في امور حياتنا نعيش وسط محيطين أحدهما مادي والاخر بشري، ونحن معنيين كبشر في التعامل مع بعضنا بما يناسب ادميتنا، والابتعاد عما يخدشها او يؤذيها كي تستمر العلاقات الانسانية وتدوم وتحقق مبتغاها، وهذا الذي خلق من اجله الانسان ومن اجله ايضاً يبذل كل الجهود كي يكون متصالحاً مع محيطه...
في امور حياتنا نعيش وسط محيطين احدهما مادي والاخر بشري، ونحن معنين كبشر في التعامل مع بعضنا بما يناسب ادميتنا، والابتعاد عما يخدشها او يؤذيها كي تستمر العلاقات الانسانية وتدوم وتحقق مبتغاها، وهذا الذي خلق من اجله الانسان ومن اجله ايضاً يبذل كل الجهود كي يكون متصالحاً مع محيطه، هذا الامر يعرف بـ(الادراك الاجتماعي).
يعرف علم النفس الادراك الاجتماعي على انه: هو ترميز وحفظ وإعادة وتعديل المعلومات حول أعضاء من نفس النوع، أي أنها ببساطة القدرة على التفكير وفهم الآخرين، بحيث يعتبر الإدراك الاجتماعي نهج محدد لعلم النفس الاجتماعي ومجال علم النفس الذي يدرس كيفية تأثر أفكار الناس وسلوكياتهم بوجود الآخرين، ويستخدم أساليب العلوم المعرفية.
ويعرفه علم النفس الادراك الاجتماعي ايضاً على انه تفاعلنا مع البيئة المحيطة بنا يبدأ علماء النفس تقليدياً من المدخلات الإشارات الناشئة عن البيئة تؤثر علينا، حيث يتم الكشف عن الأحاسيس بواسطة أعضاء حواسنا مثل العينين وبعدها يتم تحويل الأحاسيس إلى تصورات على أساس المعرفة السابقة والسياق الحالي.
ويشير الادراك الاجتماعي الى جملة من العمليات العقلية المختلفة التي يتمكن عبرها الانسان من فهم العالم بمخلوقاته المختلفة، وكذلك يقوم بمهمة معالجة المعلومات ويتأثر بشدة بالتطورات في الحوسبة التي بدأت في الأربعينيات، بحيث يعتبر كغيره من العمليات المعرفية مثل الانتباه والذاكرة وتخطيط العمل في التفاعلات الاجتماعية.
ووفق الادراك الاجتماعي فأن الانسان يفكر في ان يتخذ أفضل القرارات واكثرها صوابية تحسباً لما يجب القيام به استجابة للتصورات المستقبلية ومن ثم يبدأ انتاج الانسان في شكل حركات آلية ضمن هذا الإطار العام للتحفيز والاستجابة، ويمكن أن يكون لدينا مجموعة فرعية من العمليات المعنية بالمحفزات الاجتماعية مثل قراءة تعبيرات الوجه والقدرة على الوصول لتحقيق الإدراك الاجتماعي.
ما هي اهمية الادراك الاجتماعي للفرد والجماعة؟
تتجلى اهمية الادراك الاجتماعي في كونها تمد الانسان بطاقة للتفكير بحل المشكلات التي من المحتمل ان يواجهها الفرد في حال قصوره عن فك شفرة الطرف الاخير في المحيط البشري، اما في حال التمكن فأن سيكون التفاعل الاجتماعي الناجح بعيدًا عن متناوله.
وفي هذه العملية يعتمد الجانب النفسي للبشر باستمرار على إشارات الوجه الدقيقة لتحديد ما ينوي الآخرين والتفكير والشعور والاهتمام وغير ذلك من الامور التي تبقي الانسان متواصلاً مع بيئته.
من منظور علم النفس الاجتماعي ان الناس الذين يشعرون انهم اقوياء قد لا يرغبون كثيراً في مسايرة محيطهم الاجتماعي على عكس اولئك الذين يعتبرون اقل قوة او ربما أكثر بساطة وحب لمجتمعهم فأنهم يهتمون بأن تكون علاقتهم به قوية ورصينة ولا يفصلهم عنه اي عائق او حاجز، وهذه الاختلاف يخضع لتقييم الضغوط الظرفية وحالة الشخص والحكم الشخصي.
ماذا سيحضر ان غاب الادراك الاجتماعي؟
حين يغيب الادراك الاجتماعي ستحضر الكثير من المشكلات او الصعوبات منها غياب تقدير الذات لكون الفرد ابن المجتمع وبالتالي عدم قربه منه يعني بالضرورة عدم فهم الذات وتقديرها، وهنا تبدأ الكثير من المشكلات بالظهور اذا تعتبر الذات عموماً البصيرة الواعية التي يمتلكها الشخص في وجوده على هذا النحو، ويعطي هذا البناء حياة الإنسان معنى ونظاماً وهدفاً.
ويعمل غياب الادراك الاجتماعي على تفكك المجتمعات وتشرذمها وتحولها الى كتل صغيرة لا تمتلك أدنى مكونات الجماعة، كما ان غياب الادراك سينشأ فروق طبقية وهو ما يقتل روح التعايش الامن الذي ينشده كل لبيب، في الختام نقول في ضوء كل ما ذكر لقي الإدراك الاجتماعي اهتماما كبيراً من علماء النفس.
اضف تعليق