أظهرت صور التقطتها من الفضاء شركة "ماكسار تكنولوجيز"، ما سببته الحرائق المروعة في لوس أنجلوس الأميركية، ولا تزال حرائق الغابات المروعة تحاصر لوس أنجلوس من جبهات مختلفة، الخميس، وتقترب من هوليوود رمز صناعة السينما الأميركية، بعد اشتعال حريق جديد في التلال المطلة على هوليوود بوليف...

أظهرت صور التقطتها من الفضاء شركة "ماكسار تكنولوجيز"، ما سببته الحرائق المروعة في لوس أنجلوس الأميركية، ولا تزال حرائق الغابات المروعة تحاصر لوس أنجلوس من جبهات مختلفة، الخميس، وتقترب من هوليوود رمز صناعة السينما الأميركية، بعد اشتعال حريق جديد في التلال المطلة على هوليوود بوليفارد وممشى المشاهير (ووك أوف فيم)، وحلقة النار التي تطوق لوس أنجلوس كانت هائلة لدرجة أنها شوهدت من الجو على شكل كماشة ضخمة، وتضمنت حريقا كبيرا بين سانتامونيكا وماليبو على الجانب الغربي من المدينة وآخر هائلا في الشرق قرب باسادينا.

وأعلن مكتب الطب الشرعي ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق الغابات في منطقة لوس أنجليس إلى 10 أشخاص، فيما قُدرت الأضرار والخسائر الاقتصادية لـ"أكثر الحرائق تدميرا في تاريخ كاليفورنيا"، بما يتراوح بين 135 و150 مليار دولار، ارتفعت حصيلة القتلى جراء حرائق الغابات في منطقة لوس أنجليس إلى 10 أشخاص، وفقا لما أعلنه مكتب الطبيب الشرعي بالمنطقة ، في تحديث أصدره المكتب في وقت متأخر من الخميس (التاسع من يناير/كانون الثاني 2025، وذكر مسؤولون أمس الخميس بالتوقيت المحلي أن أكبر حرائق غابات اشتعلت في منطقة لوس أنجليس، ألحقت أضرارا بعشرة آلاف منزل ومبنى ومنشآت أخرى، وحثوا المزيد من الأشخاص على الالتزام بأوامر الإخلاء، بعد اشتعال حريق جديد وانتشاره بسرعة، وبدأت حرائق كينيث سريعة الانتشار في وقت متأخر من بعد ظهر أمس الخميس، في وادي سان فرناندو، على بعد ميلين(3.2 كيلومتر) فقط من مدرسة تعمل كمأوى للنازحين من الحريق، ثم انتقلت إلى مقاطعة فينتورا المجاورة، بحلول المساء.

وتحولت عشرات الكتل السكنية إلى أنقاض مشتعلة في منطقة باسيفيك باليساديس، ذات المناظر الخلابة. ولم يبق سوى هياكل المنازل ومداخنها، وأفاد مسؤولون أمس الخميس بأن 180 ألفا من السكان على الأقل بالمنطقة صدرت لهم أوامر بالإجلاء بسبب جميع الحرائق في المقاطعة. وفي ماليبو، لم يتبق سوى فروع النخيل المحروقة فوق الأنقاض، حيث كانت المنازل المطلة على المحيط قائمة ذات يوم.

ودمرت خمس كنائس على الأقل ومعبد يهودي وسبع مدارس ومكتبتان ومتاجر وحانات ومطاعم وبنوك ومحلات بقالة. ولم تصدر الحكومة بعد أرقاما عن تكلفة الأضرار ولا تفاصيل حول عدد المباني التي احترقت.

وأعلنت شركة أكيو ويذر الخاصة، التي تقدم بيانات حول الطقس وتأثيراته، الخميس عن زيادة تقديراتها للأضرار والخسائر الاقتصادية إلى ما يتراوح بين 135 و150 مليار دولار.

