شبكة النبأ: حياة الملوك والرؤساء وكبار الساسة بمختلف مواقعهم القيادية لا تزال محط اهتمام العديد من وسائل الاعلام، التي تسعى وبشكل دائم الى نقل وتوثيق كل ما يتعلق بحياة هذه الطبقة من اسرار وفضائح وخفايا التي قد يجهلها الكثير من الناس كما يقول بعض المراقبين، الذين اكدوا على ان حياة الزعماء والملوك وباقي الحاشية، قد اختلفت عن سابق عهدها حيث كانت جميع افعالهم مدفونة بسرية تامة وراء اسوار القصور العالية والحراسة المشددة، تلك الحياة اصبحت اليوم مصدرا مهما لوسائل الاعلام والمعارضين السياسيين وباقي الجهات الاخرى التي تسعى الى رصد كل ما هو جديد وغريب في حياة هذه الطبقة ولأهداف مختلفة.
إذ تحتوي حياة الملوك اسراراً وخفايا، لا يمكن الكشف عنها في وقتها ولكنها تخرج بعد فترة من الزمان فقد تكون قرون او بضع سنوات، وسيكشف لنا التاريخ ما كان يعيشه الحكماء آنذاك، ليظهر الى العالم ما كان بطن من أجندتهم، ويشرق للوجود ما غمض سابقا من أهدافها، لتكون كما غيرها معلومات يستفاد منها لتحصيل حكمة تنفع لحياة اليوم والغد، او تجربة تسبق الزمن تهدى الى أبناء اليوم على طبق من ذهب.
وفيما يخص بعض تلك الاخبار فقد اعلن القضاء الاسباني احالة والد ملكة اسبانيا ليتيثيا وعمتها وجدتها الى المحاكمة لاتهامهم بتجنب تسديد دين وهم يواجهون بذلك احتمال الحكم عليهم بالسجن سنتين. وقرر قاضي التحقيق في استورياس (شمال) المنطقة التي تتحدر منها الملكة البالغة 42 عاما، احالة والد الملكة خيسوس اورتيث وجدتها ماريا ديل كارمن الفاريث ديل فايي وعمتها هينار اورتيث. الى المحاكمة. والثلاثة متهمون ب "عدم الملاءة الاحتيالية" اي انهم اخفوا وجود احدى الممتلكات لتجنب مصادرتها.
واوضحت المحكمة العليا في استورياس في بيان ان النيابة العامة لم تدع" على الثلاثة بل ان المدعية هي ساندرا ماريا رويث فاسكيث التي تطلب "لكل واحد منهم بالسجن سنتين وستة اشهر" مرفقة بغرامة على ما اوضح البيان. وستعقد جلسات المحاكمة في اوفييدو في منطقة استورياس على ما جاء في القرار الذي لم يحدد موعدها. وتعود الوقائع الى مطلع الالفية عندما استدانت هينار اورتيث اكثر من 22 الف يورو من المدعية على ما ذكرت وسائل الاعلام الاسبانية. وفي العام 2009 طالبت هذه الاخيرة عبر القضاء بتسديد الدين مع عطل وضرر. بحسب فرانس برس.
وحكم على هينار اورتيث بدفع المبلغ الا انها على ما يفيد الادعاء، حاولت تجنب مصادرة المنزل العائلي الذي ورثته مع والدتها وشقيقها من جد الملكة ليتيثيا. وذكرت وسائل الاعلام ان خيسوس وهينار اورتيث قد تخليا عندها عن حصتهما من هذا الميراث لوالدتهما ماريا ديل كارمن الفاريث دي فايي.
السلالة المنسية
في السياق ذاته تعيش الأميرة هتيك سو بهايا غييلا حفيدة آخر ملوك بورما مغمورة في شقة بسيطة في رانغون في ظروف فقر بعيدة كل بعد عن الأجواء الباذخة التي عرفها اجدادها وذكريات طفولتها. فقد قام المستعمرون البريطانيون بالإطاحة بجدها الملك ثيباوو في نهاية القرن التاسع عشر. ولم يوفر المجلس العسكري الحاكم بدوره أي جهد لطمس آثار الحكم الملكي.
