في عالم مليء بالتحديات، يبرز البعض كنماذج ملهمة تضيء الطريق للآخرين، فرقان كاظم عوجه العيساوي هو واحد من هؤلاء الأفراد الذين جعلوا من العطاء نهج حياة، بعد فقدانه لوالده، انطلقت مسيرته الإنسانية من خلال العمل في معمل، حيث قرر أن يكرس جهوده لمساعدة العوائل المتعففة...

في عالم مليء بالتحديات، يبرز البعض كنماذج ملهمة تضيء الطريق للآخرين. فرقان كاظم عوجه العيساوي هو واحد من هؤلاء الأفراد الذين جعلوا من العطاء نهج حياة. بعد فقدانه لوالده، انطلقت مسيرته الإنسانية من خلال العمل في معمل، حيث قرر أن يكرس جهوده لمساعدة العوائل المتعففة. في هذا التقرير، نستعرض قصة فرقان ورحلته نحو تحقيق الأمل والسعادة للآخرين.

عندما فقد فرقان والده، كان الأمر مؤلماً للغاية. لكن بدلاً من الاستسلام للألم، قرر أن يسير على خطى والده في العطاء. بدأ رحلته بالعمل في المعمل، حيث حصل على وظيفة عبر أحد أصدقائه. كان أول راتب له بمثابة نقطة انطلاق لمشاريع إنسانية تهدف إلى تقديم الدعم للعائلات المحتاجة، فوزع جزءاً منه على شكل مساعدات، مقدماً ذلك كأجر وثواب لروح والده.

أحد الدوافع القوية التي تحرك فرقان هو رؤية الفرح في عيون العوائل عند استلامهم الهدايا من المنظمة التي أسسها. يقول: "أشعر بالسعادة عندما أرى الفرح على وجوه الأطفال وعائلاتهم". يعمل فرقان بدوام صباحي في المعمل، ويخصص ساعات بعد الظهر لتنفيذ نشاطاته الإنسانية. فهو يؤمن بأن لديه مهمة أكبر من مجرد العمل التقليدي، إذ يسعى إلى أن يكون "شخص صاحب عطاء بلا حدود" لجميع العوائل المتعففة.

وفي إطار أعماله الخيرية، قام فرقان بتنظيم نشاط تكريمي لطالبات فقدن والديهم، حيث قدّم تكليفًا شرعيًا ووزع 400 سلة غذائية. كما أنه اختتم نشاطاته بتوزيع بطاقات تجهيز ملابس لـ 50 طفلاً، مما يبرز التزامه تجاه الفئات الأكثر حاجة. ويشير إلى أن اختيار الفئات المستهدفة يتم من خلال زياراته للأماكن المحتاجة، حيث يتعرف على الأسر المتضررة بشكل مباشر.

ورغم قلة الدعم من الحكومة المحلية وبعض أصحاب النفوذ، إلا أن فرقان لم يسمح لهذه العقبات أن تعيق مسيرته. يعتمد على دعم ذاته من راتبه فقط، مما يعكس إرادته القوية وإصراره على تقديم المساعدة. ويضيف: "لم أواجه صعوبات كبيرة، بل كلما زادت التحديات، زاد إصراري على الاستمرار".

يتحدث فرقان بشغف عن منظمته، حيث يعتبرها مكانًا مليئًا بالإلهام. يقول: "هناك الكثير من الأشخاص الرائعين الذين يعملون معنا، ويجعلون الفكرة تتحول إلى واقع ملموس". طموحه لا يتوقف عند هذا الحد، إذ يخطط لتوسيع أنشطة المنظمة لتكون دولية، متضمنةً خدمات جديدة تهدف إلى دعم فئات أكبر.

يشعر فرقان بالفخر عندما يرى السعادة في وجوه العوائل المتعففة والأطفال الأيتام، فهو يدرك أن ذلك هو الهدف الحقيقي من عمله. ويؤكد أن والده كان دائم الدعم لكل الأنشطة الإنسانية، وأن وفاته كانت حافزًا إضافيًا له للاستمرار في مسيرته.

وفي حديثه لـ “شبكة النبأ المعلوماتية”، يوجه فرقان رسالة إلى الشباب، قائلاً: "أتمنى أن يكون لديهم مقدار من العطاء والمصداقية، وأن يحترموا النساء، خاصة الأرامل والمطلقات". هذه الكلمات تعكس حرصه على تعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية في المجتمع.

ختامًا، يتمنى فرقان أن تكون منظمته معروفة للجميع، حيث يؤمن بأن الدعم يأتي من المعرفة. فهو يأمل أن تُساهم معرفتهم بالمنظمة في زيادة المساعدات المقدمة لها، مما يتيح له الاستمرار في تقديم العون للمحتاجين.

إن قصة فرقان كاظم العيساوي ليست مجرد قصة فرد، بل هي قصة أمل وعطاء بلا حدود، تعكس قوة الإرادة الإنسانية في مواجهة التحديات، وتجسد قيم التضامن والمساندة التي يحتاجها المجتمع.

اضف تعليق