الحقيقة عند بعضهم ذات وجوه متعددة، ولكن مع هذه التعددية، لابد من اتفاق على بعض الثوابت المطلقة. فضائية البغدادية قامت بدور في كشف بعض الخبايا التي ليست خافية على العراقيين، بل هي شاخصة للعيان، يعرفها المواطن البسيط، والسياسي المحنك، وحتى المحلل (نصف ردن).
بعض الحقائق عند نسمعها نصاب بنوع من الهذيان والدوران واحيانا بالقشعريرة، لانها ليست حقائق بسيطة، بل هي تجاوزات عظيمة، جعلت البلد يخسر اجزاء عديدة من اراضه وامواله التي اصبحت نهبا لايعرف مصير بعضها حتى الان.
قد يقول قال حسن النية – من اهل الله -: امام مثل هذه الويلات لابد من تشكيل لجان تحقيقية تشخص الخلل وتضع يدها على الجرح مع حلول ناجعة. لان معرفة السبب لاتكفي دون ايجاد الحلول المناسبة. الجواب يأتي سريعا ربما من شخص بعيد عن دهاليز السياسة: كم لجنة تحقيقية تم تشكيلها من قبل جهات عديدة دون معرفة النتائج التي توصلت اليها تلك اللجان.
بعض هذه النتائج قد تتسرب من قبل شخص ما ولكنها لاترقى الى حجم الكارثة هي عبارة عن مبررات واهية تدغدغ المشاعر واحيانا تلامس الحقيقة بشكل بارد ولطيف. في حين مازال القسم الاكبر من لجان التحقيق طلاسم يصب فك رموزها. وما يخرج من هنا وهناك من تصريحات وتحليلات لاتداوي الجرح العراقي. لماذا لم تنجز اللجان التحقيقية مهامها؟ ومافائدة من تشكيلها اذا مصيرها الصمت الرهيب الذي يزيد الامور تعقيدا اكثر من ذي قبل؟
يبدو ان اللجان التحقيقية غير قادرة الى الوصول الى هدفها، لأسباب عديدة منها: المحسوبية، المجاملة، الخوف ولغة التهديد والوعيد وغيرها من عوامل الضغط التي تمارس ضدها ان هي كشفت المستور.
هنا لابد من الاستعانة بمكاتب عالمية من اهل الخبرة في المجال الاقتصادي والفني تستطيع من خلال خبرتها التي لاتعرف المجاملة ان تعطي بعض الاجابات لما حدث في هدر المال العام والوصول الى منابع الاموال العراقية واستردادها من الذين نهبوها بدون وجه حق سواء كان المطلوب عراقيا محتميا بجنسيته الثانية ام اجنبيا يستقوي بعلم دولته. لعل هذا الامر يمكن ان يفتح ابواب عديدة
لمليارات الدولارات لايعرف مصيرها حتى الان ويمكن ان تضيف اموالا جديدة الى ميزانية الدولة المترنحة تحت رحمة ارتفاع وانخفاض اسعار النفط. ربما تكون (العركه) المحلية لاينفع معها (حاجوز) من نفس الصنف لانه سيميل الى جهة ما. (العركه) بحاجة الى حاجوز اجنبي لايعرف ان يجامل امه وابيه.
...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية
اضف تعليق