ظاهرة الاحتباس الحرير تم رصدها منذ كما يقرب القرن من الزمن، وقد كثر الحديث عنها في اوائل عقد الثمانينيات من القرن المنصرم صعودا الى العقد الذي تلاه، ويعرَّف الاحتباس الحراري بأنه ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة وإليها، وعادة ما يطلق هذا الاسم على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي، وقد ازداد المعدل العالمي لدرجة حرارة الهواء عند سطح الأرض بـ 0.74 ± 0.18°س خلال المائة عام المنتهية سنة، وحسب اللجنة الدولية للتغيرات المناخية فإن أغلب الزيادة الملحوظة في معدل درجة الحرارة العالمية منذ منتصف القرن العشرين، تبدو بشكل كبير نتيجة لزيادة غازات الاحتباس الحراري (غازات البيت الزجاجي) التي تبعثها النشاطات التي يقوم بها البشر.
وقد انعكس سلوك الانسان القائم على التنافس السلبي في مجالات التصنيع والاستحواذ، وتخريب البيئة، على حياته، وبات كوكب الارض مهددا اكثر من اي وقت مضى، بارتفاع درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة، الامر الذي ادى الى تصاعد دراجات الحرارة، وحدوث موجات حرارة عالية داهمت عددا من الدول، التي لم تستطع اتخاذ التدابير التي تحد من أضرارها، كما حدث ذلك في دولتيّ الهند وباكستان، حيث تعرضت بعض مدن هاتين الدولتين الى موجات حرارة عالية، الحقت اضرارا فادحة بمواطنيها، حيث قتلت الحرارة وتغير المناخ وسخونة الهواء والمناخ وقلة الامطار الموسمية، عددا كبير من موطني الهند وباكستان، بسبب عدم قدرة الدولتان لاسيما باكستان على توفير طاقة كهربائية رخيصة الثمن وكافية لجميع المواطنين من دون انقطاع، لغرض مواجهة موجات الحر القاتلة، ولكن ما حدث بالفعل هو ارتفاع عال لدرجات الحرارة مع عجز واضح للدولة على توفير ما يكفي من الطاقة الكهربائية، الامر الذي ادى بالنتيجة الى موت المئات من مواطني الدولتين المذكورتين.
ومع أن ظاهرة الاحتباس الحراري ليست وليدة اليوم، ولم تكن الهند وباكستان هما السبب المباشر لحدوثها، إلا أن الواضح أن مواطني هاتين الدولتين هم الذين يدفعون ضريبة الاحتباس الحراري على الرغم من ان الانسان في عموم العالم، لاسيما في العالم الغربي هو الذي يتحمل مسؤولية حدوث هذه الظاهرة بسبب التعامل غير الصحيح مع البيئة ومع موارد الارض، خاصة أن الجميع يتهالك اليوم ويتهافت على صناعات كبيرة وكثيرة ومتعددة كلها تتسبب ببعث الغازات السامة والحارة باتجاه الفضاء، ولكن الضرر بالنتيجة يعود على نقطة الانبعاث نفسها، بصيغة اخرى تتمثل بانطلاق موجات حر قاتلة تؤدي الى ارتفاع عالي في درجات الحرارة، يصعب على الدول الفقيرة او غير المتقدمة من مواجهتها بشكل حاسم او صحيح، بسبب فقرها، او عدم قدرتها على مواجهة التغيرات المناخية، لاسيما ارتفاع درجات الحرارة بصورة متصاعدة.
لا تباطؤ في ارتفاع درجة حرارة الارض
فقد أشارت نتائج دراسة الى انه لم يطرأ أي تغير على نمط ارتفاع درجة حرارة كوكب الارض مؤكدة ان ما يبدو انه تباطؤ في وتيرة الاحترار في السنوات الاخيرة ربما يكون وهما مبعثه بيانات مضللة. وفي عام 2013 قالت لجنة من خبراء المناخ بالامم المتحدة إن "فجوة" حدثت في ارتفاع درجات حرارة الكوكب منذ عام 1998 وذلك على الرغم من زيادة الانبعاثات الغازية الناشئة عن الأنشطة البشرية وشجع ذلك المشككين الذي يقولون إن مخاطر تغير المناخ تم المبالغة فيها. وتستند الدراسة الأمريكية الجديدة التي وردت نتائجها في دورية (ساينس) الى اعادة تحليل البيانات العالمية الخاصة بدرجات الحرارة وتوصلت الى عدم وجود فجوة في ظاهرة الاحترار التي يقول معظم خبراء المناخ إنها السبب وراء موجات الحر والهطول الغزير للامطار وارتفاع منسوب مياه البحار.
