يُوثق هذا التقرير أعمال العنف الطائفي الذي ترتكبه الجماعات المتشددة والتنظيمات الإرهابية بحق الشيعة في باكستان، ويخلص إلى مجموعة من الأسباب والمشكلات والتحديات التي ساهمت بإطلاق حملات العنف الطائفي، ويوصي التقرير بمجموعة من التوصيات التي من شأنها الحد من تلك الأعمال اللاإنسانية التي ترتكب بحق المواطنين الشيعة...

أصدر مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات تقريرا عن حالة أعمال العنف الطائفي الذي ترتكبه الجماعات المتشددة والتنظيمات الإرهابية بحق الشيعة في باكستان، وخلص إلى مجموعة من الأسباب والمشكلات والتحديات التي ساهمت بإطلاق حملات العنف الطائفي، موصيا بتوصيات من شأنها الحد من تلك الأعمال اللاإنسانية.

 المقدمة: 

تُعد باكستان إحدى الدول الإسلامية، وفيها ثاني أكبر عدد من المسلمين في العالم، وغالبية مواطنيها من المسلمين، السنة أو الشيعة، وفيها أقليات دينية وعرقية أخرى كالمسيحيين والبوذيين والهندوس والسيخ والأحمديين. ويضمن الدستور الباكستاني الحق في ممارسة الدين ونشره لجميع المواطنين دون استثناء، بما في ذلك الأقليات الدينية. 

ولكن لم يمضِ وقت طويل على حصول باكستان على استقلالها عام 1947، حتى أوضحت بعض الجماعات الدينية المتشددة أن حرية الدين يجب أن تقتصر على الطائفة السنية المهيمنة دون غيرها من الطوائف الدينية الأخرى. ومنذ ذلك الوقت كانت السلطات الباكستانية –في الغالب- تغض الطرف عن أعمال التمييز والعنف ضد الطائفة الشيعية المسلمة، كما كانت تغض الطرف عن أعمال التمييز والعنف ضد الأقليات الدنية الأخرى. ولذلك تواجه الأقليات الدينية في باكستان مقدارًا كبيرًا من التمييز والعنف، وسوء استعمال قانون الكفر.

تقول السلطات ومجموعات الأبحاث المستقلة، إن العنف المسلح منذ عام 2002 أجبر ما يزيد على (خمسة ملايين) شخص في شمال غرب باكستان على مغادرة منازلهم بحثا عن ملجأ، إما في مخيمات اللاجئين التي تديرها الحكومة، أو منازل مستأجرة في المناطق التي تتسم بالسلمية. ولا توجد أرقام رسمية تشير إلى إجمالي عدد القتلى في هذه الحرب. لكن تقديرات الأكاديميين والسلطات المحلية والناشطين قدرت عدد المدنيين والمقاتلين وقوات الأمن الذين قتلوا بأكثر من 50 ألفا، حتى قيل (لا تكاد دموع الأمهات والآباء والأزواج والزوجات والأصدقاء والجيران تجف من هجوم واحد حتى يحل محله هجوم آخر..).

واليوم، تُعد باكستان واحدة من أكثر الدول التي تنتهك الحرية الدينية باستمرار. ووفقًا لأحد المقاييس العلمية التي تصنف القيود الدينية على مقياس من (1 إلى 10) حيث (10 هي الأكثر تقييدًا) حصلت باكستان على (8.8) في التنظيم الحكومي للدين ومحاباة الحكومة للدين، و(10) كاملة في التنظيم الاجتماعي للدين.

يُوثق هذا التقرير أعمال العنف الطائفي الذي ترتكبه الجماعات المتشددة والتنظيمات الإرهابية بحق الشيعة في باكستان، ويخلص إلى مجموعة من الأسباب والمشكلات والتحديات التي ساهمت بإطلاق حملات العنف الطائفي، كما يوصي التقرير بمجموعة من التوصيات التي من شأنها الحد من تلك الأعمال اللاإنسانية التي ترتكب بحق المواطنين الشيعة في باكستان.

