يستهلّ الكثيرون منّا السنة الجديدة بعزيمة مشتركة هي الشروع في تناول أغذية صحية. ولعلكم ستعتمدون هذه العادات الصحية لمدة أسبوع أو شهر ولكن ماذا بعد ذلك؟ لكلّ من يملك من بيننا ما يكفي من الحظ ليقرر ما يأكله، لمَ لا نجعل هدف السنة الجديدة حقيقةً واقعة على مدار السنة...

تسمح لنا بداية سنة جديدة بإعادة التركيز على الإجراءات التي يمكننا اتخاذها للحفاظ على صحتنا. فالحفاظ على نمط غذائي صحي مثلًا، يؤدي دورًا محوريًا في الحفاظ على صحتنا وجهاز مناعتنا عمومًا.

تختلف أنماط التغذية اختلافًا كبيرًا من مكان لآخر، بناءً على توافر الطعام وعادات الأكل والثقافة. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالطعام، نعرف الكثير عن ما هو جيد وما هو غير صالح لنا وهذا صحيح بغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه. بيد أن التغيرات المجتمعية تجعل هذه الخيارات أكثر تعقيدًا. وباستمرار العديد من البلدان في التعامل مع نقص التغذية، يزداد عدد الأشخاص حول العالم الذين يتناولون أغذية كثيفة الطاقة ومرتفعة الدهون والسكر والملح. إن التحضر وأنماط العمل المستقرة وأنماط النقل المتغيرة تؤدي إلى انخفاض مستويات النشاط الفيزيائي لدى الناس، مما يخلق مجتمعات سكانية كاملة معرضة لخطر السمنة وزيادة الوزن والأمراض ذات الصلة.

لقد تضاعف عدد حالات السمنة في جميع أنحاء العالم ثلاثة أضعافاً تقريباً منذ عام1975، ومعها زيادة المشاكل الصحة مثل السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان. ولا يقتصر هذا الاتجاه على البلدان المرتفعة الدخل. في الواقع، يرتفع معدّل عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة والسمنة المفرطة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بوتيرة أسرع. وفي نفس الوقت، في العديد من الحالات، يتعين على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط أن تتعامل أيضاً مع معدلات عالية من التقزم والهزال ونقص المغذيات الدقيقة.

وفي وقت تتزايد فيه البدانة، تتزايد أهمية الخطوط التوجيهية الغذائية بكثير. واستناداً إلى أحدث الأدلة المتاحة، فإن هذه الخطوط التوجيهية هي توصيات البلد لسكانه من أجل تناول طعام أفضل لأجل صحة أفضل.

هدف السنة الجديدة

يستهلّ الكثيرون منّا السنة الجديدة بعزيمة مشتركة هي الشروع في تناول أغذية صحية. ولعلكم ستعتمدون هذه العادات الصحية لمدة أسبوع، أو شهر، أو حتى لعدة أشهر، ولكن ماذا عمّا بعد ذلك؟ لكلّ من يملك من بيننا ما يكفي من الحظ ليقرر ما يأكله، لمَ لا نجعل هدف السنة الجديدة حقيقةً واقعة على مدار السنة؟ فالأنماط الغذائية الصحية تؤدّي دورًا هامًا في صحتنا وجهاز مناعتنا عمومًا. وتؤثر الأغذية التي ندخلها إلى أجسامنا بشكل مباشر في وضعنا الصحي والطريقة التي تعمل بها أجسامنا.

تتباين الأنماط الغذائية بشكل كبير في العالم، وتتأثر بالقدرة على الحصول على الأغذية وبالمداخيل والعادات والثقافات. ولكن، هناك بعض الحقائق المشتركة في ما يخصّ سبل المحافظة على نمط غذائي صحي بمعزل عن المكان الذي نعيش فيه.

في ما يلي ستّ عادات غذائية صحية وموارد من منظمة الأغذية والزراعة لمساعدتكم:

1- تناولوا مزيجًا منها! 

تناولوا أغذية متنوعة ضمن كل مجموعة من المجموعات الغذائية وفي ما بينها لضمان الحصول على كميات كافية من المغذيات الهامة. ويمكن للخطوط الخطوط التوجيهية الوطنية بشأن النظم الغذائية القائمة على الأغذية أن تساعدكم في ذلك. وتوفّر المنظمة المساعدة للبلدان الأعضاء في وضع وتنفيذ الخطوط التوجيهية بشأن النظم الغذائية القائمة على الأغذية المتماشية مع الأدلة العلمية المتوافرة حاليًا. وقد وضع أكثر من مائة بلد في جميع أنحاء العالم خطوطًا توجيهية بشأن النظم الغذائية القائمة على الأغذية متكيفة مع الأوضاع الصحية للسكان، وتوافر الأغذية، وثقافات الطهي والعادات الغذائية. 

