قررت بعض الدول الأوروبية تخفيف إجراءات الحظر المفروض على مواطنيها بشكل تدريجي، بعد أن أصبحت أكثر استعدادا، مع تزايد الإصابات بفيروس كورونا المستجد عالميا، يتأرجح قياديو دول عديدة في العالم بين المكافحة لوقف انتشار الوباء، وبين العمل على الخروج من حالة الركود الاقتصادي ببعث الأنشطة التجارية...
قررت بعض الدول تخفيف إجراءات الحظر المفروض على مواطنيها بشكل تدريجي، امتد أثر فيروس كورونا، الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية وانتشر في مختلف أنحاء العالم، ليطال مختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الأنشطة الإنسانية، قررت بعض الدول الأوروبية تخفيف إجراءات الحظر المفروض على مواطنيها بشكل تدريجي، بعد أن أصبحت أكثر استعدادا، مع تزايد الإصابات بفيروس كورونا المستجد عالميا، يتأرجح قياديو دول عديدة في العالم بين المكافحة لوقف انتشار الوباء، وبين العمل على الخروج من حالة الركود الاقتصادي ببعث الأنشطة التجارية والصناعية دون الوقوع في فخ التساهل مع الجائحة.
إيطاليا
انضمت إيطاليا إلى عدد كبير من الدول التي بدأت في تخفيف إجراءات العزل العام لإنعاش اقتصادها لكن المسؤولين حذروا من تسارع وتيرة تلك الخطوات مع تجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد 3.5 مليون في جميع أنحاء العالم واقتراب الوفيات من ربع مليون، وبدأت إيطاليا وهي من بين أكثر الدول تضررا في العالم بالفيروس تخفيف قيود العزل العام فسمحت لنحو 4.5 مليون شخص بالعودة لأعمالهم بعد أن قضوا قرابة شهرين في المنزل في فترة تعد الأطول من نوعها في أوروبا، وكانت إسبانيا ونيجيريا وأذربيجان وإسرائيل وتونس ولبنان من بين الدول التي بدأت أيضا في تخفيف بعض القيود التي تنوعت ما بين إعادة فتح مصانع ومواقع تشييد ومتنزهات ومحلات تصفيف شعر ومكتبات وفي الولايات المتحدة، أعادت نحو نصف الولايات جزئيا فتح اقتصاداتها.
ويأتي تخفيف القيود في الوقت الذي تراوح فيه المعدل اليومي لحالات الإصابة الجديدة بمرض كوفيد-19 ما بين 2 و 3 في المئة انخفاضا من الذروة التي بلغت نحو 13 في المئة في منتصف مارس آذار، وأفاد إحصاء لرويترز بناء على بيانات حكومية أن حالات الإصابة بالفيروس على مستوى العالم بلغت نحو 3.52 مليون حالة ومع ذلك فإن هناك حالات قد لا تظهر عليها سوى أعراض طفيفة ولا يخضع كل من تظهر عليه الأعراض لفحوص، كما أن معظم الدول لا تسجل سوى حالات الوفاة في المستشفيات.
وقال بيتر كولينجنون طبيب الأمراض المعدية وأخصائي الميكروبيولوجي في مستشفى كانبيرا لرويترز "علينا أن نتشكك في صحة الأعداد التي تردنا.. يمكن بسهولة أن نشهد موجة ثانية أو ثالثة لأن هناك أماكن كثيرة عرضة للخطر" موضحا أن العالم يفتقر بشكل كبير إلى المناعة الجماعية، التي تستوجب تعافي نحو 60 في المئة من السكان من المرض، وتعمل الدول على إعادة الفتح تدريجيا بسبب تلك المخاوف، ففي إيطاليا التي قتل فيها فيروس كورونا المستجد ما يقرب من 29 ألف شخص أتيح للمصانع البدء في تشغيل خطوط الانتاج الخاملة وكذلك إعادة فتح المتنزهات في حين تمكن الأقارب من الالتقاء والجلوس معا مرة أخرى.