 تسمية باكستان:

يتألف مصطلح (باكستان) من كلمتين فارسيتين، هما كلمة (پاک) وتعني الطاهر، وكلمة (ستان) وتعني بلد، فيكون معناها الحرفي (بلد الطهارة) باللغة الأردية والفارسية.

 تأسيس باكستان:

كانت باكستان جزء من الهند، وغالبية سكانها كانوا من مسلمين، بينما كان غالبية سكان الهند من الهندوس، وبسبب الصراع بين الهندوس والمسلمين آنذاك، طالب الباكستانيون بدولة مستقلة، فحصلوا عليها عند نهاية الحكم الاستعماري البريطاني للهند عام 1947. وكانت باكستان في حينها، تتألف من باكستان الغربية (باكستان الحالية) وباكستان الشرقية (بنغلادش) التي انفصلت عن باكستان سنة 1971.

 الموقع الجغرافي:

تقع باكستان في الجزء الغربي من شبه القارة الهندية، تحدّها أفغانستان من الشمال والشرق، وإيران من الشرق، وبحر العرب من الجنوب، والهند من الغرب، والصين من الشمال الشرقي. وأدّى اشتراكها مع هذه الدول إلى تمتعها بمكانة ومركز مهم في ربط الحضارات القديمة والدول الجديدة بين شبه الجزيرة العربيّة ودول غرب آسيا.

 التقسيماتُ الإداريّةُ:

تتألف دولة باكستان من عاصمة وأربع مقاطعات رئيسة هي: إسلام أباد (العاصمة) ومقاطعةُ بلوشستان، ومقاطعةُ البنجاب، ومقاطعةُ السند، ومقاطعةُ خيبر باختونخوا. 

 نظام الحكم:

نظام الحكم في باكستان هو نظام جمهوري برلماني إسلامي اتحادي، وتتألف الحكومة فيها من السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وتُسند جميع السلطات بموجب الدستور إلى البرلمان، ورئيس الوزراء، والمحكمة العليا. ويتولى رئيس الوزراء المنتخب من الشعب منصب الرئيس التنفيذي (للسلطة التنفيذية)، وهو مسؤول عن إدارة الحكومة الفدرالية، بينما يتولى رئيس الدولة سلطة إشرافية. ويتألف البرلمان الباكستاني من مجلسين تشريعيين، هما المجلس الوطني، ومجلس الشيوخ.

 تعداد السكان:

يبلغ عدد سكان باكستان الحالي نحو (245,721,231) بمعدل نمو سنوي قدره (1.929٪) تشكيل نسبة الذكور نحو (50.401%)، بينما تشكيل نسبة الإناث نحو (49.599%)، كما يمثل عدد سكان باكستان نسبة (3.005٪) من أجمالي عدد سكان العالم. وتُعتبر باكستان خامس دولة في العالم من حيث عدد السكان.

 اللغة: 

اللغة الرسمية في باكستان هي الإنجليزية، واللغة الأوردية هي اللغة الأكثر انتشارا في البلاد، وتوجد لغات محلية أخرى، كالبنجابية والسندية والبشتو والسرايكية والهندكو.

 التوزيع العرقي:

ينحدر سكان باكستان من مجموعة عرقيات، يمثل البنجابيون نحو (48%) من عدد السكان، بينما يمثل البشتون نحو (15.42%) من عدد السكان، ويمثل سنديون نحو (14.1%) من عدد السكان، إضافة إلى أعراق أخرى

 الديانة:

الإسلام هو أكبر ديانة في باكستان، وهو الدين الرسمي فيها، وتمثل نسبة المسلمين الغالبية العظمى من سكان الجمهورية، بنسبة تقدر من (95-97%) من الشعب الباكستاني، في حين أن الباقين (3-5%) هم من المسيحيين والهندوس وغيرهم، ويعد المسلمون السنة الأغلبية، في حين أن الشيعة يمثلون 10% من إجمالي المسلمين، أما الأحمدية؛ فيشكلون نسبة تقدر بحوالي 2.2% من إجمالي عدد السكان المسلمين في البلاد، وباكستان لديها ثاني أكبر عدد من الشيعة بعد إيران، حيث يقدرون بين 16.5 إلى 30 مليون.

