يتأثر الألم بأشياء مختلفة. ويشمل ذلك العمليات العقلية، مثل الخوف والقلق والأفكار غير المفيدة حول الألم. يمكن أن يؤدي التوتر والإجهاد إلى تفاقم الألم، كما يمكن أن تؤدي إلى ذلك قلة النوم وعوامل معينة تتعلق بأسلوب الحياة، مثل تناول أطعمة غير صحية وقلة الحركة. كما أن المؤثرات المجتمعية...
بقلم: د. هيلين بيلتشر 

مع ازدياد حالات المعاناة من آلام العمود الفقري، لا تصمد أغلب العلاجات الشائعة أمام التدقيق العلمي. ولكن أبحاثاً حديثة قد تساعد على تجنب أكبر مشكلات العمود الفقري والتخلص من المشكلة ونسيانها تماماً.

آلام الظهر في تزايد مستمر. وفي مختلف أنحاء العالم، يعاني هذه الآلام نحو 619 مليون شخص، أي واحد تقريباً من كل 13 منا. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى نحو 843 مليوناً بحلول العام 2050.

لدى البعض تُنغص آلام الظهر فرح العيش وتعكر صفو الحياة. فهي قد تحرمهم متعة النوم دون اضطرابات متقطعة، وتنهك صحتهم العقلية، وتجعل من المستحيل تماماً فعل أشياء بسيطة كانوا يؤدونها على نحو طبيعي، مثل اللعب مع الأطفال أو الذهاب إلى العمل.

لقد ساءت الأمور كثيراً في الوقت الحالي، إلى درجة أن آلام الظهر صارت السبب الرئيس للإعاقة في العالم، وهذا ما جعل مجلة لانسيت لأمراض الروماتيزم (ذا لانسيت روماتولوجي) المستقلة تصفها بأنها ”وباء عالمي“. في المملكة المتحدة تُكلف آلام الظهر هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS نحو 5 بلايين جنيه إسترليني كل عام، أما في الولايات المتحدة، فتبلغ تكلفة العلاج الطبي وفقدان الإنتاجية رقماً مؤلماً يصل إلى 635 بليون دولار.

لكن المشكلة تكمن في أن الأكاذيب والمعلومات المضللة حول آلام الظهر يمكن العثور عليها في كل مكان، من قطاع صنع الأثاث الذي يفترض أن يوفر الراحة في أثناء العمل إلى العروض الصحية في مكان العمل مثل كيف يمكن رفع صندوق بأمان. ومن ثم ليس من المستغرب أن يُساء فهم مسببات الألم، والأهم من ذلك الحلول المفيدة لها.

لحسن الحظ لدينا ما يضمن إصلاح الخلل. وسواء كنت لا تستطيع النهوض من السرير من دون أن تشكو، أو تبحث عن طريقة لحماية ظهرك فترة طويلة، إليك شرحاً علمياً قد يخفف أخيراً من آلامك.

هل ألحقتُ ضرراً بشيء ما؟

هذا المفهوم خطأ شائع. ففي أغلب الأحيان لا يعني ألم الظهر وجود عيب جسدي في العمود الفقري أو الظهر. و”الألم“ لا يعني وجود ”ضرر“. و”مزيد من الألم“ لا يعني ”مزيداً من الضرر“.

يمكن أن يؤدي السقوط والحوادث إلى التواءات وكسور، وفي حالات نادرة جداً، تمثل أقل من 1% من المصابين بآلام الظهر، قد يكون هناك مرض كامن، مثل العدوى أو التهاب المفاصل أو السرطان.

لكن الغالبية العظمى من آلام الظهر هي ”غير محددة“، وهذا يعني أن الاختبارات تفشل في العثور على أي علامات على إصابة هيكلية أو مرض.

سيعاني معظمنا آلامَ الظهر في مرحلة ما من حياتنا. وقد يُصاب بهذه الآلام أي شخص في أي عمر، ولكنها تصير أكثر شيوعاً مع تقدمنا في العمر. تُعَد نوبات آلام الظهر المتقطعة جزءاً طبيعياً من الحياة، مثل الإصابة بصداع أو الشعور بالحزن في أحد الأيام. ما ليس طبيعياً هو أن يستمر الألم فترة طويلة بعد زوال العامل المسبب له.

