هل لاحظت يومًا أنك لا تستطيع ان تمسك بكأس الماء؟ أو يديك ترتعشان أحيانًا لدرجة تمنعك من أداء مهامك اليومية؟ تسمى هذه الحركات اللاإرادية لليد بالارتعاش. وهي شائعة ولا تهدد الحياة ولكن الأشخاص الذين يعانون من ارتعاش شديد قد يجدون صعوبة في إطعام أنفسهم أو الكتابة أو ارتداء ملابسهم أو قيادة السيارة...

هل لاحظت يومًا أنك لا تستطيع ان تمسك بكأس الماء؟ أو يديك ترتعشان أحيانًا لدرجة تمنعك من أداء مهامك اليومية؟ تسمى هذه الحركات اللاإرادية لليد بالارتعاش. وهي شائعة ولا تهدد الحياة ولكن الأشخاص الذين يعانون من ارتعاش شديد قد يجدون صعوبة في إطعام أنفسهم أو الكتابة أو ارتداء ملابسهم أو قيادة السيارة.

تختلف فسيولوجيا الرعشة البشرية في أشكالها العديدة. قد تنشأ الرعشة من التذبذبات الميكانيكية، والتذبذبات المنعكسة الميكانيكية، والمذبذبات المركزية الطبيعية، والمذبذبات المركزية المرضية. تشمل طرق دراسة الرعشة قياس التسارع وتخطيط كهربية العضلات (EMG). تتكون إحدى الطرق الممتازة من قياس التسارع وتخطيط كهربية العضلات جنبًا إلى جنب مع التحليل الطيفي ووزن جزء الجسم، مما يسمح بفصل الرعشة القادمة من المنعكس الميكانيكي والمذبذبات المركزية. الرعشة الفسيولوجية هي رعشة ميكانيكية مع مساهمة محتملة من المذبذب المركزي الطبيعي 8-12 هرتز؛ الرعشة الفسيولوجية المبالغ فيها هي رعشة منعكسة ميكانيكية. الرعشة الأساسية (ET) تأتي من مذبذب مركزي يمكن التأثير عليه بسهولة من خلال المدخلات الحسية. الرعشة الكلاسيكية في مرض باركنسون تأتي من مذبذب مركزي يبدو أنه أقل تأثرًا بالمدخلات الحسية ولكن يمكن أن يتأثر بالتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة. الرعشات الأخرى التي لها مذبذبات مركزية هي رعشة الحنك والرعشة الانتصابية. الرعشات الأخرى التي تنطوي فيزيولوجيتها على حلقات مركزية تشمل الرعشة المخيخية والرعشة القشرية. قد تكون الرعشة العصبية نتيجة لتأخيرات في الحلقات الطرفية، لكن المذبذبات المركزية تلعب دورًا في بعضها.

ما أنواع الرعاش؟

يمكن أن تحدث الهزات في حالات الراحة أو العمل، وفيما يأتي شرح لكل منها:

ـــ الرعشة أو الهزة أثناء الراحة: تزول الرعشة أثناء الراحة عندما يبدأ الشخص في التحرك، وغالباً ما تؤثر افي اليدين أو الأصابع فقط.

ـــ الرعشة أو الهزة أثناء العمل: تحدث هزات الحركة أثناء حركة جزء الجسم المصاب، وتقسم هزات الحركة إلى فئات فرعية:

ـــ تحدث الهزات الحركية أثناء حركة جزء من الجسم، مثل تحريك المعصم لأعلى ولأسفل.

ـــ يحدث ارتعاش النية أو الهدف أثناء الحركة المستهدفة، مثل لمس الإصبع على الأنف.

ـــ تحدث الهزات الخاصة بالمهمة أثناء القيام بنشاط معين، مثل الكتابة.

ـــ يحدث الرعاش الوضعة عند الإمساك بموضع ضد الجاذبية، مثل الإمساك بذراع أو ساق ممدودة.

كما يمكن تصنيف الرعاش كما يأتي:

ـــ الرعاش الأساسي أو الرعاش الأساسي الحميد: يعد هذا النوع من أكثر الأنواع شيوعاً، وعادة ما يؤثر على اليدين، ولكن يمكن أن يؤثر أيضاً على الرأس والصوت، واللسان، والساقين، والجذع.

ـــ رعاش باركنسون: وهو عرض شائع لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون، عادة ما يصيب أحد اليدين أو كليهما عندما يكونان في حالة راحة، ولكن يمكن أن يؤثر على الذقن، والشفاه، والوجه، والساقين.

ـــ الرعاش العصبي: يحدث الرعاش العصبي لدى الأشخاص الذين يعانون من خلل التوتر العضلي، وهو اضطراب في الحركة بحث تكون التقلصات العضلية لا إرادية، وتتسبب الانقباضات في حدوث حركات متكررة وقد تؤثر على أي عضلة في الجسم. موقع “الطبي”.