وقال خبراء في الادارة القومية الامريكية للمحيطات والغلاف الجوي "لا يوجد تراجع يمكن ادراكه في معدلات الاحترار بين النصف الثاني من القرن العشرين والسنوات الخمس عشرة الاولى من القرن الحادي والعشرين". وقالوا إن معدل ارتفاع الحرارة من عام 2000 وحتى 2014 كان 0.116 درجة مئوية في العقد وهو ما يماثل تقريبا 0.113 درجة مئوية خلال العقد من 1950 وحتى 1999. الا ان خبراء آخرين قالوا إن فكرة حدوث فجوة لا تزال مقبولة لان الاحترار ربما يكون قد تباطأ هذا القرن اذا ما قورن ذلك بمعدلات سريعة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. وخلال السنوات الأخيرة طرح العلماء عدة تفسيرات لهذه الفجوة منها التغير في كم الطاقة الشمسية أو الرماد البركاني الذي يحجب ضوء الشمس.
وقال توماس كارل من الادارة القومية الامريكية للمحيطات والغلاف الجوي وكبير المشرفين على هذه الدراسة لرويترز إن مثل هذه العوامل ربما ادت الى تباطؤ ارتفاع الحرارة. وتهدف مفاوضات تجري في العاصمة الالمانية بون من اول الشهر الجاري وحتى 11 منه لمحاولة تضييق الهوة بين الخيارات التي تتعارض بشدة والتي تتراوح بين وعود بخفض الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري الى الصفر بحلول عام 2050 وبين تعهدات فضفاضة بكبح جماح هذه الانبعاثات المتزايدة. وتسعى الحكومات لتذليل العقبات التي تعترض وضع مسودة تقع في 89 صفحة لاتفاق الامم المتحدة لمكافحة آثار تغير المناخ المقرر ان يجري التصديق عليه في ديسمبر كانون الأول على أمل تفادي وقوع خلافات مثلما حدث في آخر محاولة في هذا الصدد لم يكتب لها النجاح.
ارتفاع وفيات الحرارة في باكستان
في سياق متصل قالت مؤسسة صحة خيرية ان مدينة كراتشي الباكستانية تعاني من موجة حر مستمرة منذ أربعة أيام تسببت في وفاة أكثر من 780 شخصا بينما أعلنت الحكومة عطلة لتشجع سكان المدينة على البقاء في منازلهم. وتزامنت موجة الحر الشديدة مع انقطاع التيار الكهربي وحلول شهر رمضان. وحدث عدد كبير من حالات الوفاة في مدينة كراتشي بجنوب باكستان بين المسنين والفقراء وأرجع سبب الوفاة الى الاصابة بالجفاف.
وقال أنور كاظمي وهو مسؤول كبير بمؤسسة ادهي الخيرية لرويترز "عدد الوفيات بسبب الحر اقترب من 800 شخص خلال الاربعة أيام الماضية." وأضاف "نعتزم توسيع مشرحة (مؤسسة) ادهي حتى نتمكن من التعامل مع موقف كهذا في المستقبل." وأدت موجة الحر اللافحة التي تزامنت مع انقطاع الكهرباء الى تعرض المنظومة الصحية المتهالكة في الحكومة المحلية لكراتشي لانتقادات لاذعة الى جانب شركة (كيه.الكتريك) الخاصة التي تزود بالطاقة الكهربية كراتشي المركز المالي لباكستان التي يقطنها 20 مليون نسمة. وتدير مؤسسة ادهي الخيرية شبكة من العيادات الطبية والمشارح وسيارات الإسعاف لسد الثغرات الموجودة في النظام الصحي المحمل بأعباء وتنقصه الاموال في مدينة كراتشي العاصمة المالية لباكستان حيث يوجد البنك المركزي والبورصة وأهم ميناء في البلاد. ولم يرد مسؤولو الصحة في الحكومة على طلبات للتعليق. وارتفعت درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية في ميناء كراتشي الذي غلفه الضباب خلال الايام القليلة الماضية بارتفاع عن درجة الحرارة التي تسود المنطقة عادة خلال فصل الصيف والتي تصل الى 37 درجة.