 المذاهب الإسلامية:

تنتشر في باكستان جميع المذاهب الإسلامية والطرق، ومن هذه المذاهب: المذهب الحنفي، والمذهب المالكي، والمذهب الشافعي، والمذهب الشيعي، والمذهب الزيدي، والمذهب الإسماعيلي.

 الطائفة الشيعية:

انتشر التشيع في كل من الهند وباكستان منذ القرن الثاني للهجري. وعند انفصال باكستان عن الهند عام 1947، هاجر عدد كبير من الشيعة إلى باكستان، كون غالبية سكانها من المسلمين. وقد سكن أكثرية الشيعة مدن كراتشي ومولتان ولاهور، بينما تفرق الآخرون في المدن الباكستانية الأخرى. وأكثرية شيعة باكستان هم من أتباع مذهب الإثني عشري؛ ويُشكلون نحو (60%) وهناك أقليات ينتمون إلى الإسماعيليين النزاريين، أو إلی فرقة البهرة الداودية، وفرقة البهرة السُليمانية، ويُشكلون نحو (40%)

 المدن الشيعية:

يستقر الغالبية العظمى من الشيعة في المدن الشمالية في باكستان، حيث تبلغ نسبتهم هناك نحو (80%) وتحديداً في بالتستان وكَلكَت. ويتوزعون في كل مناطق البلاد مثل مقاطعة لاهور، ومولتان، وجهنك، وفيصل آباد، وكراجي وإسلام آباد، وحيدر آباد، وجكوال، وأيضاً راولبندي. 

 الثقافة الشيعية:

تصدر في باكستان عدد من الصحف، والمجلات، والنشرات، والدوريات، الواضحة الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) مثال: صحيفة الثقلين، والمنتظر، والسراج، والإمام الحسين، والتحريك، والمعصوم، والصادق، والأخبار، و رضاكار والعارف والمشرق وغيرها. ويوجد في باكستان العديد من العلماء والمثقفين الشيعة الذين لهم إصداراتهم ومؤلفاتهم القيّمة الدينية والثقافية. كذلك فيها مئات المدارس، والمعاهد الدينية، التي يقدر عدد طلابها بالآلاف. كما أن النشاط الاجتماعي لهم فعّال وبارز. وبالمقابل عمل الشيعة على بناء مراكز الخدمات والمساجد والحسينيات.

 اضطهاد الحكومات الباكستانية للشيعة:

رغم أن الإسلام هو أكبر الديانات في باكستان، وهو الدين الرسمي لها، إلا أن المسلمين الشيعة لم يحظوا بالاهتمام الحكومي منذ تأسيس هذه الدولة عام 1947، حيث كانت الحكومات الباكستانية تفضل المسلمين السنة على المسلمين الشيعة، لأسباب منها أن غالبية سكان باكستان ينتمون إلى المذاهب السنية الأربعة، وأن القرار السياسي والاجتماعي في باكستان بيد رجال الدين من أهل السنة. لذا فان الشيعة في باكستان يتهمون الحكومة الباكستانية بأنها تقوم بتمييز عنصري ضد الشيعة، وتفضل أهل السنة في منح المناصب الرسمية والأعمال التجارية، وإقامة العدل، بالإضافة إلى حرية الرأي والعقيدة.