تميل آلام الظهر الحادة إلى الشفاء من تلقاء نفسها، في غضون أسابيع إلى أشهر. أما الألم المزمن، على النقيض من ذلك، فهو أي ألم يستمر أكثر من ثلاثة أشهر. تختلف الأرقام، ولكن ما بين 4 و25% ممن يعانون آلامَ الظهر الحادة يصير الألم مزمناً لديهم. قد يكون التعامل مع هذا الأمر أكثر صعوبة، ولكن هناك عديداً من الأمور التي يمكن أن تساعد على ذلك.

هل أحتاج فعلياً إلى زيارة الطبيب؟

تقول روث نيوسم، أخصائية العلاج الطبيعي للعمود الفقري من مستشفيات شيفيلد التعليمية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، ”معظم آلام الظهر ليست خطيرة أو مثيرة للقلق“. إذا لم يكن لديك أي أعراض أخرى، فانتظر أربعة إلى ستة أسابيع قبل زيارة الطبيب. خلال هذه الفترة، يمكن السيطرة على الألم باستخدام الأدوية المضادة للالتهابات، مثل الإيبوبروفين، ومحاولة الاستمرار في الحركة. يمكن أن يساعد كيس من البازلاء المجمدة الملفوف بمنشفة على تخفيف الألم والتورُّم. ويمكن أن تساعد قربة الماء الساخن على تخفيف تصلب العضلات أو تقلصاتها. توجه إلى الصيدلية إذا كنت في حاجة إلى مزيد من النصائح.

الأعراض ”الخطرة“ التي يجب الانتباه لها تشمل الخدر أو الشعور بالوخز في الجزء السفلي من الجسم، وصعوبة التبول، وألم الصدر، وفقدان الوزن غير المتوقع، والحمى المستمرة. إذا كنت تعاني أيًّا من هذه الأعراض، فقد تكون مؤشراً لمشكلة أخرى، لذا لا تنتظر. اذهب إلى الطبيب على الفور. لكن اطمئن، فمعظم آلام الظهر لا تشير إلى وجود مشكلة خطيرة.

هل يمكن أن تكون النتائج سلبية عند اللجوء إلى التصوير بالأشعة؟

يرغب من يعانون آلام الظهر في أكثر الأحيان في إجراء فحص بالتصوير بالأشعة. يمكن للأشعة السينية الكشف عن الكسور وغيرها من تشوهات العظام، في حين يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي MRI نظرة أكثر تفصيلاً للعظام والأنسجة الرخوة المحيطة بها. تُجرَى الفحوص لاستبعاد المشكلات النادرة مثل الحالات العصبية أو السرطان، ولكنها لا تخلو هي نفسها من عيوب. مع تقدمنا في العمر، يتغير العمود الفقري لدينا. وهذا جزء طبيعي من عملية الشيخوخة مثل الشيب الذي يغطي رأسنا وظهور التجاعيد. فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي حساسة جداً. إنها تلتقط هذه التغييرات، وتسلط الضوء على أمور تحدث على نحو طبيعي مثل التآكل وتمزق الأربطة وانفتاق الأقراص بين الفقرات.

في كثير من الأحيان تُعرَض هذه التغييرات للمرضى على أنها ”تشوهات“ تحتاج إلى إصلاح، ولكن على الرغم من أن هذه المشكلات شائعة عند الذين يعانون آلام الظهر، فهي شائعة أيضاً عند الذين لا يعانون آلام الظهر. إنها نتائج عرَضية وليست مشكلات مرضية، ووفقاً لمراجعة رئيسة في يوروبيان جورنال أوف باين (المجلة الأوروبية للألم)، فإنها لا تتنبأ بالألم الحالي أو المستقبلي الذي قد يعانيه المريض. وإذا لم تُفسر هذه النتائج الحميدة على النحو الصحيح، فقد تؤدي إلى سلسلة من الأحداث غير المفيدة. قد يشعر المرضى بالخوف الذي يزيد من آلامهم. ويصيرون أقل نشاطاً، وهذا يزيد من آلامهم. وقد ينتهي بهم الأمر إلى الخضوع لعلاجات جراحية لا تخلو من مخاطر خاصة بها.

