تناول الأنظمة الغذائية النباتية يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، والالتهابات من خلال التأثير على عوامل الخطر مثل مؤشر كتلة الجسم، ومقاييس التحكم في نسبة السكر في الدم، وضغط الدم. خفضت بشكل كبير نسبة الكوليسترول الكلي، والكوليسترول الضار، وبروتين سي التفاعلي، وهو مؤشر...
اتّباع نظام غذائي نباتي صرف، أو نباتي، يقلّل بشكل كبير من خطر الإصابة بالسرطان، وأمراض القلب، والوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، بحسب تحليل "شامل" جديد استغرق أكثر من 20 عامًا من البحث.
تبحث المراجعة الشاملة في التحاليل الوصفية الحالية لعدد كبير من الدراسات، ما يوفّر رؤية ذات مستوى عال للأبحاث الموجودة حول موضوع ما.
وأوضح الدكتور أنجيلو كابوديسي، المؤلف الرئيسي للدراسة، وطالب دراسات عليا في مجال علوم الصحة والتكنولوجيا والإدارة في جامعة "Scuola Superiore Sant'Anna" في بيزا، بإيطاليا، إلى أنه بالإضافة إلى خفض عوامل الخطر القلبية الوعائية مثل ضغط الدم والكوليسترول، وجد التحليل الشامل "تأثيرًا وقائيًا" من سرطانات معينة، ضمنًا "الكبد، والقولون، والبنكرياس، والرئة، والبروستاتا، والمثانة، وسرطان الجلد، والكلى، وسرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكين".
لا يتناول النباتيون أي لحم حيواني، تسمح النسخة النباتية من الألبان والبيض باستهلاك منتجات الألبان والبيض مع استبعاد جميع اللحوم، والدواجن، والأسماك.
أما الشكل الأكثر صرامة للنظام النباتي، فيحظر أي منتجات غذائية مصنوعة من اللحوم، والدواجن، والمأكولات البحرية، وكذلك أي منتجات ثانوية حيوانية مثل الجيلاتين.
وقال مؤلفو الدراسة لـCNN، إن الطبيعة الوقائية للأنظمة الغذائية يمكن الإخلال بها، في حال اتّخذت خيارات غذائية سيئة.
وأوضحت الدكتورة فيديريكا غوارالدي، المؤلفة المشاركة في الدراسة، والمديرة الطبية لوحدة الغدة النخامية في معهد IRCCS للعلوم العصبية في مدينة بولونيا بإيطاليا أن "الأنظمة الغذائية التي تركز على استهلاك الأطعمة النباتية غير الصحية، مثل عصائر الفاكهة، والحبوب المكرّرة، ورقائق البطاطس، وحتى المشروبات الغازية" قد تتعارض مع إيجابيات النظام الغذائي النباتي للصحة.
ولفتت غوارالدي إلى أنّ عصائر الفاكهة "الغنية بالسكريات أو المُحليات" "ثَبُت أخيرًا أنّ لها أثرًا ضارًا على عملية التمثيل الغذائي بقدر السكر الأبيض أو حتى أكثر".
وأشارت الدراسة إلى أنّ الباحثين عرفوا منذ فترة طويلة أن الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية غالبا ما يعيشون حياة أكثر صحة ومليئة بالتمارين الرياضية، ويتجنبون الأطعمة والمشروبات المحلاة بالسكر، والحبوب المكررة، والوجبات الخفيفة، والكحول، والتبغ.
وقال الدكتور ديفيد كاتز، الاختصاصي في الطب الوقائي وطب نمط الحياة الذي أسّس مبادرة الصحة الحقيقية غير الربحية، وهي عبارة عن تحالف عالمي من الخبراء المكرّسين لأسلوب الحياة القائم على الأدلة، غير المشارك في الدراسة: إنّ "ما يُنسب إلى النظام الغذائي هنا مردّه جزئيًا إلى ممارسات نمط الحياة العلاجية الأخرى".