وفي مقابلة نادرة من نوعها، قالت الاميرة التي لفت شعرها الأبيض بمنديل بنفسجي اللون "لم يريدوا ان نبقى معروفين". حتى الجيران تفاجأوا بالأميرة التي انتقلت إلى جوارهم مؤكدة "أعيش حياة عادية منذ 60 عاما". وأضافت الأميرة التي لا تزال في كامل وعيها بالرغم من بلوغها التسعين من العمر "بالطبع أحن قليلا إلى اوقات العز التي أمضيتها في شبابي".
وبعد الحرب البريطانية البورمية الثالثة والأخيرة، وضع البريطانيون في العام 1885 حدا للنظام الملكي وطردوا من البلاد الملك ثيباوو والملكة سوبايالات اللذين انتقلا للعيش في مدينة راتناغيري الهندية. ومات الملك بعد ثلاثين عاما عن 56 سنة وتشتت شمل العائلة. فقد بقي بعض افرادها في الهند، في حين عاد آخرون إلى بورما التي حازت استقلالها في العام 1948 قبل أن تقع تحت قبضة المجلس العسكري في العام 1962.
ولم يوفر أركان الجيش جهدا لطمس ملامح النظام الملكي الذي كان يعد منافسا محتملا للمجلس العسكري. من ثم، "نسيت غالبية السكان الملك"، على حد قول نائب وزير الثقافة المؤرخ ثان سوي الذي أطلق حملة في البلاد لاستعادة رفات الملك ثيباوو. وقد أثارت زيارة الرئيس البورمي ثين سين ضريح الملك في راتناغيري في كانون الثاني/يناير الماضي اهتماما جديدا بالعائلة الملكية، لكن هذه الأخيرة ليست في قلب اولويات الحكومة التي أطلقت إصلاحات واسعة النطاق منذ حل المجلس العسكري الحاكم في العام 2011، بحسب ثان سوي.
وكان الملك ثيباوو يعيش قبل نصف قرن في فخامة باذخة في قصره الواقع في مدينة ماندالاي. وشرح سودها شاه صاحب كتاب "ذي كينغ إن إكزايل" الذي يروي سقوط النظام الملكي أن "الملك كان بمثابة نصف إله في بورما يمجده شعبه ... وهو أصبح بين ليلة وضحاها دمية بين أيدي البريطانيين". وقد قرر المستعمر في نهاية المطاف الإطاحة بالنظام الملكي بعدما تأكد من انه لن يستطيع إملاء مطالبه على ولي العهد. فمن المعلوم أن الملك وزوجته قد قضيا على الكثير من منافسيهم للحفاظ على العرش.
وطرحت فكرة إعادة النظام الملكي عند استقلال البلاد، لكن سرعان ما تم التخلي عنها نظرا لتعلق الشعب المفرط بالعائلة الملكية. وقد دعا الجيش مرة العائلة الملكية لحضور حفل منظم لاستعراض الإنجازات في مكافحة التمرد الشيوعي، فتفاجأ بالجمع الغفير المشارك، حتى ان بعض النساء قد أسدلن شعرهن على الأرض لتمشي عليه سلالة الملك.
وشرح سودها شاه أن "أركان الجيش تفاجأوا بالمشاعر العميقة التي يكنها الشعب للعائلة الملكية وقرروا ألا يتعاملوا معها أبدا بعد ذاك الحفل". والأميرة هتيك سو بهايا غييلا وشقيقها تاو بهايا (98 عاما) ولي عهد سلالة كونباونغ منذ اغتيال شقيقه البكر في العام 1948 هما حفيدا ثيباوو الوحيدان اللذان لا يزالان على قيد الحياة. بحسب فرانس برس.