 العنف الطائفي بحق الشيعة:

التمييز والتفضيل الذي تمارسه الحكومات الباكستانية بحق المسلمين الشيعة بالتضامن مع القوى الدينية السنية المؤثرة، تحول تدريجيا -منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي- إلى أعمال عنف مجتمعية. فكثير من أعمال التعريض على العنف والترهيب والقتل بحق الشيعة كانت تصدر عن رجال دين سنة متنفذين، أو منظمات سنية متطرفة بدافع العداء تجاه طائفة تساندها قوى الأمن والشرطة والمؤسسات الحكومية.

سنوات العنف الطائفي:

1. أعمال عنف عام 1983: في عام 1983؛ اندلعت أول أعمال شغب بين السنة والشيعة في مدينة كراتشي، ثم انتشرت إلى لاهور ومنطقة بلوشستان.

2. أعمال عنف عام 1986: في عام 1986؛ اندلعت أعمال عنف طائفي في باراتشينار.

3. أعمال عنف عام 1988: في عام 1988 حصلت مذبحة غلغت، حيث تدفق آلاف المسلحين من القبائل السنية المختلفة، بقيادة أسامة بن لادن، إلى غلغت، وقتلوا المدنيين الشيعة فيها.

4. أعمال عنف عام 2000: في عام 2000، قُتل وجُرح أكثر من 2000 شخص من الشيعة في الهجمات التي نفذتها القاعدة وطالبان في مدينة كويتا بجنوب غرب البلاد، وقد كان من بين القتلى العديد من النساء والأطفال.

5. أعمال عنف عام 2001: بعد 11 سبتمبر 2001 تفاقم العنف في باكستان فورا، ونال الشيعية منه القسط الأوفر.

6. أعمال عنف عام 2002: في عام 2002؛ قُتل 12 تلميذ شرطي من شيعة هزارة في كويتا.

7. أعمال عنف عام 2003: في عام 2003؛ تعرض مسجد الجمعة الرئيسي للشيعة إلى هجوم في كويتا، مما أسفر عن مقتل 53 من المصلين. 

8. أعمال عنف عام 2004: في 2 مارس 2004؛ قُتل ما لا يقل عن 42 شخص وجُرح أكثر من 100 آخرون عندما هاجم مسلحون من الجماعات السنية المتطرفة موكبا للشيعة في لياكوات بازار في كويتا. 

9. أعمال عنف عام 2006: في عام 2006؛ حصلت أعمال عنف طائفي أدت إلى قتل نحو (300) ضحية من الشيعة.

10. أعمال عنف 2009: في 28 ديسمبر 2009، قُتل 40 شخصا شيعياً في تفجير انتحاري وقع في كراتشي واستهدف موكبًا شيعيًا في ذكرى عاشوراء. 

11. أعمال عنف عام 2010: في 1 سبتمبر 2010، حدث الهجوم الأول في لاهور، حيث قتل ما لا يقل عن 35 شيعي وأصيب 160 شخصًا في استهداف موكب شيعي، وفي 3 سبتمبر وقع الهجوم الثاني في مدينة كويتا، وقتل 55 شيعيا خلال استهداف موكب آخر. وفي 16 ديسمبر 2010، قتل تسعة أشخاص، من بينهم نساء وأطفال في هجوم بقذائف الهاون في هانجو، وهي بلدة اندلعت منها المواجهات الطائفية بين الشيعة والسنة في إقليم خيبر بختونخوا. وفي نفس اليوم، وقع هجوم آخر على المسلمين الشيعة عندما كانوا يحيون ذكرى عاشوراء في بيشاور، عاصمة إقليم خيبر بختونخوا، أسفر الهجوم عن مقتل طفل واحد وجرح 28 شخصاً.