وأعرب كاتز عن أنّ ذلك يشكّل "مصدر قلق بسيط". وتابع: "من الواضح أن التأثير الصافي للأنماط الغذائية التي تهيمن عليها النباتات، مؤاتي للنتائج الصحية الحاسمة حتى لو كانت بعض الفوائد الملحوظة تعزى إلى ممارسات نمط الحياة الأخرى".
في الواقع، فإن اعتماد نظام غذائي نباتي، حتى من دون ممارسة تمارين إضافية، قد يحقق فوائد صحية، بحسب دراسة أجريت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 على التوائم، وضعها كريستوفر غاردنر، أحد المؤلفين المشاركين في التحليل الشامل الذي نُشر في مجلة "PLOS One"، والأستاذ الباحث في الطب بمركز ستانفورد لأبحاث الوقاية في بالو ألتو، كاليفورنيا.
وأشار غاردنر في هذه الدراسة إلى أنه كان لدى التوائم الأصحاء الذين تناولوا نظامًا غذائيًا نباتيًا لمدة ثمانية أسابيع انخفاضًا في البروتين الدهني منخفض الكثافة "الضار" أو LDL، ومستويات أفضل للسكر في الدم، وفقدانًا أكبر للوزن، من الأشقاء الذين تناولوا نظامًا غذائيًا يعتمد على اللحوم والخضار.
وكان غاردنر قد صرّح حينها لـCNN، بأنّه "كان هناك انخفاض بنسبة 10 إلى 15% في الكوليسترول الضار LDL، وانخفاض بنسبة 25% في الإنسولين، وانخفاض بنسبة 3% في وزن الجسم خلال ثمانية أسابيع فقط، كل ذلك من خلال تناول طعام لا يحتوي على منتجات حيوانية".
وقال الباحثون إن أحد أسباب ذلك قد يكون التعزيز الغذائي الذي توفره النباتات، ضمنًا المستويات العالية من الفيتامينات، والمعادن، والمواد الأخرى ذات التأثيرات المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات، مع التقليل من التأثير الالتهابي للحوم والأغذية المصنعة.
وشرح غاردنر أنّ "النباتات تحتوي على المزيد من الألياف (الأطعمة الحيوانية خالية من الكوليسترول)، ونسبة أقل من الدهون المشبعة، وصفر كوليسترول (جميع الأطعمة الحيوانية تحتوي على الكوليسترول). وهناك فئة منفصلة تمامًا هي المواد الكيميائية النباتية التي تعمل مثل مضادات الأكسدة.
قامت المراجعة الجديدة بالعمل على 48 تحليلًا، لمعرفة أثر تناول النظام الغذائي النباتي على تطور أمراض السرطان، والقلب، والأوعية الدموية، والوفاة المبكرة.
وقال الدكتور دافيد جوري، المؤلف المشارك في الدراسة، والأستاذ المساعد في العلوم الطبية الحيوية والحركية العصبية بجامعة بولونيا في إيطاليا: "لقد قمنا بتحليل المراجعات التي تدرس الأنظمة الغذائية النباتية والنباتية الصارمة التي تستبعد اللحوم والدواجن، والمأكولات البحرية تمامًا".
وأشار جوري إلى أنه "كي نكون أكثر دقة في ما يتعلق بالأنظمة الغذائية النباتية، تم تضمين الوجبات الغذائية النباتية منتجات الألبان والبيض".
ووجدت المراجعة أن تناول هذه الأنظمة الغذائية النباتية يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، والالتهابات من خلال التأثير على عوامل الخطر مثل مؤشر كتلة الجسم، ومقاييس التحكم في نسبة السكر في الدم، وضغط الدم.
وأوضح جوري أن الأنظمة الغذائية خفضت بشكل كبير نسبة الكوليسترول الكلي، والكوليسترول الضار، وبروتين سي التفاعلي، وهو مؤشر للالتهاب يكون عادة أعلى عند المعاناة من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وقالت غوارالدي من معهد IRCCS للعلوم العصبية، إنه مع ذلك، لم تكن هناك فائدة من تناول النباتات للنساء الحوامل، وهو "اكتشاف مثير للاهتمام" يحتاج إلى مزيد من البحث. ويمكن أيضًا أن تؤثر هرمونات الحمل على النتائج، و"لا يمكننا استبعاد أن المشاركين تناولوا المكملات الغذائية خلال فترة الدراسة التي كان من الممكن أن تغير أثر النظام الغذائي على العوامل المدروسة".