وقد رفضت عائلتهما تلقي أي مساعدة من الحكومة بعد الاستقلال وهي دبرت امورها بنفسها. فاستفادت الأميرة من اللغة الإنكليزية التي تتقنها بعدما تعلمتها في مدرسة كاثوليكية لتعمل مع السفارتين الأسترالية والأميركية قبل أن تصبح مدرسة لغة إنكليزية. وهي لا تزال حتى اليوم تزاول هذه المهنة. وقد حرمها نزاع عائلي وقع في التسعينيات من المنزل الذي ورثته، فباتت تعيش في كوخ. وأخبرت "كانت المياه تصل إلى كوخنا عند تساقط الامطار وتجلب معها الأفاعي". وتعيش هتيك سو بهايا في هذا الكوخ مع ابنتها، وهي لديها خمسة اولاد وعشرون حفيدا وثمانية أولاد من أحفادها لا يرغبون مثلها في إحياء إرثهم الملكي.
الأمير تشارلز
من جانب اخر وفي سن يحال فيها البريطانيون إلى التقاعد، لم يبدأ الأمير تشارلز بعد بمزاولة مهامه الملكية التي يعد لها العدة منذ فترة طويلة. ويحتفي ولي عهد إنكلترا بعيد ميلاده الخامس والستين الخميس. وفي أيار/مايو الماضي، قام ولي العهد الأكبر سنا في العالم بمعاونة امه في البرلمان، في خطوة كانت الأولى من نوعها.
وتنعكس هذه المسؤوليات المتزايدة التي تلقى على عاتق الأمير تشارلز في ازدياد شعبيته التي تراجعت خلال فترة طويلة إثر فشل زواجه بديانا أم ولديه وليام وهاري. وقد ولى عهد الفضائح التي كانت تثيرها علاقته الخارجة عن إطار الزواج بكاميلا ثم الصدمة الناجمة عن مقتل اميرة الشعب في حادث سير، فبعد 16 عاما بات الجد تشارلز أكثر ارتياحا بعد ان نجح في جعل البريطانيين يتقبلون علاقته بكاميلا.
ولفتت بيني جونر وهي إحدى القيمات على إعداد سيرة ولي عهد إنكلترا إلى أن "الطريق كان جد طويل لاستعادة مودة الشعب". وتابعت قائلة "من الواضح أنه في حال أفضل. فبعد زواجه بكاميلا، بات أسعد بكثير وأكثر مرحا". و قد ألقى خطابا مؤثرا خلال فعاليات اليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية توجه فيه إلى "الماما جلالة الملكة" ودعا خلاله الحشود إلى ترديد اسم والده الذي كان في المستشفى في تلك الفترة. لكن هل يرغب فعلا هذا المدافع عن شؤون البيئة في اعتلاء عرش إنكلترا؟
فقد صدر مقال في مجلة "تايم" من إعداد الصحافية كاثرين ماير تحت عنوان "الأمير المنسي" جاء فيه أن أحد المقرين من الأمير قال إن ولي عهد "يريد القيام بأكبر عدد من النشاطات الخاصة قبل أن تنغلق أبواب السجن عليه". ولم يلق هذا المقال الذي تناقلته الصحف البريطاينة استحسان قصر باكينغهام الذي دحض بشدة ان يكون أمير ويلز ينظر هذه النظرة إلى مهامه الملكية.
وأكدت صاحبة المقال من جهتها أنها لم تقصد القول إن تشارلز متحفظ تجاه مهامه الملكية، لكن أنه يخشى بكل بساطة أن تأخذ هذه المهام من الوقت الذي يكرسه للقضايا العزيزة على قلبه. فتشارلز يرعى مجموعة من الجمعيات الخيرية التي تنشط في مجالات متنوعة من النشاطات الفنية إلى تلك التي تساعد الشباب الذين يواجهون صعوبات. وهو أيضا رجل أعمال يدير منطقة كورنويل جنوب غرب إنكلترا التي تتمتع بشروط ضريبية ميسرة. بحسب فرانس برس.