12. أعمال عنف عام 2012: في مذبحة كوهيستان في فبراير 2012، قتل 18 مسلماً شيعياً من غلغت – بالتستان عندما كانوا يسافرون بالحافلات من روالبندي في البنجاب إلى غلغت. حيث أوقف مسلحون يرتدون زي عسكري الحافلات في كوهيستان وقتلوا أشخاص الشيعة بسبب انتمائهم الديني. وكان من بين القتلى ثلاثة أطفال. وفي 16 أغسطس 2012، أوقف مسلحون أربع حافلات متجهة إلى غلغت لاحتفالات عيد الفطر. وفصلوا 25 راكبًا شيعيًا عن سائر الركاب بعد أن تعرفوا عليهم من خلال بطاقاتهم الهوية، ثم أطلقوا النار عليهم. وأعلنت جماعة منتسبة لتنظيم القاعدة مسئوليتها عن الهجوم. كما قُتل ثلاثة من شيعة الهزارة بالرصاص في مدينة كويتا، التي تعد مركزاً لأحد الجماعات السنية التابعة لحركة طالبان تعرف باسم كويتا شورا. وفي 24 نوفمبر 2012، قتل 8 أشخاص وأصيب آخرين بعد انفجار قنبلة استهدف موكب ذكرى عاشوراء للشيعة في ديره إسماعيل خان.

13. أعمال عنف عام 2013: 

- في 10 يناير 2013، وقعت عدة تفجيرات في مدينة كويتا بجنوب غرب باكستان، وفي وادي سوات الشمالي، أسفرت التفجيرات عن مقتل 130 شخصاً وإصابة ما لا يقل عن 270 شخصاً. أعلنت منظمة لشكر جهانكوي مسؤوليتها عن جميع التفجيرات، وهي جماعة إرهابية متطرفة تحظرها الحكومة.

- وفي 16 فبراير 2013، تم الإبلاغ عن مقتل ما لا يقل عن 113 شخصا وجرح 180 آخرين بعد انفجار قنبلة في سوق البقالة في كويتا. حيث أعلنت منظمة لشكر جهنكوي الإرهابية مسؤوليتها عن الهجوم. 

- وفي 18 فبراير 2013، أطلق مسلحون مجهولون النار على الدكتور علي حيدر وابنه البالغ من العمر 11 عاماً، عندما كان يقود سيارته في منطقة غولبرغ في لاهور. وفي 3 مارس 2013، أسفر انفجار قنبلة قوية في مدينة كراتشي في منطقة عباس تاون عن مقتل 45 شخصا وإصابة 150 آخرين. 

- وفي 26 يوليو 2013، وقع انفجار مزدوج في باراتشينار، البلدة الرئيسية في وكالة كورام. وقع الانفجار الأول في سوق باراتشينار عندما كان الناس يتسوقون لوجبة الإفطار. وانفجرت القنبلة الثانية على جانب الطريق. أسفر الانفجارين عن مقتل 60 شخصًا وإصابة 187 على الأقل. 

- في نوفمبر 2013، عندما كان يمر موكب شيعي أمام مسجد سني في روالبندي في ذكرى عاشوراء وقعت اشتباكات وأعمال عنف طائفية، أدت إلى فرض حظر التجول في المنطقة. ثم تم رفع حظر التجوال لكن استمر العنف لعدة أيام. وقد قتل تسعة أشخاص، ثمانية منهم من الشيعة وأحد من المارة وأصيب 50 آخرون عندما احرق أحد طلاب المدرسة السنية الأسواق. كما اندلعت أعمال عنف في ملتان وتشيشتيان. 

14. أعمال عنف عام 2014: في يناير 2014؛ قتل ما لا يقل عن 23 شخصًا وأصيب سبعة آخرون في هجوم بالأسلحة النارية على مطعم بالقرب من الحدود الباكستانية الإيرانية. وكان معظم القتلى أو جميعهم كانوا من الشيعة القادمين من إيران. كما استهدف مسلحون آخرون فنادق في بلدة تفتان بمقاطعة بلوشستان عندما كان يقيم فيه بعض الباكستانيين في طريق عودتهم من إيران. 

