يقع المشروع في قلب الجدل بشأن التوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة في سيراليون، وبينما تسعى الحكومة أيضا إلى تعزيز السياحة البيئية لتقوية اقتصادها، وتعد سيراليون، المستعمرة البريطانية السابقة الغنية بالماس، واحدة من أفقر دول العالم وما زالت تتعافى بعد ما يقرب من عقدين من انتهاء الحرب الأهلية...
يحتج أهالي سيراليون على مرفأ صناعي من المقرر بناؤه في قرية تتميز بأراضيها الخصبة في البلد الواقع غرب إفريقيا جرّاء قلقهم من احتمال تدمير المشروع الممول من الصين الغابات البكر المطيرة وتسببه بتلوث المحيط. بحسب فرانس برس.
تقع قرية بلاك جونسون، وهي منطقة جذب سياحي، على بعد 35 كيلومترا جنوب العاصمة فريتاون، بين الشواطئ المذهلة ذات اللونين الأسود والذهبي والغابات البكر المطيرة التي تعيش فيها قرود الشمبانزي والطيور المحمية.
وتعد البحيرة الفيروزية القريبة المليئة بأشجار النخيل أيضا أرضا خصبة لتكاثر الأسماك والسلاحف، لكن الحكومة أعلنت الشهر الماضي عن خطط لبناء ميناء للصيد ومجمع تحويل صناعي في القرية، ما أثار مخاوف من مخاطر بيئية قد تتعرض إليها المنطقة الاستوائية، وذكرت وزارة الثروة السمكية، مستشهدة بإمكانية توفير آلاف الوظائف الجديدة في الدولة الفقيرة، أن الصين تمول المشروع الذي تبلغ تكلفته 55 مليون دولار (45 مليون يورو)، ويقود تومي غبانديوا، صاحب نزل صديق للبيئة، جهود مقاومة المشروع. وقال "إذا جاء الصينيون إلى هنا، فستتأذى البيئة وستنبعث الروائح الكريهة من الشواطئ".
يقع المشروع في قلب الجدل بشأن التوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة في سيراليون، وبينما تسعى الحكومة أيضا إلى تعزيز السياحة البيئية لتقوية اقتصادها، وتعد سيراليون، المستعمرة البريطانية السابقة الغنية بالماس، واحدة من أفقر دول العالم وما زالت تتعافى بعد ما يقرب من عقدين من انتهاء الحرب الأهلية التي أودت بحياة حوالى 120 ألف شخص.
افتراضية
تتوفر في سيراليون مناطق صيد غنية، لكن قلة من السكان قادرون على استغلال هذا المورد، وفقا لوزارة الثروة السمكية التي لفتت الشهر الماضي إلى أن حوالى 140 سفينة صيد أجنبية تحوز على معظم الثروة السمكية في البلاد.
ومن ثم، تقوم سفن الصيد بمعالجتها وبيعها في الخارج "بفائدة ضئيلة أو معدومة لسيراليون"، ويهدف الميناء المزمع إقامته إلى تحويل بعض الأرباح إلى السكان المحليين، وأثارت الخطط الغامضة قلق السكان الذين يعتقدون أن المستثمرين الصينيين يعتزمون أيضا بناء مصنع لمسحوق السمك، وهو اتهام نفته حكومة سيراليون لفرانس برس.
وتعتبر مصانع مسحوق السمك شائعة في بعض دول غرب إفريقيا، وغالبا ما تنبعث منها نفايات كريهة الرائحة وتلوث المسطحات المائية المحيطة وتنفّر السياح، وقال المتحدث باسم نقابة الصيادين الحرفيين ودي باكي كوروما إنه يؤيد مشروع المرفأ من حيث المبدأ. لكنه أردف "إذا كان (مصنع) مسحوق السمك جزءا من المشروع، فلن ندعمه".
وقال دو زيجون، وهو دبلوماسي صيني في فريتاون، في بيان إن الخطة تهدف إلى بناء ميناء وليس "مطحنة للحوم السمك"، وأضاف أن "الاتهامات بعدم الاهتمام بحماية البيئة وتدميرها افتراضية وهدفها الإثارة"، ويعتمد رئيس سيراليون جوليوس مادا بيو على الحياة البرية والغابات المطيرة الوفيرة في البلاد لإحياء قطاع السياحة.
الحق في الأرض
وأطلق السكان المحليون التماسات عبر الإنترنت لنقض قرار الحكومة ولفت انتباه الصحافة المحلية، وقال غبانديوا لفرانس برس إن الاستياء منتشر على نطاق واسع، وذكر أن مسؤولين حكوميين حضروا برفقة مسلّحين لمسح الممتلكات، مضيفا أنه يرفض التنازل عن أي قطعة أرض، وأردف "أنا سيراليوني ولدي الحق في الأرض"، وتعهدت وزيرة الثروة السمكية إيما كوا جالوه، خلال زيارة قامت بها مؤخرا إلى بلاك جونسون، بتعويض مالكي الأراضي، وقالت "نحن لا نستولي على أراض" مضيفة أن المشروع "ضروري للغاية" وسيخلق فرص عمل.
واتهمت "غرين سينري"، وهي منظمة بيئية محلية غير حكومية، الحكومة بعدم تنفيذ تعهداتها البيئية المفروضة عليها، وحثتها على إلغاء المشروع، وأوضح المدير التنفيذي للمجموعة جوزيف راهال "بلاك جونسون هي وجهة السياحة البيئية الوحيدة المتبقية في فريتاون، نحن بحاجة إلى حمايتها"، ومع ذلك، لا يبدو أن كل السكان المحليين يرفضون خطة الميناء.
وقال زعيم القرية با لامين كارغبو أن القرية تفتقر إلى شبكة لتوزيع المياه والكهرباء والمدارس، وأوضح أن الكثير من الخلافات مع الحكومة جاءت جراء غياب الحوار. وقال "ندعو إلى حل سلمي للمسألة حتى يخرج الجميع فائزين".
اضف تعليق