ركزت جائحة كوفيد-19 اهتمام العالم على الصحة وكيف تؤثر الأوبئة على الحياة وسبل العيش، وتظهر الجائحة مرة أخرى كيف ترتبط الصحة بالعديد من القضايا الحرجة الأخرى، مثل الحد من عدم المساواة وحقوق الإنسان، وقد تم اختيار موضوع اليوم العالمي للإيدز هذا العام تحت عنوان التضامن العالمي مسؤوليتنا المشتركة...
في الأول من شهر كانون الأول/ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للإيدز ويتحد الناس في هذا اليوم وفي جميع أنحاء العالم لإظهار الدعم للأشخاص المصابين والمتأثرين بفيروس نقص المناعة البشرية ولتذكر أولئك الذين فقدوا حياتهم بسبب مرض الإيدز، وفي عام 2020، ركزت جائحة كوفيد-19 اهتمام العالم على الصحة وكيف تؤثر الأوبئة على الحياة وسبل العيش، وتظهر الجائحة مرة أخرى كيف ترتبط الصحة بالعديد من القضايا الحرجة الأخرى، مثل الحد من عدم المساواة وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والحماية الاجتماعية والنمو الاقتصادي ومع أخذ ذلك في الاعتبار، فقد تم اختيار موضوع اليوم العالمي للإيدز هذا العام تحت عنوان "التضامن العالمي مسؤوليتنا المشتركة".
أظهر فيروس كورونا أن لا أحد في مأمن حتى يصبح الجميع آمنين واهمال احتياجات الناس وتركهم ليتخلفوا خلف الركب ليس خيارًا إذا أردنا تحقيق النجاحات كما اصبح جليا ان القضاء على الوصمة والتمييز ووضع الناس في مركز السياسات وإرساء استجاباتنا في نهج حقوق الإنسان والنُهج المستجيبة للنوع الاجتماعي أمر أساسي لإنهاء الأوبئة مثل فيروس نقص المناعة البشرية و كوفيد-19، بحسب موقع الأمم المتحدة.
تسبب فيروس نقص المناعة البشرية - منذ أن اكتُشف عام 1984 وحتى اليوم- بمقتل أكثر من 35 مليون شخص في أنحاء العالم؛ الأمر الذي يجعله واحدًا من أفتك الأوبئة في التاريخ البشري، اذ يوجد في المملكة المتحدة وحدها أكثر من 103,800 شخص مصاب بالإيدز، ويُقدَّر الرقم عالميًّا بما يقارب 38 مليون شخص؛ من بينهم 7.1 مليون شخص لم يعلم مسبقًا بأنه مصاب بالإيدز! (2,3)، عام 2019 وحده؛ سجلت 690,000 حالة وفاة نتيجة أمراض مرتبطة بالإصابة بالإيدز، و1.7 مليون إصابة جديدة في أنحاء العالم، تُصاب أسبوعيًّا قرابة 5,500 امرأة شابة بين عمرَي 15-24 بالإيدز وفي 2019؛ قُدِّرت نسبة النساء المصابات بـ 48% من مجمل الإصابات المسجلة عالميًّا، من مجمل المصابين بالإيدز في أنحاء العالم عام 2019؛ حصل 67% منهم على العلاج المناسب، و59% تحقَّق لديهم تثبيط النشاط الفيروسي، يبقى السل/التدرن (Tuberculosis) السبب الأكثر شيوعًا للوفاة عند المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بنسبة تقارب 1 من كل 3 وفيات بسبب الإيدز، بحسب موقع الباحثون السوريون.
