التغذية عامل مهم للمرأة قبل فترة الحمل، وفي فترة الحمل، وكذلك خلال فترة الرضاعة.
وقد لوحظ أن المرأة التي كانت تغذيتها جيدة في مرحلة الطفولة والشباب تكون عملية الولادة سهلة جداً عندها، وتزداد نسبة ولادتها لأطفال أصحاء.
وهذا ليس بمستبعد لأن التغذية الصحيحة تمنح المرأة تدويراً جيداً لعظم الحوض ما يسهل عملية الولادة، وبعكس ذلك فإن المرأة ذات التغذية الرديئة في فترة الطفولة والشباب تكون أقصر طولاً، ويكون عظم الحوض عندها مسطحاً وأقل تدويراً ما يسبب تعسراً في عملية الولادة وزيادة في نسبة ولادة أطفال تحت الوزن الطبيعي.
السبب الرئيسي لنقص أوزان الأطفال حديثي الولادة ناتج عن نقص في الطاقة المتناولة للمرأة في فترة الحمل وليس نتيجة نقص في أنواع الغذاء كالبروتين أو الفيتامين.
العوامل التي تؤثر في وزن الطفل حديث الولادة:
1. حجم المرأة-المرأة ذات الحجم الضخم تولد أطفالاً أكبر من المرأة ذات الحجم الضئيل.
2. زيادة تناول المواد الغذائية أثناء فترة الحمل والتي تمنح الجسم طاقة عالية ما يؤدي إلى زيادة وزن الطفل.
3. تعدد الحمل يؤدي إلى نقصان وزن المولود الأحدث.
4. المرأة العاملة التي تصرف طاقة كبيرة لا تتناسب مع الطاقة المتناولة عن طريق الغذاء ما يسبب نقصاً في وزن الطفل.
5. المرأة الحامل التي تعيش في مناطق غير صحية تنجب أطفالاً ناقصي الوزن.
6. إصابة المرأة الحامل بمرض الملاريا تؤدي إلى ولادة طفل ناقص الوزن.
7. التدخين أثناء فترة الحمل يؤدي إلى نقصان وزن الطفل.
8. المشروبات الكحولية أثناء فترة الحمل تؤدي إلى نقصان وزن الطفل.
إن هذه العوامل جميعاً تؤدي إلى ولادة أطفال ناقصي الوزن وبالتالي تزداد نسبة وفيات الأطفال. فالأطفال الذين يولدون ويكون وزنهم تحت 5.1 كغم تكون نسبة الوفاة بينهم بحدود 50% في خلال الأسبوع الأول للولادة. وإذا زاد وزن الوليد إلى حدود 2 كغم فإن نسبة الوفاة تقل.
أما إذا أحيط بعناية طبية جيدة فإن الوزن الطبيعي للوليد يكون بحدود 5.2 كغم. كمية الزيادة في الوزن للمرأة أثناء الحمل المرأة الحامل تكسب زيادة في وزنها أثناء فترة الحمل بحدود 5.3 كغم في نهاية الأسبوع العشرين من الحمل وبعدها تكون الزيادة بحدود 5.0 كغم كل أسبوع إلى نهاية فترة الحمل حيث تكون الزيادة النهائية بالوزن للمرأة الحامل في الأسبوع الأربعين من الحمل بحدود 5.12 كغم.
والجدول الآتي يوضح الزيادة في الوزن مقسمة وموزعة على أعضاء الجسم:
فالزيادة في وزن المرأة الحامل بعد انتهاء الأسابيع العشرة الأولى تكون بحدود 5.6 كغم وبعد الأسبوع العشرين تكون بحدود 4 كغم. وتزداد النسبة إلى 5.8 كغم بعد الأسبوع الثلاثين.
وتكون الزيادة بحدود 5.12 كغم عند انتهاء الأسبوع الأربعين. وهو انتهاء فترة الحمل وبدء الولادة وبعدها فترة الرضاعة.
ويكون الشحم المخزون أثناء فترة الحمل وهو بحدود 4 كغم كوقود إضافية للمرأة أثناء فترة الرضاعة. وال 4 كغم من الشحوم المخزونة تعطي مخزوناً من الطاقة بحدود 36000 سعرة حرارية تستهلكها المرأة أثناء فترة رضاعة الوليد.
فزيادة وزن المرأة أثناء الحمل ضرورية حيث يكون اعتماد نمو الجنين على هذا المخزون من البروتينات والشحوم.
