ليست أرقام الإصابات بفيروس كورونا التي تعلن عنها دول العالم سوى قمة جبل الجليد. فالواقع أن ما يُعلن من إصابات ليس العدد الفعلي، بل هو ما يجري التأكد منه بعد إخضاع المشتبه في إصابتهم لفحوص مخبرية، بمعنى آخر ما يُعلن من أرقام لا يعني أن هذا هو عدد المصابين...
ليست أرقام الإصابات بفيروس «كورونا» التي تعلن عنها دول العالم سوى قمة جبل الجليد. فالواقع أن ما يُعلن من إصابات ليس العدد الفعلي، بل هو ما يجري التأكد منه بعد إخضاع المشتبه في إصابتهم لفحوص مخبرية. بمعنى آخر: ما يُعلن من أرقام لا يعني أن هذا هو عدد المصابين كلهم في أي دولة، وإنما ما أمكن إحصاؤه. كما أن التفاوت في نسبة الإصابات بين دولة وأخرى لا يعني أن الدولة ذات النسبة الأقل أكثر أماناً، بل يعني - ببساطة - أن هذه نسبة المصابين ممن تم إخضاعهم للفحص. علماً أن القدرة على إجراء الفحوصات تتفاوت بين دولة وأخرى.
هكذا، أظهرت نتائج الفحوصات التي أجريت حتى 26 شباط الماضي في الولايات المتحدة، مثلاً، إصابة 14 أميركياً بالفيروس من بين 445 خضعوا لاختبار الفيروس، أي بمعدل 3.1%. فيما كانت النسبة في كوريا الجنوبية 4,3% بعدما تبين إصابة 1766 من بين 66652 شخصاً، ولا يزال 25568 من هؤلاء ينتظرون نتائج اختباراتهم. أما في فرنسا، فبلغت نسبة الإصابات 2,2% بعد ثبوت إصابة 17 شخصاً من بين 762 خضعوا للفحص، ولا يزال 179 منهم في انتظار نتائج اختباراتهم. والأمر نفسه ينطبق على إيطاليا والنمسا وبريطانيا وغيرها.
في بداية انتشار الفيروس، كانت المشكلة الأساسية في عدم توفر أجهزة الفحص لدى كل البلدان. ففي أفريقيا، مثلاً، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 26 فقط من أصل 54 دولة تمتلك أجهزة مماثلة، ما دفع بالمنظمة إلى توزيع 250 ألف جهاز RT-PCR حول العالم، علماً أنّ الحاجة الفعلية أكبر من ذلك بكثير. أما المشكلة التي تواجهها كل دول العالم، اليوم، فتكمن في عدم قدرة طواقمها الطبية على إجراء اختبارات الإصابة بالفيروس لكل مواطنيها. وهذا ما يُبقي العدد الأكبر من السكان في منأى عن الكشف الطبي، مع ما يحمله ذلك من مخاطر نشر العدوى على نطاق واسع. وهذا يعني، بحسب بروفيسور علم الأوبئة ورئيس كلية الصحة العامة في جامعة هارفرد مارك ليبسيتك، «أننا حقاً أمام مشكلة عالمية لن تختفي بعد أسبوع أو أسبوعين. وما يجعل السيطرة على هذا المرض أكثر صعوبة من السارس، هو أن المصاب بالفيروس يمكن أن ينقل العدوى قبل ظهور أعراض الإصابة عليه». وخلص إلى أنه «من المحتمل أن نرى وباءً عالمياً. وإذا حدث الوباء، فقد يصيب من 40 إلى 70 في المئة من سكان العالم بحلول العام المقبل».
في غضون ذلك، لا تزال منظمة الصحة العالمية تماطل في إعلان «حالة الوباء العالمي». إلا أنها دعت، في بيانٍ أمس، دول العالم إلى زيادة مخزوناتها من أجهزة المساعدة على التنفس للتصدي لـ«كورونا»، بعدما شدّدت في تقريرها الأخير حول الفيروس على أهمية هذه الأجهزة في معالجة الإصابات الأكثر حرجاً.
كذلك أعلنت «وكالة السيطرة على الأمراض»، التابعة للاتحاد الأوروبي، رفع مستوى الخطر الناجم عن الفيروس بين الأوروبيين من «معتدل» الى «معتدل إلى مرتفع». ونقلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن المركز الأوروبي أن «الفيروس يواصل الانتشار».
العدوى داخل المستشفيات، أكّدت ورقة بحثية نشرها موقع jamanetwork، التابع للجمعية الطبية الأميركية، أن دراسة حالات الإصابة في أحد مستشفيات ووهان (بؤرة الانتشار الأولى في الصين)، أظهرت أن 41% من 138 مريضاً يعانون من التهاب رئوي غير محدد (تبين في ما بعد أنه «كوفيد - 19»)، التقطوا العدوى من المستشفى!.
اضف تعليق