يحصل ان يمكث في منزلكم أحد أبناء الأقارب او الجيران بعد ان ظهرت النتائج المدرسية واتضح انه من غير المؤهلين للعبور الى المرحلة الأخرى، اذ تظهر هذه الحالة عادة عندما تكون البيئة المنزلية غير قابلة للتعلم ولا تتوفر على ابسط شروط التدريس الصحيح لذا يعمد الاهل الى ارسال ابنهم الى محافظة أخرى...
يحصل ان يمكث في منزلكم أحد أبناء الأقارب او الجيران بعد ان ظهرت النتائج المدرسية واتضح انه من غير المؤهلين للعبور الى المرحلة الأخرى، اذ تظهر هذه الحالة عادة عندما تكون البيئة المنزلية غير قابلة للتعلم ولا تتوفر على ابسط شروط التدريس الصحيح لذا يعمد الاهل الى ارسال ابنهم الى محافظة أخرى في بعض الأحيان للتعلم واتقان المادة الدراسية التي لم يجتاز الاختبار فيها.
متى يكون المنزل صالحا للتدريس؟، يكون المنزل صالح للتدريس إذا توافرت فيه اهم الشروط واولها هو ان يكون الابوين من المتعلمين، ومن الآباء الحريصين على مستقبل أبنائهم، فكم من طالب او طالبة يقعون ضحية كون الابوين اميين لا يجيدون القراءة والكتابة، وبالتالي يُجبر الطالب على الذهاب الى الدروس الخصوصية المكلفة او الاستقرار عند أحد الأقارب الذين يحملون قدرا من المعرفة.
ولا يخطر على بال الكثير من الاسر في اغلب الأحيان هذه الجزئية البسيطة والمهمة في الوقت نفسه، فمن الضروريات جعل المنزل واحة علمية ودار تعليم وفق قواعد انضباطية بعيدا عن الضوضاء الصوتية التي تشهدها المنازل في الوقت الحالي، ففي السابق لم يكن صوت التلفاز او المذياع مدوي في عموم ارجاء المنزل، ولم تدخل التكنولوجيا الى البيوت لتُعيد هيكليتها وترتيبها وفق الطراز الحديث الذي لا يهتم كثيرا بالتعليم ولم يضعه من أولوياته.
ففي قديم الزمان كان الابن الطالب يخلد الى النوم في أوقات مبكرة بعد ان يكمل واجباته اليومية بمتابعة ومساعدة من قبل الاهل الذين ينشدون بكل ما لديهم من طاقة لإكمال الواجب البيتي، فتراهم يتركون اغلب اهتماماتهم من اجل الاعتناء بتعليم الأبناء، وبالتالي يكون الطالب النائم مبكرا قد نهض مبكرا صافي الذهن مرتاح البال، متلهف لتلقي المادة العلمية سواء من الاهل او المدرس.
اما اليوم فنسبة مرتفعة من الطلبة في المراحل الابتدائية والمتوسطة يسهرون حتى ساعات متأخرة من الليل، وقد يصلون في كثير من الأحيان الى طلوع الفجر، حاملين أجهزة الالواح الذكية، ومنغمسين في الألعاب المدمرة للتركيز والنشاط الذهني، وبعد الاستمرار على هذه الحالة ينام مجبورا وقد اعياه التصفح الكثير الذي يفوق قابليته العمرية والذهنية.
وفي اليوم التالي يذهب الى المدرسة مترنحا لا يعلم كيف يصل الى الفصل الدراسي، وحين الوصول فأنه أقرب الى النائم على المقعد الدراسي، الأستاذ في واد، وهو في واد آخر، ومن يتحمل هذه النتيجة المخزية هم الاهل بكل تأكيد، كون الطفل بهذه المرحلة ليس لديه القدرة على معرفة مصلحته وماذا يجب ان يفعل، وبالتالي قد يتخلف عن اقرانه في المرحلة الدراسية وقد يكون الرسوب حليفه.
وبدلا عن ذلك يمكن ان يكون الوالدين سببا من أسباب جعل المنزل مكانا علميا بحتا، وذلك بمعرفة أهمية التعليم المنزلي وما يشكله من عامل مساعد او رديف ناجح الى جانب التعليم المدرسي، اذ يعد المنزل من المرافق المهمة والمكملة لمراحل التعليم الجيد، لكن ما يحدث هو العكس تماما، لذا يواجه الكثير من الآباء مشكلة تحويل وظيفة البيت الى الوظائف العلمية والإبقاء عليه بوصفه عنصر من عناصر التشتيت واللهو.
من الأشياء الضروري مراعاتها في المنزل، هي توفير مساحة مخصصة لأداء الواجبات العلمية، كأن يكون تخصيص غرفة خاصة او ركن من اركان المنزل، يتوفر فيه الهدوء الكامل والأجواء المساعدة على التفوق الدراسي، وبالتالي يجبر الطالب على الالتزام بالذهاب الى المكان المقرر في الوقت المعلوم وتكوين عادة يومية إيجابية.
ومن النصائح الأخرى التي يفضل ان يتبعها الاهل هي إبعاد كل ما يتعلق باللعب المعتاد عليه الأطفال في المنزل، في الأوقات الجدية التي يراد منها العودة الى الأجواء العلمية، وبالتأكيد في ظل هذه الظروف لا يضطر الى الكثير من التجول في المنزل وضياع الوقت بهذه الشاكلة، اذ ينعكس ذلك بصورة سلبية على مستوى الطالب العلمي.
وأخيرا من الأشياء الجيدة في جعل الأطفال يتمسكون بالتعليم المنزلي هو إضفاء المرونة على الخطة الموضوعة لحل الواجبات اليومية، فعندما يشعر الآباء ان الوقت غير مناسب لإتمام هذه العملية من الصحيح هنا التأجيل لليوم التالي، فضلا عن ذلك إشراك الطلبة أنفسهم بوضع الجدول اليومي وبذلك يشعرون بتحمل المسؤولية ويكرسون كل ما لديهم من جهد لإنجازه بالسرعة الممكنة.
اضف تعليق