اعتبارات خاصة للأنظمة الغذائية النباتية
يقول الخبراء إنه نظرًا لسهولة العثور على بعض الفيتامينات، والمعادن، وامتصاصها من اللحوم أو منتجات الألبان أو الأسماك، يجب على النباتيين اتخاذ احتياطات إضافية لإضافتها إلى وجباتهم الغذائية.
وما لم يتم تحسين النظام الغذائي بعناية، فقد تكون هناك حاجة إلى مصادر إضافية لفيتامين B12، والكالسيوم، والحديد، والزنك، واليود، وفيتامين د، لتجنب النقص، بحسب ما ذكرته "مايو كلينيك".
وأشار غاردنر إلى أن “الأنظمة الغذائية النباتية الصارمة، قد تفتقد لفيتامين B12”. ويمكن حل هذه المشكلة بسهولة من خلال تناول الأطعمة المدعمة بفيتامين B12 وهو أمر سهل لأن البدل اليومي الموصى به لفيتامين B12 أقل من أي فيتامين أو معدن آخر.
وأضاف غاردنر: "الحديد هو عنصر غذائي آخر يصعب الحصول عليه من نظام غذائي نباتي بالكامل. العديد من الأطعمة النباتية تحتوي على نسبة عالية نسبياً من الحديد (الفاصوليا/ البقوليات)، ومجددًا يمكن أن تكون المكملات الغذائية مفيدة".
يمثل البروتين أيضًا تحديًا، لكن المصادر الجيدة في النباتات تشمل البقوليات مثل العدس، والحمص، والفاصولياء، والمكسرات، والبذور، والحبوب الكاملة، ومنتجات الصويا مثل إدامامي، والتيمبيه، والتوفو.
ورأى الخبراء أن بدائل اللحوم المصنعة هي بمثابة خيارات أيضًا، لكن بسبب المعالجة يمكن أن تكون غنية بالصوديوم.
مخاطر تناول اللحوم الحمراء والمصنعة
ومن المرجح أن يؤدي تناول لحوم البقر والضأن واللحوم المصنعة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية في وقت لاحق من الحياة، وفقًا لتحليل تلوي جديد للدراسات التي أجريت على أكثر من 1.4 مليون شخص، تمت متابعتهم على مدار 30 عامًا.
ويُطلق عليه أيضًا مرض الشريان التاجي، وهو السبب الرئيسي للوفاة والعجز على مستوى العالم، ويتطور هذا المرض عندما تتسبب الرواسب الدهنية للكوليسترول في تراكم الترسبات على جدران الشرايين التي تمدّ القلب بالدم.
وزادت مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية مع زيادة كمية اللحوم، وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة "Critical Reviews in Food Science and Nutrition".
ومقابل كل 50 غرامًا من لحم البقر والضأن ولحم الخنزير، ارتفع خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 9%.
وتبلغ الحصة الموصى بها من اللحوم حوالي 85 غرامًا، أي ما يعادل حجم قطعة صابون اليد، وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية.
ولكل 50 غرامًا من اللحوم المصنعة، مثل اللحم المقدد، أو لحم الخنزير، أو النقانق، ارتفع خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 18%.
وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة أنيكا نوبل، اختصاصية الأوبئة التغذوية في قسم صحة السكان بجامعة أكسفورد: "يبدو أن اللحوم المصنعة أسوأ بالنسبة لأمراض القلب التاجية".
وأوضحت نوبل أن "هذا يتماشى مع ما تم اكتشافه فيما يتعلق بسرطان الأمعاء، إذ ثبت أن اللحوم المصنعة مرتبطة بزيادة أكبر في المخاطر من اللحوم الحمراء".