وهو، بخلاف والدته التي تحرص على حيادها السياسي، لا يتوانى عن الإعراب عن قناعاته، أكان في ما يخص انتقاد تصميم معماري معاصر أو التحذير من مساوئ الكائنات المعدلة جينيا أو مخاطر التغير المناخي. لكن منتقديه يحملون عليه تدخله المفرط في شؤون السياسة، وقد حاولت صحيفة "ذي غارديين" اليسارية سدى أن تحصل على الرسائل التي أرسلها إلى أعضاء في الحكومة في العامين 2004 و 2005. وفي سن التقاعد، يحق لتشارلز الحصول على راتب تقاعدي من الجيش الملكي الذي خدم في صفوفه. وهو أعلن عن نيته تخصيص هذا المبلغ المالي لمنظمة تعنى بمساعدة الكبار في السن.
الشعوذة والسحر
من جهة اخرى ذهب رئيس الوزراء التايلاندي الجديد برايوت تشان أوتشا وهو يستعد للانتقال إلى مقر الحكومة في بانكوك الى مدى بعيد لدرء السحر الذي قد يلجأ اليه أعداؤه. ولم يترك برايوت (60 عاما) شيئا للصدفة منذ قيادته انقلابا عسكريا للإطاحة بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا في 22 مايو أيار. فبعد انتزاع السلطة بطريقة خطط لها بدقة أخمد المعارضة بصورة ممنهجة.
ومثل الكثير من الساسة ورجال الجيش من قبله يؤمن برايوت بالروحانية وقراءة الطالع و شوهد أفراد حاشيته وهم يحملون تماثيل بوذا وتماثيل دينية أخرى يعتقد أنها تجلب الحظ إلى مقر الحكومة. لكن معتقدات برايوت ذهبت أبعد من الدين التقليدي وقال إنه يغطس في ماء مقدس من رأسه إلى أخمص قدميه لدرء لعنة أعدائه.
وتم ترتيب الأثاث في مكتب برايوت وفقا لفلسفة الطاقة الايجابية لفينغ شوي وهي شكل من الأشكال الصينية للضرب بالرمل للتكهن بالمستقبل والاعتقاد بأن العالم يتكون من خمسة عناصر هي التراب والماء والنار والخشب والمعدن. ويقول منتقدون إن استمرار هذه المعتقدات يضر بالديمقراطية ويجب أن تفرض إرادة الأحياء مسار السياسة لا معتقدات الساسة في الأرواح والنجوم. بحسب رويترز.
وقال كان يوينيونج وهو محلل في وحدة أبحاث سيام انتليجانس "من المألوف استخدام المنجمين لتحديد اليوم والموعد للقيام بانقلاب على سبيل المثال ... ليس برايوت فقط بل إن الأمر ينطبق على جميع القادة التايلانديين ويمكن أن يكون هذا خطيرا فبدلا من تحليل الموقف طبقا للحقائق والموقف السياسي على الأرض فقد يعتمدون على التنجيم بدلا من ذلك مما يؤدي إلى تفاقم الوضع المتفجر."
ميلاد الملك
في السياق ذاته احتفل سكان بوتان بعيد ميلاد ملكهم الشاب في مهرجان من الرقصات المتعددة الالوان والموسيقى التقليدية. وقد بلغ الملك جيغمه نامجييل زانغشك الرابعة والثلاثين وتقام في عيده ميلاده وهو يوم عطلة رسمية في كل سنة احتفالات في هذه المملكة الصغيرة الواقعة في جبال هملايا بين الهند والصين.
وفي ملعب العاصمة تيمفو، رقص مئات المشاركين وغنوا على شرف الملك تحت انظار الاف المتفرجين وسط الجبال التي تكسوها الغابات المحيطة بالمدينة. وقد ارتدت الجموع التي غلب عليها عنصر الشباب اللباس التقليدي وكانوا يتابعون الاحتفالات مبتسمين وسط انتشار امني غير واضح .