أما أسباب نقص وزن المرأة أثناء الحمل فقد تكون بسبب نقص في كمية الغذاء المتناول اليومي أو زيادة في عمل المرأة أثناء فترة الحمل أو وجود أمراض عضوية أدت إلى نقص وزن الحامل.
أما زيادة وزن الحامل أكثر من الحدود الطبيعية بنسبة 50% أي بحدود 18 20 كغم فيكون سببه على الغالب تجمع الرشح المائي في الجسم وخصوصاً اليدين والأرجل وزيادة خزين الشحوم في الجسم.
وزيادة وزن المرأة فوق الحدود الطبيعية يؤدي إلى إصابة الحامل بالآتي:
1. ارتفاع ضغط الدم.
2. الترشح المائي.
3. زيادة وزن الجنين وعسر الولادة.
الغذاء أثناء فترة الحمل تحتاج المرأة الحامل إلى زيادة في وزنها بحدود 5.12 كغم وهذه يجب توفرها عن طريق زيادة تناول الغذاء، فالمرأة الحامل تحتاج إلى 2.9 كغم من البروتين و70000 سعرة حرارية من المواد الغذائية لتغطية هذه الزيادة في الوزن لفترة الحمل.
1. البروتين: تحتاج المرأة الحامل إلى زيادة في تناول البروتينات بحدود 2.9 كغم موزعة على الأسابيع الأربعين للحمل. ويمكن تأمين هذه الكمية بتناول المرأة الحامل نصف لتر (نصف زجاجة) من الحليب يومياً فذلك يمنحها بروتين بحدود 18 20 غم يومياً، وهو الحد الطبيعي والضروري لفترة الحمل.
2. الحديد: تحتاج المرأة الحامل إلى الحديد لصنع الدم في جنينها وكذلك لزيادة نسبة الدم في فترة الحمل. ولا يمكن للغذاء أن يمنح المرأة الكمية اللازمة والضرورية لتعويض هذا النقص حيث إن أغلب المواد الغذائية تحتوي على كمية قليلة من الحديد علماً بأن كمية الحديد التي يتم امتصاصها من الأمعاء تكون بحدود 10% فقط من الكمية المتناولة عن طريق الغذاء.
وفي بحث أجري على 1071 امرأة في الفترة الأولى للحمل في مدينة أدنبرة البريطانية وجد أن 32% منهن مصابات بفقر الدم ونسبة الهيموجلوبين أقل من 6.12 غم/ 100 سي سي.
وتزداد الحاجة إلى الحديد بازدياد نمو الجنين في المرحلة الثالثة والأخيرة لفترة الحمل. فلذلك نوصي الحامل أن تتناول:
1. كمية جيدة من الغذاء المحتوي على نسبة عالية من الحديد كاللحوم والكبد والكلى والفاكهة والخضراوات الخضراء.
2. إجراء فحص الهيموجلوبين باستمرار لمعرفة نسبته في الدم.
3. تناول حبوب تحتوي على الحديد عند انخفاض نسبة الهيموجلوبين إلى أقل من 12 غم/100 سي سي.
4. يجب تناول حبوب تحتوي على الحديد بعد الأسبوع الرابع والعشرين من فترة الحمل وإلى نهاية الحمل.
3. الكالسيوم: الجنين يحتاج الكالسيوم لبناء الهيكل العظمي، ويأخذ الجنين الكمية اللازمة له من الأم بغض النظر عن توفر الكالسيوم لدى الأم، فهو في هذه الحالة يكون طفيلياً عليها حيث يبدأ سحب الكالسيوم من عظام الأم مما يؤدي إلى إصابتها بضعف العظام، والإصابة بالتقلصات العضلية نتيجة لنقص الكالسيوم في الدم عند عدم تناولها لكمية كافية من الكالسيوم عن طريق الغذاء. ويمكن للمرأة الحامل التعويض عن حاجة جنينها في الكالسيوم بتناول نصف لتر من الحليب يومياً حيث يوفر لها 600 غم من الكالسيوم وهي الكمية الضرورية واللازمة لبناء عظام الجنين.
4 الفيتامينات: اللحوم والحليب والفواكه والخضراوات الخضراء تمنح المرأة الحامل حاجتها الضرورية من الفيتامينات، ففي حالة تناولها يومياً لهذه الأنواع الغذائية فلا حاجة للمرأة أن تتناول حبوباً تحتوي على الفيتامينات.
ولكن في حالة وجود نقص في تغذيتها وجب تناول حبوب تحتوي على فيتامين A وD أو شربها لعصير البرتقال المركز يومياً أو تناول حبوب دهن الحوت.