وأقام جيش باكستان القوي الذي يحصل على نصيب الاسد من ميزانية البلاد 22 مركزا صحيا لتوزيع المياه ومحاليل الجفاف. ويسهم الفساد وسوء الادارة في ان تعاني معظم مناطق باكستان من انقطاع الكهرباء ثماني ساعات يوميا على الاقل فيما تلحق أضرار أشد بقاطني المناطق الأكثر فقرا. وتبيع الحكومة الباكستانية التي تعاني من مشاكل اقتصادية جمة الطاقة الكهربية بأقل من تكلفة انتاجها. وقالت وزارة الطاقة الباكستانية في الآونة الاخيرة إنها ستقطع الكهرباء عن مكاتب رئيسية بينها مكتبي الرئيس ورئيس الوزراء في حملة على المستهلكين الذين لم يدفعوا فواتير الكهرباء. ويعاني الاقتصاد الباكستاني بشدة جراء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي ويعود ذلك لأسباب منها أن العائلات صاحبة النفوذ والساسة وكبار موظفي الحكومة لا يدفعون نظير استهلاكهم للطاقة.
في السياق نفسه قال مسؤولون إن موجة حر شديدة مستمرة منذ ثلاثة أيام تسببت في مقتل أكثر من 180 شخصا في اقليم السند بجنوب باكستان ما دفع السلطات الى إعلان حالة الطوارئ فيما تعطلت شبكات القوى الكهربية وتكدست الجثث بالمشرحة. وانقطعت الكهرباء عن مناطق واسعة في كراتشي المركز المالي لباكستان التي يقطنها 20 مليون نسمة وأشعل السكان النيران احتجاجا. وقال سعيد مانجنيجو وزير الصحة في إقليم السند لرويترز "يخضع مئات المرضى الذين عانوا من موجة الحر للعلاج في مستشفيات حكومية." وارتفعت درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية يوم السبت ووصلت إلى 43 درجة مئوية يوم الأحد في وقت تزايد فيه الطلب على الكهرباء مع احتفال السكان بشهر رمضان. وتعهدت كل من الحكومة الاتحادية وشركة (كي.الكتريك) الخاصة التي تزود كراتشي بالطاقة بأنه لن يكون هناك انقطاع في الكهرباء في وقت الافطار. وقال مسؤولون من شركة (كي-الكتريك) إن موجة الحر تسببت في زيادة لم يسبقها مثيل في الطلب على الطاقة الكهربية وان الكثير من مشاكل انقطاع الكهرباء سببها توصيل التيار بصورة غير قانونية ما يؤدي الى زيادة الاحمال على الشبكة الكهربية. وقال طه صديقي المتحدث باسم الشركة إن فرقا تعكف على اصلاح الاعطال تعرضت للاعتداء واوسع افرادها ضربا. ويسهم الفساد وسوء الادارة في ان تعاني معظم مناطق باكستان من انقطاع الكهرباء ثماني ساعات يوميا على الاقل فيما تلحق أضرار أشد بقاطني المناطق الأكثر فقرا.
امطار موسمية قليلة في الهند
من جهة اخرى قال وزير علوم الارض الهندي هارش فاردهان ان الهند خفضت توقعاتها عن الامطار الموسمية لهذا العام الى 88 في المئة في المتوسط على المدى الطويل مما أثار مخاوف من حدوث جفاف في دولة تفتقر نصف اراضيها الزراعية تقريبا لتسهيلات الري. وكانت الهند قد توقعت في ابريل نيسان امطارا موسمية بنسبة 93 في المئة في المتوسط. وانخفاض الامطار عن نسبة 90 في المئة ينذر بعام يشهد موجة جفاف. ويصل هامش الخطأ في التوقعات الى أربعة في المئة بالنقص او الزيادة. وقال فاردهان "دعونا نصلي حتى لا تصدق التوقعات الاخيرة." وقال هاريش جاليبلي رئيس ادارة السلع والعملات بشركة إنديتريد دريفاتيفز آند كومودوتيز "اسعار السلع الاساسية بدأت ترتفع." وأضاف "هذه ليست أنباء طيبة لمجتمع الزراع الذي يعاني بالفعل. في العام الماضي تأثرت محاصيلهم بقلة الامطار وأيضا بسقوط الامطار في غير موعدها. الجفاف في هذا العام يزيد من مشاكلهم." ويتنامى الغضب في ريف الهند بعد ان تسبب سقوط الامطار في غير موسمها والعواصف الثلجية في الاضرار بالمحاصيل في وقت سابق من العام مما دفع بعض المزارعين المديونين للانتحار بحسب رويترز.
