لا نحتاج الى برامج توك شو يظهر فيها برلمانيين أو محللين يتحدثون عن الغد المظلم أو اثام مفاسد المحاصصة من دون مساءلة الاحزاب المتصدية للسلطة عن مسؤوليتها في هذه الاثام، بل نحتاج الى من يقدم برنامج الحلول الفضلى حينها يمكن انتظار استجابة مجتمعية واعية لمواجهة تحديات الأسوأ...
يستذكر العراقيون الامثال الشعبية في الأزمات بل أن أحد وسائل إدارة الراي العام تعتمد على استخدام الطاقة الإيجابية لهذه الامثال الشعبية في تسويق ما يتوجب على المجتمع القيام به في الأزمات ومنها ما سبق وأن حدث في عراق الأمس من فيضانات أو وباء الكوليرا والجدري، لست بصدد تقديم عرضا للاستشهاد بتلك الامثال الشعبية المعروفة عند الكثير من الناس لكني أحاول فقط أحاول تذكير من يتولون زمام الأمور في وسائل الإعلام الحكومي بشكل عام واللجنة الاعلامية لإدارة أزمة كورونا بأهمية عدم مغادرة ثروة تراثية متراكمة في الوجدان الشعبي من اجل استنهاض الهمم وايجاد القناعات المطلوبة لضمان استجابة مجتمعية مناسبة لتعظيم مدخلات الحلول الأفضل في إدارة مخاطر الأسوأ في أزمة كورونا.
كل ما ينشر من المصادر الحكومية لم يتجاوز حدود التبرير لمفاسد المحاصصة العاجزة عن إدارة مخاطر الأزمة الحالية، وعدم الاعتراف المباشر والصريح بأن صياغة الخطاب السياسي يتطلب مغادرة هذا الانغلاق الاعلامي وفتح ابواب الشفافية والمصارحة لايقاف تدهور الازمة ومن ثم طرح تساؤلات المساءلة والعدالة الشعبية، فانقلبت المعادلة إلى تقديم المساءلة الشعبية على دور الفعاليات المجتمعية والدينية في التصدي لهذا الزائر الثقيل على المجتمع والذي اجبر ارباب العوائل على الحجر الاختياري أو الاجباري.
مطلوب من الإعلام والتواصل الاجتماعي الحكومي العمل على إعادة المعادلة إلى وضعها الطبيعي وتجسير الثقة مع الشعب بالصراحة والخطاب المتزن في آليات منهجية علمية في التخطيط الاعلامي الوطني المسؤول، فالناس على دين ملوكها، ويقدمون حسن النيات لكن يحتاجون نوعا من التنسيق في قبعات التفكير الإيجابي وتفاعل الحلول الفضلى.
وسبق وان نشرت في أكثر من مقال أن الكثير من المجتمعات المناطقية بذاتها قد تجاوزت قدرات الدولة في التكافل الاجتماعي، خاصة في شهر رمضان الفضيل، مثل هذا التكافل لم تبادر اي جهة حكومية لاسيما الادارات المحلية على مستوى القضاء والناحية للتواصل مع هذه المبادرات وتطويرها لتمتد إلى مساحات اخرى.
لذلك نحتاج تخطيط انتاجي لبرامج إعلامية تغذي مواقع التواصل الاجتماعي وكروبات المحادثة بمنظور الحلول الإيجابية وتقليص فرضيات الواقع السلبي بمشاركة قطاعية من بيوتات محلية نخبوية متميزة بدورها في التكافل الاجتماعي يقوم بتنسيقها مختار المحلة البغدادي الاصيل وتستثمر كقصص نجاح في تحشيد الآراء والمواقف الموازية عبر وسائل الإعلام والتواصل الحكومي.
لا نحتاج الى برامج توك شو يظهر فيها برلمانيين أو محللين يتحدثون عن الغد المظلم أو اثام مفاسد المحاصصة من دون مساءلة الاحزاب المتصدية للسلطة عن مسؤوليتها في هذه الاثام، بل نحتاج الى من يقدم برنامج الحلول الفضلى حينها يمكن انتظار استجابة مجتمعية واعية لمواجهة تحديات الأسوأ في وباء كورونا باساليب منهحية تلامس الحياة اليومية وليس طاولة كراسي السلطة، ولله في خلقه شؤون!.
اضف تعليق