين أوصلوا الإسلام إلى الشعب التشامي وأرض كمبوديا كغيرها من البلاد المجاورة كسيام (تايلاند) وأندونيسيا وماليزيا وجزر الهند والصين وغيرها وقد وصلها الشيعة في القرن الأول الهجري حيث دلت المصادر التاريخية على أن هؤلاء المهاجرين المسلمين كانوا يسلكون في السفر إلى الصين طريق كمبوديا.
ويذكر المؤرخ الدمشقي (شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي طالب الأنصاري الدمشقي الملقب بـ (شيخ الربوة) (654 ــ727هـ/1256 ــ 1327م) في كتابه (نخبة الدهر في عجائب البر والبحر) ــ وهو من الكتب النادرة ومن أصح المصادر في هذا المجال ــ: (أن بلاد التشامبا ــ وهي مناطق كمبوديا وفيتنام ــ يقطنها مسلمون ومشركون. وجاءها الدين الإسلامي عن طريق كثرة المسلمين الّذين هجّرهم الأمويون والحجاجُ ابن يوسف الذين فرّوا إلى تلك المنطقة).
وقد أدّت هذه الهجرات الكثيرة إلى غرس الإسلام في كثير من تلك البلاد والجزر المتجاورة يقول الدمشقي في نفس الكتاب (ص132 ــ 168) عندما يصف جزيرة (جامبا): (إنه دخل جزائر (السيلا) قوم من العلويين لما فرّوا من بني أمية فاستوطنوا وملكوا وماتوا بها، وإن جزيرة صبح كانت تعرف بـ (العلوية).
ثم يقول: (وفيها نزل العلويون الفارّون من بني أمية والحجاج ودخلوا البحر الزفتي بالجزيرة المعروفة بهم إلى الآن والزفتي في سومترا).
كما أكد هذه الحقيقة المؤرخ أحمد بن عبد الوهاب النويري المتوفى (733هـ) في كتابه (نهاية الأرب في فنون الأدب ج1 ص220)، وتقي الدين أحمد بن علي المقريزي عميد المؤرخين المصريين (764 ــ 845هـ/1364 ــ 1442م) في كتابه (المواعظ والإعتبار في ذكر الخطط والآثارج1 ص25) المعروف باسم خطط المقريزي.
انتشار الإسلام في كمبوديا
غرس الشيعة الإسلام في تلك البلاد، لكن تأثيره لم يكن كبيراً لوجود ديانات قديمة، ثم بدأ ينتشر انتشاراً سريعاً بعد عام (1471م) حيث امتد إلى الأسر الملكية الخاصة بملوك التشام الذين اعتنقوا الإسلام مع تزايد المهاجرين من المسلمين الشيعة من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر والذي أدى إلى حدوث تحول كبير في التوجه الديني لتشام، فتحوّلت أغلبية شعب تشام إلى الإسلام فمعظمهم الآن من المسلمين حيث يشكلون (88%) من تشام كمبوديا، مع وجود أقليات من الهندوس والبوذ (ماهايانا) أما تشام فيتنام فأغلبهم من الهندوس ويشكل المسلمون أقلية فيها.
الشيخ أحمد القمي
كان لإقامة إمارة تشام في سيام (تايلاند) أثر كبير على تشام كمبوديا حيث زحف إليها الإسلام بعد أن طغى على عاصمة تايلاند القديمة (أيوتيا)، وكان معظم رجال الدولة من المسلمين الشيعة وقد وصل الأمر إلى أن تقلد أحد رجال الشيعة وهو الشيخ (أحمد القمي) (1543- 1657م) الذي قدم من إيران في العهد الصفوي واستوطن بانكوك عام (1582م) منصب (شولاراج مونتري) وهو منصب (رئيس الوزراء) في عهدنا هذا، وكان له تأثير واضح على الوضع التجاري والسياسي في تايلاند ولا يزال قبره إلى الآن مزاراً محترماً لشتى الطوائف والمذاهب.
سقوط مملكة تشام
كان لهذه المملكة تاريخ من الصراع المرير مع الخمير الذين يقطنون في الغرب وقد جرت حروب طاحنة بين الفريقين في القرن الثاني عشر الميلادي كانت سجالاً بينهما ينتصر فيها التشام مرة ويُهزمون أخرى، ففي عام (1177م) احتل التشام عاصمة الخمير (تونلي ساب) ودمروها بعد أن هزموهم هزيمة نكراء، لكن هذا النصر لم يدم سوى أربع سنوات حيث هاجمهم ملك الخمير جاياوارمان السابع وهزمهم في معركة عظيمة هزيمة ساحقة وذلك عام (1181م) فتداعت فيها قوى التشاميين وبدأت مراحل الاضمحلال تبدو عليها.
