استحضرنا الالتزام كونه العامل الأهم او الأبرز في شهر رمضان الكريم، لكنه ومن المفترض ان يحمل نفس الأهمية في باقي الشهور؛ ذلك انه عنصر لا يمكن الاستغناء عنه بجميع مراحل الحياة وعلى كل المستويات، فالموظف غير الملتزم يؤدي عدم التزامه الى خلل في تقديم الخدمة للمواطنين...
يمتنع الصائم عن الاكل والشرب بمجرد دعوته الى الإمساك من قبل المنادي، فالامتناع يعني الالتزام الكامل بالأوقات المحددة ويعد تجاوزها خللا كبيرا في اركان الصيام المعروفة، فلا يصح الصيام دون الالتزام بكل صغيرة او كبيرة تتعلق بتعليمات وشروط الشهر الفضيل.
صحوتك للسحر هي وجه من وجوه الالتزام، واستيقاظ الام للتسوق وتحضير الإفطار، هو وجه آخر من وجوه الالتزام، إذا الالتزام مفروض على الجميع كل حسب عمله، فهل حصل يوما خلال شهر رمضان وقد حل وقت الإفطار ولم تُحضّر المائدة؟
بالتأكيد لا، وقد يكون من المستحيل ان تحدث مثل هذه الحادثة وان حدثت فهي سابقة خطيرة تدلل على خرق النظام الاسري، وعدم الامتثال لقوانينه، كذلك التنصل عن الوعود التي تطلقها المؤسسات الحكومية وعدم الالتزام بها يشكل حالة من الإخفاق الكبير وردة فعل جماهيرية إزاء هذا الاختراق.
المسؤولون في مختلف دوائر الدولة هم في المحصلة النهائية ارباب اسر، ومسؤولين عن افراد فيما يتعلق بتوفير احتياجاتهم كافة، ولا يمكن لأي مسؤول ان يقصر او يتأخر في مهامه تجاه اسرته، فكيف تسمح له نفسه بالتقصير بحقوق الملايين من المواطنين الذين يتوجب عليه تقديم خدماته لهم ولا يسمحون له بالتسويف او المماطلة للهروب وعدم تحمل المسؤولية.
ويعرف الالتزام بالعمل على أنه مستوى الحماس لدى الموظف تجاه مهامه الموكلة إليه في مكان العمل، كذلك ينظر اليه على إنه الشعور بالمسؤولية التي يتحملها الشخص تجاه أهداف ورسالة ورؤية مكان عمله.
استحضرنا الالتزام كونه العامل الأهم او الأبرز في شهر رمضان الكريم، لكنه ومن المفترض ان يحمل نفس الأهمية في باقي الشهور؛ ذلك انه عنصر لا يمكن الاستغناء عنه بجميع مراحل الحياة وعلى كل المستويات، فالموظف غير الملتزم يؤدي عدم التزامه الى خلل في تقديم الخدمة للمواطنين.
نأخذ على سبيل المثال الموظف الذي يتأخر عادة عن وقت الدوام المحدد، من البديهي ان يتسبب بأذية المراجعين وتأخرهم في انجاز معاملاتهم، وكذلك المدرس او الأستاذ الجامعي الذي لا يحضر بالوقت، يكون قد سلب حقوق الطلبة، ولهذا يحمل الالتزام قدرا كبيرا من الأهمية في الحياة الاجتماعية.
اغلب المشروعات الحكومية المنفذة من قبل الشركات توضع في واجهتها لوحة تعريفية باسم المشروع والجهة المنفذة والمستفيدة، وكذلك مدة التنفيذ، وكان من المفترض ان تكتب الى جانب البيانات الأخرى الكلفة الكلية.
ما يخص موضوعة مقالنا الحالي هي المدة الزمنية المذكورة للتنفيذ، وهي في العادة لم توضع بصورة عشوائية، اشتركت في تحديدها لجان متخصصة راعت التوقفات المحتملة، والعطل الرسمية، والاوقات القياسية فيما يخص المختبرات واجراء الفحوصات وغيرها من المتعلقات.
ومع هذا قد يكون من المعجزات ان يتم تسليم مشروع معين بالوقت المحدد، فلا يوجد التزام مطلق بالمدد الموضوعة، وكأن الالتزام تحول الى حالة شاذة او امر غير مستساغ في الأوساط العمرانية والأجواء التي تنفذ فيها المشروعات الحكومية، وتصدم جميع المحاولات لمعرفة الأسباب بحجر التسويف والاعذار الوهمية.
ثلاثون يوما يعيش الافراد نوع من الالتزام الملفت، التزام الى حد الدقيقة والثانية، وبعد انتهاء الشهر تأخذ هذه النزعة بالتراجع والتلاشي وينسف من جذوره، لذا علينا جميعا ان نتخذ من شهر الله الفضيل بداية للشروع بطريق الالتزام على جميع الأصعدة، ليكون ثابتا من ثوابت حياتنا اليومية لا يمكن تجاوزه او الاستخفاف فيه.
اضف تعليق