سلوكية ضرب الطلبة في المدارس تشكل خطراً حقيقياً على قيم التربية واخلاقيات مهنة التعليم، وتنم هذه السلوكية عن عدم فهم من يقوم بها لدوره في المدرسة، كما انها تعد سلوكاً غير تربوياً ولا يمت للتحضر بصلة من بعيد ولا من قريب، لذا هي مرفوضة صحياً واجتماعياً لانها تشكل عائقاً امام التقدم...

في كل عام دراسي بتنا معتادين على سماع او رؤية حوداث تعنيف في المؤسسات التربوية والتعليمية سيما المدارس، وهو ما يؤدي الى حدوث اثار نفسية وخيمة بالنسبة للطلبة الذين يرفضون هذا النوع من التعامل معهم، ورغم اعتقاد الكثير من المعلمين والمدرسين ان العقاب يحد من الكثير من الحالات الغير مقبولة في المدرسة الا ان الرأي التربوي مختلف تماماً عن اعتقادهم، فماهي اثار العقاب في المدارس، ومالذي يجب ان يكون؟.

الواقع التربوي للاسف لازال يشهد وجود العقاب البدني في المدارس العراقية على الرغم من ادعاءنا المدنية والتحظر، وهذا الامر لا ينحصر بالعراق فقط بل هي نار تسري في الكثير من اجزاء الجسد العالمي، وتأكيداً لما ندعي هو احصائية اليونسيف الاممية المختصة باحوال الطفولة في العلم والتي تذكر ان نصف الطلاب على الصعيد العالمي ممن تتراوح أعمارهم بين 13-15 عاما، أي نحو 150 مليون طالب، قد تعرضوا للعنف في المدارس.

مثال واقعي:

اجرى مجموعة من الباحثين مقابلات مع اولياء امور الطلبة في تنزانيا تبين لهم ان 96% من المعلمين أنهم استخدموا شكلا واحدا على الأقل من العنف الجسدي أو العاطفي ضد التلاميذ، هذا هو مثال وليس على سبيل الحصر، المهم ان الكثير من المعلمين والمدرسين وعلى اختلاف بيئاتهم على استعداد لتعنيف الطلبة وضربهم، لكن تختلف النسبة من مكان لآخر ومن عام لثاني وهو ما يثب وجود هذه المشكلة في قطاع التربية والتعليم.

سلوكية ضرب الطلبة في المدارس تشكل خطراً حقيقياً على قيم التربية واخلاقيات مهنة التعليم، وتنم هذه السلوكية عن عدم فهم من يقوم بها لدوره في المدرسة، كما انها تعد سلوكاً غير تربوياً ولا يمت للتحضر بصلة من بعيد ولا من قريب، لذا هي مرفوضة صحياً واجتماعياً لانها تشكل عائقاً امام تقدم الطالب بشكل خاص وتطور العملية التربوية بشكل عام.

ماهي اثار العقاب البدني على الطالب؟

جملة من الافرازات تفرزها سلوكية ضرب الطلاب في المدارس من اهمها انها تحول الطالب الى انسان مختلف عن ذلك الذي اتى للمدرسة اول مرة، اذ يتحول الى انسان ناقم وكاره وبذا هو يتحين الفرص للتخلص مما يسبب له ضيق نفسي وبالتالي قد يغادر المدرسة ويضيع الكثير من الفرص الحيايتة التي تترتب على ترك مقاعد الدراسة.

ويمكن ان يحول العقاب البدني والتوبيخ الطالب ان انسان عدواني او هجومي مما يجعله يمارس ذات السلوكية في المستقبل مع طلبته كنوع من الانتصار لذاته، ولو بحث في خلفيات الذين المعلمين والمدرسين الذي يعالمون طلبتهم بقسوة لوجدتهم تعرضوا الى نفس السلوكية في السابق ويكررونها الان لكن ربما بطرق واساليب مختلفة لكن الهدف اللا تربوي منها هو ذات الهدف ونتاجئه ذات النتائج.

وقد يؤدي العقاب البدني والتوبيخ والاهانة الى تبعات نفسية تصبح عقد للطلبة مع مرور العمر، فالاهانة للطالب مهما كان عمره يجعله عرضة للمشكلات النفسية منها ضعف الشخصية وكثرة الخجل والاحباط والقلق والخوف من المدرسة فبدلاً من ان تكون المدرسة مصدراً للتقدم الفكري والمعرفي وصناعة الذات تتحول الى مكان لاضعاف الشخصية وقتل المواهب والطاقات الكامنة فيها وهذه هي الخسارى الكبرى.

في الختام الى الزملاء التربويين كافة ونطراً للسلبيات التي تعود على الطفل جراء الضرب والتوبيخ والاهانة له ندعوك الى مغادرة هذه السلوكيات غير التربوية والاحتكام الى طرق التأديب التربوية عند قيام الطالب بسلوكية غير صحيحة، وهذا الذي يجب داخل المؤسسات التربوية وليس العكس.

اضف تعليق