آندي كريتشلو
لندن (رويترز بريكينج فيوز) - يبدو أن تصاعد الخلاف الدبلوماسي بين إيران والسعودية من التطورات التي تندرج تحت نظرية "البجعة السوداء" بالنسبة لسوق النفط.. فهو حدث يصعب التنبؤ بما سيفضي إليه لكن تداعياته قد تكون هائلة.
ومن شأن نشوب صراع مفتوح بين القوتين أن يشكل خطرا على نحو 20 بالمئة من إمدادات النفط العالمية والتي يتم شحنها يوميا عبر مضيق هرمز.
كانت العلاقات بين البلدين قد وصلت بالفعل إلى مرحلة الغليان قبل أن تنفذ السعودية حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعي نمر النمر الذي كان يوجه انتقادات علنية للأسرة الحاكمة في المملكة. ويدعم البلدان أطرافا متصارعة في الحربين بسوريا واليمن كما أن استراتيجية السعودية الرامية لخفض أسعار النفط بزيادة الإنتاج تجعل إيران المنتجة للخام من بين ضحاياها التعساء. وزادت فرص اندلاع صراع مفتوح بين البلدين بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما عقب اقتحام السفارة السعودية في طهران في الثالث من يناير كانون الثاني.
وإذا اندلعت حرب بين السعودية وإيران فإن أبرز الطرق التي ستلجأ إليها طهران للإضرار بمنافستها هو منع مرور صادرات النفط من الخليج عبر مضيق هرمز.
وستبدأ المخزونات العالمية القياسية في التراجع إذا عرقل صراع مسلح في الخليج تدفق الناقلات التي تحمل نحو 17 مليون برميل يوميا من الخام عبر المضيق البالغ اتساعه 21 ميلا ويفصل بين إيران وشبه الجزيرة العربية. كما أن حلفاء المملكة في منطقة الخليج الذين يعارضون توسع نفوذ إيران في المنطقة سيتعرضون لضغوط أيضا.
سيخسر الجانبان لكن خسارة إيران ستكون أقل. فوفقا لوزارة الطاقة الأمريكية لا يمكن للسعودية سوى تحويل مسار ما يقل عن ثلث صادراتها من الخام البالغة 7.2 مليون برميل يوميا بعيدا عن المضيق. ورغم ذلك تظل خسارة هذه الصادرات اختبارا قويا لاقتصاد السعودية. وعلى عكس ذلك تصدر إيران 1.4 مليون برميل يوميا فقط عبر مضيق هرمز نظرا للعقوبات الدولية المفروضة عليها والتي قد يتم رفعها هذا العام. واضطرت إيران بالفعل إلى التكيف مع انخفاض إيرادات النفط لسنوات.
إلى أين سيذهب ذلك بسوق النفط؟ ما دام الصراع بين البلدين غير مباشر فسوف تبقى الأسعار عند نفس مستوياتها المتدنية. لكن أي تصعيد للوضع قد يدفع الأسعار للصعود مجددا صوب مستوى 100 دولار للبرميل لتصب الاحتمالات قطعا في جانب الصعود.
اضف تعليق