في عصرنا الحالي أكثر ما يمكن ان يقتل القيم ويفتتها ويذهب بها الى الزوال هو الجهل الذي بات يهدد كل شيء جميل ويُغيب الاخلاقيات، فحين يعم الجهل لم يعد هناك فرصة لتدارك الموقف سيما اذا كانت البيئة المجتمعية تدعم الجهلاء وتمنحهم فرصة للانتشار بصورة ملفتة للنظر...
في عصرنا الحالي أكثر ما يمكن ان يقتل القيم ويفتتها ويذهب بها الى الزوال هو الجهل الذي بات يهدد كل شيء جميل ويُغيب الاخلاقيات، فحين يعم الجهل لم يعد هناك فرصة لتدارك الموقف سيما اذا كانت البيئة المجتمعية تدعم الجهلاء وتمنحهم فرصة للانتشار بصورة ملفتة للنظر ومحبطة للآمال كما هو الحال الآن للأسف.
الجهل ببساطة هو عدم التعرف بالأشياء والوقوف على كنهها وهو ايضاً انعدام التطلع من اجل معرفة حقائق جديدة او حتى قديمة لم تصله، وما يتصف به الشخص الجهل هو انعدام الرغبة في التعرف على الحقيقة الكاملة ودائما ما يتم تلقينه المعلومات من أشخاص غير موثوق بهم وبعلمهم، ودائما ما تجده ليس على يقين بما يعمل من صغار الأشياء وكبائرها.
من دلائل تفشي الجهل في مجتمعنا العربي عموماً انهم لا يقبلون بأية فكرة جديدة، فالفرد العربي في الغالب ان لم يرفض الفكرة الجديدة لم يرحب بها ولم ينصرها وبالتالي يوقفها عند حدود مكان ولادتها لا لشيء بل للخوف منها وهنا يتصدر الرفض غير المبرر.
هل توجد انواع للانسان الجاهل؟
للجاهل ثلاثة انواع اولها: الانسان الجاهل المنفتح الذي يعي انه جاهل ويتعامل مع نفسه بثقة ورغبة في تغيير نفسه عبر تعلم اشياء جديدة لم يكن يعرفها، ثاني الانواع هو الانسان الجاهل الممانع الذي لا يعترف بجهله ويرفض كل اشكال التعلم والتغير على فرض انه يرى نفسه غير منقوص منه شيء، اما النوع الثالث والاخير فهو الجاهل الظلامي الذي يتخذ من الجهل منهجاً ويعتاش عليه وقد يحارب ويمنع الأخرين من التعلم والاستنارة.
كيف نتعامل مع الجهل والجهلاء؟
احيانا نحاول قدر الممكن ان نبتعد عن التعامل مع الجهلاء لكن لم نشعر الا ونجد انفسنا وقعنا بالقرب منهم فنصبح مجبرين على التعامل معهم بصفة شخصية ومن هذا المنطلق لابد من التعامل معهم بحكمة بأتباع الخطوات الاتية:
1- من غير المنطقي الدخول مع الجاهل المعتد بجهله بحديث عام سيما الاحاديث التي تحمل طابع الجدل وسيما تلك التي تخص العقيدة او العشيرة او كل ما يعتبره مساساً بما يخصه لان الحوار مع الجاهل كالنقش على الماء مهما ابدعت لن تحدث معه شيئاً.
2- اذا كان لابد من التحدث معه لضرورة ما فيجب النزول الى مستوى تفكيره البسيط لأجل إقناعه بما يراد ايصاله من فكرة او معلومة دون اشعاره بأن جاهل او انه بسيط لكون ذلك سيجعله رافضاً للحديث جملةً وتفصيلاً.
3- ليس منطقياً ابداً ان نعامل الناس على وفق تحصيلهم الاكاديمي، اذ ان التحصيل الدراسي العال ليس دليلاً على الثقافة بل ان الكثير من الناس لديهم من السلوكيات التي تنم عن ثقافة وانتظام رغم كونهم ليس لديهم تحصيل اكاديمي والعكس هو الصواب، من هنا يجب ان نتعامل مع الناس على اساس سلوكهم وليس على اي اساس مظاهرهم.
4- على الانسان دائما ان يعمل على تسليح نفسه بالكثير من المعرفة كي يصبح على علم بكافة الأمور التي تحدث وأن يكون على أتم الاستعداد للتغير من طريقته في التعامل مع الشخص الجاهل فالكثير من الجهلاء حين يجدون في محدثهم اطلاع وثقافة وقوة حجة فأنهم يناصعون الى آرائهم ويقتنعون بهم وبما يدعون اليه.
5- لابد لاي شخص يتعامل مع شخص جاهل ان يعي أن امكانية تغيره نحو الافضل لن تحدث بين ليلة وضحاها لذا من الضروري التمتع بمرونة وقابلية للتحمل وهو ما يجعل الصعب ممكناً ولو بعد حين.
6- لابد من التمتع بقدر عال من الادب في التعامل مع الجاهل لكي لا يتخذ من العكس ممسكاً وبالتالي يتمادى في جهله ولا يستجيب لاي امر ويتحول الى جاهلا عنيداً وبذا تعقدت المشكلة بدل ان تحل، تلك ابرز الامور التي ان احسنا القيام بها سنروض الجاهلون ونحد من خطرهم على المجتمع وعلى انفسهم.
اضف تعليق