لكن يتعين على الناس الحفاظ على مسافات فيما بينهم كما أن أغلب المتاجر ستظل مغلقة حتى 18 مايو أيار. ويمكن للمطاعم والحانات بيع منتجاتها للزبائن دون السماح لهم بالجلوس لتناولها. وستبقى المدارس ودور السينما والمسرح مغلقة حتى إشعار آخر، وكان جانلوكا مارتوتشي ممن استطاعوا العودة للعمل فشوهد وهو يفتح مخزنا صغيرا في أحد الشوارع الخلفية في روما للمرة الأولى منذ 12 مارس آذار.
قال مارتوتشي "شيء طيب أن نعود لكن العالم تغير تماما" وكانت الشركة التي يعمل بها تتولى في العادة تنظيم حفلات الزواج وحفلات الشركات لكنها تغير الآن نشاطها لتوريد الأطعمة والمشروبات، وأضاف "الحكومة كانت في غاية الحكمة حتى الآن لكن أخشى أن نكون قد عدنا أسرع من اللازم.. لا أعلم إن كان يمكن للبلد أن يتخطى موجة ثانية (من الوباء)".
أمريكا
باتت الأيام المشمسة تنطوي على تحد للإدارة الأمريكية، إذ من المتوقع أن يشجع الطقس الدافئ الناس على الخروج لارتياد المطاعم وصالونات تصفيف الشعر وغيرها من الأماكن مع معاودة نصف الولايات فتح الاقتصاد جزئيا بعد إجراءات العزل العام التي اتخذتها بسبب فيروس كورونا المستجد، ففي واشنطن تجمع الألوف يوم السبت في متنزه (ناشيونال مول) لمشاهدة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية وهي تنفذ طلعات احتفالية على ارتفاع منخفض تكريما للعاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم ممن يكافحون جائحة كورونا.
وفي مدينة نيويورك، تُظهر صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تدفق المتنزهين ومحبي الاستمتاع بحمامات الشمس على الحدائق في مانهاتن وغيرها مدفوعين إلى ذلك بأدفأ طقس تشهده المدينة منذ بداية الربيع، وأمرت كاليفورنيا الأسبوع الماضي بإغلاق الشواطئ في مقاطعة أورانج بعد أن تحدت حشود إرشادات الصحة العامة للتدفق على الساحل الذي يحظى بشعبية وأثار ذلك احتجاجات متظاهرين اتهموا الحاكم الديمقراطي للولاية بالمبالغة في تطبيق إجراءات العزل العام.
وقالت ديبورا بيركس، منسقة الاستجابة لقوة العمل المعنية بفيروس كورونا في البيت الأبيض، في مقابلة تلفزيونية إن وجود الناس بكثرة على الشواطئ لن يكون آمنا ما لم يبقوا على بعد ستة أقدام على الأقل عن بعضهم بعضا كما أنها أكدت رفضها السماح بمعاودة تشغيل أعمال مثل صالونات التجميل ومنتجعات التدليك في المرحلة الأولى، وأضافت "أوضحنا أن هذا ليس نشاطا جيدا في المرحلة الأولى" حيث تجاوز عدد المصابين في الولايات المتحدة 1.1 مليون وارتفع عدد الوفيات إلى أكثر من 66 ألفا، وأوضحت أن تجمع المحتجين، مثلما فعلوا في ميشيجان ومناطق أخرى من البلاد للتظاهر ضد قيود البقاء في المنزل، يُشّكل خطرا كبيرا، فبعد أسابيع من العزلة الذاتية والقيود، يتوق الأمريكيون للعودة إلى نوع ما من الحياة الطبيعية، بما في ذلك ممارسة الرياضة، ويتبنى مارتي والش رئيس بلدية بوسطن بولاية ماساتشوستس، رأيا مخالفا تماما لذلك ولم تبدأ الولاية بعد معادة فتح الأنشطة وما زالت تشهد ارتفاعا كبيرا في حالات الإصابة بالفيروس وأصدرت ماساتشوستس كذلك أمرا على مستوى الولاية يطالب الناس بوضع الكمامات في الأماكن العامة.
