ملابسه متسخة يعمل في ساعات الليل المتأخرة، وحتى الصباح الباكر، هل تعرفونه من هو؟؟
لعلكم تتقززون من مهنته؟
ذاك هو عامل النظافة، البعض يطلق عليهم (زبالين).. والبعض الآخر لا يرى لهم أي وجود، والآخر يتقزز بمجرد مروره من جانب عربة العامل، ترى هذه الحالة فقط في البلاد العربية!!، أم موجودة عند الغرب؟ فقد حظي عامل النظافة بكل الحب والاحترام، حتى انه في بعض الدول نصب له تمثال لعمله المشرف، كونه احد الجنود الذين يقتلون اعمارهم في التقاط قذارة الآخرين فقط من أجل إظهار الوجه الجميل للمدينة، إلا أنهم في مجتمعاتنا يعانون من قسوة المعاملة ونظرة الاستصغار، ناهيك عن الإهانة وسلب الحقوق، والتعدي على كرامتهم من قِبل بعض رؤساء العمل، ليس لشيء سوى لأنهم اختاروا لأنفسهم هذه المهنة الشريفة، فهم أيضا بشر مثلنا ولديهم مشاعر فينزعجون كثيراً من الذين ينظرون لهم بدونية وقلية، على اختلاف أعمارهم فترى ذا شيبة بيضاء يلمع أطراف الشارع بمكنسة يدوية، وشاب في ربيع عمره يحمل أكياس النفايات على ظهره، يعملون من الساعة السابعة والنصف صباحاً حتى الساعة الواحدة ظهرا، ومن أهم واجباتهم هو تفريغ حاويات القمامة الكبيرة وإفراغها في السيارة المخصصة لذلك، وهو لاشك عمل شاق يحتاج إلى كثير من الصبر والطاقة وعليهم أن يتحملوا الروائح الكريهة، يحاولون قدر المستطاع عدم إزعاج المارة، في صباح هذا اليوم التقت (شبكة النبأ المعلوماتية) بعدد من عمال النظافة في محافظة كربلاء المقدسة.
سوء معاملة الناس!
شرحوا لنا معاناتهم المستمرة في المجتمع، حيث ذكر أحدهم (س) أنه يعمل منذ سبع سنوات في هذه المهنة، ويسكن في بيت إيجار، لديه اربعة أطفال وأطفاله يفتخرون بعمله، يقول عملي حلال وانا راض عنه لأنه تعبي فلست متسولا وإنما اعمل بشرف وان كان عملي (زبال)!!.
وعامل ثان قطع كلامه بتذمر وعصبية قائلاً «نعاني كثيراً من معاملة بعض الناس فأحياناً يرموننا بنفاياتهم ويكرهون عملنا دون سبب»، والبعض منهم يعانون من العمل لساعات طويلة في فصل الصيف وتحت أشعة الشمس، وفي المقابل راتبهم قليل مقارنة بعملهم الشاق، والمخاطر التي يتعرضون لها أثر النفايات من الإبر والأدوات الجارحة، خاصة وهم يفتقدون الآليات الحديثة في تنظيف الشوارع وآليات لجمع النفايات الصلبة والجارحة، لا يتوفر لديهم أي تجهيزات خاصة بالنظافة وطريقة استخدامها، كما هو في باقي الدول، فنحن لسنا بحاجة الى عمال نظافة بحاجة الى توفير سيارات مخصصة لتنظيف الشوارع.
معاناة عمال النظافة
- عدم تقبل الناس عملهم
- أجور قليلة جدا
- لا أحد يضمن حقوقهم
- عدم احترام وتقدير عمال النظافة
هناك العديد من الناس لا يدركون حجم مخاطر التنظيف والامراض التي يتعرض لها عامل النظافة من بكتريا وسموم، وأن جهلنا بهذه المخاطر هو السبب الرئيس لعدم تفهمنا عملهم، فعمال النظافة مجهولون، يبذلون اعمارهم واوقاتهم بأجور قليلة، بعيدا عن عدم تعاون المجتمع معهم، والنظرة الفقيرة التي تلحق بهم من قِبل الناس، مما جعل مهنة النظافة عملا يخشاه بعضهم وعملاً يمارسه بعضهم الآخر على استحياء وخيفة من كلام الناس.
ومن الضرورة تعديل وجهة نظر المجتمع لهذه المهنة وأفرادها بطريقة ايجابية والعمل على تغيير النظرة السلبية ودعمهم معنويا وماديا، والتأكيد على دورهم في نجاح وابراز مجتمع نظيف وزاهر، وعمل حملات اعلانية تعرف الناس بقيمة هذا الفرد وقيمة عمله، فليس الطبيب وحده من يستحق الاحترام وليس المهندس او المسؤول، فعمل التنظيف من الاعمال الايمانية التي حث عليها رسول الله (ص) في حديثه (النظافة من الايمان)، لأن عامل التنظيف يقوم بإماطة الأذى عن الطريق فينال استحقاقه من الاجر في الدنيا والآخرة (معا لنطلق كلمه شكرا) كثيرا ما نشكر الطبيب على وصفة علاج ونشكر المهندس على بنائه، ونشكر المعلم على تعليمه، هل شكرنا عامل التنظيف؟؟
من الأفضل ان نقوم بحملة اعلانية نقول فيها لهم "شكرا عامل النظافة" ونعلم أطفالنا ان يحترموا عامل التنظيف بالسلام عليه ومساعدته ان احتاج الى شيء او تقديم وجبة فطور لإشعاره بالاحترام والاهتمام ورد الجميل، قبل ايام تظاهروا وتوقفوا عن العمل بسبب عدم دفع اجورهم ماذا كان حال المدينة؟ عمت القاذورات والنفايات المدينة وشوارعها وكل مكان وتضايق الناس من رائحة النفايات المتراكمة.
نقولها بملء الفم، وقتها عرفنا قيمة عملكم لكم منا عظيم الشكر والامتنان، وأجركم عند الله عظيم (شكرا عامل النظافة).
اضف تعليق