بعد فترة انقطاع لمبررات صحية وجد الطالب العراقي نفسه في مواجهة موعد امتحانات على بعد بضع ايام فقط، الامر ليس طبيعياً بالمرة ففي كل مرة تحدد فيها مواعيد الامتحانات سواء كانت فصلية ام نهائية نصاب بنوبة قلق مرعبة ينتج منها محاولة التهام كل المواد الدراسية في وقت واحد...
بعد فترة انقطاع لمبررات صحية وجد الطالب العراقي نفسه في مواجهة موعد امتحانات على بعد بضع ايام فقط، الامر ليس طبيعياً بالمرة ففي كل مرة تحدد فيها مواعيد الامتحانات سواء كانت فصلية ام نهائية نصاب بنوبة قلق مرعبة ينتج منها محاولة التهام كل المواد الدراسية في وقت واحد والنتيجة الحتمية لهذا الشعور هو التخبط وفقدان التركيز والعشوائية في المذاكرة، هذا وفق الظروف الطبيعية فكيف سيكون الوضع النفسي للطالب بعد علمه بأنه مجبر على خوض الاختبار بعد ايام قلائل وليس هناك اي بديل او مهرب؟
لسنا بصدد مناقشة القرارات المتخبطة لوزارة التربية العراقية وتغابيها فيما يخص التعامل مع فئات عمرية صغيرة هي اساساً مرتبكة في كل موعد امتحانات وعدم مراعاتها الضغط النفسي الذي يسيطر على الطالب بعد هذه المفاجئة غير السارة، بقدر ما يهمنا ان نقدم ما يمكن طلبتنا في تخطي هذه الازمة بانسيابية ونجاح.
الكثير من الطلبة يظنون ان كلما زادت ساعات المذاكرة كلما تمكنوا من مادتهم العلمية والامر فيه شيء من الصواب، فالدراسات التربوية تقول ان زيادة مدة المذاكرة له اثر في ارتفاع مستوى التحصيل لكن اكثر الطلبة نجاحاً هم الذين يعرفون كيف يوظفون مهاراتهم المعرفية والذكاء في القراءة فالأمر ليس بالكم فقط انما الطريقة هي ايضاً مهمة وضرورية.
طبيعة البشر تختلف من فرد لأخر نضراً لاختلاف القدرات العقلية والمهارات والطبيعة النفسية ووفق هذا الاختلاف من الخطأ ان يتبع الجميع طريقة واحدة في المذاكرة، ومن الضروري أن يحدد كل طالب أي الطرق تنجح معه ليلتزم بها ولا يرهق نفسه ويضيع وقته بما لا ينفعه ولا ينفع مسيرته العلمية.
يلجأ الطلبة جهلا او بدافع قلة الخبرة الى اتباع طرق غير فعالة وتسترق وقتاً طويلاً في استخدام تقنيات فتمنحهم شعورًا واهمًا بالإتقان، هذه الطرق تتسبب في نسيان ما تعلموه خلال عدة أسابيع قليلة ومن بين هذه الطرق المذاكرة لوقت طويل من دون وجود منهجية للقراءة.
سلبيات هذه الطريقة انها تجعل الطالب يذاكر تحت ضغط نفسي لان يسعى الى عدم اضاعة الوقت، الامر الذي يؤدي الى تكرار العبارات لحفظها، والقراءة تحت الضغط مع عدم وجود الاستعداد النفسي يؤدي الى الحفظ الوقتي للمعلومة مع امكانية حفظها مشوهة، او يؤدي ذلك الضغط الى التداخل بين المعلومات مما يعقد عملية استرجاعها في الامتحان، وفي هذه الحالة تكون المعلومات مثيلة تكديس الملابس في خزانة بطريقة غير منظمة مما قد يضيع الكثير منها في لحظة مهمة كان ينبغي ان تُستحضر، لكن الكم الموجود معها اخفها في زاوية معينة من الذاكرة.
من اهم المشكلات التي يواجهها الطلبة اثناء المذاكرة هي: المماطلة في البدء في المذاكرة او عند الانتقال من فصل لآخر، يحدث هذا خصوصا اذا كانت المادة صعبة او معقدة او غير محبذة، ثاني المشكلات هي ضعف التركيز او غيابه بالكامل نتيجة لوجود مشتتات في محيط القراءة كالصوت او وجود احد اجهزة الحاسوب او الهاتف.
والملل الذي يصاب به الطلبة في فترات الامتحانات يؤثر بالسلب في المذاكرة والافضل ترك فترة قصيرة للراحة بين مدة واخرى او مارس نوع من الرياضة او شاهد تلفاز لكن لفترة قصيرة من دون اسهاب.
قبالة المشاكل توجد ثمة تقنيات او اساسيات ان اتبعها الطالب سيتمكن من الحصول على درجات اعلى من اقرانه الذين يذاكرون بعشوائية او بطريقة غير علمية، وهذه الاساسيات هي اولا: تلخيص المادة وهذا التخليص سيمنح الطالب وقت اكثر وتركيز اعلى، ويمكن ان يكون التلخيص بأحد الطرق التالية: طريقة الخرائط الذهنية التي تضع ملخص برسم خرائط او رسم اشكال هندسية يوضع بداخلها المعلومة المراد حفظها وهو ما يسهل عملية استرجاع المواد الدراسية من خلال ربط الشكل بالمعلومة.
وطريقة استخدام الكلمة المفتاحية هي الاخرى تساعد في سرعة استدعاء المعلومات من خلال على كلمة بارزة في الجملة او العبارة او القاعدة المراد حفظها وهذه الكلمة من تميز هذه الجملة من غيرها مع تزاحم وتدخل المعلومات مع بعضها.
ثانياً: الحفظ فبعد ان عالجنا المعلومات بأحد الطريقتين اللتين اشرنا اليها سنقوم بحفظ المعلومات وهذه العملية هي الاهم حيث ترسخ المعلومات في الذهن، ويتم الحفظ عبر طريقتين ايضاً وهما: اولا التكرار للمعلومة لأكثر من مرة ويمكن ان يكون التكرار شفهي أو كتابي حسب الطريقة الأنسب لكل طالب، ثاني الطرق هو التسميع للمعلومة اما بتسميع الطالب لنفسه من خلال القراءة بصوت عال او يقوم احد بالقراءة وهو يستمع له او يسجل الدروس في جهاز تسجيل كأن يكون مسجل الصوت في جهاز الموبايل.
ثالثا: المراجعة هي المرحلة الخاتمة لعملية المذاكرة، فكل ما تمكن الطالب من تكرار المراجعة كلما تمكن من معلوماته فيدخل الامتحان بأريحية عالية وبالتالي يسهل عليه استذكار المعلومات، وعن تجربة اقول ان المراجعة الاخيرة سيما في ساعات الصباح الاولى لها الاثر الكبير في تنشيط الذاكرة وزيادة في فاعليتها اكثر من أي وقت اخر.
ختاماً طلبتنا الاكارم هذه هي اكثر الطرق فاعلية في تخطي مشاكل المذاكرة والحصول على مستويات علمية عالية ان التزمتم بها او طبقتموها بحرفية وذكاء، فالمذاكرة الكثيرة من دون تخطيط لا تجدي نفعاً والله هو الموفق دوماً وابداً.
اضف تعليق