العلاقة الزوجية قائمة على ثلاثة أركان أساسية إذا اختل أي ركن منها تتخلخل العلاقة ما لم يتم تعويضه بتقوية بقية الأركان، الركن الأول المعاشرة الجنسية، والركن الثاني المودة والرحمة والسكن بين الزوجين، والركن الثالث البنوة والأمومة (إنجاب الأولاد). وللأسف فإن هناك عدم اكتراث بشأن هذه الأركان وفهمها ورعايتها...
كيف تؤثر الازمات في العلاقات الزوجية على التماسك الاسري والاستقرار الاجتماعي؟ وماهي الأسباب الرئيسية في نشوء الازمات الزوجية؟ وماهي الحلول الممكنة والواقعية لاحتواء الازمات بين الزوجين وتطوير العلاقات الزوجية؟
منذ قرون وحضارتي الشرق والغرب في تباين واضح من قضية الغيب والمادة، الروح والجسد، الايمان والإلحاد، فالغرب ومنذ عصور الرومان القديمة ميالون إلى الشهوات والانغماس في عالم اللذة ولم تستطع المسيحية رغم رهبانيتها أن تجردهم من هذا الميل، بينما كان الشرق أقرب إلى عالم الغيب والارتباط الروحي بالله ويكفيه أنه منه انطلقت الديانات الإبراهيمية الثلاث فموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام ولدوا وترعرعوا في الشرق.
عبر المتابعة الاستقرائية تجد أن هناك تناسباً طردياً بين الالتزام الديني وتماسك العلاقة الزوجية، بل بين الأول والتماسك الأسري عموماً، قد يقول قائل أما ترى اليابانيين والصينيين والهنود انهم يمتازون بعلاقات زوجية مستقرة نسبياً قياساً للغرب رغم انهم لا دينيون!
والجواب من قال انهم لا دينيون، فهم إما بوذيون أو كونفوشيسيون أو سيخيون، أو غير ذلك، ورغم ان الصين يحكمها حزب شيوعي علماني إلا ان أخلاق وقيم الكونفوشيوسية متجذرة في نفوسهم. فالحديث عن الدين مطلق الدين وليس الديانات التوحيدية بعينها.
وعبر المتابعة الاستقرائية أيضاً فهناك علاقة تناسب طردية بين وسائل الاتصالات والتداخل الحضاري فكلما تطورت وسائل الاتصال كلما زاد التداخل الحضاري، هذا التداخل قد يكون تلاقح ينتج ما هو أفضل لكلا الحضارتين إذ تأخذ الأولى ما هو جيد من الثانية وكذا الثانية من الأولى فتتطور الأمم والشعوب كما هو بشأن العمران والصناعات والعلوم، وقد يتحول التداخل إلى (استغراب) وهو عملية انسلاخ بعض اتباع الحضارة الأولى عن هويتهم وعاداتهم وتقاليدهم الأصلية بكل وتقمص مظاهر الحضارة الثانية.
العلاقة الزوجية قائمة على ثلاثة أركان أساسية إذا اختل أي ركن منها تتخلخل العلاقة ما لم يتم تعويضه بتقوية بقية الأركان، الركن الأول المعاشرة الجنسية، والركن الثاني المودة والرحمة والسكن بين الزوجين، والركن الثالث البنوة والأمومة (إنجاب الأولاد).
وللأسف فإن هناك عدم اكتراث بشأن هذه الأركان وفهمها ورعايتها في مجتمعاتنا وخاصة الركن الأول، وسائل التواصل والمواقع الإباحية التي صارت في متناول الغالبية أخلت بالعلاقات الزوجية أيما إخلال.
* مداخلة مقدمة الى الجلسة الحوارية التي عقدها مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث تحت عنوان: (العلاقات الزوجية.. أزمات صامتة وحلول مستحيلة)
اضف تعليق