الوقت لا ينتظر أحداً. كما إنه لا يتردد في النيل منك وأنت ما زلت في رَيعان شبابك. في لحظةٍ أنت في العشرينات من العمر ويبدو أن جسمك وعقلك منيعان على مرور الزمن ولا يتأثران بأي أسلوب حياة متهور قد تختاره. وفي اللحظة التالية تنتقل إلى الثلاثينات من عمرك...
بمجرد أن تبلغ الثلاثين من العمر، تبدأ الأمور في التدهور... بسرعة. تتأثر صحتك وسعادتك وعافيتك، ولا تتعافى أبداً. أو، هكذا تقول الحكمة التقليدية. لكن العلم يقول خلاف ذلك. فمع بعض التغييرات الصغيرة، يمكنك إحداث فرق كبير في الطريقة التي تشعر بها.
يقولون إنّ الوقت لا ينتظر أحداً. كما إنه لا يتردد في النيل منك وأنت ما زلت في رَيعان شبابك. في لحظةٍ أنت في العشرينات من العمر ويبدو أن جسمك وعقلك منيعان على مرور الزمن ولا يتأثران بأي أسلوب حياة متهور قد تختاره. وفي اللحظة التالية تنتقل إلى الثلاثينات من عمرك ويتغير كل شيء. تبدأ تخزينَ الدهون لأنك تستهلك سعرات حرارية أكثر مما تحرق. تبدأ كثافة عظامك في الانخفاض بأسرع مما يمكنك إعادة بنائها.
ولكن، وفقاً لما جاء في ورقة بحثية جافة نُشرت في العام 2004 وتحمل عنوان ”تغيُّر أنسجة العضلات مع تقدم العمر“ في دورية Current Opinion In Clinical Nutrition and Metabolic Care، فإن ”أحد أكثر التأثيرات الصادمة للتقدم في العمر هو الفقدان اللاإرادي لكتلة العضلات وقوتها ووظائفها، وهو ما يُعرف بضمور اللحم Sarcopenia. تنخفض كتلة العضلات بنسبة 3 إلى %8 تقريباً كل عقد بعد سن الثلاثين، ويكون معدل الانخفاض هذا أعلى بعد سن الستين“.
إذن ماذا يجدر بنا أن نفعل؟ أن نتقبل تدهور جسمنا المحتوم؟ بالطبع لا. فيما يلي بعض الأفكار السهلة التي تتعلق بالتغذية والأمور الجسدية والنفسية والاجتماعية لمساعدتك على أن تكون على أفضل حال ممكنة… فترةً أطول قليلاً على الأقل.
تناولْ مزيداً من الألياف
ماذا؟
الألياف قوية جداً حتى إنها تفعل ما يشبه السحر. يمكن أن يساعدك تناول ما يكفي من النخالة على درء أمراض القلب والسكري والحفاظ على صحة أمعائك. والبيانات قاطعة جداً.
اقترحت دراسة نُشرت في العام 2019 في The Lancet، وتضمنت ”بيانات 135 مليون شخص/سنة من 185 دراسة استطلاعية Prospective studies و58 تجربة إكلينيكية مع 4,635 بالغاً“، أن أولئك الذين يتناولون كمية كافية من الألياف يقللون من احتمال الإصابة بأمراض مثل الداء السكري من النوع الثاني، في حين أن السكتات الدماغية انخفضت بنسبة 15 – %50. يقول بيتر كرونين من جامعة ليمريك، وهو خبير في صحة الأمعاء: ”تقلل الألياف أيضاً من مستوى الالتهاب في الأمعاء. الالتهاب هو عامل مهم في أمراض الأمعاء الشائعة، مثل سرطان القولون والمستقيم أو مرض التهاب الأمعاء. لذا، فإن الألياف لها تأثير وقائي ضد تطور هذه الأمراض“. في الواقع أظهر تحليل في العام 2015 نُشر في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة American Journal Of Epidemiology أن كل 10 غرامات من الألياف المستهلكة تقلل من خطر الوفيات بنسبة %10.
لماذا؟
الألياف هي نوع من الكربوهيدرات المعقدة التي لا يستطيع الجسم تكسيرها. كان يُعتقَد في السابق أن الألياف أداة رئيسة في الحفاظ على انتظام التخلص من البراز وتكوينه الصحي، لكن العلماء اكتشفوا حالياً أن هناك فوائد أخرى لتناول الألياف. يوضح كرونين: ”تماماً مثل أي كائن حي، تحتاج جراثيم الأمعاء إلى عناصر غذائية للبقاء على قيد الحياة. تزدهر أنواع معينة من البكتيريا بوجود الألياف لأنها تطورت لتفككها وتستخدمها كمصدر غذائي. تؤدي زيادة تناول الألياف إلى ارتفاع مستويات هذه البكتيريا وانخفاض مستويات الأنواع الأخرى غير القادرة على استخدام الألياف كمصدر غذائي“.