لا مشكلة مع الدواجن
وقدّم التقرير أيضًا بعض الأخبار الجيدة، إذ لا يبدو أن هناك صلة بين تناول الدواجن، مثل الدجاج والديك الرومي، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.
وتعتبر اللحوم الخالية من الدهون، ومعظم أنواع الدواجن لا تحتوي على مستويات الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم الحمراء، ولا تحتوي على مستويات عالية من الصوديوم التي هي جزء من اللحوم المصنعة.
وتلعب الدهون المشبعة دورًا رئيسيًا في تكوين طبقة على جدران الشرايين، وهي مساهم رئيسي في الانسدادات المرتبطة بأمراض القلب التاجية. كما يمكن للصوديوم أن يرفع ضغط الدم، ويقيد أيضًا تدفق الدم إلى القلب.
وأظهرت الدراسات أن أفضل الأنظمة الغذائية التي يجب اتباعها لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، هي الأطعمة النباتية. وفي تصنيفات أفضل نظام غذائي لصحة القلب من قبل شبكة "يو إس نيوز آند وورد ريبورت"، ترتبط حمية البحر الأبيض المتوسط بنظام حمية "داش" أي حمية فرط ضغط الدم، ونظام حمية أورنيش لأفضل نظام غذائي صحي للقلب.
وتم تصميم النظام الغذائي "أورنيش" في عام 1977 من قبل الدكتور دين أورنيش، مؤسس معهد أبحاث الطب الوقائي غير الربحي في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
ويزعم أورنيش أن هذا النظام الغذائي هو البرنامج الوحيد المثبت علميًا لعكس أمراض القلب في تجربة سريرية عشوائية بدون أدوية أو جراحة.
ومع ذلك، قال الخبراء إن النظام الغذائي مقيد ويصعب اتباعه.
وغالبًا ما يُنصح باتباع نظام "داش" الغذائي لخفض ضغط الدم، ويركز هذا النظام على تناول المزيد من الخضار، والفاكهة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم مع تقليل تناول أي طعام غني بالدهون المشبعة، والحد من تناول الملح.
وتتضمن خطة الوجبات ثلاثة منتجات من الحبوب الكاملة كل يوم، وأربع إلى ست حصص من الخضار، وأربع إلى ست حصص من الفاكهة، وحصتين إلى أربع حصص من منتجات الألبان، وعدة حصص من اللحوم الخالية من الدهون والمكسرات، أو البذور، والبقوليات.
وأظهرت الدراسات أن اتباع هذا النظام الغذائي يمكن أن يقلل من ضغط الدم في غضون أسابيع.
وحصل نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي على الميدالية الذهبية لأفضل نظام غذائي بشكل عام في تصنيفات عام 2021. وهذه التصنيفات ليست مفاجئة، إذ وجدت العديد من الدراسات أن حمية البحر الأبيض المتوسط يمكن أن تقلل من مخاطر الإصابة بمرض السكري، وارتفاع الكوليسترول، والخرف، وفقدان الذاكرة والاكتئاب، وسرطان الثدي.
كما تم ربط وجبات منطقة البحر الأبيض المتوسط المشمسة بعظام أقوى وقلب أكثر صحة وحياة أطول.
ويتميز النظام الغذائي بطهي بسيط يعتمد على النباتات، حيث تركز غالبية كل وجبة على الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والفاصوليا والبذور، مع القليل من المكسرات والتركيز الشديد على زيت الزيتون البكر. ولا يمكن استهلاك السكر المكرّر والدقيق إلا في حالات نادرة، ونادرًا ما يتم استهلاك الدهون بخلاف زيت الزيتون، مثل الزبدة.
فوائد استبدال اللحوم المصنّعة بالأغذية النباتية
ووجدت مراجعة شاملة أن استبدال الأطعمة الحيوانية، مثل اللحوم الحمراء والمصنّعة أو البيض، بخيارات نباتية، مثل المكسّرات أو البقوليات، قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
وحللت المراجعة، التي نُشرت بالدورية الطبية BMC Medicine، نتائج 37 دراسة سابقة، ونتائجها "تؤكد على المزايا الصحية المحتملة لدمج المزيد من الأطعمة النباتية في النظام الغذائي"، حسبما ذكرته سابرينا شليزنجر، رئيسة مجموعة أبحاث المراجعات المنهجية بالمركز الألماني للسكري في مدينة دوسلدورف الألمانية.