أسباب انتشار "الإيدز" في أوروبا
في ظل ارتفاع أعداد المصابين به، كشف الخبير بالمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض، أندرو أماتو غاوتشي، أسباب العجز عن الحد من هذا المرض في أوروبا، بير يكشف عن أسباب انتشار أكثر طرق انتقال "الإيدز" وعدد المصابين به في روسيا والعالم، وأوضح غاوتشي في حوار مع وكالة "نوفوستي" أنه ورغم امتلاك الأطباء كل الأدوات اللازمة لوقف تفاقم هذا المرض، إلا أن أعداد المصابين في ارتفاع متواصل، وقال إن "واحدا من أهم أسباب تواصل العدوى بهذا المرض، يكمن في أن أغلب الإصابات (53%) يتم اكتشافها في مراحل متأخرة، وهو ما يعني أن المصابين قضوا فترة طويلة ولمدة سنوات دون القيام بفحوص، وهذا ما يحتم تحسين وتفعيل برامج اكتشاف هذا المرض في مراحل مبكرة في كل الدول الأوروبية"، وبحسب آخر المعطيات تم اكتشاف 140 ألف إصابة بالإيدز في أوروبا سنة 2018، 61% منها في روسيا، كما تم تسجيل ارتفاع في أعداد المصابين خلال العشرية الأخيرة بنسبة 22% وأوضح الخبير أن في حال تم اكتشاف الإصابة بمرض الإيدز في مرحلة مبكرة، يتم استخدام أدوية تسمح بالتصدي للفيروس وإضعافه ، كما يصبح المرض غير قابل للتنقل عن طريق العدوى، بحسب موقع RT.
ما يجب أن يعرفه كل شخص عن فيروس HIV؟
فيروس نقص المناعة البشري (HIV) هو فيروس يصيب جهاز المناعة عند البشر ويصاب الشخص بفيروس نقص المناعة البشري (HIV) إذا دخل الفيروس إلى مجرى الدم وبدأ في التكاثر قد لا تظهر على الأشخاص الحاملين للفيروس أعراض لمدة عشر سنوات أو أكثر ولذلك فاختبار فيروس نقص المناعة البشري (HIV) هو الطريقة الوحيدة لمعرفة إذا ما كان الشخص أصيب بالفيروس، واكتشاف الإصابة مبكرًا يسهل من فرص تلقي الرعاية الطبية مبكرًا وعدم تأثير الفيروس على صحة وحياة الشخص المتعايش معه.
يهاجم فيروس نقص المناعة البشري (HIV) الجهاز المناعي وبدون تلقي الرعاية الطبية المناسبة يصبح الشخص حامل الفيروس بمرور الوقت غير قادر على مقاومة مجموعة من الأمراض التي تستفيد من ضعف مناعة حامل الفيروس وتعرف باسم "العدوى الانتهازية"، أما الإيدز (AIDS)، أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة، فهو أكثر مراحل العدوى بفيروس (HIV) تقدمًا حيث تتدهور المناعة إلى درجة لا تسمح للجسم بمحاربة العدوى الانتهازية وتبدأ ظهور أعراض واحد أو أكثر من أنواع تلك العدوى المرتبطة بالفيروس باختلاف خطورتها.
أي أن الشخص من الممكن أن يكون حاملًا لفيروس نقص المناعة البشري (HIV) ومتعايشًا معه بدون أن يكون مصابًا بالإيدز، والاكتشاف المبكر للفيروس وتلقي العلاج مبكرًا يرفع من احتمالية أن يعيش الشخص المتعايش مع فيروس (HIV) بصحة جيدة وعمر طويل.
الإيدز هو المرحلة التي يكون فيها الجهاز المناعي تدهور إلى درجة يصبح معها غير قادر على التصدي للعدوى الانتهازية وتتراوح الفترة ما بين العدوى بفيروس نقص المناعة البشري (HIV) والإصابة بالإيدز من 5 سنوات إلى 15 سنة ولا تظهر أعراض مرضية مرتبطة بالإيدز خلال هذه الفترة، وبالتالي فمصطلح "مريض الإيدز" يجوز استخدامه فقط في حالة إذا ما كان الشخص المصاب يعاني من أعراض مرضية مرتبطة بالإيدز، أما غير ذلك فهو شخص متعايش مع فيروس نقص المناعة البشري (HIV)، وتختلف الفترة ما بين توقيت العدوى والتطور لمرض الإيدز من شخص إلى آخر وتقل في حال بقاء المصاب بدون علاج ولذلك فالكشف المبكر للفيروس مهم جدًّا حيث أن الأدوية المضادة للفيروسات القهرية بإمكانها تخفيف العبء الفيروسي وإبطاء تطور المرض لدى حامل فيروس (HIV).