بعد احتلال الخمير فيتنام بدأت المملكة التشامية تعيش مرحلة الإحتضار حتى قضى عليها الخمير الفيتناميون قضاءً تاماً في معركة مصيرية ذهب ضحيتها مائة وعشرون ألف قتيل وذلك عام (1471م)، فلملم التشاميون فلولهم وتمركزوا قرب (نيا ترانغ) وكوّنوا مملكة صغيرة مُسيطر عليها من قبل الخمير.
سياسة الاضطهاد
بدأت سياسة الاستبداد من قبل الخمير الفيتناميين تجاه التشاميين تتفاقم خاصة بعد أن أصبح الإسلام هو الطابع الغالب على التشاميين وأمرائهم فاحتلوا مملكتهم وضموها إلى دولتهم عام (1720م) ومارسوا عليهم أشد أنواع الإضطهاد وشدد الملك الفيتنامي (ميني مانغ) قبضته عليهم بسلطة الحديد والنار للقضاء عليهم فهرب الملك الأخير للتشاميين المسلم (بو تشين) مع قومه إلى كامبوديا، وتشتت الباقون فهرب قسم منهم إلى (ترينغانو) في ماليزيا وآخر إلى جزيرة (هاينان) الصينية وهم الذين يطلق عليهم الصينيون لقب (أُتسُل) وبقي قسم كبير منهم في فيتنام وهم فيها في مناطق (نيا ترانغ) و(فان رانغ) و(فان ري) و(فان ثيات).
استمرار الصراع
يشكل المسلمون التشاميون أقلية في كمبوديا، يقول السيد حسن الأمين في موسوعته (دائرة المعارف الإسلامية الشيعية) (ج1ص80): (إن عدد المسلمين في كمبوديا يبلغ مليون مسلم) وهم يسكنون في نفس المنطقة التي هاجر إليها الملك والتي تسمى بمقاطعة (كمبونغ تشام)، وتفرق آخرون منهم على شكل مجموعات استقرت وراء نهر (الميكونغ).
ورغم أقليتهم لم يرضخوا للظلم والإستبداد الذي لحق بهم ولم يخضعوا لسياسة الخمير المتسلطة فقاموا بتكوين وتنظيم الحركات الثورية التحررية المطالبة باسترداد حقوقهم المسلوبة وإنشاء دولة مستقلة لهم فظهرت (جبهة تحرير التشام)، و(جبهة القوميات الصغيرة) التي ظهرت عام (1946) ثم تغير اسمها إلى (جبهة تحرير المرتفعات) عام (1960) بعد أن تعاونت مع أقليات أخرى من سكان الجبال وفي الستينات اندمجت الجبهتان ليكوِّنا جبهة موحّدة الأهداف تحت اسم (الجبهة الموحَّدة لتحرير العرقيات المضطهدة).
الخمير الحمر (الهومير)
يدل هذا الإسم الدموي إلى تحالف القوى الحمراء الشيوعية وانتهاجها مبدأ العنف في الحكم وتسخير كل العرقيات والأديان وتذييبها أو إبادتها، والخمير في اللغة الكمبودية تعني (الفلاح) فقد كانت سياسة زعيمهم الدكتاتور (بول بوت) تحاول تطبيق نظام راديكالي متشدد من الشيوعية الزراعية تلزم المجتمع كله على العمل في الزراعة أو في أعمال شاقة.
وقد نال المسلمون التشام حصة الأسد من هذه السياسة وعمليات الإبادة التي قامت بها هذه المجموعات الوحشية يقول أندرو بيران مراسل مجلة تايم (النسخة الآسيوية) في مقالة كتبها عن هذه العمليات (إن الخمير الحمر ارتكبوا إبادة جماعية ضد أقلية التشام المسلمة في كامبوديا، وخلال الإبادة قتّلت الحكومة أعداداً فائقة من التشام مقارنة بعدد قتلى الخمير).
كان الهدف الرئيسي للخمير الحمر هو إبادة المسلمين عن بكرة أبيهم من كمبوديا وهذا ما أكده الكثير من المحللين والباحثين وكشفته أساليب الخمير الدموية تجاه المسلمين فقد قدر عدد القتلى من المسلمين بنصف مليون وقُتل من أئمتهم قرابة المائة شيخ وإمام وهدمت المئات من المساجد خلال فترة الحكم الشيوعي بين عامي (1975/ 1979).
وقد أدانت الكثير من المنظمات الدولية الأعمال الوحشية التي قام بها الخمير وأفادت التقارير بأن حكومة الخمير الحمر الشيوعية (مسؤولة عن موت حوالي ثلاثة ملايين شخص) في ظل نظامهم، عن طريق الإعدام، والتعذيب والأعمال الشاقة .
