ليس بالضرورة ان تكون النشاطات التنموية داخل كيان المسجد او الجامع او الحسينية، إنما ثمة فسحة الكترونية واسعة يمكن الاستفادة منها ضمن مواقع التواصل الاجتماعي حيث بالامكان تشكيل كروبات تضم مجموعات شبابية تتداول الافكار التنموية وعناوين الكتب المفيدة وتبادل الاخبار والآراء حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك...
تزداد الحاجة الى التنمية البشرية، مع ازدياد وتنوع سبل الوصول الى العلم والمعرفة، وازدياد حاجات الانسان في حياته اليومية، علاوة الى التطور المستمر في القوالب الثقافية لافراد المجتمع، لذا تكون الحاجة ماسّة الى البحث في سبل النجاح وتحاشي الفشل من خلال البحث عن الايجابيات في قدرات الانسان لاختيار الطريق الاقصر، والصديق الأفضل، والبدائل المتاحة، والفرصة السانحة، وبالمجمل؛ كل ما يقرّب الانسان الى مستويات السعادة في حياته.
وللإسهام في هذا المسعى الحضاري، نجد التنافس بين المؤسسات الثقافية لإقامة ورش عمل، وقبلها دروس نظرية ومحاضرات خاصة في كل ما يتعلق بتنمية قدرات الانسان الذهنية، وتعزيز الثقة بالنفس وتنشيط العلاقات البينية والاجتماعية وغيرها.
ومن الفرص المتاحة لنشر ثقافة التنمية والتطوير، وجود عدد كبير من المساجد والجوامع والحسينيات في الاحياء السكنية في بلادنا؛ لاسيما العراق، فهي تتسع في مجال نشاطها الديني والعبادي لتشمل الجوانب الانسانية والاجتماعية، وما يعطي هذه الفرصة مصداقية عملية؛ كون هذه الاماكن تمثل هوية وانتماء المجتمع، فهي ترفع الآية الكريمة شعاراً عالياً: { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً}، سورة الجن، الآية:18.
وفي هذه المساجد إمامٌ للجماعة، هو الآخر تتسع أبعاد نشاطه اليومي إقامة الفرائض جماعة، والحثّ على قراءة القرآن الكريم والادعية المباركة وغيرها من الاعمال العبادية والمستحبة. إنما يمثل لدى الغالبية العظمى من الناس نقطة التقاء التصرفات المتنافرة بين الاهالي، والافكار المتضاربة، وينتدبه البعض لحل المشاكل بين الجيران او التوسط لأعمال الخير والبر.
هذه المكانة الاجتماعي المتميزة تؤهله لما هو أكبر وأوسع لفائدة أعمق في حياة افراد المجتمع، وتحديداً شريحة الشباب التي يقع عليها اليوم الثقل الأكبر في تحمل المسؤولية الأسرية للمساعدة في تحمل تكاليف المعيشة، وفي ميدان آخر؛ المطالبة بتحقيق افضل النتائج؛ سواءً بالمدرسة او الجامعة، والى جانب هذين الخطين المتوازيين، ثمة تحدي آخر يواجهه الشباب متمثل في أصابع الاتهام من بعض "الكبار" بانه مصدر للمشاكل والتصرفات غير اللائقة او الخارجة عن العادات والتقاليد، مما يجعله محكوماً بقانون الفعل ورد الفعل بشكل يخرجه عن ارادته والطريقة الفضلى للتفكير الصحيح، اوالبحث عن بدائل ترضي ابناء مجتمعه.
ان شريحة الشباب وقبل ان تتعرف على "التنمية البشرية" مفهوماً ومنطوقاً، تبحث من حيث الفطرة عن سبل النجاح في الحياة، كما يبحث فئة داخل هذه الشريحة عما هو أرقى حيث التفوق في مجالات العمل المهني او مسيرة التعليم، مما يستدعي المعنيين بالامر لاعادة جدولة الاعمال لديهم واعطاء هذه الشريحة أولوية خاصة ضمن النشاط المسجدي –إن صحّ التعبير- وايجاد خيمة واسعة تضم الجميع، وتقدم ما تيّسر من التجارب والعلوم والمعارف فيما يخص التنمية والتطوير في المجالات كافة.
وليس بالضرورة ان تكون النشاطات التنموية داخل كيان المسجد او الجامع او الحسينية، إنما ثمة فسحة الكترونية واسعة يمكن الاستفادة منها ضمن مواقع التواصل الاجتماعي حيث بالامكان تشكيل كروبات تضم مجموعات شبابية تتداول الافكار التنموية وعناوين الكتب المفيدة وتبادل الاخبار والآراء حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك فيما يتعلق بمعالجة الظواهر السلبية في المجتمع، او البحث عن بدائل لسوء الخدمات الحكومية وغيرها من الاعمال الاستباقية فيما يشكل بحد ذاته حافزاً نفسياً يعزز الثقة لدى الشباب بامكانية الاستفادة من قدراتهم الايجابية للإسهام في عملية التغيير الشامل.
طبعاً؛ هذا يكون الى جانب اجنحة جانبية يمكن ان تخصصها المساجد مثل المكتبة، او زاوية للرد على الاسئلة والشبهات، وحتى حلقات للتفقّه في الدين، وتعليم الاحكام الاسلامية.
واذا أقررنا بوجود شعور عارم لدى الشباب بالحاجة الى الجديد، وما يحمله الى النجاح والتفوق، فان عدم وجود مراكز حضارية تتصل بتجاربها العلمية والثقافية الناجحة بأزمان بعيدة تصل الى العصور الذهبية لها، وتحديداً عصر الامام الصادق، عليه السلام، فمن الطبيعي ان يكون البديل مركز اخرى او خيارات يبحث عنها اصحابها عبر مواقع التواصل على الانترنت للنظر فيما لدى الآخرين خلف الحدود ومن وراء البحار والمحيطات من مواد فكرية وثقافية تروي غليل نفوسهم وتدلهم الى سبل القوة الذاتية والثقة بالنفس.
اضف تعليق