الآلاف يموتون في الهند بسبب موجة الحر
في سياق متصل هطلت امطار متفرقة على اجزاء من الهند لتخفف ولو مؤقتا موجة الحر الطويلة التي اجتاحت البلاد وادت الى وفاة اكثر من 2200 شخصا، بحسب مسؤولين. وهطلت امطار رعدية على ولايتي اندرابراديش وتيلانغانا جنوب البلاد اللتين تعرضتا لموجة حر هي الاشد منذ اكثر من عقدين، وكذلك على العاصمة نيودلهي. الا ان عدد ضحايا موجة الحر مستمر في الارتفاع. كما حذر مكتب الاحوال الجوية من ان درجات الحرارة في اجزاء من جنوب وغرب وشمال الهند ستصل الى نحو 45 درجة مئوية خلال الايام المقبلة. وصرح تولسي راني المسؤول البارز في ادارة الازمات لوكالة فرانس برس ان "عدد ضحايا موجة الحر في ولاية اندرا وصل الى 1636 شخصا". وقضى نحو 541 شخصا اخرين في ولاية تيلانغانا المجاورة، بحسب مسؤول اخر. وتعاني المستشفيات من الاكتظاظ بسبب ارتفاع عدد المرضى الذين يعانون من موجة الحر بحسب فرانس برينس.
وفي كل عام يموت المئات ومعظمهم من الفقراء في ذروة فصل الصيف في الهند، ولكن ارقام هذا العام هي الاعلى منذ 1995 حين اظهرت البيانات الرسمية الهندية ان 1677 قضوا بسبب الحر في ذلك العام. وحذر الخبراء من ان درجات الحرارة ستصل الى معدلات قياسية هذا العام لفترة اطول من المعتاد. وفي كلمته الاذاعية الشهرية دعا رئيس الوزراء نارندرا مود الجميع الى "الانتباه لانفسهم في هذا الحر" فيما تترقب الهند وصول الامطار الموسمية.
ويلقى مئات الاشخاص خصوصا بين الفقراء مصرعهم كل فصل صيف بسبب الحرارة في الهند لكن 2015 كانت السنة الثانية الاكثر فتكا في تاريخ البلاد والخامسة الاكثر فتكا في العالم وفقا لارقام وضعتها قاعدة بيانات دولية حول الكوارث الطبيعية. وتعد ولايتا اندرا براديش وتيلانغانا في جنوب البلاد الاكثر تأثرا بموجة الحر حيث سجلت 1979 وفاة. وتوفي 17 شخصا في اوريسا في الشرق وتسعة في مناطق اخرى ما يرفع عدد الوفيات الى 2005. وفي 1998 توفي 2451 شخصا جراء موجة الحر الاسوأ في تاريخ البلاد. وفي اندرا براديش وتيلانغانا اطلقت الحكومة حملات توعية شعبية لمساعدة الفئات الاكثر تأثرا في مواجهة موجة الحر. وفي تيلانغانا وزعت السلطات منشورات واستخدمت الاعلام المحلي لتطلب من الافراد شرب كميات من المياه وعدم الخروج من المنازل، كما قال المسؤول عن ادارة الكوارث الطبيعية في الولاية بي ار مينا. واورد ان 489 شخصا توفوا في الولاية.
في السياق نفسه ادت موجة الحر الشديد التي تشهدها الهند منذ اسبوع الى وفاة اكثر من 800 شخص بينما طلبت سلطات ولايات الجنوب من السكان اخذ الحيطة مع اقتراب الحرارة من الخمسين درجة مئوية. واعلنت مصلحة الارصاد الجوية الهندية انها اصدرت تحذيرا من الحر الشديد في عدة ولايات حيث يتوقع ان تصل الحرارة الى 45 درجة مئوية في الايام القليلة المقبلة. وقال المتحدث باسم المصلحة بي.بي. ياداف "اعتبارا من الان، لا نتوقع تراجع درجات الحرارة في الايام المقبلة". وفي اوج الصيف في كل سنة تؤدي موجة الحر الى مئات الوفيات في مختلف انحاء البلاد فيما يعاني عشرات الالاف من انقطاعات في التيار الكهربائي. وفي ولاية اندرا براديش (جنوب) الاكثر تضررا، توفي 551 شخصا خلال الاسبوع الاخير بينما بلغت درجة الحرارة حوالى 47 درجة مئوية بحسب فرانس بريس.