ويوضح والش أن المسيرات المناهضة للجهود الرامية للحد من تفشي فيروس كورونا تسبب ارتباكا وتجعل عمله أكثر صعوبة، وقال "لا أفهم ذلك.. الأمر يبعث برسالة خاطئة لأننا لا نزال في الأيام الأولى (لانتشار) فيروس كورونا. حتى ولو كانت الولاية ترى أن الأعداد تنخفض" وأضاف "إذا لم نتسم بالذكاء الكافي فيما يتعلق بطريقة عملنا للأشياء، فقد تعاود الأعداد (المصابين) الارتفاع مجددا"، وبينما أصبحت تكساس إحدى الولايات الرئيسية في الضغط من أجل معادة تشغيل أنشطتها الاقتصادية، قال إريك جونسون، رئيس بلدية دالاس، إن الناس يطيعون القواعد الجديدة على ما يبدو، وأضاف لشبكة (سي.إن.إن) "الناس لم يهرعوا عائدين للمطاعم ولم يتسرعوا في العودة لقطاعات الاقتصاد التي عاود الحاكم تشغيلها يوم الجمعة. ما نراه... أناس يتحسسون موضع أقدامهم".
الإسبان
استمتع الإسبان بحريتهم الجديدة بعد تخفيف قيود مكافحة فيروس كورونا والسماح للبالغين الأصحاء بالخروج للتريض والمشي للمرة الأولى منذ سبعة أسابيع، وخرجت سيجريد سيرفيرا (44 عاما) ومعها لوح ركوب الأمواج متجهة إلى البحر في بلدة جافا الواقعة خارج برشلونة والتي سمح مجلسها للمواطنين بالذهاب إلى الشاطئ وصاحت وهي تشق طريقها بين الأمواج "مرحى!" وقالت "لم أتمكن من ركوب الأمواج منذ زمن ولذلك فأنا متحمسة جدا هذا الصباح" ويخصص النظام الجديد فترات زمنية محددة للخروج للفئات العمرية المختلفة بينما يتعين على الجميع الالتزام بتوجيهات التباعد الاجتماعي والإبقاء على مسافات فاصلة بينهم لا تقل عن مترين.
ولا تزال إسبانيا واحدة من أكثر الدول تضررا من الوباء، حيث سجلت أكثر من 217 ألف حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، لكن بيانات أظهرت أن 164 توفوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، فيما يمثل أدنى زيادة يومية منذ 18 مارس آذار، وكان جوردي جورنيت (45 عاما)، وهو موسيقي عاطل عن العمل منذ فرض إجراءات العزل العام في مارس آذار، يركض بمحاذاة الشاطئ في جافا، وقال "كنت أجري ليلة أمس في الجبال حيث كان عدد الناس أقل لكن هنا خرج أشخاص أكثر اليوم".
وفي مسعى لمنع الازدحام الشديد، حظر مجلس مدينة برشلونة دخول شواطئها، التي يمكن أن تمتلئ حتى في الربيع، لكن بدلا من ذلك احتشد آلاف الأشخاص على الممشى الممتد بمحاذاة الشاطئ، وشوهدت تجمعات مماثلة في العاصمة مدريد التي لا تزال فيها المتنزهات والمناطق العامة الكبيرة مغلقة، مما أجبر من يمارسون المشي والركض على تقاسم أرصفة ومسارات ضيقة، وتخفيف القيود على ممارسة الرياضة من أولى الخطوات في خطة مؤلفة من أربع مراحل لإعادة الحياة لطبيعتها بالكامل في البلاد بنهاية يونيو حزيران.
البرتغاليون
خفّضت البرتغال حالة الطوارئ في البلاد في حين دفعت أجواء الربيع المشمسة الناس للخروج، وبلغ معدل حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المستجد أدنى مستوى له منذ بدء تفشي الوباء، وقال رودريجو جارسيا (40 عاما) بحماس، وهو خارج في نزهة إلى نهر تاجة في لشبونة بصحبة زوجته وابنيه وكلبه، "الأمر يشبه الخروج من السجن. خرجنا هنا وهناك لكن مع انتهاء حالة الطوارئ نشعر بحرية أكبر".
