انت فاشل، ابو كرش، شعرك مجعد، الغبي، اخيك افهم منك، لا ارى فيك خيراً، همك بطنك وغيرها من العبارات التي يجلد بها الابوين ابناءهم ربما بقصد اشعال النار في داخله ليحسن من سلوكية اخفق فيها او للقيام بعمل مطلوب منه اداءه بصورة جيدة، لكن الحقيقة انها تطفئ جذوة العمل والسعي بداخلهم...
يتعرض الكثير من الاطفال الى المضايقات المقصودة وغير المقصودة التي يرتكبها الوالدين بحق ابناءهم والتي تعد من الاخطاء الكارثية بحقهم مما يضعف شخصياتهم ويجعلهم يشعرون بالظلم والحيف طوال سنوات حيواتهم، ومن هذه الاخطاء التربوية هي السخرية من الاطفال بالطرق اللفظية او الجسدية وغيرها من الطرق الاخرى، فالسخرية مؤلمة جداً لكونها تكسر روحه وتهينه وتحط من قيمته وبالتالي يقوض من إحساسه بذاته واحترامه لها.
(انت فاشل، ابو كرش، شعرك مجعد، الغبي، اخيك افهم منك، لا ارى فيك خيراً، همك بطنك) وغيرها من العبارات التي يجلد بها الابوين ابناءهم ربما بقصد اشعال النار في داخله ليحسن من سلوكية اخفق فيها او للقيام بعمل مطلوب منه اداءه بصورة جيدة، لكن الحقيقة انها تطفئ جذوة العمل والسعي بداخلهم وتجعل منهم افراد ناقمين على انفسهم وعلى والديهم وبالتالي ينمو الفشل معهم منذ الطفولة ويترجم الى عادات سلوكية غير سليمة مالم تعدل في المستقبل.
من اوجه السخرية ان الابوين يسخرون من طريقة النطق غير الصحيح لبعض الكلمات من قبل ابناءهم مما يجعلهم يفضلون عدم التكلم امامهم وهو يسبب مشكلة في النطق لديه مع مرور الوقت وبالتالي يشكل الامر احدى المشكلات النفسية التي تتحول الى عقد قد يصعب التعامل معها او تخطي اثارها والملاحظ للأطفال اليوم يجد الكثير منهم غير سليمين النطق وهم في اعمار كبيرة لعل السخرية هي احد الاسباب.
في هذا السياق يقول المختص في علم النفس الطفل الدكتور (جمال شفيق) "الكثير من الأطفال في فترة الطفولة يكون لديهم خلل في نطق الحروف والكلمات، فيعمد الأهل إلى السخرية من هذا الشأن، ولا يعي الطفل لما يضحكون ولكن بمرور الوقت يبدأ الطفل في فهم من حوله حتى ولو لم يظهر ذلك، ويبدأ في كتمان غضبه من سخريتهم له ومع الوقت تتربى بداخله كثير من العقد التي يعاني منها أهله عند كبره وهم لا يعلمون أنهم السبب في هذه العقد والمشاكل النفسية".
في حالات معينة تحدث السخرية من باب المزاح الخفيف وفي مثل هذه الحالة تكون مقبولة لأنها تؤدي الى السعادة والراحة النفسية للطفل ولمن حوله لكونها لم تكن بقصد الاستهزاء والتقليل من شأنه على عكس الشتائم التي تجرح الطفل وتشعره بالاحباط والمضايقة وهو ما سيجعله حزينا وغاضبا ومتألما، ولعل اكثر انواع السخرية الماً للطفل تلك التي تصدر من الاهل لأنه يراهم القدوة بالنسبة اليه وبهذه السلوكية ومثيلاتها يقدم القدوة نموذج غير متزن من السلوكيات سيما وان الطفل لا يقدر على ردها مما يزيد من عذابه النفسي.
للأسف اقول ان نطاق السخرية قد يتوسع في بعض الحالات وقد وصل الى محيط المدارس واصبح بعض الاساتذة وحتى الطلبة يسخرون من الطلبة الذين لديهم عوق معين او مشكلة في البصر او اية مشكلة اخر مما يجعلهم محل تنمر وسخرية وهو ما حدى بالكثير من الطلبة الى مغادرة المدارس العامة صوب المدراس الخاصة او مغادرة المدارس بصورة عامة مما يفوت عليهم فرص التعليم.
جميعنا يتفق ان السخرية ليست مبدأ انساني وله من السلبيات الكثيرة على الانسان بصورة عامة وعلى الطفل بصورة خاصة على اعتبار ان بنيته النفسية ضعيفة لذا ما يجب فعله هو احترام مشاعره وعدم النيل، فالطفل يحتاج إلى الاحترام أكثر مما يحتاجه الكبير لكون الكبير يعي بعض المواقف ولا يعتبرها اهانة له لكن الطفل لا يعلم ذلك لأن عقله لم ينم بعد وبالتالي وقع الإهانات والأذى النفسي قد تكون أكبر من وقعها على الكبير العاقل البالغ واسمى صور الاحترام الذي يمكن نقدمه للانسان هو الاحترام والتقبل على ماهو عليه وعدم محاربته بنقصه او علته.
اضف تعليق