اول واهم الأسباب التي تجعل من الطلبة المراهقين ضعيفي التحصيل هو جماعات الضغط (البيئة الاجتماعية) التي يعيش فيها ذلك المراهق والتي تجبره على الانصياع لمحددات الجماعة والتي تعد التخلف عن هذه المحددات اشبه بالجريمة او انه ينم عن عدم الاحترام على اقل تقدير...

شخصية الانسان في مرحلة المراهقة لا تشبه شخصيته في المراحل السابقة ولا اللاحقة، فهي شخصية معقدة مستفزة سريعة التأثر بالمظاهر البراقة، وهي بالمجمل شخصية غير مستقرة نفسياً وعاطفياً وتعاني من الكثير من المشكلات العاطفية والسلوكية ومنها مشكلة تدني التحصيل الأكاديمي، فماهي هذه المشكلة وماهي الأسباب التي تدفع باتجاهها، وكيف يمكن تخطي هذه المشكلة الكبيرة والمرهقة للوالدين.

ما هو تدني التحصيل الدراسي؟

يمكننا تعريف تدني التحصيل العلمي على انه الحالة التي يتراجع بها الأداء الأكاديمي للطالب بشكل ملحوظ مقارنة بزملائه الآخرين، وإظهار الرغبة بترك التعليم، ويمكن أن يواجه الطلاب هذه المشكلة في أية وقت خلال المراحل الدراسية المختلفة، ولكنها غالباً ما تكون عند الانتقال من المرحلة الدراسية الابتدائية إلى المرحلة الثانوية وبعدها.

أجريت دراسة لعلماء بريطانيون على أكثر من 800 طالب تتراوح أعمارهم بين (14 _ 15) نشرت في المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط البدني للكشف عن موضوعة تدني التحصيل العلمي للمراهقين، ووفقاً لهذه الدراسة فإن المراهقين الذين يقضون ساعة اضافية يومياً في تصفح الانترنت، ومشاهدة التلفزيون أو ألعاب الكمبيوتر يكون أدائهم الدراسي أسوء بدرجتين في الامتحانات مقارنةً بأقرانهم الذين لا يقضون أوقاتاً كهذه أمام الشاشات الالكترونية.

المراهقون من الذكور والاناث متساوون في انحدار مستوياتهم الدراسية فلا الذكور تتفوق نسبهم ولا الاناث، لكن الاختلاف يكمن في تخطي أسباب التدني فالذكور مثلاً يقبعون تحت تأثير العوامل التي أدت بهم الى التدني الدراسي طويلاً، بينما تغادر الاناث سريعاً لأنها تتأثر بالنزوات والرغبات سريعاً وتغادرها سريعاً، وما يزيد من سرعة المغادرة لدى الاناث هو سيطرة الاهل على الأماكن التي ترتادها الفتيات على عكس الذكور فأن مسألة السيطرة على امكان تواجدهم غير ممكنة.

لماذا يتدنى المستوى العلمي للمراهقين؟

لعدة أسباب منطقية يتدنى التحصيل العلمي الأكاديمي لفئة المراهقين، أهمها ما يلي ذكره: 

اول واهم الأسباب التي تجعل من الطلبة المراهقين ضعيفي التحصيل هو جماعات الضغط (البيئة الاجتماعية) التي يعيش فيها ذلك المراهق والتي تجبره على الانصياع لمحددات الجماعة والتي تعد التخلف عن هذه المحددات اشبه بالجريمة او انه ينم عن عدم الاحترام على اقل تقدير، وبالتالي لابد من مسايرتهم عند ذهابهم الى ملاعب كرة القدم او الألعاب الأخرى، او الجلوس في المقاهي او الذهاب في سفرة معينه، وبذا يصبح المراهق اسيراً لهذه المجموعة او تلك مما ينعكس سلباً على مستوى التعليمي.

ثاني الأسباب التي تدفع باتجاه تدني التحصيل العلمي لدى المراهق هو غياب الحافز والدافع للدراسة سيما لدى الطلبة المنحدرين من اسر ميسورة الحال، اذ يعتقد هؤلاء المراهقين النجاح الأكاديمي غير مهم لان حياتهم تسير على ما يرام، فحتى لو كانت لديه القدرة على اكتساب وفهم المعرفة المُقدمة إليه في الفصل الدراسي فأن افتقاره إلى الدافع قد يؤدي إلى عدم استفادته من هذه المعرفة.

والسبب الثالث لتدني التحصيل العلمي لدى المراهقين هي المشكلات الصحية التي تواجههم والتي اغلبها نفسية مثل المعاناة من اكتئاب المراهقة أو القلق النفسي، ونقص الانتباه مع فرط الحركة أو صعوبات التعلم، حيث توثر كل هذه المشكلات على التركيز والفهم والذاكرة عند المراهق مما يؤدي الى تدني التحصيل.

كيف نعالج مشكلة تدني التحصيل لدى المراهقين؟

يمكن معالجة هذه المشكلة او الحد منها عبر التالي:

اول ما يجب فعله مع المراهق الذي يعاني من تدني مستواه الدراسي هو التحدث اليه لأقناعه ان الدراسة هي أساس النجاح والمتعة في الحياة، وان النجاح الأكاديمي من أهم الأمور التي ستعينه على تحقيق أهدافه المستقبلية عبر الحصول على وظيفة تمكنه من العيش بطريقة محترمة، وان الأصدقاء السيئين سيحرمونه من كل هذه الفرص الحياتية الثمينة.

كما من الأهمية بمكان ان يوضع ضوابط واوقات من قبل الاهل لأبنائهم للخروج مع الأصدقاء الذين يتم انتقائهم وليس أي أصدقاء يتعرف عليهم في أي مكان، كما يخصص وقت لاستخدام الهاتف ووقت للعب وغير ذلك من السلوكيات التي يحبذها، ويحدد الوقت الأكبر للدراسة للظفر بمكاسب الدراسة، وبهذين التوصيات المهمة يمكن ان يصعد المراهق من مستواه التعليمي. 

اضف تعليق