فبعد حالة طوارئ استمرت ستة أسابيع كان الناس يُشجعون فيها على التزام منازلهم باستثناء الخروج للتريض لفترة وجيزة، كما أغلقت فيها معظم الخدمات غير الأساسية، تبدأ اعتبارا من خطة من ثلاث مراحل لإعادة الفتح، لكن إغواء ارتفاع درجة الحرارة إلى 30 درجة مئوية وعيد الأم جعل بعض الناس يخرجون إلى الشواطئ والمتنزهات قبل ذلك بثقة عالية وعلى الواجهة البحرية للشبونة خرج عشاق رياضة العدو وراكبو الدراجات بكثرة صباح، والشواطئ ما زالت مغلقة باستثناء أمام الرياضات المائية والتدريب غير أنه مع تخفيف قيود كورونا فإن قضاء الوقت في المتنزهات لم يعد ممنوعا بشكل صارم.
ومع ذلك كان لضباط الشرطة وجود يوم الأحد لحث الناس على الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي، وقالت الضابطة صوفيا جوردينيو لرويترز بينما كانت تتحدث لمجموعات تتنزه في حديقة بلشبونة عن الإجراءات الجديدة الوضع الحالي يعني أن عليك أن تلزم بيتك لأطول فترة ممكنة بالنسبة لك، لو أراد الناس الجلوس في الشمس لبعض الوقت، لا مشكلة، لكننا نطلب منهم أن يتحركوا ليتسنى لآخرين المجيء دون حدوث تزاحم، وسجلت البرتغال 25282 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد بزيادة 0.4 في المئة عن اليوم السابق و1043 حالة وفاة بين سكانها الذين يقدر عددهم بنحو عشرة ملايين نسمة.
النمساويون
توافد النمساويون على صالونات تصفيف الشعر ومستحضرات التجميل والإلكترونيات التي أعادت السلطات فتحها، للاستمتاع بتخفيف إجراءات العزل العام التي استمرت لسبعة أسابيع بسبب تفشي فيروس كورونا، على الرغم من أن هذه الخطوة ربما تكون سببا في تفشي العدوى مجددا، وسارعت النمسا مبكرا إلى اتخاذ إجراءات للحد انتشار المرض إذ أغلقت المطاعم والحانات والمسارح والمدارس ومتاجر السلع غير الأساسية وأماكن التجمع الأخرى، مما ساعد على تقليل الزيادة اليومية في العدوى إلى أقل من واحد في المئة، وسجلت النمسا 15500 حالة إصابة و589 حالة وفاة بكورونا حتى الآن.
وقالت الحكومة التي يقودها المحافظون إن هذه الأرقام المنخفضة نسبيا تبرر إلغاء قيود العزل العام على مراحل وبدأت المرحلة الثانية، التي تشمل مراكز التسوق ومحال تقديم الخدمات مثل تصفيف الشعر، وهو يوم عطلة رسمية، مما يعني أن جميع تلك الأماكن تقريبا أعادت فتح أبوابها، وقالت جيرتروت شوبرت، وقد بدت عليها السعادة الغامرة بعد قص وصبغ شعرها في صالون هير كونسيبت في فيينا الذي كان الحجز فيه كامل العدد لمدة ثلاثة أسابيع مقبلة، "بعد سبعة أسابيع لم يكن من الممكن فيها تحديد موعد، كنت محظوظة كثيرا للحصول على أول موعد مع مصفف شعري"، وخففت النمسا قيود العزل العام، قائلة إن الجمهور لم يعد بحاجة إلى سبب، مثل التسوق أو ممارسة الرياضة، لمغادرة منازلهم.
كوريا الجنوبية
قال رئيس الوزراء الكوري الجنوبي تشونج سيه كيون إن كوريا الجنوبية ستخفف بشكل أكبر قواعد التباعد الاجتماعي ابتداء من السادس من مايو أيار لتسمح بإعادة فتح الشركات بشكل تدريجي في الوقت الذي نجحت فيه السلطات إلى حد كبير في السيطرة على تفشي فيروس كورونا، ومكن إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس على نطاق واسع وتطبيقات التتبع المكثف للمخالطين كوريا الجنوبية من الحد من انتشار الفيروس بدلا من الاعتماد على إجراءات عزل عام طويلة الأجل كما حدث في دول أخرى.