يقول كرونين إنها تعود بفوائد كثيرة على الجسم. عندما تكسر البكتيريا الألياف في الأمعاء، فإنها تنتج أحماضاً دهنية قصيرة السلسلة. هذه العائلة من الجزيئات [الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة] لها تأثير مفيد على التمثيل الغذائي عن طريق خفض مستوى الدهون – الكوليسترول على سبيل المثال – والغلوكوز في الدم. ترتبط هذه العوامل بعديد من الأمراض مثل ”السمنة“. عن طريق خفض كمية الكوليسترول ”الضار“ في الدم والذي يمكن أن يسد الأوعية الدموية، ستتمتع بقلب سعيد وتقلل مخاطر الإصابة بسكتة دماغية.
كيف؟
يجب أن يكون هدفك تناول نحو 30 غراماً من الألياف كل يوم. يزداد هذا الأمر أهمية مع تقدمك في السن بسبب زيادة خطر الإصابة بالأمراض المذكورة أعلاه. كما توقعت على الأرجح، فإن الأطعمة المصنعة تعتبر محظورة لأن عملية تكرير الحبوب تزيل الغلاف الخارجي (النخالة) من الحبوب، مما يقلل من محتواها من الألياف. يقول كرونين: ”بدلاً من ذلك، اختَرْ تناول عصيدة الشوفان والمكسرات والبذور والفواكه والخضراوات. تأتي الألياف بأشكال عديدة، لذا فإن خلط المصادر المختلفة هو الأفضل لصحة بكتيريا الأمعاء“. ماذا تعني 30 غراماً؟ حسناً، تناول حبة أفوكادو واحدة (6.7 غرام)، وكوباً من العدس (13.1 غرام) و100 غرام من الفشار (14.4 غرام)، وستحصل على ما يفوق حاجتك اليومية. لكن تجنب خلطها معاً.
”تماماً مثل أي كائن حي، تحتاج جراثيم الأمعاء إلى عناصر غذائية للبقاء على قيد الحياة“
نوم طويل وعمر مديد
ماذا؟
النوم خير علاج. إنه يحسِّن الصحة الجسدية والنفسية، وهو من شدة أهميته أن الفائزين بسباق دراجات فرنسا Tour de France هم أولئك الذين يُعتقد أنهم حصلوا على قسط أطول من النوم خلال المراحل الإحدى والعشرين للسباق البالغ طوله 3,500 كيلومتر. وهذا يجب أن يجعل من هم فوق سن الثلاثين يشعرون بالخجل من أنفسهم…
على مدى العقود الأربعة الماضية ارتفع متوسط عمر الآباء لدى ولادة طفلهم الأول إلى 33.2 عام للرجال و30.3 عام للنساء. بعبارة أخرى، فإنه على مدى الأربعين عاماً الماضية، أخَّر البشر شبح الليالي المتتالية التي لا يحصلون فيها على النوم. كما ترى وجدت دراسة نُشرت في العام 2019 في مجلة Sleep أن الآباء الجدد يعانون ما يقارب ست سنوات من الحرمان من النوم.
ترتبط الآثار التراكمية طويلة المدى للنقص في نوعية النوم وكميته بمجموعة واسعة من العواقب الصحية، بما في ذلك زيادة مخاطر ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة والاكتئاب والنوبات القلبية والسكتة الدماغية. تقول الأستاذة شونا هالسون من الجامعة الأسترالية الكاثوليكية: ”إنه يضعف أيضاً جهاز المناعة ويضر بالمزاج والقدرة المعرفية“.
لماذا؟
عديد من المشكلات الفسيولوجية التي ترتبط بقلة النوم ناتجة عن الهرمونات. لنأخذ هرمون النمو البشري HGH. هذا الهرمون يُصلح العضلات عن طريق تحفيز الكبد والأنسجة الأخرى لصنع بروتين يسمى ”عامل النمو الشبيه بالأنسولين 1“. قلة النوم تعني النقص في إنتاج هرمون النمو الذي يعني ضعف نمو العضلات. (من المعروف منذ فترة طويلة أن الكحول يوقف إفراز هرمون النمو، فقد أظهرت دراسة من العام 1980 أن الكحول يقلل من إفراز هرمون النمو بنسبة %25).