أكثر الحرائق تدميرا 

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس إن الحرائق هي الأكثر دماراً في تاريخ ولاية كاليفورنيا. وتابع بايدن، الذي تبقى له أيام قليلة في منصبه:"هذه هي أكثر الحرائق تدميرا في تاريخ كاليفورنيا"، مضيفا:"تم إجلاء 360 ألف شخص حتى الآن".

وتتردد السلطات في منطقة لوس أنجليس الكبرى حالياً في التعليق على العدد الدقيق للوفيات الناتجة عن الحرائق المدمرة في المنطقة. وتم الإبلاغ عن ست حالات وفاة حتى الآن، وقال روبرت لونا، مأمور مقاطعة لوس أنجليس، للصحفيين يوم الخميس: "استناداً إلى جميع المعلومات التي تلقيتها في الساعات الثماني الأخيرة، أريد أن أكون أكثر ثقة في المعلومات المحددة التي أتلقاها". وأضاف:"لذا ما نفعله الآن هو مراجعة كل شيء، لأنه يجب أن تدركوا الطبيعة الفوضوية لما نتعامل معه، ونحن لا زلنا في وسط ذلك"، وتم إعلان حالة الطوارئ، وإصدار أوامر بإجلاء أكثر من 130 ألف شخص أو استعدادهم للإجلاء، وفقا لما ذكره لونا في وقت سابق.

احتراق أكثر من 10 آلاف منزل

والتهم حريقا غابات ضخمين يهددان مدينة لوس أنجليس الأمريكية من الشرق والغرب نحو 10 آلاف منزل ومباني أخرى وظلت النيران تستعر أمس الخميس لثالث ليلة حتى مع هدوء الرياح العاتية، ويعد حريق باليساديس بين سانتا مونيكا وماليبو في غرب لوس أنجليس وحريق إيتون في الشرق بالقرب من باسادينا من أكثر الحرائق تدميراً في تاريخ المدينة وقد أتى على أكثر من 34 ألف فدان وحول أحياء بأكملها إلى رماد، وصرح روبرت لونا قائد شرطة المقاطعة في مؤتمر صحفي بأن من المتوقع زيادة عدد القتلى. وأضاف "يبدو الأمر وكأن قنبلة ذرية سقطت على هذه المناطق. لا أتوقع أنباء سارة".

وذكر مسؤولون أن حريق إيتون ألحق أضراراً أو دمر ما بين أربعة وخمسة آلاف مبنى، كما دمر حريق باليساديس أو ألحق أضرارا بنحو 5300 مبنى آخر.

خسائر قد تصل لـ150 مليار دولار

تشير تقديرات إلى أن حرائق الغابات في لوس أنجلوس الأميركية قد تصبح واحدة من أكثر الكوارث تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تقدّر الخسائر بالفعل بما يتجاوز 135 مليار دولار.

وأشار تقرير صادر عن شركة "أكيو ويذر" الأميركية لخدمات التنبؤ بالطقس إلى أن إجمالي الخسائر قد يتراوح بين 135 و150 مليار دولار، مما يعكس التأثير الكبير على منطقة تحتوي على بعض أغلى العقارات في الولايات المتحدة.

التأمين

وتوقعت شركات تحليل مثل "مورنينغ ستار" و"جيه بي مورغان" خسائر مؤمّنة تزيد على 8 مليارات دولار نتيجة الأضرار التي لحقت بالممتلكات.

وقد أُتلفت أكثر من 5300 منشأة بفعل حريق باليساديس، في حين دمر حريق إيتون أكثر من 5 آلاف منشأة أخرى.

يتوقع خبراء أن تدخل حرائق لوس أنجلوس ضمن قائمة أعلى 5 كوارث تكلفة على الإطلاق (رويترز)

ورغم محاولات السلطات احتواء الحرائق فإن الصورة الكاملة للخسائر لم تتضح بعد، إذ وصف جوناثان بورتر كبير خبراء الأرصاد الجوية في "أكيو ويذر" هذه الكارثة بأنها واحدة من أكثر كوارث حرائق الغابات تكلفة في العصر الحديث.