وقال رئيس الوزراء في اجتماع مع مسؤولين حكوميين بثه التلفزيون إن الحكومة "ستسمح للشركات باستئناف عملها على مراحل... وستسمح أيضا بالتجمعات والمناسبات على افتراض أنها تتبع إرشادات التطهير"، ويعني تخفيف القواعد أن المرافق العامة مثل الحدائق والمكتبات والمدارس يمكن إعادة فتحها على مراحل، على الرغم من أن المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أوصت المواطنين بمواصلة توخي الحذر في الحياة اليومية، وتنصح التوجيهات الحكومية الجديدة الجميع بالبقاء في المنزل لمدة تتراوح من ثلاثة إلى أربعة أيام إذا شعروا بتوعك، والابتعاد عن الآخرين في الأماكن العامة، وغسل اليدين باستمرار، ومددت سول سياسة التباعد الاجتماعي حتى الخامس من مايو أيار رغم تراجع حالات الإصابة اليومية من أكثر من 900 في أواخر فبراير شباط إلى نحو 10 خلال اسبوع وبلغ عدد الإصابات 10793 حتى منتصف ليل السبت و250 حالة وفاة.
اليابان
قال ياسوتوشي نيشيمورا وزير الاقتصاد الياباني إن اليابان قد تخفف بعضا من القيود الحالية المفروضة على النشاط الاقتصادي بسبب فيروس كورونا بالسماح لأماكن مثل المتنزهات والمتاحف باستئناف نشاطها شريطة اتخاذ التدابير الوقائية الملائمة، وتأتي هذه التصريحات قبل يوم واحد من الموعد المتوقع أن تعلن فيه الحكومة تمديد حالة الطوارئ بعد بذل جهود كبيرة لوقف تفشي فيروس كورونا المستجد الذي أصاب 15589 شخصا وأودى بحياة 530 آخرين في اليابان.وقال نيشيمورا في مؤتمر صحفي "ما دامت التدابير الوقائية السليمة مطبقة يمكن تخفيف بعض من القيود الحالية على الأنشطة الاقتصادية".
وأضاف أنه قد يتم إعادة فتح أماكن مثل المتنزهات والمتاحف والمكتبات في المقاطعات الثلاث عشرة التي انتشر فيها الفيروس بسرعة إذا اتخذت خطوات لتعقيم مبانيها وضمان حفاظ الزائرين على التباعد، وقال إنه سيتم بحث تفاصيل أخرى بشأن كيفية تخفيف القيود خلال اجتماع للخبراء، ومن المقرر أن تنتهي حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة الذي يمثل آخر يوم في عطلة عامة استمرت أسبوعا وتستعد الحكومة لتمديد حالة الطوارئ لشهر آخر، وطلبت الحكومة من الناس، بموجب حالة الطوارئ، البقاء في بيوتهم وتفادي الخروج دون ضرورة والامتناع عن الذهاب إلى الأماكن المزدحمة.
أرمينيا
قال نائب رئيس وزراء أرمينيا تيجران أفينيان إنه سيتم إعادة فتح المتاجر والمطاعم والحانات واستئناف التصنيع ورفع القيود المفروضة على الحركة، رغم زيادة في حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في الآونة الأخيرة، وسجلت أرمينيا 2386 حالة إصابة بفيروس كورونا و35 حالة وفاة، وارتفع عدد حالات العدوى الجديدة من 50 حالة يوميا في المتوسط في منتصف أبريل نيسان إلى أكثر من 100 حالة خلال الأيام القليلة الماضية، وسجلت البلاد 134 حالة.
وتتطلع أرمينيا التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة لتخفيف الضرر الواقع على الاقتصاد المتوقع أن ينكمش بنسبة اثنين بالمئة في 2020، وقال أفينيان على وسائل التواصل الاجتماعي إن المتاجر الصغيرة وصالونات التجميل ومحال التنظيف الجاف ستفتح، مضيفا أن السلطات ستسمح أيضا لقطاعي التشييد والتصنيع بالعمل بشكل طبيعي، لكن مراكز التسوق والمراكز التجارية والأسواق وجميع المدارس والجامعات ستظل مغلقة. كما سيستمر وقف وسائل النقل العام.