المعاناة من رعاش لاإرادي ومنتظم قد يشير إلى حالة "شائعة" لا تتعلق بمرض باركينسون

من المعروف على نطاق واسع أن الهزات اللاإرادية، أو الرعشات، هي الأعراض الرئيسية لمرض باركينسون، ويمكن أن تؤثر على أي جزء من الجسم ما يجعل الحركة الإرادية صعبة.

وبسبب فقدان بعض الخلايا العصبية في الدماغ، يمكن أن تتسبب الحالة العصبية أيضا في بطء الحركة وتيبس العضلات. ومع ذلك، فإن المعاناة من الرعاش لا تعني بالضرورة الإصابة بهذا الاضطراب التنكسي المعروف أيضا باسم الشلل الارتعاشي.

والرعاش المجهول السبب هو حالة شائعة نسبيا يُعتقد أنها تؤثر على نحو 1% من السكان، والتي يمكن بسهولة الخلط بينها وبين مرض باركنسون.

ولذلك، أوضح الدكتور ويليام وونغ ، استشاري الطب العام في عيادة فيتزروفيا الطبية في لندن كيفية التمييز بين الحالتين، قائلا: "مرض باركنسون والرعاش المجهول السبب هما حالتان عصبيتان مختلفتان يمكن أن يسببا رعشة لدى الأفراد المصابين. وفي حين أن كلتا الحالتين قد تنطويان على رعاش، إلا أن هناك العديد من الاختلافات الرئيسية التي تساعد على التمييز بين الاثنتين".

وأضاف: "يؤثر كل من مرض باركنسون والرعاش المجهول السبب على اليدين بشكل أساسي، رغم أن الرعاش يمكن أن يحدث أيضا في أجزاء أخرى من الجسم مثل الرأس أو الصوت أو الساقين أو الجذع. وفي كلتا الحالتين، يمكن أن تتفاقم الهزات مع التوتر أو القلق، وقد تتحسن أو تختفي مؤقتا في أثناء النوم. ومع ذلك، فإن أوجه التشابه هذه هي حيث ينتهي التداخل".

مرض الشلل الرعّاش

وفقا للدكتور وونغ، فإن مرض باركنسون هو اضطراب عصبي تدريجي ناتج عن تنكس الخلايا المنتجة للدوبامين في الدماغ.

وهو أكثر شيوعا عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما، ولكن يمكن أن يحدث في أي عمر.

وقال الدكتور وونغ: "غالبا ما توصف الهزات المصاحبة لمرض باركنسون بأنها رُعاش يتميز بحركة منتظمة ذهابا وإيابا في الإبهام والأصابع. وإلى جانب الرعاش، قد يعاني المصابون بمرض باركنسون أيضا من أعراض حركية أخرى مثل التصلب، وبطء الحركة، وعدم الاستقرار".

وتضيف هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أيضا الاكتئاب والقلق وفقدان حاسة الشم والأرق ومشاكل الذاكرة كأعراض لمرض باركنسون.

الرُعاش المجهول السبب

الرعاش المجهول السبب هو اضطراب حركي يسبب اهتزاز اليدين والذراعين وأجزاء الجسم الأخرى بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

وتظهر أعراض الرعاش المجهول السبب بشكل شائع بين سن 40 و60، على الرغم من أنه يمكن أن يصيب الأشخاص من جميع الأعمار.

وقال الدكتور وونغ: "يتميز الرعاش المجهول السبب عادة برعاش الوضعية أو العمل، ما يعني أن الهزات تحدث عندما يحاول المصاب الحفاظ على وضعية معينة أو القيام بحركة إرادية. وقد تشمل هذه الرعشات اليدين أو الرأس أو الصوت أو أجزاء أخرى من الجسم ويمكن أن تختلف في شدتها من خفيفة إلى حادة".

كيف تحدد الفرق

للتأكد مما إذا كانت أعراضك مرتبطة بمرض باركنسون أو الرعاش المجهول السبب، أوصى الدكتور وونغ باستشارة خبير طبي.

وقال: "بالإضافة إلى النظر في سن بداية الحالة، فإن وجود أعراض حركية أخرى مرتبطة بمرض باركنسون، مثل التصلب وبطء الحركة، يمكن أن يساعد على التمييز بين الحالتين".

وعلاوة على ذلك، يمكن أن توفر الاستجابة للأدوية أيضا رؤى قيمة، حيث يميل الرعاش في مرض باركنسون إلى التحسن باستخدام أدوية الدوبامين، في حين أن الرعاش المجهول السبب قد يستجيب بشكل أفضل للأدوية التي تستهدف النواقل العصبية الأخرى، مثل حاصرات بيتا أو الأدوية المضادة للتشنج.