15. أعمال عنف عام 2015: في 30 يناير 2015، قتل أكثر من 60 شخصا في انفجار قنبلة في مسجد شيعي في شيكاربور.. وفي 13 مايو 2015، قام ستة مسلحين بالهجوم على حافلة في كراتشي، مما أدى لمقتل 45 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات، وأغلب القتلى كانوا من أتباع الطائفة الإسماعيلية. تبنَّت جماعة جند الله الإرهابية العمليَّة.

16. أعمال عنف عام 2016: في 29 أكتوبر 2016؛ قُتل 5 أشخاص، عندما أطلق مهاجمون مجهولون النار على تجمع ديني في منطقة ناظم آباد في كراتشي. في 12 نوفمبر 2016، قتل أكثر من 45 شخصًا، من بينهم نساء وأطفال، وأصيب أكثر من 100 آخرين عندما فجر انتحاري نفسه داخل مرقد شاه نوراني في خوزدار، في بلوشستان بعد صلاة العشاء.

17. أعمال عنف عام 2017: في 21 يناير 2017، تم تفجير قنبلة في سوق الخضار في باراشينار، وهي منطقة ذات أغلبية شيعية. وأفادت مصادر عسكرية باكستانية أن عشرين قتيلاً وسبعة وأربعين جريحاً سقطوا جراء الانفجار. كما في 31 مارس 2017 وقع تفجير سيارة مفخخة داخل سوق بالقرب من مسجد شيعي في مدينة باراتشينار، مما أدى إلى قتل ما لا يقل عن 24 شخصا وجرح أكثر من 70 آخرين.

18. أعمال عنف عام 2018: في 23 نوفمبر 2018؛ قُتل 31 شخصا من بينهم 22 شيعيا وأصيب أكثر من 50 آخرون في تفجير انتحاري في سوق الجمعة في كالايا في خيبر بختونخوا، وهي منطقة قبلية غالبية سكانها من الشيعة. أعلن داعش فيما بعد مسؤوليته عن التفجير.

15. أعمال عنف عام 2024: جرت أعمال عنف واعتداءات متكررة على المسلمين الشيعة في باراجنار الباكستانية التي أودت بعدد كبير من الشهداء والجرحى.

المنظمات الدينية المسؤولة عن العنف:

تبنت الجماعات المسلحة السنية في باكستان بشكل رئيسي مسؤولية العنف الطائفي في البلاد، منهم منظمة لشكر جهنكوي، وسباه صحابة، وتحريك طالبان باكستان (المنتسبين إلى القاعدة)، وجند الله (المنتسبين للدولة الإسلامية في العراق والشام). ووفقًا لـ هيومن رايتس ووتش أعلنت منظمة لشكر جهنكوي مسؤوليتها عن معظم الهجمات ضد الشيعة. وكما في الهجمات على أهل السنة وبريلوية والصوفية تعد الجماعات المسلحة السنية هي المسؤولة. وقد تؤدي هذه الهجمات في بعض الأحيان إلى هجمات انتقامية من قبل ضحايا الشيعة.

 صور العنف الطائفي بحق الشيعة:

أتخذ العنف الطائفي بحق الشيعة صورا متعددة منها:

1. التحريض المجتمعي ضد الشيعة الباكستانيين: كان من وسائل العنف المستخدمة بحق الشيعة هو التحريض الطائفي، حيث كانت الجماعات السنية المتطرفة تحرض إتباع الطائفة السنية على معاداة الشيعة وقتلهم كونهم خارجين عن الإسلام، ويحدث ذلك عادة من خلال المدارس الدينية، ومن خلال الخطب والمحاضرات، أو من خلال وسائل الإعلام الموجه ضد الشيعة، ومن خلال طباعة الكتب والمنشورات التحريضية. 

2. الهجمات المسلحة على المساجد والحسينيات: في الغالب كانت الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية تهاجم بين الحين والأخر مراكز العبادة الشيعية كالمساجد والحسينيات، ويحصل الهجوم إما عن طريق العناصر المدججة بالأسلحة، وإما عن طريق زرع المتفجرات بداخل الحسينيات، أو بالهجمات الانتحارية، بالإضافة إلى رمي المنشورات التحريضية.

