الوحدة والاتحاد والقدرة على تجاوز الاختلافات والخلافات الإجتماعية بالتنازل المتبادل للحفاظ على الإتفاق ونبذ الفرقة والشقاق، وإحترام النظام والقانون، والحرص على الإعمار والبناء واستقرار الأوضاع، وعلى تحسين الاقتصاد للجميع، والمطالبة بالحقوق والتضامن مع النشطاء الإصلاحيين ومع المظلومين.. هي علامات إيجابية في المجتمع القوي...
قوة الفرد من قوة المجتمع، ومن علامات المجتمع القوي الحي؛ التحلي بالوعي والوحدة والحيوية واحترام التنوع والتعددية، والاهتمام والرعاية بشؤون الأفراد، والحرص على تربيتهم بشكل صحيح وسليم على الصلاح والإصلاح، بالإضافة للأخلاق العالية وحب العلم والمعرفة، والنشاط والحيوية والتعاون والمساعدة، والتمسك بالحق والحرية والتعددية، والدعم والتضامن مع النشطاء، ورفض الظلم والفساد والإستبداد.
الظواهر الإيجابية أو السلبية في المجتمع هي صناعة البيئة المحيطة التي يعيش فيها المرء (الذكر أو الأنثى)، ونتيجة تعامل وسلوك أفراد المجتمع.
الوحدة وتجاوز الاختلاف
الوحدة والاتحاد والقدرة على تجاوز الاختلافات والخلافات الإجتماعية بالتنازل المتبادل للحفاظ على الإتفاق ونبذ الفرقة والشقاق، وإحترام النظام والقانون، والحرص على الإعمار والبناء واستقرار الأوضاع، وعلى تحسين الاقتصاد للجميع، والمطالبة بالحقوق والتضامن مع النشطاء الإصلاحيين ومع المظلومين.. هي علامات إيجابية في المجتمع القوي.
بينما إتساع الخلافات والاصطدام والتسقيط والتخلي عن دعم ومساندة المظلومين وعن النشطاء، وعدم الإهتمام بشؤون الأفراد، وانتشار الفساد والسرقة والجريمة، والطلاق والعنف والفقر والعوز، وسيطرة حالة الأنانية وحب الذات والسكوت ومجاملة ومساعدة الظالم... هي علامات تدل على وجود خلل مدمر في المجتمع.
المجتمع ودوائر الإهتمام
المجتمع يتكون من دوائر، تحيط بالفرد وتتسع أكثر وأكثر، وكل دائرة مرتبطة بالأخرى، ووجود أي خلل في الدوائر وبالخصوص الاولى لأنها الأساس ينتج خللا في المجتمع ونشأة الأفراد بشكل غير سليم.
ولو كل فرد تعامل بمحبة واهتم بدائرته الإجتماعية القريبة (العائلة أولا) وحقق النجاح فهذا يعني أن نسبة بناء مجتمع واعي متماسك متضامن.. عالية جدا.
إن حصول الفرد على المحبة والإهتمام وقيامه بواجبه بالإهتمام بوالديه وأفراد أسرته: زوجته وأبنائه وبناته واخوته واقربائه وأصدقائه وجيرانه وأهل الحي والمنطقة الجغرافية المحيطة.. هذا يعني حصول أفراد المجتمع على الإهتمام والرعاية والنتيجة مجتمع قوي.
حيث إن الفقير هو ابن المجتمع وليس غريبا، والمقصر والفاشل والمخطيء والمذنب هم أبناء المجتمع، ربما البعض فشل لأنه لم يجد الإهتمام والرعاية في الدائرة الأولى أو الثانية وبالخصوص من الأهل والاقرباء أو وجد بيئة سيئة في المجتمع صنعت منه شخصا غير جيد.
رعاية المجتمع قوة واستقرار
مؤلم جدا أن تجد في الأسرة الواحدة فرد يعيش الغنى ويتفاخر به أمام سائر الناس بينما اخوانه أو اخواته يعيشون الفقر المدقع والحاجة، لا يملكون مسكنا ويفتقدون الإستقرار!!. أي أنه يعيش حالة الأنا وحب الذات، لا يفكر بأن الإهتمام بمن حوله من أهل واقرباء هو قوة له ومصدر فخر وراحة له. وعندما يساهم في رفع المستوى المعيشي لمن حوله من أهل واقرباء سيساهم حتما في استقرار الجميع العائلة والمجتمع وسيحد من وجود الأزمات والمشاكل الإجتماعية ونشأة البيئة السيئة التي تصنع أفرادا يرتكبون الأخطاء والاعتداء والجرائم، وسوف لن يحتاجوا إليه، ويسببوا له إزعاجا.
التعامل السلبي وانعكاساتها الإجتماعية
أما إذا سيطر على الأفراد حب الأنا والتخلي عن مسؤولية الإهتمام والرعاية للأهل والأقرباء والمجتمع، ومهما ملكوا من قوة مادية وجاه وسكنوا القصور ومن حولهم الحرس والخدم، فانهم لن يرتاحوا بشكل حقيقي، لأن المجتمع غير مرتاح وغير مستقر، ولأنهم جزء من المجتمع، سيتأثرون بالواقع والحالة الإجتماعية السائدة، وحتما طريقة تعاملهم مع الناس بصورة سلبية سيكون لها آثارا سلبية وستساهم في صناعة جيل داخل المجتمع غير سوي. فيخرج جيلا محروما متمردا يريد الإنتقام وإثبات وجوده بأي طريقة كانت ولو كانت ضد مصلحة المجتمع، وهذا يؤدي إلى مشاكل اجتماعية، وظهور سلبيات خطيرة في وسط المجتمع.
ما أجمل التعامل بمحبة وإظهار حالة الحب لأفراد العائلة والاقرباء، بالإضافة إلى الإهتمام والرعاية والتضامن والمساندة، وبالخصوص لمن يتعرض للظلم والقهر، وما أحوج المجتمع لذلك.
اضف تعليق