2- تناولوا الكثير من الفواكه والخضروات

 توفّر الفواكه والخضراوات كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن بالإضافة إلى الألياف التي نحتاج إليها لنمط غذائي صحي. وتمثل الفواكه والخضراوات المجهّزة بشكل بسيط والمجمَّدة أو المعلَّبة خيارًا جيدًا للحد من ذهابكم إلى الأسواق أو المحال التجارية. ولكن، لا بدّ لكم من التنبّه إلى المكونات. فقد يُضاف أحيانًا إلى هذه المنتجات عند تجهيزها، أو تعبئتها، السكر أو الملح أو المواد الحافظة.

توفّر الفواكه والخضراوات كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن والألياف التي نحتاج إليها لنمط غذائي صحي. بينما تدعم الحبوب الكاملة والجوزيات والدهون الصحية، مثل الزيوت غير المشبعة، جهاز مناعتكم وتساعدكم على الحد من الالتهابات.

3- أكثروا من البقول والحبوب الكاملة والجوزيات! 

يمكن للبقول والحبوب الكاملة والجوزيات والدهون الصحية مثل الزيتون والسمسم والفول السوداني، وغيرها من الزيوت غير المشبعة، أن تدعم جهاز مناعتكم وتساعدكم على الحد من الالتهابات. وتشكّل البقول، بالتحديد، أغذية صديقة للبيئة ومصدرًا غير مكلف للبروتينات بوجه عام حيث تحتوي الفاصوليا والبازلاء وغيرها من البقول على كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن التي بإمكانها أن تحد من خطر الإصابة بأمراض مثل داء السكّري وأمراض شرايين القلب، عندما تكون جزءًا من نمط غذائي صحي شامل. اطلّعوا على كامل المعلومات بشأن مجموعة البقول المتنوعة الكبيرة والوصفات التابعة لها، في كتاب الطبخ المخصص للبقول الصادر عن المنظمة.

4- قللوا من الأغذية التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والسكر والملح

 عند التعرّض للإجهاد بشكل كبير، قد يلجأ الكثيرون إلى الوجبات الخفيفة. ولكن لسوء الحظ، غالبًا ما تحتوي هذه الأغذية على كميات كبيرة من الدهون والسكر والملح والسعرات الحرارية التي قد تؤثر مع الوقت على صحتكم بشكل عام إن لم تستهلك باعتدال. وسيكون من الجيد التحقق دومًا من بطاقات توسيم جميع الأغذية التي تتناولونها للاطلاع عن مكوناتها وقيمتها التغذوية. فبطاقات التوسيم موجودة لمساعدتكم على الحد من كمية بعض المكونات أو زيادة تناولكم للمكونات المفيدة لكم.

5- اتّبعوا ممارسات النظافة الغذائية الجيّدة

 إنّ النظافة بجميع أشكالها مهمة، خاصة في ما يتعلق بالأغذية. تذكّروا هذه النصائح الخمس التي ستساعدكم على تجنّب الإصابة بالمرض:

 (1) حافظوا على نظافة أيديكم والمعدّات والأسطح المخصصة للطهي؛

 (2) وافصلوا الأغذية النيئة عن المطبوخة؛

 (3) واطهوا الطعام جيدًا؛

 (4) وحافظوا على الأغذية عند درجة حرارة آمنة؛

 (5) واستخدموا المياه النظيفة.

6- مارسوا نشاطًا بدنيًا واشربوا الكثير من المياه

 التمارين الرياضية مهمة لصحتنا الجسدية والنفسية على السواء. ولقد ارتفعت معدّلات السمنة والوزن الزائد بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. واليوم، بينما تُبقينا التكنولوجيا كأجهزة الكمبيوتر والتلفزيون والأجهزة اللوحية جالسين ومنشغلين في الداخل، بات من المهم بذل جهد لممارسة نشاط بدني. ولا بدّ أن تمارسوا تمارين رياضية لمدة تتراوح بين 30 و60 دقيقة يوميًا على الأقل بحسب عمركم ونمط حياتكم. ويقدّم كتاب الأنشطة حول التغذية المخصص للأطفال الكثير من النصائح بشأن كيفية مساعدة الأطفال على الحفاظ على نمط حياة صحي، بدءًا من الأفكار وصولًا إلى دروس حول النظافة وسلامة الأغذية. وقد أعدّت المنظمة أيضًا العديد من دورات التعلم عن بُعد للبالغين إذا أردتم تعلّم المزيد عن عالم التغذية المذهل.

وبفضل هذه النقاط الست البسيطة، يمكن لاتباع عادات الأكل الصحي في حياتكم اليومية أن يصبح حقيقة واقعة. عليكم أن تبدأوا من مكان ما، فلمَ لا يكون ذلك في بداية هذه السنة الجديدة؟ 

* المصدر: منظمة الاغذية والزراعة الفاو

اضف تعليق