مثلاً وجدت دراسة أُجريت في العام 2020 شملت نحو 400,000 مريض في الرعاية الأولية في الولايات المتحدة أن أولئك الذين خضعوا للفحص بالتصوير بالرنين المغناطيسي لآلام الظهر كانوا أكثر عرضة لتناول المواد الأفيونية وإجراء جراحة للظهر مقارنة بأولئك الذين لم يُطلب إليهم إجراء الفحص. إضافةً إلى ذلك عانت المجموعة نفسها أيضاً مزيداً من الألم بعد مرور عام واحد.

تظهر الدراسات أن التصوير نادراً ما يحسِّن نتائج المرضى الذين يعانون آلام الظهر. والإرشادات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تُحذر باستمرار من الإكثار من استخدامه، ومع ذلك، خلال السنوات العشرين الماضية، صارت عمليات التشخيص بالتصوير بالرنين المغناطيسي لآلام الظهر أكثر شيوعاً. ويرجع هذا جزئياً إلى أن الأطباء يخشون ”تفويت شيء ما“ والتعرض للمقاضاة، وجزئياً لأن المرضى يعتقدون أن الفحوص سوف تسرع من تشخيصهم. ”ولكننا لا نحتاج إلى التصوير لمعرفة ما نحن بصدد علاجه“، تقول نيوسم. ”فالتاريخ الإكلينيكي للمريض يعطينا صورة واضحة. ولكن الناس يجدون صعوبة في تقبل هذا الأمر“.

ماذا يمكنني أن أفعل للعناية بظهري؟

عليك بالحركة. تساعد الحركة على الوقاية من آلام الظهر، كما تساعد الحركة على تخفيف آلام الظهر. تمتلئ شبكة الإنترنت بالنصائح حول أفضل التمارين الرياضية التي تخفف الألم، ولكن لا يوجد دليل يشير إلى أن تمريناً معيناً أو شكلاً من أشكال التمارين الرياضية أفضل من أي تمرين آخر.

يقول أخصائي العلاج الفيزيائي وآلام الظهر البروفيسور كيران أوساليفان من جامعة ليمريك الإيرلندية: ”أفضل تمرين هو التمرين الذي سيمارسه المريض. لا فائدة من اقتراح السباحة إذا كان يكره السباحة، أو الذهاب إلى النادي الرياضي إذا كان لا يرغب في الذهاب إلى النادي“. بدلاً من ذلك يحتاج الناس إلى أن يفعلوا ما يمكن أن يُشعرهم بالبهجة وهو سهل المنال وكلفته معقولة. ومن ثم، سيكونون أكثر ميلاً إلى الالتزام به.

حتى مجرد المشي مفيد. يقول أوساليفان: ”غالباً ما ينفر الناس من ممارسة التمارين البدنية لأنهم يعتقدون أنها ستزيد من آلامهم، لكن الحركة آمنة حتى إن كنت تعاني الألمَ“.

إذا كانت الحركة مؤلمة، فإن مسكنات الألم المتاحة من دون وصفة طبية، مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، يمكن أن تساعدك على البَدء. ولكن احرص على أن تبدأ بما يمكنك تحمله، وخذ فترات راحة بحسب الحاجة وزد نشاطك تدريجياً. يعمل النشاط البدني على زيادة قوة العضلات وتعزيز تدفق الدم والمواد المغذية إلى الأنسجة الرخوة في الظهر، مما يمكن أن يساعد على تسريع عملية الشفاء وتقليل التصلب.

