ما هو السلوك العدواني؟، وكيف يتشكل السلوك العدواني لدى الطفل؟، وما هي اشكاله؟، وهل تختلف نسبه بين الذكور والاناث؟، وما هي اسبابه وطرق الحد منه ومعالجته من قبل الابوين؟ يشتمل مفهوم السلوك العدواني على الأفعال والتصرفات السلبية اتجاه الآخرين أو اتجاه نفسه وخاصة عند الاطفال...
يولد الانسان بعجز كبير وكأنه اية قطعة خام وانتما ايها الابوين من تتحكمان به، لكن هذا الامر لن يدوم فيوم بعد آخر يبدأ بالتحرك والنطق ويتطور الحال في طريقه الى الوصول الى الحركة الكاملة، لكن المستغرب انه في اوائل تحركاته تبدو على سلوكياته امور لم نكن نتوقعها كالعدوانية على سبيل المثال التي هي موضوع المقال.
ما دفعني لكتابة هذا المقال هو السلوكيات العدوانية التي بدأت تظهر على ابني الذي لم يكمل السنة الثانية من عمره، فما هو السلوك العدواني؟، وكيف يتشكل السلوك العدواني لدى الطفل؟، وماهي اشكاله؟، وهل تختلف نسبه بين الذكور والاناث؟، وماهي اسبابه وطرق الحد منه ومعالجته من قبل الابوين؟
يشتمل مفهوم السلوك العدواني على الأفعال والتصرفات السلبية اتجاه الآخرين أو اتجاه نفسه فقد عرفه الباحث خالد عز الدين على أنه "تصرف سلبي يصدر من الطفل تجاه الآخرين ويظهر على صورة عنف جسدي أو لغوي أو على شكل ايماءات وتعابير غير مباشرة على عدم الرضا منه"، ويعرفه سيزر بانه "الاستجابة الانفعالية المتعلمة خلال مراحل النمو وتظهر جلية في السنة الثانية على شكل عدوان وظيفي لارتباطها بإشباع الحاجات الخاصة به".
مظاهر السلوك العدواني لدى الطفل
للعدوان عند الطفل ثلاثة أصناف أساسية وهي:
عدوان موجه نحو الذات وفي مثل هذه الحالة يعتدي الطفل على نفسه كلطم نفسه أو جرح يده أو رمي نفسه على الأرض او عض جزء من جسمه او قضم شعره او خربشة وجهه وغيرها من السلوكيات التي يؤذي بها نفسه وعادة ما يصاحب هذه السلوكية صراح في محاولة منه للفت انتباه ابويه او من حوله من الناس.
الصنف الآخر لعدوان الطفل هو ذلك العوان الموجه نحو الاخرين مثل والديه اخوانه حتى الامور المادية من العاب واواني وغيرها من ممتلكات البيت، وهذه السلوكيات يقوم بها للتعبير عن الامتعاض من امر ما، كما قد يوجه هذه النوع من العدوان تجاه الحيوانات ايضاً وهذا ما يعد مؤشراً من مؤشرات الشخصية العدوانية.
ومع هذين العدوانين يظهر نوع من العدوان بحسب الكثير من المختصين في علم النفس يصفونه بأنه عدوان رشيد وهذا الذي يتمثل بمحاولة الطفل تفريغ شحنات العداء بطريقة ايجابية كممارسة الرياضة أو هواية معينة ففي هذه الحالة يسعى إلى تجنب حالة الإحباط والتوتر، لكني شخصياً لم ارى في هذا النوع اي عدوان غير اني ملتزم بالتنصيف الذي وضعه النفسيون.
من الاكثر عدوانية الذكور ام الاناث؟
تشير العديد من الدراسات السيكولوجية الى أن الذكور أكثر عدوانا من الإناث إضافة إلى وجود فروق بين طريقة التعبير عن العدوان بين الجنسين، اذ يتخذ الإناث الأشكال اللفظية في التعبير عن العدوان كما أنهم يوجهون العدوان نحو الذات والانغلاق عليها نتيجة إلى عدم القدرة على المواجهة بينما يتجه الذكور إلى الأشكال الجسدية والهجومية في التعبير عن العدوان.
الاسباب:
تتعدد اسباب العدوانية لدى الطفل بتعدد المثيرات المحيطة بالطفل وسنحاول فيما يلي ذكر ابرز هذه الاسباب وهي كالتالي:
الاسباب الوراثية هي احد الاسباب واهمها، اذ تم التحقق تأكيد ذلك عبر الدراسات التي اجريت على التوائم والتي بينت ان السلوك العدواني بين التوائم المتماثلة أكثر من التوائم الغير متماثلة، وهو ما يعزز اثر الوراثة، ثم لطريقة التعامل الوالدية التي يعتمدها الاهل في تربية الابناء فأذا اعتمدوا التشدد والتعصب فبالتأكيد سيكون عدوانياً.
ومن الاسباب ايضاً عدم إعطاء للطفل الحرية في التعبير عن آرائه وحاجاته الداخلية اضافة الى عدم إشباع حاجات الطفل الأساسية، وتشكل مشاهدة الأفلام الكرتونية والدراما التي تحتوي على العنف عاملاً قوياً من عوامل ظهور العدوانية في الطفل.
كيف نعالج الامر؟
كي نبعد الطفل عن ساحة العدوانية ينبغي ان بعده عن جميع اشكال العنف الاسري والذهاب الى حل المشكلات بصورة سرية بعيداً عن انظار الطفل، ومن الافضلية بمكان ان يبعد الطفل ان مشاهد العنف التي تصدرها مواقع التواصل والتلفاز والتي تلقي بظلالها سلبياً على الطفل، ويجب منح الطفل فرصاً للتعبير عن ذاته واحتياجاته لان كبتها سيجعل منه باحثاً عن التعويض عند اول فرصة تسنح، وبذا يمكن ان نخفض من مستوى عدوانيته.
اضف تعليق