وتمت تعبئة مستشفيات الولاية للعناية بضحايا ضربات الشمس بينما تدعو السلطات السكان الى ملازمة منازلهم. وقد خلت شوارع حيدر اباد عاصمة الولاية من المارة. وقال مسؤول وحدة ادارة الكوارث في المدينة بي تولسي راني ان "حكومة الولاية وضعت برامج معلومات تبث عبر التلفزيون ووسائل اعلام اخرى ليطلب من الناس عدم الخروج بلا قبعات وشرب المياه باستمرار".
واضاف "طلبنا من المنظمات غير الحكومية ايضا ومؤسسات الدولة فتح كل نقاط الامداد بالمياه ليتمكن كل سكان المدينة من الحصول على المياه". وتطال موجة الحر جزءا كبيرا من الهند بما في ذلك العاصمة نيودلهي حيث تتسبب الحرارة المرتفعة في ذوبان الأسفلت على الطرقات.
وقالت صحيفة هندستان تايمز ان درجة الحرارة التي وصلتالاثنين الى 45,5 درجة مئوية في نيودلهي هي الاعلى منذ عامين، وهذا اكثر من معدل الحرارة في هذه الفترة من السنة بخمس درجات. ونشرت الصحيفة على صفحتها الاولى طريقا رئيسية في المدينة بدت فيها الخطوط البيضاء لعبور المشاة متعرجة ومتداخلة مع الاسفلت الأسود بفعل الحرارة.
وقال بائع الطعام الجوال في نيودلهي هاري اوم ان العمل قد سجل تباطؤا وان قلة من الاشخاص يجازفون بالخروج من منازلهم. واضاف "كل الطعام يفسد رغم انني احضره صباحا. الناس لا تخرج من منازلها كما انهم لا يشعرون بالجوع بسبب الحر وانما يريدون تناول المياه طوال النهار". وفي ولاية تيلانغا المحاذية لاندرا براديش توفي 231 شخصا منذ اسبوع وبلغت الحرارة 48 درجة مئوية. وفي اوريسا (شرق) توفي احد عشر شخصا في موجة الحر. وقد اصدرت مصلحة الارصاد الجوية الهندية "تحذيرا" ليومي الثلاثاء والاربعاء في الولاية التي وصلت فيها درجات الحرارة الى 45.
درجة الحرارة تصل إلى 50 بالهند
في السياق نفسه لقي أكثر من 430 شخصا مصرعهم في الهند بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الأيام الأخيرة، والتي وصلت 50 درجة مئوية، وحذر مسؤولون من ارتفاع الحصيلة أكثر فيما موجة الحر مستمرة. وحذر المسؤولون من أن الحصيلة سترتفع أكثر دون شك حيث لا يزال يجري جمع معلومات من بعض أنحاء ولاية تيلانغانا الأكثر تضررا في جنوب البلاد فيما لا تزال موجة الحر مستمرة. وتشهد أقسام كبرى من الهند وبينها العاصمة نيودلهي حرا شديدا منذ أيام ما أثار مخاوف من احتمال انقطاع الكهرباء. لكن أعلى درجات الحرارة سجلت في تيلانغانا وولاية أندرا برادش المجاورة بحسب فرانس بريس. وتحث سلطات ولاية أندرا برادش العمال والمواطنين على عدم الاستمرار في العمل لساعات طويلة في ساعات الحر الشديد بعدما توفي 246 شخصا بسبب ارتفاع درجات الحرارة هناك الأسبوع الماضي.
وقال بي.تولسي راني المسؤول في دائرة إدارة الكوارث في ولاية أندرا برادش لإحدى وكالات الأنباء إن "غالبية الضحايا هم أشخاص تعرضوا لأشعة الشمس بشكل مباشر وهم عموما من الطبقات العاملة وممن تتجاوز أعمارهم الخمسين عاما". وأضاف راني أنه رغم بدء ظهور المعلومات عن الوفيات منذ الاثنين الماضي، إلا أن الأعداد تزايدت في نهاية الأسبوع بعد أيام من الحر الشديد. وقال "نطلب منهم اتخاذ احتياطات مثل استخدام المظلات ووضع قبعات وتناول كميات كبرى من السوائل مثل المياه والحليب وارتداء ملابس قطنية". وتقضي حرارة الصيف في مختلف أنحاء الهند على مئات الأشخاص سنويا ويأتي معظم هؤلاء من الطبقات الفقيرة في المجتمع، فيما يعاني عشرات الآلاف من انقطاع في التيار الكهربائي في الفصل نفسه.
اضف تعليق