تضيف هالسون: ”يؤثر النوم أيضاً في عاداتك الغذائية من خلال التأثير في الهرمونات التي تتحكم في سلوك الأكل“. على سبيل المثال، ارتفاعُ مستويات هرمون يسمى الغريلين Ghrelin يشير إلى أن الوقت قد حان لبدء تناول الطعام، في حين أن المستويات الزائدة من هرمون اللبتين Leptin تخبرك بأنك شبعت. أظهرت دراسة ألمانية نُشرت في مجلة Journal Of Sleep Research، أن النوم المتقطع ليلة واحدة فقط يرفع مستويات هرمون الغريلين بقدر كبير؛ هذا يوضح سبب رغبتك في تناول عبوّة من البطاطس المقرمشة عندما تشعر بالتعب. كما أظهر الباحثون أن قلة النوم مدة ليلتين أو أكثر تقلل من مستويات هرمون اللبتين.
كيف؟
المشكلة أنه لا يمكن جعل الأطفال يغيرون أنماط نومهم غير المنتظمة. لذلك، إذا كان هذا خياراً، فاعمل معه وليس ضده. تقول هالسون: ”يمكن أن تكون القيلولة مهمة إذا كنت تعاني النقص في النوم… وُجدت مراجعة حديثة لجميع الأدبيات البحثية المتوافرة حول القيلولة أن مدة القيلولة المثلى كانت من 20 إلى 90 دقيقة بين الواحدة والرابعة بعد الظهر“.
سواء كان لديك أطفال أو لا، حافظ على وقت نوم ثابت قدر الإمكان، وتجنب الكافيين في فترة ما بعد الظهر، وأبعد هاتفك الذكي عن غرفة نومك. تقول هالسون: ”بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون التوتر أو القلق، قد تكون التطبيقات التي تركز على الاسترخاء أو التنفس مفيدة أيضاً. ويمكنك أن تجرب تناول أطعمة غنية بالتريبتوفان Tryptophan مثل الحليب. هناك دليل – وإن كانت النتائج متضاربة في بعض الأحيان – على أن هذا الحمض الأميني يمكن أن يساعدك على النوم“. أخيراً لا تذهب إلى الفراش ومعدتك ممتلئة أو بعد أن تشرب نصف لتر من الماء، حتى لا توقظك الحاجة إلى التبول.
لا تتوقف عن الحركة
ماذا؟
إنه أمر لا جدال فيه – لكي يُكتب لك العمر المديد، عليك أن تتحرك. كانت هذه هي الرسالة من دراسة نُشرت في العام 2019 في المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal، وأظهرت أن 25 دقيقة يومياً من التمارين المعتدلة، مثل المشي السريع، عززت فرص الأشخاص في العيش. كانت المجموعة الأكثر خمولاً أكثر عرضة بنسبة %60 للوفاة قبل الأوان من المجموعة الأكثر نشاطاً.
هذه ليست أخباراً رائعة، فوفقاً لدراسة أُجريت في العام 2015 لمصلحة أكثر من جهة بينها هيئة الصحة العامة البريطانية Public Health England، يجلس البريطانيون مدة 8.9 ساعة في المتوسط يومياً. أشارت أبحاث إضافية نُشرت في العام نفسه في المجلة البريطانية للطب الرياضي British Journal Of Sports Medicine إلى أن هناك خطراً متزايداً بنسبة %5 للوفاة المبكرة مع كل ساعة إضافية من الجلوس.
لماذا؟
ربما تقول لنفسك: ”لا بأس. لقد كنت أعمل خلف مكتب طوال السنوات العشر الماضية، لكنني اشتريت من فوري مكتباً قائماً، لذلك أنا بخير“. لكن تريث…
يقول د. ريتشارد بولسفورد، المحاضر الرئيس في النشاط البدني والصحة العامة من جامعة إكستر: ”هناك أدلة على بعض فوائد الوقوف مقابل الجلوس في العمل على صحة التمثيل الغذائي، لا سيما كيف يتعامل جسمك مع السكر في الدم، وهو عامل مهم فيما يتعلق بخطر الإصابة بداء السكري وأمراض القلب. ولكن، تميل هذه الفوائد إلى أن تكون ملحوظة لدى الأشخاص الذين لا يعيشون حياة نشطة أو الذين هم في حالة صحية سيئة“.