بداية المأساة
في نيسان من عام (1975) بدأت أولى عمليات إبادة المسلمين المنظمة التي انتهجها الخمير طوال فترة حكمهم حيث أمروا الناس بترك بيوتهم وإخلاء المدن بدعوى كاذبة مفادها أن أمريكا تحضر لضرب كمبوديا، فسيق الناس إلى المزارع تحت حراسة مشددة من قبل جنود الخمير الحمر وهناك تم تصفيتهم جميعاً إعداماً وتعذيباً ولم يسلم من تلك المجزرة حتى الأطفال الرضع والنساء والشيوخ!!
واستمرت عمليات الإبادة فتحوّلت المدارس إلى سجون للتعذيب، ولا يزال اسما مدرسة (تيول سلينج) الإبتدائية والمجرم (كاينج جيك) يبثان الرعب في قلوب المسلمين الكمبوديين الذين عايشوا تلك الفترة، حيث ارتكب هذا المجرم أبشع الجرائم ضدهم في هذه المدرسة، ووصل عدد ضحاياه قتلاً وتعذيباً وحرقاً إلى الآلاف من الأبرياء، وكان يقسّم قاعات الدراسة إلى (وحدات تعذيب) و(وحدات استجواب)!!
ويصف صحفي بريطاني قام بالتحقيق في تلك الجرائم بأن (17) ألف شخص ماتوا في هذا المكان موتاً بطيئاً (حيث كانت تشوّه أجساد الناس على السُرر الحديدية.....) وكان (الخمير القتلة يلتقطون صوراً فوتوغرافية لضحاياهم قبل وبعد التعذيب ثم يقتلونهم في قبور جماعية على حواف المدينة....). كما (كانوا يسجّلون أسماءهم وأعمارهم، وكذلك الأوزان والأطوال...... وإن إحدى الغرف امتلأت حتى السقف بملابس الضحايا وأحذيتهم، ومنها ما كان يخص أطفال عديدين.....)!!!!
الإنتقام الطبقي والديني
لم تسلم طائفة أو عرقية أو شريحة من جرائم الخمير الشيوعيين التي طالت جميع الأديان والشرائح وإن كان المسلمون أكثر الناس نصيباً من هذه الجرائم ــ حسبما أفادت به التقارير العالمية ــ ومن هذه الجرائم وعمليات التصفية التي مارستها حكومة بول بوت الشيوعية عمليات اغتيال المثقفين والمهنيين تحت شعار الإنتقام الطبقي وهذا الإجراء الإجرامي كان ثمرة نظرية شيوعية تميز الزراعة والعمل الشاق عن غيره وتعتبرهما العمل الوحيد الذي يحقق السعادة للمجتمع.
ومن إجراءاتها التعسفية في هذا الجانب أيضاً منع كل وسائل الثقافة فتم إغلاق كل الوسائل الإعلامية وإصدار عقوبة الإعدام لمن يستمع إلى الإذاعات الأجنبية وكذلك من يتكلم بلغة غير اللغة الوطنية، فقتل الآلاف من الكتاب والمثقفين والمفكرين والفنانين، أما الإضطهاد الديني فكان أبشع ما استخدمه الخمير وخاصة ضد المسلمين فقد شنوا عليهم حملات إبادة وحشية كما صرحت المحكمة الدولية بالقول (إن المسلمين كانوا يستهدفون ويقتلون منهجياً) كما منعت جميع الأديان ودمرت المعابد البوذية والكنائس وجميع مساجد كمبوديا البالغ عددها 180.
العمل الشاق ومنع الدواء
من إجراءات هذا النظام البغيض الأخرى تجاه الناس الذين جمعوهم كلهم في شريحة (الطبقة العاملة) إجبار الكمبوديين على العمل في مزارع جماعية لمدة (14) ساعة يومياً وبأدوات بدائية فمات الكثير منهم بسبب العمل الشاق ونقص الغذاء ومنع الدواء لأنه يأتي من الغرب، كما قامت الحكومة بحرق منازل المسلمين فظلوا في العراء تحت أشعة الشمس اللاهبة وسياط الرياح في ليالي الشتاء كما منعوهم من الصيد لكي يتفرغوا للزراعة!!!
نهاية الدكتاتورية الشيوعية
اجتاح الجيش الفيتنامي كمبوديا لينهي حكم الخمير الحمر المرعب إلى الأبد عام (1979) ففر بول بوت إلى الأدغال وهلك في عام (1998) بمخيم لفصيل من بقايا الخمير الحمر بعد أن خلف كمبوديا بأسوء حالة من الخراب والدمار وتشير الإحصائيات إلى أن نظامه الدكتاتوري خلف (142) ألف مُقعد، و(200) ألف يتيم، ودمرت فيه أكثر من (600) ألف بناية منها (6000) مدرسة و(1000) مستشفى ومركز صحي، و(1968) مكان للعبادة ما بين مسجد ومعبد وكنيسة وتم تحويل بعضها إلى حظائر للخنازير ومستودعات ومعتقلات.
اضف تعليق