ما الذي لا يساعد؟

كما أظهرت الأبحاث، هناك اعتقاد شائع بين المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية بأن آلام الظهر والرقبة ناجمة عن الجلوس أو الوقوف أو الانحناء بشكل غير صحيح. يعتقد كثير من الناس أن الانحناء أمر سيئ، وأن حمل الأشياء الثقيلة له عواقب سيئة. وقد أدى هذا إلى تعزيز تطوير صناعة بكاملها، وبيع منتجات تقدم على أنها مريحة للعمل مثل الكراسي والنعل الداخلي اللين ورافعات الأشياء الثقيلة، ومع ذلك لا يتوافر سوى القليل من الأدلة التي تقترح أن أياً من هذه الأشياء يحدث فرقاً كبيراً.

بادئ ذي بَدء، لم تجد الدراسات التي أُجريت على مدى العَقدين الماضيين أيَّ علاقة بين الوضعية غير المستقيمة مثل تقوس الظهر والانحناء إلى الأمام في أثناء الجلوس وآلام العمود الفقري. فالأشخاص الذين يميلون إلى الانحناء ليسوا أكثر عرضة للإصابة بآلام الظهر من الأشخاص الذين لا يفعلون ذلك. ولم تتوصل الأبحاث إلى تحديد أي وضعية بعينها تحمي من آلام الظهر أو تجعلنا أكثر عرضة للإصابة بها.

رفع الأشياء بظهر منحنٍ لن يسبب على الأرجح آلاماً في الظهر أكثر من رفع الأشياء بظهر مستقيم. في الواقع، العمال اليدويون الذين لا يعانون آلامَ الظهر هم أكثر ميلاً لرفع الأشياء بظهر مقوَّس، في حين أن العمال اليدويين الذين يعانون آلام الظهر يميلون إلى رفع الأشياء بظهر مستقيم.

وأظهرت دراسات أخرى أن التدريب في مكان العمل على رفع الأشياء يدوياً، حيث يتعلم العاملون الانحناء والرفع ”على النحو الصحيح“، لا يساعد على تقليل آلام الظهر أو إصابات الظهر. وفضلاً عن أن رفع الأشياء لا يُلحق الضرر بالعمود الفقري، فإنه قد يساعد في الواقع على تجنُّب آلام الظهر، لأنه يساعد على تقوية العضلات والعظام.

هل يُعقَل أن آلام الظهر هي من بنات أفكارنا؟

قد يبدو هذا الأمر مبالغاً فيه، لكن الشعور بالألم يحدث ونُدركه في دماغنا. وذلك ببساطة لأن الدماغ هو الذي يولِّد تجربة الألم. عندما نتعرض لإصابة جسدية، مثل كسر في العظام، يولِّد المخ الألم لتنبيهنا إلى المشكلة. لذا، فإن الألم بمنزلة إنذار.

ومع ذلك، في بعض الأحيان، يستمر الدماغ في توليد الألم حتى عندما لا تكون هناك إصابة جسدية. هذا يشبه الإنذار الكاذب. فالألم الذي يولده حقيقي، ولكن لحسن حظنا، لدينا القدرة على السيطرة على هذه العملية أكثر مما يدركه كثير من الناس.

العلاج عن طريق إعادة معالجة الألم Pain Reprocessing Therapy (اختصاراً: العلاج PRT) هو علاج نفسي لآلام الظهر. وهذا يتضمن تحدي معتقدات الناس حول الألم، عبر تعليمهم أن الألم لا يشير دائماً إلى الخطر، وأن جسمهم بأمان ولكن دماغهم يُصدر إنذاراً كاذباً.

في أول تجربة إكلينيكية عشوائية للعلاج PRT نُشرت في العام 2021، كان ثلثا الأشخاص الذين تلقوا العلاج بلا ألم، أو تقريباً بلا ألم، بعد مرور عام من ذلك، مقارنةً بخُمس الأشخاص في مجموعات التحكم. وكشفت فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغتهم أيضاً عن تراجع النشاط في المناطق الرئيسة المرتبطة بالألم، مما يشير إلى أن أدمغتهم خفَّفت من إنتاج إشارات الألم.

يقول المشرف على الدراسة د. يوني آشار من جامعة كولورادو: ”نجعل الناس ينظرون إلى الألم من منظور مختلف… ينتقلون من القول بأن ’ظهري يؤلمني بسبب مرض القرص التنكسي‘ [تدهور الأقراص بين فقرات العمود الفقري] إلى ’ظهري يؤلمني بسبب إنذار كاذب يمكنني تغييره‘ “.