إضافةً إلى ذلك، في حين أن هناك أدلة على أن الوقوف خلف المكتب يمكن أن يساعد آلام الظهر، فإن الوقوف فترة طويلة مع ظهر محدودب لن يؤدي إلا إلى زيادة الأعراض. يقول بولسفورد: ”لا مفر من ذلك، أنت في حاجة إلى مزيد من الحركة“. ويتابع قائلاً: ”الحركة هي عنصر مهم للحفاظ على الصحة مع التقدم في العمر. تؤثر الشيخوخة على عمليات التمثيل الغذائي وصحة القلب والأوعية الدموية، لذا فإن أي شيء يمكننا أن نفعله لدعمها – من ممارسة الرياضة والحفاظ على اللياقة، إلى التحرك قليلاً، وفي كثير من الأحيان خلال الأيام التي لا نتحرك فيها عادة – سيكون مفيداً“.
كيف؟
هذا لا يعني أنك في حاجة إلى تقليد إليود كيبشوغي عداء المسافات الطويلة الكيني، والبدء في خوض سباقات الماراثون التي تستمر أقل من ساعتين. الرقص والبستنة والسباحة… أي شيء، مهما كان بسيطاً يجعلك تتحرك، يعمل على إزالة تأثير الجلوس فترات طويلة. يقول بولسفورد: ”[فوائد] تقسيم يومك إلى فترات من المشي هي بالتأكيد أكثر من مجرد الوقوف. في دراسة حديثة وجدنا أن المشي البطيء المتقطع، مدة دقيقتين كل 20 دقيقة، يقلل من الطلب على الأنسولين، ويحسن امتصاص الغلوكوز [كلاهما تغيرات أيضية مواتية لصحة أفضل]. في الدراسة نفسها لا يبدو أن الوقوف المتقطع يحدث فرقاً. تساعد التمارين الرياضية على إخراج الغلوكوز من الدم – فهو يمكن أن يسبب الضرر إذا كانت مستوياته مرتفعة جداً – وتخزينه في العضلات والأنسجة الأخرى واستخدامه لاحقاً. كلما استخدمنا عضلاتنا أكثر، كان ذلك أفضل“.
”أي شيء يجعلك تتحرك يقاوم التأثير السلبي للجلوس فترات طويلة“
تمدَّدْ وقوِّ عضلاتِك
ماذا؟
الحقيقة: إن تحسين أداء نظام القلب والأوعية الدموية يعزز الصحة. ولكن في حين يجب الإشادة بالمشي والجري وركوب الدراجات، هناك علاقة قوية بين العمر والتمدد وتقوية العضلات. في الواقع توصي الجمعية الأمريكية للطب الرياضي American College of Sports Medicine وجمعية القلب الأمريكية American Heart Association بممارسة ”أنشطة تقوية العضلات والمرونة على الأقل يومين في الأسبوع للحفاظ على الاستقلالية البدنية والصحة“.
لماذا؟
مع تقدمنا في العمر نفقد من كتلة العضلات، وهو ما يؤدي بدوره إلى موت ألياف العضلات. أظهرت الأبحاث أن العضلة المتسعة الإنسية في فخذك تحتوي على نحو 800,000 ليف عندما يكون عمرك 20 عاماً؛ ولكن بحلول سن الستين، يصير لديك 250,000 ليف. في المتوسط نفقد %8 من ألياف العضلات لدينا بين 40 و50 عاماً، لكن هذا التدهور غالباً ما يبدأ في وقت مبكر. هذا ينطبق بنحو خاص على ألياف العضلات ”سريعة الشد“ المسؤولة عن توليد الطاقة (لديك أيضاً ألياف ”بطيئة الشد“ تتعلق أكثر بالتحمل)، وهذا هو السبب في أن أسرع العدائين هم عادة تحت سن 30 عاماً.
على غرار النوم تُعتبر هرموناتك مهمة هنا، وخاصة هرمون التستوستيرون الذي يحافظ على كتلة العضلات الخالية من الدهون ويزيدها. يحسن التستوستيرون أيضاً الوظيفة الإدراكية، ويزيد من كثافة العظام. تكمن المشكلة في أنه بدءاً من سن الثلاثين تقريباً تبدأ مستويات هرمون التستوستيرون في الانخفاض. وهنا يأتي دور تدريب الوزن. إنه نشاط ابتنائي، مما يعني أنه يولد مستويات أعلى من هرمون التستوستيرون، وهذا سيقاوم الانخفاض الطبيعي مع تقدمك في العمر.
