هناك صدمة تحدث لدى الطرفين بعد الزواج عندما يتم اكتشاف اختلاف الطباع وتسقط الأقنعة التي يتظاهر بها الطرفان في فترة الخطبة، فيحدث لدى الطرفين أزمة نفسية بعد أن يختفي الصوت الهادئ الحنون والرومانسية المتدفقة ويبدو كل شيء واضحاً حيث لا أقنعة ولا تمثيل...

جميع العلاقات الإنسانية تبدأ على مستوى كبير من الحذر والاحترام ومحاولات إظهار الجانب الحسن للوهلة الأولى، لكن من غير المنطقي أن يبقى التعتيم والتجمل الزائف مستورًا، فلا بد من ظهور الإنسان على طبيعته، وبالتالي تختلف الكثير من المعطيات في العلاقات الزوجية، ومن أهم المشكلات التي تصدر من الزوجة في والتي قد تؤدي إلى إفساد العلاقة الزوجية وبالتالي قد تصل إلى نتائج غير مرضية لطرفي العلاقة.

تقول استشارية الصحة النفسية وعلم النفس السلوكي الدكتورة رحاب العوضي:" هناك صدمة تحدث لدى الطرفين بعد الزواج عندما يتم اكتشاف اختلاف الطباع وتسقط الأقنعة التي يتظاهر بها الطرفان في فترة الخطبة، فيحدث لدى الطرفين أزمة نفسية بعد أن يختفي الصوت الهادئ الحنون والرومانسية المتدفقة ويبدو كل شيء واضحاً حيث لا أقنعة ولا تمثيل".

الدراسات الاجتماعية والنفسية التي ناقشت العلاقة بين الزوجين تشير إلى أن أغلب المشاكل والخلافات تندلع بسبب سوء تصرفات أحد الزوجين أو كليهما تجاه الطرف الآخر، مما ينتج عنها إيذاء للمشاعر، وفي المقابل فإن شكل العلاقة وطريقة التعامل مع الشريك لهما الدور الأكبر في تحقيق السعادة الزوجية أو التعاسة.

ما هي الأخطاء التي تصدر من الزوجة؟

الكثير من الأخطاء التي تصدرها الزوجة بقصد أو من دون قصد والتي تعقد الحياة بينهما ومن أهمها ما يلي:

أول ضروب الأخطاء التي ترتكبها الزوجة بحق زوجها هي استفزازه وتجريحه أو إهانته حين يقصر بحقها أو أنها لا يعمل كل ما تريد منه، فالرجل قد يغفر لزوجته أي شيء إلا سلاطة اللسان والتجريح والسباب والشتائم والتي أصبحت للأسف مظهرًا من مظاهر الحوارات الزوجية خاصة بين بعض الشباب المتزوج حديثًا، أمام الآخرين سيما أهل الزوج.

وما يجب هو أن تصبر الزوجة وتتحمل إخفاقات زوجها وتفهم عدم قدرته على الإتيان بكل الاحتياجات نظرًا لتعقد الحياة وتكاثر المسؤوليات التي تثقل كاهل الزوج وهذا حال غالبية المتزوجين، لذا يجب أن تتفهم الزوجة هذا الأمر وتبتعد عن إهانة زوجها عند التقصير أو القصور.

والخطأ الثاني الذي ترتكبه هو عدم احترامها لزوجها فإذا تعمدت الزوجة السخرية من الزوج وانتقاده بشكل دائم لن تدوم الحياة الزوجية طويلًا وسيكون مصيرها الفشل حتمًا، وهذا ما يحصل لدى الكثير من الأزواج سيما حديثي الزواج، مما يتطلب توعيتهم من قبل أهلهم قبل الزواج لتفادي هذا الخطأ الكارثي وبالتالي لا يحصل شرخ في العلاقة بينهما.

ومن الأخطاء التي ترتكب بحق الزوج من قبل زوجته هو عقد مقارنات دائمة من قبل الزوجة بين الزوج وأزواج الأخريات من القريبات أو الصديقات، فهذا الأمر أيضًا من الأمور التي تفسد العلاقة بين الزوجين وتؤدي لجرح الكرامة وإهانة الرجل في كبريائه وطعن لكرامته.

والواجب هو أن تعيش الزوجة حياتها وتفصلها عن حياة الأخريات من النساء، فالله تعالى وهب كل إنسان مستوى من الرزق عليه أن يتقبلها ويحمد الله عليها لا أن يبقى متحسرًا على وحاسدًا لأرزاق الناس، وهذه القناعة ستبقي الزوجين في مأمن من الخلافات.

ومن الأمور المرفوضة بشكل قاطع لدى الزوج هي وقوع الزوجة في خطأ إفشاء الأسرار الزوجية للآخرين واطلاعهم على خصوصيات تخص الزوج أو الأسرة حتى وإن كان ذلك مع الأهل والأقارب والصديقات المقربات من الزوجة، فهذا التصرف مؤذٍ كثيرًا للزوج نفسيًا واجتماعيًا بالإضافة إلى أنه مرفوض شرعًا.

والواجب هو حفظ أسرار الزوجية لأي أحد وتحت أية ظروف وضغوطات لأن الآخرين سيزيدون الطين بلة ويعقدون الأمور ولا يحلون الإشكاليات فتصبح العائلة مكشوفة أمامهم وبالتالي فتحت أبواب التدخلات المزعجة.

ومن الأخطاء أيضًا هي إهمال الزوجة لنفسها وزوجها، إذ يؤدي هذا الإهمال من الزوجة إلى نفور الزوج منها، كما أن من الأمور الهامة التي يجب أن تلتفت لها كل زوجة هي النظافة الشخصية والرائحة العطرة، وبدون هذا الاهتمام سيبتعد الرجل تدريجيًا عن زوجته والعكس هو الصواب، لذا وجب أن تلتفت الزوجة إلى هذه الأخطاء وتبتعد عن الوقوع بها قدر الإمكان.

اضف تعليق