إيران
تعتزم إيران إعادة فتح المساجد والمدارس في المناطق التي استمر خلوها من فيروس كورونا مع بدء حكومة الرئيس حسن روحاني تخفيف القيود المفروضة لاحتواء انتشار الفيروس، ومع إغلاق المساجد وحظر التجمعات الدينية منذ منتصف مارس آذار في البلد الأكثر تضررا من تفشي الفيروس في الشرق الأوسط، لجأ الإيرانيون إلى متابعة الفعاليات الدينية في شهر رمضان من داخل سياراتهم، وأظهرت مقاطع بثها التلفزيون الرسمي أو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أشخاصا في سياراتهم يشاهدون فعاليات دينية معروضة على شاشة كبيرة في مرأب للسيارات في طهران.
وقال روحاني في اجتماع نقله التلفزيون "سيُعاد فتح المساجد في 132 مدينة وبلدة بيضاء أو منخفضة الخطورة ستُستانف إقامة شعائر صلاة الجمعة في هذه المناطق أيضا... لكن كل هذه الخطوات ستُتخذ عبر احترام البروتوكولات الصحية"، وقسّمت وزارة الصحة الإيرانية البلاد إلى مناطق بيضاء وصفراء وحمراء على أساس عدد حالات الإصابة بالفيروس والوفيات الناجمة عنه، وقالت الوزارة إن مسار تطور حالات العدوى بدأ يتخذ اتجاها نزوليا "تدريجيا" في إيران وذكرت الوزارة أن إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس ارتفع إلى 6203 ووصل إجمالي عدد الحالات التي تم تشخيص إصابتها بالفيروس 97424 حالة.
وألغت إيران بالفعل حظر السفر بين المدن وحظر فتح المراكز التجارية، واستأنفت مراكز تجارية كبيرة نشاطها بالرغم من تحذير بعض مسؤولي الصحة من موجة جديدة من انتشار العدوى، واستمر إغلاق المدارس والجامعات ولا تزال التجمعات الثقافية والرياضية محظورة، لكن روحاني قال إن الخطة تشمل إعادة فتح بعض المدارس قريبا، وأضاف "ستفتح المدارس في المناطق البيضاء منخفضة الخطورة أبوابها مجددا اعتبارا من 16 مايو... لكننا سنواصل مراجعة الموقف".
الأردن
أعلن الأردن رفع كل القيود المفروضة على النشاط الاقتصادي بسبب فيروس كورونا وذلك في أحدث خطوة لتخفيف قواعد حظر التجول بهدف إعطاء دفعة سريعة للاقتصاد الذي يعاني من ضغوط مالية، وبدأت المملكة منذ أسبوعين في تخفيف القيود بالسماح للأنشطة التجارية بمعاودة أعمالها لكنها ألزمتها بتقليل عدد الموظفين وقواعد تباعد بين الأفراد وإرشادات صحية، وقال وزير الصناعة والتجارة طارق الحموري إن الشركات والصناعات تستطيع الآن استئناف الإنتاج، وسمحت السلطات للنقل العام بالعودة إلى كامل طاقته مع الالتزام بإرشادات للسلامة لكن الجامعات والمدارس ستظل مغلقة وسيستمر حظر التجول ليلا.
وسجل الأردن 460 حالة إصابة بفيروس كورونا وتسع وفيات لكنه يقول إنه تمكن من احتواء الفيروس، وحظيت حكومة رئيس الوزراء عمر الرزاز بإشادات كبيرة لسرعة تحركها لكبح انتشار الفيروس لكن الأثر الاقتصادي للإجراءات كان عميقا ولاقت الحكومة انتقادات من مستثمرين كما توجد مخاوف من وقوع اضطرابات اجتماعية.
الفلسطينيون
عاد آلاف العمال الفلسطينيين إلى أماكن عملهم داخل إسرائيل بعد انقطاع استمر لأسابيع بسبب مخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد الذي سجل عدد الإصابات به تراجعا مؤخرا، وقال مسؤول أمني إسرائيلي، إن نحو 11 ألفا و500 عامل فلسطيني من حملة التصاريح، دخلوا إلى إسرائيل والمناطق الصناعية في المستوطنات للعمل في قطاعات البناء والزراعة والصناعة فقط، وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية حث العمال في أواخر آذار/مارس على ترك أعمالهم في إسرائيل والعودة إلى الضفة الغربية.