برغم أنه ليس هناك حتى الآن لقاح (Vaccine) يقي من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري (HIV)، أو علاج يشفي من الفيروس، فإن هناك أدوية شديدة الفاعلية وقادرة على تعطيل الفيروس وتخفيف العبء الفيروسي وبالتالي تتيح للمتعايش مع الفيروس أن يعيش بصحة جيدة فطبقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) فمتوسط العمر المتوقع للشخص المتعايش مع فيروس نقص المناعة البشري (HIV)، ويتلقى أدوية مضادات الفيروسات القهرية، ومستجيب للعلاج، لا يختلف عن متوسط العمر المتوقع لغير الحامل للفيروس، ما يجعل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري (HIV) قريبة للإصابة بمرض مزمن يمكن إدارته مثلما يحدث مع أمراض مزمنة أخرى، بحسب موقع المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
كورونا والإيدز كيف رجع العالم 10 سنوات إلى الوراء؟
كشفت الأمم المتحدة عن تراجع كبير "يعيدنا 10 سنوات للوراء"، في التقدم العلمي بمواجهة مرض الإيدز، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي أوقف جميع البحوث العلمية المهمة، وقالت الأمم المتحدة، الاثنين، إن معركة العالم مع مرض الإيدز الناجم عن فيروس نقص المناعة المكتسب (إتش آي في) تعثرت، قبل ظهور جائحة كوفيد-19، وإن هذا المرض الفيروسي الذي ظهر حديثا يهدد الآن بأن يعيد التقدم المحرز في مواجهة (إتش آي في) لعشر سنوات أو أكثر إلى الوراء، وقال برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز في تقرير: "لن يتم تحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بإتش آي في لعام 2020 وحتى المكاسب التي تحققت يمكن أن تضيع ويتعثر التقدم بدرجة أكبر إذا لم نتخذ إجراءات".
وتفيد أحدث البيانات عن عام 2019 بأن 38 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مصابون بفيروس (إتش آي في) المسبب لمرض الإيدز، وهو ما يزيد بواقع مليون شخص عن عام 2018، وكان حوالي 25.4 مليون شخص يعانون من فيروس نقص المناعة المكتسب يتلقون العلاج المضاد في عام 2019، وهو تقدم كبير مقارنة بعقد مضى، لكن لا يزال 12.6 مليون شخص آخر لا يحصلون على الأدوية، وهو مايهدد جهود مكافحة الفيروس ووقف انتشاره.
ووجد التقرير أيضا أن العالم متأخر جدا في الوقاية من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة المكتسب، إذ جرى تسجيل 1.7 مليون حالة إصابة جديدة بالفيروس في عام 2019، وقالت ويني بيانيما، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز: "يجب اتخاذ إجراء حاسم كل يوم خلال العقد المقبل حتى يعود العالم إلى المسار الصحيح لإنهاء وباء الإيدز بحلول عام 2030"، وذكر البرنامج أن أسوأ منطقتين انتشر فيهما فيروس نقص المناعة المكتسب هما شرق أوروبا وآسيا الوسطى إذ شهدتا معا زيادة "مذهلة"بنسبة 72 في المئة في الإصابات الجديدة بالفيروس منذ عام 2010، كما ارتفعت وتيرة العدوى الجديدة بالفيروس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 22 في المئة، وبنسبة 21 في المئة في أميركا اللاتينية، بحسب موقع سكاي نيوز عربية.
اضف تعليق