وتعد هذه الحرائق منافسا رئيسيا لأحداث مثل حريق "كامب فاير" عام 2018 في كاليفورنيا، والذي سجل تكاليف مؤمّنة بلغت نحو 12.5 مليار دولار.

ومع القيمة العالية للعقارات في المناطق المتضررة حاليا يتوقع خبراء أن تدخل هذه الحرائق ضمن قائمة أعلى 5 كوارث تكلفة على الإطلاق.

الأكثر تدميرا

وتعد هذه الحرائق أسوأ حرائق غابات في تاريخ لوس أنجلوس، وقال عنها الرئيس الأميركي جو بايدن إنها "أكبر حرائق الغابات وأكثرها تدميرا في تاريخ كاليفورنيا"، مؤكدا أن "التغير المناخي حقيقة واقعة".

وعقد بايدن -الذي أعلن حالة كوارث كبرى في كاليفورنيا- اجتماعات مع كبار المسؤولين بعد ظهر أمس الخميس لبحث الاستجابة الاتحادية.

وقال مكتب الطب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس -في تحديث في وقت متأخر من الخميس- إن عدد القتلى جراء الحرائق الهائلة ارتفع إلى 10، في حين تتردد السلطات في منطقة لوس أنجلوس الكبرى حاليا في التعليق على العدد الدقيق للوفيات الناتجة عن الحرائق.

وقالت السلطات المحلية أمس الخميس إنه تم الإعلان عن تعزيزات عسكرية قوامها نحو 400 عنصر من الحرس الوطني لمكافحة الحرائق العنيفة التي تجتاح لوس أنجلوس منذ 3 أيام.

وأوضح الحاكم الديمقراطي لولاية كاليفورنيا غافن نيوسوم مساء أول أمس الأربعاء أن "أكثر من 7500 إطفائي" أتى بعضهم من ولايات أخرى يكافحون هذه الحرائق "غير المسبوقة".

ويعتقد أن هذه الحرائق ناتجة عن تماس كهربائي، إذ تعاني كاليفورنيا من تاريخ طويل من حرائق الغابات التي أشعلتها خطوط الكهرباء في الرياح العاتية.

تداعيات على المدى البعيد

وأشار خبراء تحدثت معهم هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى أن هذه الحرائق لن تقتصر على التأثيرات الاقتصادية المباشرة، بل قد تترك تأثيرات طويلة المدى على الصحة العامة والسياحة.

كما أنها تعمّق الأزمة القائمة في قطاع التأمين، إذ اضطرت شركات التأمين إلى رفع الأسعار أو إلغاء التغطية تماما بسبب ارتفاع مخاطر الكوارث الطبيعية مثل الحرائق والفيضانات.

وأظهرت بيانات من برنامج "فير بلان" الخاص في ولاية كاليفورنيا أن عدد البوليصات المقدمة من خلال البرنامج تضاعف منذ عام 2020 ليصل إلى أكثر من 450 ألف بوليصة بحلول سبتمبر/أيلول 2024.

وأوضحت دينيس رابموند كبيرة المحللين في وكالة موديز أن هذه الكارثة ستؤثر سلبا على سوق التأمين بالولاية، كما توقعت زيادة في أقساط التأمين وتراجعا في توفر خيارات التأمين، إلى جانب تأثيرات محتملة على قيم العقارات والمالية العامة للولاية، وتشير هذه البيانات إلى أن حرائق لوس أنجلوس تمثل نقطة تحول خطيرة، ليس فقط في إدارة الكوارث ولكن أيضا في تعامل الأسواق والحكومات مع المخاطر المتزايدة الناجمة عن التغيرات المناخية.

اضف تعليق