3. الهجمات المسلحة ضد المدن والقرى الشيعية: حيث تقوم مجموعات مسلحة باستهداف أحياء بكاملها وقتلهم دون تمييز بقصد إرعاب السكان ودفعهم للتخلي عن مذهبهم الديني (التشيع) وكثيرا ما كانت الجماعات الدينية السنية المتطرفة تعلن مسؤوليتها عن الهجوم.

4. الهجمات المسلحة على المحلات التجارية: حيث كانت الجماعات المتطرفة تهاجم المراكز التجارية والمحلات التي يملكها الشيعة بقصد دفعهم لتركها وبيعها لأهل السنة.

5. قطع الطرق وقتل المارين من أهل الشيعة: كما كانت هذه الجماعات المتطرفة تقطع الطرق على المواطنين الشيعة وتنفذ فيها أعمال القتل والإعدام بسبب هويتهم الشيعية. وتخليهم عن التشيع

6. الهجمات المسلحة على البيوتات الشيعية: كانت الجماعات المتطرفة والإرهابية تقوم بهجمات منظمة على بيوتات الشيعة بقصد قتلهم أو تخويفه ودفعهم إلى الهجرة.

7. علميات الاغتيال لرموز الشيعة: كانت بعض الهجمات الإرهابية تستهدف بعض رموز الشيعة وعلمائهم.

توصيات لمكافحة العنف الطائفي بحق الشيعة:

 رغم مظاهر العنف الطائفي بحق الشيعة إلا أن عموم أهل باكستان لا يميلون إلى العنف، ولا يؤيدون أعمال العنف الطائفي التي ترتكبها الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، سواء بحق الشيعة، أو بحق الأقليات الأخرى، كالمسيحيين والبوذيين والسيخ. ومع أن الحكومات الباكستانية المتعاقبة تميل إلى تفضيل أهل السنة على المكونات الطائفية الأخرى إلا أنها لا تؤيد، ولا تدعم (رسميا) أعمال العنف التي ترتكبها هذه الجماعات والمنظمات، وفي الغالب تجد نفسها في موقف لا تحسد عليه، فهي بين السندان والمطرقة، بين واجب القيام بحماية مواطنيها بغض النظر عن هويتهم العرقية أو الطائفية، وبين قوة هذه التنظيمات وقدرتها على التأثير المجتمعي والرسمي، وتنفيذ أجندتها الطائفية.

ومن هذا المنطلق يدعو مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات للحد من مظاهر العنف الطائفي بحق الشيعة إلى ما يأتي:

1. ضرورة ممارس الضغط الدولي والإقليمي والمحلي على الحكومات الباكستانية واستدامته، لتأخذ دورها في تنفيذ بنود الدستور الباكستاني والقوانين الباكستانية التي تجعل المواطنين الباكستانيين على قدم المساواة دون تمييز أو مفاضلة بين مواطن ومواطن، وبين طائفة وأخرى. 

2. ضرورة تفعيل مبدأ (الحرية الفكرية والعقدية) للأفراد والطوائف على حد سواء، فلكل مواطن الحق في المجاهرة بديانته وممارستها والدعوة إليها، ولكل طائفة دينية ومذاهبها الحق في إنشاء مؤسسات دينية والحفاظ عليها وإدارتها.

3. ضرورة تعديل المسار على مستوى الفكري والهيكلي في توجهات قوى الأمن والشرطة الباكستانية وسلوكها وحركتها، للقيام بواجباتها ووظائفها الأساسية المتمثلة في توفير الأمن والأمان لكل مواطنيها، لتتمكن من استخدام وسائلها المتاحة في منع الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية من ممارسة أعمال العنف بحق المواطنين الباكستانيين، والطوائف الدينية، والأقليات العرقية الأخرى.