وأضاف: "من المهم أن نلاحظ أن مرض باركنسون والرعاش المجهول السبب وإن كانا يشتركان في بعض أوجه التشابه، إلا أنهما حالتان متميزتان لهما أسباب كامنة وتطور وطرق علاج مختلفة. وإذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من رعشة أو أعراض حركية أخرى، فمن الضروري استشارة أخصائي رعاية صحية للحصول على تشخيص دقيق وإدارة مناسبة للحالة". بحسب ما نقله موقع “RT”.

العوامل المسببة لرعشة اليدين

وفقا للدكتورة ناتاليا شيندريايفا أخصائية طب الأعصاب، يمكن أن ترتعش اليدين بسبب التوتر العاطفي والإجهاد وكذلك في حالة وجود مشكلات في الغدة الدرقية.

وتشير الطبيبة إلى أن رعشة اليدين يمكن أن تكون رد فعل طبيعي للجسم، تزول بعد استرخاء الشخص أو أخذ قسط من الراحة. ولكن يمكن أن تشير رعشة اليدين إلى مشكلات صحية خطيرة.

وتقول: "السبب الآخر لرعشة اليدين هو وجود خلل في الأجزاء الاستراتيجية من الدماغ: الجهاز الدهليزي والمخيخ. في مثل هذه الحالات، تكون الرعشة واضحة وواسعة النطاق ومميزة. ورعشة المخيخ غير قابلة للعلاج ولكن يجب معالجة المريض من قبل طبيب مختص باستخدام بالكلونازيبام أو البريميدون لتحسين حالته. كما قد تكون رعشة اليدين ناجمة عن مشكلات في الغدة الدرقية".

وتنصح الطبيبة في مثل هذه الحالة باستشارة الطبيب الذي سيحدد حالة المريض بدقة ويصف العلاج.

ومن جانبها تشير الدكتورة أوكسانا بانوفا أخصائية الغدد الصماء إلى أن الشعور بالجوع والإثارة المفرطة ونوبات الهلع وتسارع ضربات القلب ورعشة اليد قد تكون ناجمة عن انخفاض حاد في مستوى الغلوكوز في الجسم. بحسب ما نقله موقع “آر تي”.

علاج رعشة اليد

هناك عدة خيارات، منها:

الأدوية لعلاج رعشة اليدين

وفقا لمؤسسة الرعاش الوطنية (National Tremor Foundation)، فإن الأدوية الأكثر شيوعا التي يتم وصفها لعلاج اهتزاز اليدين بسبب الرعاش المجهول السبب هي:

- بروبرانولول (propranolol)

- بريميدون (primidone)

- حاصرات بيتا الأخرى، مثل ميتوبرولول (Metoprolol) وأتينولول (atenolol)

- أدوية أخرى مضادة للنوبات مثل غابابنتين (Gabapentin) وتوبيراميت (topiramate)

البوتوكس لعلاج رعشة اليدين (Botox)

يظهر البوتوكس نتائجا واعدة كعلاج للرعاش المجهول السبب الذي يصيب اليدين. قد يسبب هذا الدواء ضعفا كبيرا في العضلات عند الحقن، لذا تأكد من التحدث مع طبيبك حول المخاطر والفوائد المحتملة، وفقا لتقرير في هيلث لاين.

يمكن أن تستمر فوائد الحقن الناجح لمدة تصل إلى 3 أشهر. قد تكون هناك حاجة إلى الحقن اللاحقة.

الجراحة لعلاج رعشة اليدين

من غير المرجح أن يوصي الطبيب بالجراحة كخيار علاجي أول، وعادة ما يقتصر العلاج الجراحي على الأشخاص الذين يعانون من رعاش شديد الإعاقات، قد تصبح الجراحة خيارا مع تقدمك في العمر أو إذا ساء الرعاش.

التحفيز العميق للدماغ

التحفيز العميق للدماغ (Deep brain stimulation) هو إجراء جراحي يستخدم لعلاج الرعاش. أثناء إجراء التحفيز العميق للدماغ، يضع الجراح أجهزة إلكترونية تسمى أقطابا كهربائية في دماغك تتلقى إشارة إلكترونية تتداخل مع نشاط الدماغ المسؤول عن الرعاش.

تنتقل الإشارة من جهاز مزروع تحت جلد الجزء العلوي من صدرك، ولكن يوصى حاليا باستخدام التحفيز العميق للدماغ فقط للأشخاص الذين يعانون من رعاش الأطراف المتقدم أو الشديد.

بضع المهاد (Thalamotomy)

خلال هذا الإجراء، سيستخدم الجراح الموجات الصوتية للترددات الراديوية لعمل آفة دائمة في منطقة صغيرة جدا من المهاد في الدماغ. يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لتوجيه الموجات، ويقطع ذلك النشاط الكهربائي النموذجي للدماغ ويقلل أو يوقف الرعاش. بحسب “الجزيرة نت”.

اضف تعليق