ونحن على أعتاب عيد الاضحى، نطمح في عراق خالي من داعش التي عاثت بالأرض فساد وهي نتاج من فساد السلطة للحكومة السابقة ورعونتها، نأمل في عراق يكون فيه العدل والنزاهة والوطنية والعمل من أجله في عراق تشعر أنه يسير في الاتجاه الصحيح.

نأمل في عراق لا يأكل فيه الفقير الحجر وأهل السلطة والجاه يهربون بحقوق المضطهدين إلى خارج حدود هذا الجرح الكبير لتكون حصة ونصيب الملاهي والفنادق والراقصات ودلالي الصفقات، ومن ثم يستغفرون في الحج ليمسح الباري ذنوبهم الكبيرة.

في عراق فيه مئات الالاف من النازحين والمهجرين الذين ذاقوا المرارة والظلم وما كسبوا سوى الأكاذيب والخداع والزور والبهتان من سياسيين جاءت بهم الصدفة، في عراق فقد الآلاف من أبناءه أطرافهم نتيجة الارهاب الاسود ليكملوا مسيرة حياتهم في شعور بالألم والاهمال المتعمد ورغبة الانتحار.

نامل في عراق يرسل المسؤول اولاده وأقاربه من الدرجة الاولى الى جبهات القتال ولا يحرض الفقراء بالقتال بالإنابة عنه، وبالتالي لم ينالوا ابسط حقوقهم عند الشهادة او العوق، نطمح في عراق تظهر فيه نتائج اللجان التحقيقية، ومن المسبب بهزيمة الموصل، ومن المسبب بهدر المليارات، الكل يدري أن الوظائف توزع بين المتقاسمين في السلطة أما البقية فالله لهم،، الكل يدري أن قيمة أي مشروع لا تتعدى ربع الثمن المدفوع والبقية في جيوب أحباب السلطان وحاشيته وسراكيله وندمائه الذين اشتروا العمارات والاراضي والمشاريع ومفاتيح الاقتصاد بيدهم.

في عراق لا تسمع فيه أرقام مخيفة لصفقات مخيفة ومشاريع جبارة والنتيجة هي إصلاح تقاطع أو إنشاء مجسر متخلف أو تزيين حديقة بالورد، في عراق لا ترى فيه في عيون كل إمراة عراقية مليون لماذا؟؟ ومليون دمعة ومليون أين زوجي وابني وأبي وأخي ولم كل هذه الحروب والدماء، في عراق لا يستريح ضميرك ولو للحظة من صور المتسولين في كل مكان في ملابس رثة ووجوه حزينة دامعة (المكاريد)، في عراق لا تجد ملفك الذي قدمته للتوظيف وكلك أمل لأنك تريد أن تتزوج أو تخطب حبيبة أحلامك ورفيقة الدرب الصعب أو أن تعالج مريضا لك أو أن تبني عشا يأويك لتجد انها طريقها هو التمزيق وأن الأولوية لمن دفع الرشوة ولمن يملك حزبا أو مسؤولا في الوزارة او (للتعيين الجماعي العائلي)، في عراق لا تكون الرواتب فلكية للمسؤولين 12 مليون للنائب و70 لرؤساء مجلس النواب ومن مثلهم والمفارقة ان المسحوقين بالرعاية الاجتماعية خمسون الف دينار.

في عراق لا يشعر فيه أن الجميع يضحك على الجميع، فالكل يدري ولا من أحد يستجيب الكل يدري السيطرات لا قيمة لها بالأداء الامني، والكل يعرف انها وجدت لأغراض اخرى كالجباية وملحقاتها، نأمل في عراق العدل يسود الجميع ولكن القاضي لايسمع الا القوي، ومحامي يبتزك الى مايسترك، رشوة موظف بكارت موبايل يحكم خمس سنوات، والذين نهبوا مليارات الدولارات هم رموز السلطة لم يجرأ القضاء بإحالة واحد من سراكيلهم او غلمانهم، الكل يدري فيه أن الوزير سرق الملايين والمحكمة تقول في نهاية المطاف أنه بريء.

نأمل في عراق ان لايشرع مجلس نوابه قوانين جائرة على المواطنين، وقوانين منصفة لرواتبهم وامتيازاتهم، هم متخاوين بالفساد فيما بينهم ومختلفين بوسائل الاعلام للضحك على الذقون، ولا يعلمون ان الشعب كاشفهم على حقيقة كل واحد منهم على حقيقتهم المرة، واخيرا نتمنى في عراق لا يجر فيه الملايين بتحريك العواطف للعودة بأن يختاروا نفس الوجوه ونفس الصفحة ونفس الأخطاء، مع تمنياتي بعيد سعيد للجميع.

riadhbahar@yahoo.com

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق