تستخدم روسيا العملات المشفرة في تجارة النفط مع الصين والهند للتهرب من العقوبات الغربية، وكشفت مصادر أن بعض شركات النفط الروسية تعمل على استخدام البيتكوين والإيثريوم والعملات المستقرة مثل تيثر لتسهيل تحويل اليوان الصيني والروبية الهندية إلى روبل روسي، ويمثل هذا جزءًا صغيرًا ولكنه متزايد من إجمالي حجم تجارة النفط الروسية...
تستخدم روسيا العملات المشفرة في تجارة النفط مع الصين والهند للتهرب من العقوبات الغربية، بحسب وكالة رويترز، وكشفت مصادر أن بعض شركات النفط الروسية تعمل على استخدام البيتكوين والإيثريوم والعملات المستقرة مثل تيثر لتسهيل تحويل اليوان الصيني والروبية الهندية إلى روبل روسي، ويمثل هذا جزءًا صغيرًا ولكنه متزايد من إجمالي حجم تجارة النفط الروسية، والذي بلغ، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، 192 مليار دولار العام الماضي.
وأنشأت روسيا أنظمة متعددة، وأصبحت العملة تثير (Tether) هو واحد منها فقط، وفقًا لمصدر من شركة أبحاث تتعقب استخدام العملات المشفرة للتهرب من العقوبات، ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تحسين العلاقات مع روسيا في إطار سعيه لإنهاء الحرب ضد أوكرانيا، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم رفع العقوبات.
وأفادت رويترز أن البيت الأبيض يدرس خيارات لتخفيف العقوبات، ولكن في 7 مارس الماضي نشر ترامب رسالةً أعلن فيها أنه يدرس بجدية فرض عقوبات إضافية على روسيا.
وأفاد أحد المصادر، بأنه من المرجح استمرار استخدام العملات المشفرة في تجارة النفط الروسية، حتى في حال رفع العقوبات وإمكانية استخدام الدولار مجددًا، مؤكدًا أنها أداة عملية تُسهّل المعاملات وتسريعها، وكمثال على كيفية عمل هذه التجارة، يدفع مشتر صيني للنفط الروسي لشركة تجارية وسيطة باليوان إلى حساب خارجي، وفقًا لمصدرين مطلعين على المعاملات.
ويعمل الوسيط على تحويل هذه الأموال إلى عملة مشفرة وينقلها إلى حساب آخر، ومن هناك يتم إرسالها إلى حساب ثالث في روسيا وتحويلها إلى روبل، وبحسب مصدر مطلع على عمليات المتداولين، فإن حجم معاملات العملات المشفرة التي يقوم بها أحد تجار النفط الروس في الصين يصل إلى عشرات الملايين من الدولارات شهريا.
ويشير المحللون إلى أن غالبية معاملات النفط الروسية لا تزال تتم بالعملات التقليدية، على الرغم من وجود حلول بديلة أخرى، وخضعت بورصة العملات المشفرة الروسية، غارانتكس، لعقوبات من الولايات المتحدة عام ٢٠٢٢، والاتحاد الأوروبي الشهر الماضي.
وعلقت المنصة عملياتها الأسبوع الماضي بعد أن حظرت شركة تيثر المحافظ الرقمية على منصتها، ووفقًا لمصدرٍ مُستشارٍ للكرملين، تُعدّ العملات المُشفّرة إحدى الطرق العديدة لتجاوز مشاكل الدفع، ويدعم هذا الرأي أيضًا تحليلٌ أجراه المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الدفاعية ومركز مرونة المعلومات في المملكة المتحدة، وساعدت العملات المشفرة بالفعل الدول الخاضعة للعقوبات الأمريكية مثل إيران وفنزويلا في دعم اقتصاداتها مع تجنب استخدام الدولار – العملة المفضلة في معاملات سوق النفط العالمية.
وتأتي الإجراءات الروسية في أعقاب زيادة استخدام فنزويلا للعملة الرقمية لصادرات النفط الخام والوقود بعد أن أعادت واشنطن فرض العقوبات عليها، وعلى الرغم من أن روسيا شجعت علناً استخدام العملات المشفرة وأصدرت في الصيف الماضي قانوناً يسمح بدفع العملات الرقمية في التجارة الدولية، إلا أن استخدامها في تجارة النفط لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً.
اضف تعليق