المرونة مهمة أيضاً. تناولت ورقة بحثية نُشرت في دورية Sports Medicine and Health Science العلاقةَ بين المرونة و”تطوير قيود وظيفية“ (الكفاح المتزايد لأداء المهام اليومية). من بين 1,318 من البالغين الذين شملتهم الدراسة، أجرى 491 شخصاً تمارين التمدد المنتظمة، و122 أجروا تمارين تقوية العضلات ”ارتبطوا بنسبة 24 و%38 بانخفاض احتمالات التعرض لقيود وظيفية مع تقدمهم في العمر“.
كيف؟
لستَ في حاجة إلى التحول إلى دواين جونسون أو المرأة القوية شي هالك. من الصعب وصف قائمة طويلة بالتمارين، ولكن إجراء عدد من تمارين القوة والتمدد كل أسبوع يمثل بداية جيدة. فقط لاحظ أنه عندما يتعلق الأمر بتدريبات القوة، فإن القرفصاء هي التمرين الأمثل. فهي تتطلب عمل مجموعة كبيرة من العضلات، بما في ذلك الإلية الكبيرة (مؤخرتك)، وهي واحدة من أكبر العضلات في جسمك. كلما كبرت العضلات التي مرنتها، زاد مستوى التستوستيرون.
أما فيما يتعلق بالتمدد، فيعتبر التمدد الديناميكي أفضل من التمددات الساكنة لزيادة القوة والمرونة، لأنها ترفع درجة حرارة الدم. التمدد الديناميكي عبارة عن حركات نشطة تعمل خلالها المفاصل والعضلات بنطاق كامل من الحركة، في حين أن التمددات الثابتة هي حين تبقى في وضعية تمدد من دون حَراك فترة قصيرة. يمكنك إجراء كلا النوعين بسهولة في المنزل.
“في المتوسط، نفقد 8 في المائة من ألياف العضلات لدينا بين 40 و 50، لكن هذا التدهور غالبًا ما يبدأ في وقت مبكر”
اخرجْ من المنزل واستمتعْ بالطبيعة
ماذا؟
إذا كنتَ سعيداً وتشعر بذلك، فصفِّقْ بيديك… واصل التصفيق، فقد وجدتْ دراسة نُشرت في Proceedings Of The National Academy of Sciences أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من التفاؤل يعيشون سنوات أطول، وكان من الأرجح أن يعيشوا بعد سن 85 عاماً في حالة صحية وسعيدة. هذا هو الخبر الجيد.
أما الخبر السيئ، فقد أظهر استطلاع في العام 2010 أجرته مؤسسة Relate الخيرية لدعم العلاقات أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و44 عاماً يشعرون بالاكتئاب أكثر من أي فئة عمرية أخرى. وذكر الرجال والنساء بالتساوي ساعات العمل الطويلة والجدال وتقسيم الأعمال المنزلية على أنها الأسباب الأكثر شيوعاً للمشكلات. ولكنْ هناك حل: الخروج إلى الهواء الطلق.
لماذا؟
يوضح د. ماثيو وايت Mathew White، عالم النفس البيئي من جامعة إكستر: ”باستخدام بيانات من نحو 20,000 شخص في إنجلترا، رأينا أن أولئك الذين أمضوا أكثر من ساعتين أسبوعياً في الطبيعة تمتعوا باستمرار بصحة أفضل ورفاهية أعلى من الأشخاص الذين لم يخرجوا قط“.
يقول وايت إن هذه الفوائد عديدة وتشمل ست آليات رئيسة: ”الحد من التعرض للتلوث البيئي، بفضل جودة الهواء الأفضل في الأماكن التي يوجد فيها عدد أكبر من الأشجار؛ تعريضُنا للميكروبات ’الجيدة‘ لوظيفة المناعة والأمعاء الصحية؛ تشجيع ’سلوكيات بناء القدرات‘، مثل تعزيز النشاط البدني المفيد للصحة؛ تعزيز التماسك الاجتماعي والعلاقات الجيدة، إذ يبدو أن الطبيعة تجمع الناس معاً بطرائق إيجابية؛ مساعدتنا في إدارة الإجهاد اليومي من خلال إعطائنا سياقات أقل تطلباً لاستجماع أفكارنا واستعادة القدرات المعرفية والعاطفية المستنزفة؛ وبناء ’التعلق بالمكان‘، وهو أمر مهم للأشخاص لتوجيه أنفسهم والعثور على مكان لهم في العالم“.