4. أن تتولى النخب السياسية والثقافية والتعليمية في باكستان مسؤولية الدعوة إلى تغيير المناهج والكتب الدراسية التي تعزز قناعات العداء بين المواطنين الباكستانيين، وتزرع فيهم بذور الفرق والاختلاف، لا سيما تلك التي تدرس في المدارس الدينية، بما لا يخدم مصالح باكستان في الاستقرار المجتمعي والسياسي والثقافي. 

5. أن تقوم المنظمات الأممية بدور أكبر في باكستان لتعزيز مبدأ الإنسانية والسلام والمواطنة، والحكم الرشيد، والتنمية الاجتماعية، والتعليم المنفتح، فكل هذه العوامل يمكن أن تعزز وحدة المجتمع الباكستاني، وتحد من مظاهر ممارسة العنف الطائفي، وتحيد الجماعات المتطرفة. 

6. الحد من تدخل بعض الدول والجماعات الدينية المتطرفة في الشؤون السياسية والاجتماعية في باكستان، سواء عن طريق الخطابات المتشددة، أو التمويل بقصد إثارة النعرات الطائفية والعرقية. حيث تهدد هذه التدخلات الخارجية بمزيد من الانقسام في باكستان، كما لم يحدث من قبل، وإذا لم يتم سد الفجوة فقد يؤدي ذلك إلى حرب أهلية لا سامح الله. 

7. أن تقوم الرموز الدينية والعملية والثقافية والسياسية والاجتماعية الشيعية في باكستان بمبادرات مجتمعية وسياسية لتوثيق أواصر الأخوة الإسلامية مع الرموز والشخصيات والمراكز الدينية السنية على قاعدة (المؤمنون أخوة) وقاعدة (باكستان بلد الجميع) وقاعدة (حرية الرأي والعقيدة).

8. تفعيل دور التنظيمات السياسية، والمراكز الثقافية، والمدارس الدينية الشيعية لتكون قادرة على الاستجابة للمتطلبات الحالية، بما يعزز القناعة لدى المجتمع الباكستاني والحكومة الباكستانية أن الشيعة كما هم مواطنون باكستانيون أصلاء؛ فإنهم أيضا قوى دينية وسياسية واجتماعية وثقافية وحقوقية لا يمكن تجاوزها أو التفريط بحقوقها الدستورية والقانونية.

9. أن تتولى الشخصيات الدينية والسياسية إنشاء مؤسسات ومنظمات قانونية وإدارية، مهمتها الدفاع عن ضحايا الإرهاب والجماعات المتطرفة في المحاكم والمؤسسات الحكومية، ووقف غصب الأراضي والممتلكات التابعة للشيعة.

10. أن تتولى الشخصيات الدينية والسياسية إنشاء تنظيمات شعبية مدنية، مهمتها توفير الحماية اللازمة للمساجد والحسينيات خاصة في المناسبات الأكثر تواجد للشيعة، وهي أيام محرم الحرام بما يمكن الشيعة من أداء مراسم العزاء، دون أعمال عنف، تعرض حياة المعزيين للخطر.

..........................................

** مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات/2009-Ⓒ2024

هو أحد منظمات المجتمع المدني المستقلة غير الربحية مهمته الدفاع عن الحقوق والحريات في مختلف دول العالم، تحت شعار (ولقد كرمنا بني آدم) بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين أو المذهب. ويسعى من أجل تحقيق هدفه الى نشر الوعي والثقافة الحقوقية في المجتمع وتقديم المشورة والدعم القانوني، والتشجيع على استعمال الحقوق والحريات بواسطة الطرق السلمية، كما يقوم برصد الانتهاكات والخروقات التي يتعرض لها الأشخاص والجماعات، ويدعو الحكومات ذات العلاقة إلى تطبيق معايير حقوق الإنسان في مختلف الاتجاهات...

http://ademrights.org

[email protected]

https://twitter.com/ademrights

اضف تعليق