وقال اختصاصي التغذية المسجّل دوان ميلور، إن هذه المراجعة "تتناسب مع نمط مجموعة أكبر من المعلومات التي تشكل إرشاداتنا الغذائية".
وأضاف ميلور الذي لم يشارك في هذا البحث، أن ذلك يضيف إلى "الصورة التي نشعر بالارتياح تجاهها بالفعل".
وقد أشارت الدراسات السابقة بالفعل إلى بعض الفوائد الصحية الناجمة عن اتباع الأنظمة الغذائية النباتية.
ووجدت دراسة أن إجمالي مستوى الكوليسترول انخفض بنسبة 7% لدى الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا مقارنة بأولئك الذين يتناولون اللحوم والنباتات، في حين أشارت دراسة أخرى إلى أن تناول المزيد من النباتات وتقليل اللحوم يرتبط بحياة أطول وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ولاحظت هذه المراجعة الأخيرة انخفاضًا بنسبة 27% في إجمالي حالات الإصابة بأمراض القلب عندما تم استبدال 50 غرامًا من اللحوم المصنّعة يوميًا بما يتراوح بين 28 غرامًا و50 غرامًا من المكسّرات يوميًا، وكذلك انخفاضا بنسبة 23% عند استبدال اللحوم بالكمية ذاتها من البقوليات.
وارتبط أيضًا انخفاض بنسبة 22% في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني باستبدال 50 غرامًا من اللحوم المصنعة يوميًا بما يتراوح بين 10 و28 غرامًا من المكسّرات يوميًا.
كما وجدت المراجعة أن استبدال الزبدة بزيت الزيتون، والبيض بالمكسرات، يشير أيضًا إلى انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب، رغم أن استبدال منتجات الألبان الأخرى أو الأسماك أو المأكولات البحرية أو الدواجن لم يكن له ارتباط واضح بانخفاض معدل الإصابة بأمراض القلب.
واللحوم المصنّعة، التي تُعرّفها منظمة الصحة العالمية على أنّها خضعت للتمليح، أو المعالجة، أو التخمير، أو التدخين، أو غيرها من العمليات لصنع منتجات مثل النقانق، أو لحم الخنزير، أو اللحوم المعلّبة، تحتوي على أحماض دهنية مشبّعة، التي من المحتمل أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
وفي الوقت ذاته، تحتوي المكسّرات، والبقوليات، والحبوب الكاملة على مركبات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات والتي يبدو أنها تقلل الالتهاب.
وتفترض الدراسة أيضًا تفسيرًا بديلاً للفوائد الصحية الواضحة، ومفاده أن الأشخاص الذين يفضلون تناول الأطعمة النباتية من المرجح أن يتبعوا أسلوب حياة أكثر صحة بشكل عام، ورغم تعديل الدراسات لتأخذ في الاعتبار ممارسة المشاركين للتمارين الرياضية، والتدخين، واستهلاك المشروبات الكحولية، وعادات الأكل، إلا أنه لا يمكن استبعاد هذا التأثير.
ولا يؤدي مجرد استبدال المنتجات الحيوانية بالمنتجات النباتية تلقائيًا إلى اتباع نظام غذائي صحي، إذ تعتمد النتيجة على المنتجات التي يتم استبدالها.
وقال ميلور: "نحن بحاجة إلى توخي الحذر بشأن كلمات مثل مشتق من النباتات، التي يمكن أن يستخدمها مصنّعو المواد الغذائية. ففي نهاية المطاف، كيس السكر يعتبر نباتيا، وهذا ليس ما تعنيه الدراسة".