يمكن لهذا أن يُحدث تأثيراً قوياً. في دراسة متابعة، أظهر آشار أنه كلما عمل الأشخاص أكثر على تغيير سردياتهم حول أسباب آلامهم، حققوا تحسناً أكبر.

كيف يمكنني تغيير تصوري للألم؟

يتأثر الألم بأشياء مختلفة. ويشمل ذلك العمليات العقلية، مثل الخوف والقلق والأفكار غير المفيدة حول الألم. يمكن أن يؤدي التوتر والإجهاد إلى تفاقم الألم، كما يمكن أن تؤدي إلى ذلك قلة النوم وعوامل معينة تتعلق بأسلوب الحياة، مثل تناول أطعمة غير صحية وقلة الحركة. كما أن المؤثرات المجتمعية، مثل وجود مشكلات في العلاقات الشخصية، وضغوط العمل، والهموم المالية، كلها عوامل مهمة أيضاً. ويمكنها أن تؤثر في الطريقة التي نشعر بها، والتي بدورها يمكن أن تؤثر في آلامنا.

يقول أوساليفان: ”ولكن إذا نظرنا إليها فقط على أنها مجموعة من العظام والمفاصل، فنحن لا نخدم من يعانون آلامَ الظهر“. لذا فإن العلاج الأنجع هو الذي يأخذ في الاعتبار أكبر قدر ممكن من هذه التأثيرات.

العلاج الوظيفي المعرفي Cognitive functional therapy (اختصاراً: العلاج CFT) هو أحد الأساليب التي تتبع هذا المسار. العلاج CFT هو أسلوب يركز على العوامل النفسية والجسدية ونمط الحياة. يختلف محتوى العلاج من شخص إلى آخر، وذلك بحسب احتياجاته وتاريخه الصحي. يساعد المرضى على التعرف على المجموعة الفريدة من العوامل التي تؤثر في آلامهم، وفهم أن الألم ليس دائماً علامة على وجود ضرر. يُعطَى المرضى إرشاداتٍ بشأن أسلوب التغذية والنوم، إضافة إلى طرق للاسترخاء وتحريك الجسم بطرق تُشعرهم بالأمان. يُطلب من المرضى تحديد أهدافهم، مثل القدرة على الذهاب في نزهة سيراً أو ري الحديقة، ثم يحصلون على التشجيع والدعم الذي يحتاجون إليه لتحقيق هذه الأهداف، وصولاً إلى اكتساب مجموعة من المهارات التي تمكنهم من إدارة آلامهم والتخفيف منها.

ساعد أوساليفان على تنظيم تجربة إكلينيكية كبيرة للعلاج CFT في أستراليا، شملت 492 مريضاً يعانون ألماً مزمناً في أسفل الظهر. وبعد مرور عام، تراجع شعورهم بالألم، وتراجعت القيود التي فرضها الألم على نشاطهم مقارنةً بمجموعة مراقبة من المرضى الذين تلقوا الرعاية الطبية الروتينية. 

هذا أمر مشجع لأن التدخلات الروتينية، مثل ممارسة التمارين الرياضية وبعض العلاجات النفسية، تميل إلى تحقيق تأثيرات متواضعة ولمدة أقصر. تحلى المرضى المشاركون في تجربة العلاج CFT أيضاً بثقة أكبر، وتراجع شعورهم بالخوف، وزاد تفاؤلهم وتحسنت طريقة تفكيرهم بإيجابية تجاه تعاملهم مع آلام الظهر وإدارتها مقارنةً بما كانوا عليه من قبل.

* د. هيلين بيلتشر Dr Helen Pilcher (@helenpilcher1)، كاتبة علمية، ومؤلفة سيناريوهات كوميدية، وحاصلة على درجة الدكتوراه في علم الخلايا الجذعية

** المصدر: مجلة مدار، العدد نوفمبر-ديسمبر 2024

https://madar.aspdkw.com/

اضف تعليق