ونحن ننصح المرأة بتناول كمية من الحبوب التي تحتوي على فيتامين فوليك اسيد (300 مايكروغرام) يومياً خلال المرحلة الثالثة والأخيرة (الأشهر السابع والثامن والتاسع من الحمل) حتى لا تصاب بفقر الدم (الأنيميا)، حيث تزداد الحاجة إلى الفوليك اسيد خلال المرحلة الثالثة من الحمل وذلك لصنع كريات الدم للجنين.
والفوليك اسيد يدخل ضمن العوامل الضرورية لصنع الكريات الدموية للجنين. ولقلة وجوده في الغذاء ولقلة خزين الفوليك اسيد في جسم المرأة ولزيادة الحاجة إليه لصنع كريات الدم للجنين ننصح المرأة الحامل بتناول حبوب تحتوي على الفوليك اسيد في المرحلة الثالثة من الحمل.
5. الطاقة: تحتاج المرأة الحامل إلى زيادة في الطاقة المتناولة عن طريق زيادة كمية الغذاء اليومي وذلك لتعويض الزيادة الضرورية الحاصلة في وزنها أثناء فترة الحمل. وكذلك تغطية نمو الجنين. والزيادة في الوزن هي بحدود 5.12 كغم فلذلك تحتاج المرأة إلى زيادة في المواد الغذائية بحيث تمنحها طاقة بحدود 70000 سعرة حرارية موزعة على أسابيع الحمل.
وبعض النساء يحتجن أثناء الحمل إلى عدم الحركة والراحة التامة أو القيام بعمل يومي بسيط جداً، فلذلك وجب عدم زيادة المواد الغذائية حتى لا تؤدي إلى زيادة كبيرة في وزن الأم وبالتالي إلى زيادة وزن الجنين وتعسر الولادة وإصابة الأم بضغط الدم.
توصيات للحامل:
1. المرأة الحامل يجب أن تراقب وزنها شهرياً حتى الأسبوع العشرين من فترة الحمل.
2. بعد الأسبوع العشرين يجب مراقبة الوزن وإجراء الفحص الطبي كل أسبوع أو أسبوعين حتى نهاية فترة الحمل.
3. إذا لم يزد وزنها بصورة طبيعية أو إن زاد وزنها فوق الحدود الطبيعية يجب إخضاعها إلى مراقبة طبية وإجراء فحوص طبية لمعرفة سبب النقصان أو الزيادة.
4. في حالة عدم وجود أسباب عضوية لنقص الوزن يجب إعطاؤها كميات إضافية من المواد الغذائية لتصحيح الوزن.
5. وعند وجود زيادة في الوزن يجب إعطاؤها جداول تغذية خاصة لتنزيل الوزن.
6. يجب تناول الحامل لنصف لتر من الحليب يومياً ليمنحها الكمية الضرورية من البروتين والكالسيوم.
7. يجب تناولها كميات من حبوب تحتوي على الحديد خصوصاً في المرحلة الثالثة من الحمل.
8. من المفضل والضروري تناول الحامل لحبوب تحتوي على الفوليك اسيد لتعويض النقص الحاصل لديها في المرحلة النهائية للحمل.
9. المرأة الحامل تصاب بحرقة المعدة وزيادة حموضة المعدة، فننصحها بالامتناع عن تناول الشاي الثقيل والقهوة والبيبسي كولا والتوابل والبهارات والأكلات المقلية والسمك المملح والدهني وكمية كبيرة من السكريات والحلويات والفاكهة المجففة غير الناضجة والخضراوات غير المطبوخة مثل البصل والطماطم والخيار.
ويجب أن تتناول كميات قليلة من المواد الغذائية في الوجبة الواحدة وزيادة وجبات الطعام إلى 4-5 وجبات يومياً.
وللسيطرة على الحموضة يمكن أخذ حبوب ضد الحموضة وتجنب الانحناء الكثير أو النوم على الظهر لفترة طويلة.
10. أغلبية النساء الحوامل يصبن بالإمساك والبواسير أثناء فترة الحمل، ولتقليل الإصابة بهذين المرضين ننصح المرأة بتناول الخبز الأسمر أو مستحضرات طبية تحتوي على ألياف غذائية مع تناول الماء بكثرة، وكذلك تناول كمية من الفاكهة الطازجة والخضراوات الخضراء ذات الألياف الغذائية لأن هذه الألياف تزيد من حجم الفضلات وتمتص ماء كثيراً ما يسهل عملية سيرها في الأمعاء الغليظة وطردها إلى الخارج والتخلص من الإمساك أو الإصابة بالبواسير.
اضف تعليق