واوضح بشنو شيتري وهو تاجر من وسط المدينة يبلغ السابعة والثلاثين "نحب ملكنا لانه قريب من الناس ولا يميز بين مواطنيه اكانوا اغنياء او فقراء". واضاف "في هذا اليوم المميز يضيء سكان البلاد في منازلهم شمعة على شرف الملك ومن ثم يقومون بمشروع يضم العائلة برمتها". وشارك تلاميذ من كل ارجاء البلاد في الرقصات الاولى وقد ارتدوا الوان منطقتهم قبل ان يتركوا الساحة للكبار. وقد تخلل المناسبة ايضا عرض عسكري وكلمة لرئيس الوزراء تشيرينغ توغباي. ولم يحضر الملك الاحتفالات.
وكانت بوتان بدأت بعد حقبة من الحكم الملكي المطلق، عملية انتقالية لاحلال الديموقراطية بدفع من الملك جيغمه سينغيي وانغشوك الذي صادق على دستور جديد يفتح الباب امام اجراء انتخابات. وقد تخلى في كانون الاول/ديسمبر 2006 عن العرش لصالح نجله الذي احتفل الشعب بعيد ميلاده. بحسب فرانس برس.
وبنت بوتان شهرتها خصوصا على مؤشر "اجمالي السعادة الوطنية" الذي يقدم على انه نمط تنمية بديلة الا ان هذا المفهوم بدأ يثير انتقادات اذ ان المملكة تعاني من نسبة بطالة عالية في صفوف الشباب ومن نزوح كبير من الارياف.
شبيه الملك والسفير
على صعيد متصل قضت الغرفة الجنحية في المحكمة الابتدائية بمدينة تطوان شمال المغرب بالسجن ثلاث سنوات مع النفاذ في حق شاب في الثلاثينات بتهمة "التشبه بشخصية سامية"، بعدما لاحظت الشرطة الشبه الكبير بينه وبين الملك محمد السادس. واعتقل نبيل سباعي (31 سنة) في 20 آب/أغسطس الماضي في العاصمة الرباط، وقامت الشرطة بتفتيش مكان إقامته. وأوضح محمد بنعيسي مدير مركز الشمال لحقوق الإنسان أن "محكمة تطوان الابتدائية قضت بسجن السباعي ثلاث سنوات مع النفاذ ". وأضاف بنعيسي "الشاب الثلاثيني أنكر تهم النصب والاحتيال الموجهة إليه باعتبار أنه من عائلة ميسورة".
وبحسب ما نشرته الصحافة المغربية فإن الشاب اعتقل "بعدما استغل شبهه بالملك (...) حيث خدع العشرات من عناصر الأمن والمواطنين"، كما قام ب"التلويح للناس متشبها بملابس الملك وقام بالتقاط صور مع الناس". وفي حوار عبر الهاتف أجراه موقع الكتروني مع السباعي من داخل السجن قال "أحب ملكي"، مضيفا "لم أفعل شيئا ولم أنصب على الناس. أردت تقليد الملك في اللباس لأني أحبه". وروى السباعي إن الشرطة حيته وفسحت الطريق أمامه، كما أن الناس ارتموا على سيارته الفارهة وطلبوا منه أعطيات، قبل أن تكتشف الشرطة أنه ليس الملك محمد السادس.
الى جان ذلك ادعى أحد سكان منطقة فاييدوبار (شمال غرب كولومبيا) أنه دبلوماسي لبناني، فشارك في مؤتمرات عن المستجدات في الشرق الأوسط وقدم المشورة إلى الجيش، بحسب ما كشفت وسائل الإعلام الكولومبية. وكان خايسون بوييو يحمل وثائق دبلوماسية بالإسبانية والإنكليزية والفرنسية وضع عليها رمز الأمم المتحدة، ويشارك في اجتماعات رسمية وعسكرية، مستعيرا اسم خايسون علي حكيم عبد العزيز النقيب.