وتوصي وزارة الزراعة الأمريكية بجعل نصف طبقك من الفاكهة والخضار، وتنويع مصادر الخضار والبروتين، وجعل نصف الحبوب من الحبوب الكاملة. وتنصح الوكالة الفيدرالية أيضًا باختيار الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة أقل من السكر المضاف، والدهون المشبّعة، والصوديوم.
العدس بديل رائع للحوم الحمراء
إذا كنت لا تُفضّل تناول اللحوم الحمراء، فيجب عليك الإكثار من تناول العدس، حيث يحتوي على نسبة عالية من البروتين.
وأوضح الموقع الإلكتروني "Cleveland Clinic" في أمريكا أن هناك 5 أسباب رئيسية تجعل العدس مفيدًا لصحتك.
وتشمل ما يلي:
الحماية من الأمراض: تُشير الدراسات إلى أن تناول العدس بانتظام يعزز الصحة الجيدة، ويقلّل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السكري، والسمنة، وأمراض القلب والسرطان، بما في ذلك سرطان الثدي.
خفض ضغط الدم: يساعد البوتاسيوم في مواجهة الآثار السيئة للملح، والتي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. ويحتوي نصف كوب من العدس الأحمر المطبوخ على أكثر من 270 ملليغرامًا من البوتاسيوم.
تحسين صحة القلب: يُعتبر العدس مصدرًا غنيًا لحمض الفوليك، والحديد، وفيتامين "ب-1"، ما يُحافظ على صحة وقوة القلب، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني "Cleveland Clinic" في أمريكا.
تعزيز الطاقة: إذا كنت تشعر بالتعب، فأنت بحاجة لجرعة صحيّة من الحديد.
ويصنع الحديد مادة "الهيموغلوبين"، وهي موجودة في خلايا الدم الحمراء، حيث تسمح بحمل الأكسجين إلى جسمك. ويمكن أن يُساهم نصف كوب من العدس المطبوخ بتوفير 15% من احتياجات الحديد اليومية الموصى بها.
دعم الجهاز الهضمي: يُعتبر العدس غنيًا بالألياف التي تساعد الجهاز الهضمي على العمل بشكلٍ طبيعي، وتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
أوضح الموقع الإلكتروني الرسمي لـ"المكتبة الوطنية للطب" في أمريكا أن العدس يُعتبر مصدرًا غنيًا للعناصر الغذائية النشطة بيولوجيًا وغير النشطة بيولوجيًا.
وعند مقارنته بغيره من أنواع البقوليات، يحتوي العدس على نسبة عالية من النشا، والألياف غير القابلة للذوبان، وكميات كبيرة من كربوهيدرات "البريبايوتيك"، التي تُحافظ على ميكروبات الأمعاء، وتمنع الأمراض المرتبطة بالقولون.
وتشمل أبرز أنواعه ما يلي:
العدس البني أو العدس الأوروبي: يُعتبر بديلًا للفاصوليا السوداء في أنواع الحساء المختلفة
العدس الأخضر أو العدس الفرنسي: يمكن إضافته لأنواع مختلفة من السلطات
العدس الأحمر: يمتاز بمذاق حلو ومعتدل، كما يصبح طرّيًا عند طهيه
العدس الأسود: يُعتبر أصغر أنواع العدس، حيث يُشبه الكافيار تقريبًا
هل العدس آمن لجميع الأشخاص؟
أشار الموقع الإلكتروني "Cleveland Clinic" في أمريكا إلى أن الكثير من الأشخاص يستمتعون بالعدس كجزء من نظامهم الغذائي المعتاد. لكنه يحتوي أيضًا على مركبات طبيعية، تُعرف باسم "مضادات التغذية"، ويمكن أن تؤثر بدورها على امتصاص العناصر الغذائية المختلفة، مثل الحديد والزنك خاصة عند نقع العدس وطهيه.
وفي أجزاء من أوروبا، من بينها إسبانيا، تُفيد التقارير بأن حساسية العدس أكثر شيوعًا من حساسية الفول السوداني. لذا يجب على الأشخاص إجراء فحوصات خاصة لدى مقدم الرعاية الخاص بهم.
اضف تعليق