كيف؟
لستَ مضطراً إلى أن تذهب وتخوض مغامرات في أماكن بعيدة مثل إدوارد مايكل ”بير“ غريلز Bear Grylls والتخييم على جزيرة مهجورة للاستمتاع بفوائد الطبيعة. ولكن، كما يقول وايت، فإن الوجود بجانب مجرى مائي – بحر أو نهر أو بحيرة – يمنحك أفضل ما في الحياة: الماء والخضرة. ”ومع ذلك، في دراساتنا رأينا أيضاً فوائد للنباتات المنزلية وحتى التجارب الافتراضية عبر التلفزيون. تُظهر بعض الدراسات أيضاً أن فوائد حدائق المدن هي الأقوى بالنسبة إلى المجتمعات الأكثر حرماناً عندما لا يكون في مقدور الناس الذهاب إلى أماكن بعيدة بسبب التكاليف والوقت“.
”أولئك الذين أمضوا أكثر من ساعتين أسبوعياً في الطبيعة تمتعوا باستمرار بصحة أفضل ورفاهية أعلى“
ابقَ على اتصال
ماذا؟
الوحدة ليست مسألة يُستهان بها. هنا أيضاً يبدو أن طول العمر على صلة بذلك، إذ أظهر تحليل تلوي للعام 2010 أن الدعم الاجتماعي يزيد فرصَ البقاء على قيد الحياة بنسبة تصل إلى %50، مع عودة البحث إلى أوائل القرن العشرين.
أظهرت دراسة حديثة أجرتها لجنة الوحدة Loneliness Commission، وهي جزء من مؤسسة جو كوكس Jo Cox Foundation، أن الرجال على وجه الخصوص هم الأكثر عرضة لبلوغ ”ذروة الشعور بالوحدة“ Peak loneliness في سن 35 عاماً. يمكن أن يعود ذلك إلى عديد من العوامل، بما في ذلك البطالة والانفصال عن الشريك والفجيعة أو الانفصال عن العائلة والأصدقاء. كل ذلك بعيد كل البعد عن الوضع المثالي، فقد أظهرت دراسة بارزة نُشرت في دورية Science أن الافتقار إلى التواصل الاجتماعي يضر بالصحة أكثر من السمنة والتدخين وارتفاع ضغط الدم.
لماذا؟
ربطت الأبحاث الشعور بالوحدة بارتفاع مخاطر الإصابة بعدد من الحالات الجسدية والنفسية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسمنة وأمراض القلب والاكتئاب ومرض ألزايمر (ألزهايمر) وحتى الموت. تتنوع الآليات الفسيولوجية والنفسية والبيولوجية، ولكنها متجذرة في فكرة أن الوحدة تغير ميل الخلايا في جهاز المناعة لتعزيز الالتهاب. الالتهاب الذي يستمر فترات طويلة يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
يبدو هذا منطقياً. فالبشر مخلوقات اجتماعية، وكما جاء في ورقة بحثية نُشرت في العام 2017 في المجلة الأمريكية لطب أسلوب الحياة American Journal Of Lifestyle Medicine فإنّ ”الاتصال الاجتماعي هو أحد أعمدة طب أسلوب الحياة“. أضافت الورقة البحثية: ”من النظريات النفسية إلى الأبحاث الحديثة، هناك أدلة مهمة على أن الدعم الاجتماعي والشعور بالارتباط يمكن أن يساعدا الناس على الحفاظ على مؤشر صحي لكتلة الجسم، والتحكم في نسبة السكر في الدم، وتحسين فرص الحياة بعد السرطان، وتقليل معدل وفيات القلب والأوعية الدموية، وتقليل أعراض الاكتئاب، والتخفيف من آثار ما بعد أعراض اضطراب الإجهاد الرضحي وتحسين الصحة النفسية بوجه عام“.
كيف؟
من الواضح أن هناك عديداً من الطرائق للتواصل، لكن مؤلفي الورقة يقترحون أن ”من المسلم به القول إن التواصل مع الأصدقاء والعائلة الذين تربط المرء بهم علاقة جيدة، موصى به يومياً، أو أسبوعياً على الأقل. قد يكون ذلك عبر مكالمة هاتفية أو عبر سكايب أو وجهاً لوجه“.
إن الشعور بالانتماء إلى مجموعة مفيدٌ أيضاً، تضيف الدراسة، والانخراط في أنشطة جماعية مرة واحدة في الأسبوع، أو مرة واحدة في الشهر على الأقل، يعد نقطة ممتازة للبدء.
اضف تعليق