ولم يثر خايسون الشكوك بإتقانه الإسبانية أو بملامحه البعيدة نسبيا عن الملامح الشرقية. لكن أحد المسؤولين في الجيش تعجب لعدم استخدام هذا الأخير سيارة ووصوله إلى الاجتماعات مشيا على قدميه، فاتصل بالسفارة اللبنانية في بوغوتا وكشف أمره. ووجهت البعثة الدبلوماسية اللبنانية رسالة نشرت في مجلة "سيمانا" الأسبوعية أكدت فيها أنه "ما من موظف يحمل هذا الاسم" في خدماتها، داعية السلطات إلى "فتح تحقيق" في هذه القضية. بحسب فرانس برس.
وأوقف "سعادة السفير" بعد بضعة أيام إثر استجابته لدعوة مزيفة، لكن النيابة العامة أطلقت سراحه نظرا لنقص الأدلة. وجاء في صحيفة "إل تييمبو دي بوغوتا" أن خايسون كان يحمل بطاقتي اعتماد، الأولى من وزارة الخارجية الكولومبية والثانية تؤكد أنه سفير لبناني. ولم ترغب الخدمات الدبلوماسية في كولومبيا التعليق على هذه الحادثة.
مملكة جديدة
في السياق ذاته ادعى رجل من الولايات المتحدة ملكيته لقطعة صغيرة من الأرض بقارة أفريقيا، لأن ابنته ترغب في أن تصبح أميرة. وقال جيرمي هيتون إنه سافر من فيرجينيا بالولايات المتحدة مصطحبا علما، للإعلان عن تأسيس دولة "مملكة شمال السودان". وتقع هذه المنطقة بين مصر والسودان على مساحة 800 ميل مربع وهي صحراء قاحلة لا تنتمي لأية دولة.
ويقول هيتون إنه تقدم بطلبات رسمية لكلا الدولتين، لكنه لم يتلق ردا حتى الآن. وقال هيتون إن ابنته سألته بـ "لهجة جادة عما إذا كان من الممكن أن تصبح أميرة يوما ما". وأضاف: "باعتباري أبا، أدركت أنها كانت جادة في طلبها، وبحثت في المناطق التي لا يدعي أحد ملكيته لها، وكان من حسن حظي أن اكتشفت هذه المنطقة".
ولكي يحتفل بعيد ميلاد ابنته السابع، قام هيتون برحلة إلى المنطقة التي تعرف محليا باسم "بئر طويل" وذلك بهدف تحقيق حلم ابنته إيميلي. ويقول هيتون، الأب لثلاثة أطفال، إنه مصمم على أن يعرف أطفاله أنه "مستعد للذهاب إلى آخر العالم من أجلهم". وعندما وصل إلى المنطقة في قام بغرس العلم الذي صممته ابنته في تلك الأرض، مصرا على أن ادعائه ملكيتها أمر شرعي.
وأدى نزاع على الحدود بين البلدين إلى أن تصبح هذه القطعة من الأرض واحدة من بين أواخر المناطق التي لا يدعي أحد ملكيتها على كوكب الأرض. ويقول هيتون إنه سيحاول الوصول للاتحاد الأفريقي لكسب تأييده في هذا الشأن. ويدافع هيتون عن تصرفه هذا بأن العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، تمت المطالبة بها عن طريق عمل بسيط مثل غرس العلم. لكنه يرى أن الاختلاف هو أنه في العادة تندلع حروب، لكن في حالته فقد "أسس دولة حبا في ابنته". وعلى رغم أنه من غير المرجح أن يصبح جيرمي هيتون ملكا على شمال السودان، إلا أنه لديه خطط جاهزة لتنمية المنطقة. بحسب بي بي سي.
وأصدرت الأميرة إيميلي، كما تنادي حاليا من عائلتها، أوامرها بأن تصبح مملكتها الجديدة مركزا للزراعة. وترتدي إيميلي تاجها الملكي طوال الوقت وتقول إنه "من الرائع جدا" أن تكون أميرة، لكنها لا تعرف متي ستزور ما تعتقد أنها أحدث دولة في العالم. ولكن يجب أن تعترف مصر والسودان والأمم المتحدة بـ "مملكة شمال السودان" قبل أن تصبح إيميلي رسميا ابنة الملك.
اضف تعليق