في احدى محطات الحياة ومرافقها المختلفة يختار عقلك شخص ما ويظهر الارتياح بينكما، ومع المضي في والوقت والتجارب والاحتكاك في الكثير من الحالات تنشأ علاقة ثنائية وسطها الناقل الاحترام والحب وفهم الاخر وتقبل العمل معه ومسايرته في الكثير من الامور التي قد لا تكون لغيره بصفة القرب والود بين الطرفين...
في احدى محطات الحياة ومرافقها المختلفة يختار عقلك شخص ما ويظهر الارتياح بينكما، ومع المضي في والوقت والتجارب والاحتكاك في الكثير من الحالات تنشأ علاقة ثنائية وسطها الناقل الاحترام والحب وفهم الاخر وتقبل العمل معه ومسايرته في الكثير من الامور التي قد لا تكون لغيره بصفة القرب والود بين الطرفين، هذه العلاقة هي ببساطة علاقة الصداقة التي لا يخلو شخص في العالم منها وليس لاحد ان يكمل حياته بدونها لكن بنسب متفاوتة وحسب تفضيل الشخص ونظرته للصداقة فمنهم من يكتفي بصديق ومنهم من يفضل الكثير من الاصدقاء.
مفهوم الصداقة في علم النفس
يعرف علم النفس الصداقة على انها "حد وسط بين خلقين فالصديق هو الشخص الذي يعرف كيف يكون مقبولا من الآخرين كما ينبغي أما الشخص الذي يبالغ حتى يكون مقبولا لدى الجميع إلى الدرجة التي تجعله لا يعارض في أي شيء حتى لا يسيء إلى الآخرين فهو المساير وذلك إن كان يفعل هذا بدون سعي إلى منفعة شخصية لولعه بالإرضاء".
وحين تخرج المسايرة من المصلحة العامة الى المصلحة الشخصية تتحول الى التملق، اما الفرد الذي يهمه قبول الاخرين بأنه شخص لا يصلح لئن يسمى صديق لكونه يتصف بالمشاغبة والشراسة وربما يفتقد الى الذوق العام مما يجعل الانسان يعيش فريداً فاقداً لنعمة الصداقة الخالصة النقية.
معايير اختيار الصديق
ثمة معايير يحددها علم النفس لاختيار الصديق، وقد انقسم النفسيون حيال الامر الى فريقين اثنين الاول يرى ان اختيار الصديق ينبغي ان يتم بطريقة حذرة وانتقائية وبوعي تام لكونه سيحل محل العائلة في القرب ويأخذ دور الظهير والسند والداعم النفسي لبعض الناس في الكثير من الأحيان فقدرة هذا الصديق على معالجة مشكلات صديقة تفوق قدرة حتى الاهل والمقربين في النسب.
اما الرأي الاخر فيرى ان اختيار الصديق يأتي كتحصيل حاصل لخبرات الانسان في تعاملاته العامة، كما ان للتشابه في الصفات له سطوته في الاختيار، ولا يرى ايضاً اصحاب هذا الرأي وجود حاجة للحذر فالإنسان معرض في حياته للكثير من الاخطاء ولديه الفسحة في التصحيح ففي حال اكتشف فيما بعد من اختار ليس بالمستوى الذي والفقه يمكنه التخلي عن صداقته وذلك يسير.
هل المظهر الخارجي دوراً في اختيار الصديق؟
اعتقد ان الشكل الخارجي له دور في انجذاب لاحدنا والابتعاد عن الاخر سيما في الوهلة الاولى إذ نشعر أن الأشخاص الجذابين يشبهوننا في تصرفاتهم ومبادئهم بصرف النظر عن المحددات والصفات الاخرى، في هذا السياق اجرى باحثون دراسة للوقوف على حقيقه الانجذاب الفطري نحو الاشخاص الجذابين توصلوا الى نتائج تقول ان الانسان الوسيم الجذاب يبدوا مألوفاً لمن يراه في المرة الاولى مما يشعر اي طرف في العلاقة بالراحة النفسية في المواقف الاجتماعية.
بعص صفات التي يجب ان تتصف بها الصداقة لتكتسب صفة الصداقة المتزنة وهذه الصفات هي: تبادل الاحترام فلا صداقة حقيقية الا بوجود الاحترام والتقدير بين طرفيها، والاحترام لا نعني به الرسمية في التعامل بقدر ما هو احترام الخصوصية والفوارق الشخصية وغيرها، كذلك الاستمتاع بصحبة الصديق فقد تبدأ الصداقة بالتلاشي عندما يصبح قضاء الوقت مع أحد الأصدقاء واجباً ثقيلاً.
والالتزام بين الاصدقاء في المواقف الحرجة والصعبة والوقوف بجانب احدهما فالصداقة تختبر وقت الازمات، اذا لايقف مع الانسان سوى الاصدقاء الصادقين مهما كانت انشغالاتهم وظروفهم التي هم فيها، واخيرا لابد للصداقة ان تحقق قدراً من المنفعة لطرفيها ولا نقصد تحقيق منفعة مادية كما في العلاقات التجارية انما تحقيق المنفعة النفسية والروحية التي يحتاجها الانسان في وقت من الاوقات، جميع هذه الصفات ان لم تتوفر في العلاقة فهي ليست صداقة انما علاقة عابرة ليست الا.
في الختام ايها الكرام نقول: الانسان بدون الصداقة يعيش الانسان منقوصاً الى اجتماعية الانسان وادميته، لكن هذا لا يعني ان نخوض في صداقات غير مجدية او شكلية او حتى صداقات مرحلية او مصلحية لا تجني للانسان غير التعب النفسي ولوم النفس عليها، فكل ماكنت العلاقة نقية كلما كنت فخوراً بها ومستعداً لأن تفديها بكل غال لأدامتها وتوهجها.
اضف تعليق