واعتبرت دعوة اشتية جزءا من الجهود الفلسطينية لاحتواء الفيروس الذي شهد زيادة ملحوظة في أعداد الإصابات به داخل إسرائيل التي سجلت حينها 2369 إصابة، مقارنة بـ 62 حالة في الأراضي الفلسطينية، وأغلقت النقاط العسكرية بالاتفاق بين الجانبين، لكن عددا كبيرا من العمال الفلسطينيين فضلوا البقاء ومواصلة عملهم هناك، وقدر الأمين العام لتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد لوكالة فرانس برس، عدد هؤلاء العمال بنحو أربعين ألفا، وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة العمل الفلسطينية رامي مهداوي لوكالة فرانس برس، أن هذه العودة للعمال جاءت وفق قرار للجنة مشتركة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، الأمر الذي أكده مسؤول أمني إسرائيلي.
وبحسب مهداوي، بدأ نحو أربعين ألف عامل فلسطيني بالعودة إلى أماكن عملهم في إسرائيل، موضحا أن ذلك يتم على مدار يومي، وأضاف "سيدخل العمال عن طريق تصريح إلكتروني لمرة واحدة فقط، بحيث يمكثون هناك لمدة شهر"، ووفقا لهذا الاتفاق، لن يتمكن العمال من العودة إلى الضفة الغربية قبل عيد الفطر في نهاية الشهر الجاري، ويشير مهداوي إلى أن الاتفاقية اشترطت توفير المشغلين الإسرائيليين لأماكن مبيت صحية وتأمين صحي للعمال.
ووفقا للناطق باسم وزارة العمل الفلسطينية،هناك نحو 98 ألف عامل فلسطيني يعملون بشكل قانوني في إسرائيل قبل تفشي الوباء ويضاف إليهم، تبعا لأمين عام نقابات عمال فلسطين، نحو 35 ألف عامل في المستوطنات الإسرائيلية، وشهدت إسرائيل تباطؤا ملحوظا في عدد الإصابات بكوفيد-19، وبحسب وزارة الصحة، سجلت خلال الساعات الـ24 الماضية، 41 إصابة جديدة فقط، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 16193 إصابة، بالإضافة إلى 230 وفاة، بينما سجلت الأراضي الفلسطينية 336 إصابة، بينها 17 إصابة في قطاع غزة، وحالتي وفاة في الضفة الغربية المحتلة.
دبي
عاودت المراكز التجارية في أبوظبي عاصمة الإمارات فتح أبوابها من جديد أمام عدد محدود من الزبائن في العطلة الأسبوعية مع تخفيف قيود العزل العام التي فرضت في الإمارات قبل أكثر من شهر لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وفتحت ثلاثة مراكز تجارية في أبوظبي أبوابها على أن تستقبل 30 في المئة فقط من العدد المعتاد للمترددين عليها بعد اتخاذ تدابير وقائية من بينها تركيب أجهزة للفحص الحراري وذلك وفق ما قاله المكتب الإعلامي الحكومي.
وقالت إمارة الشارقة إنها ستعيد فتح المراكز التجارية، وكانت المراكز التجارية والمطاعم والمقاهي في دبي، مركز الأعمال والسياحة في الإمارات، قد استأنفت نشاطها في وقت سابق على أن تفرض قيودا على عدد المترددين عليها. ويتعين على المتسوقين وضع كمامات وارتداء قفازات والحفاظ على المسافات بينهم، وقال المكتب الإعلامي في الشارقة إن المراكز التجارية وصالونات الحلاقة والتجميل يمكن أن تستأنف عملها.
ولا تزال أماكن عامة أخرى مثل المدارس والمساجد ودور السينما مغلقة في الإمارات التي أعلنت حتى الآن اكتشاف قرابة 13600 حالة إصابة بالفيروس و119 حالة وفاة ولا تعلن الإمارات تفاصيل الإصابات في كل إمارة من إماراتها السبع، وفي بداية شهر رمضان في 24 ابريل نيسان خففت الإمارات حظر تجول بدأ تطبيقه على مستوى البلاد يوم 26 مارس آذار.
اضف تعليق