لا يمكن أن أتزوج من شخص "عادي" لا يملك شيئا من الجمال والمال، فكثيرا ما تقدموا لخطبتي ورفضتهم من دون أي تفكير في الامر فقط لأنه لا يمثل احلامي، ولا يناسب ان يشاركني حياتي، وعندما يسألوني عن رجل المستقبل، اخرج قائمتي من حقيبتي واقرأ عليهم، الى من يريد ان يتزوج مني عليه ان يكون فارسا مغوارا، كريما، يمتلك بيتا فخما، وسيارة من طراز فراري، وطقما من الماس الحر، وان يكون وحيدا لعائلته لا يشاركني احد معه، وان يجعلني اميرة في عرشه، ويصمم لي فستان زفافي على يد مصمم لبناني الشهير، ويشتري لي ادوات التجميل ذات الماركة العالمية، ولا انسى ان يجهز قاعة زفافي بالورد الاحمر، تذكرت هناك شرط آخر ان يرتدي ربطة عنق بيضاء يطرز عليها اسمه ويعلقها بخاتم خطوبتنا، شهر العسل اتمنى ان يكون في تركيا او اليونان، لا اختلف معه، لم تنتهي طلباتها بعد.
في المقهى طلب احد الاصدقاء من صديقة الاعزب مواصفات زوجته المستقبلية، قال ليس لي مواصفات ابحث عن فتاة شقراء رشيقة، من عائلة معروفة، تحمل شهادة جامعية، انيقة ورومانسية، تقف معي وتساعدني على الظروف، ان عثرت عليها، سأجعلها اميرة مدللة، اغازلها واعيش معها كما عاشت سندريلا مع الامير، لا ارفض لها طلبا ولا ابخل عليها، وان طلبت روحي اقدمها هدية لترضى.
بعدما قرأتم طلبات آدم وحواء هل برأيكم تتوفر كل هذه الطلبات في كلاهما؟.
يقول المحامي اسعد القرعاوي 30 سنة: بدأت افكر في الارتباط قبل خمس سنوات وتكلمت مع عائلتي ان يجدوا الفتاة المناسبة واعطيتهم مواصفات التي تناسبني، وقلت لامي في حينها أكثر صفة ابحثي عنها هي ان تكون قليلة الكلام (لسانها قصير) حتى لا تنكد عليَّ عيشتي، وهذا ما كنت اشاهده من عملي في المحكمة في قضايا الطلاق، احد الاسباب ان تكون المرأة سليطة للسان، فالرجل يقاتل من اجل لقمة العيش، وعندما يعود للبيت يود ان يجد الراحة فيه، وان فقدت الراحة سيصبح البيت مشحونا بالغضب والنفور، وتصبح حياتي مستحيلة معها.
شاركتنا المهندسة أمانة جاسم برأيها فقالت: اتقبل ان اتزوج من رجل مثقف، يعرف كيف يحافظ على المرأة ويحترمها، ولا امانع أياً تكون مهنته، ما ارفضه هو ان يكون الرجل عصبيا، فالحياة مع الرجل العصبي مهددة بالاحتراق، مهما كان السبب تافها سيحرق اليابس والاخضر، وهذا ما لا اطيقه، وقد اتشاجر معه فننفجر معا.
العلوية (حسناء) قالت: كثيرون أولئك الذين تقدموا لخطبتي، والدي يرفضهم فقط لأنهم عاميين ولا يرجع نسبهم الى السادة، وانا الان في عمر (25) ولم يأتِ السيد بعد!.
آدم وحواء هما ثنائي مختلف احدهما من المريخ والاخر من الزهرة، جمعتهما الكرة الارضية، يختلف كوكب المريخ عن الزهرة، وكذا طبيعة ادم عن حواء، هناك العديد من الصفات التي يصعب على ادم وحواء جمعهما مع بعضهما البعض، لان طبيعة البشر تختلف في اللون والذوق والطبع، فترى ادم يفكر بعقليته، وحواء تندفع نحو عاطفتها وسرعان ما تنزل دمعتها ويرق قلبها، عكس ما يظهر على ادم من الخشونة والقوة، لو جمعت هذه الاوصاف في شريكين سيكون الزواج ناجحا ولا يتعرض للنكبات التي يعاني منها الشركاء الآخرون.
وعن الصفات المطلوبة عند ادم في الجانب الآخر وعن الصفات التي لن يقبل بها الشباب في شريكة حياته، تتحدث المستشارة الاجتماعية (كفاح الهاشمي) عن كيفية اختيار الازواج لبعضهم وتقترح بعض النصائح المهمة في الاختيار، قالت بداية حديثها: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)، (هن لباس لكم، وأنتم لباس لهن)، (والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرّؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم).
يود الرجل ان تكون المرأة، محترمة مؤدبة، رشيقة جميلة، ست بيت، طباخة ماهرة، مربية ناجحة، ومعلمة لأولاده، مطيعة، ولا تجادله، هذه هي طلبات الشاب، بعضها لا تتوفر قد تكون جميلة ولكنها غير متعلمة، او لا تجيد الطبخ، طلبات حواء ما نشاهده اليوم من المسلسلات، وسيم، وصاحب وظيفة، من عائلة، وان يمتلك بيت، حتى تكون منعزلة عن اهل الزوج، مواصفات مبالغة بعض الاحيان فنحن ليس لدينا مجمع لعرض المواصفات، فتشتري من يعجبها، حتى الزوج لا تعتقد انك في سوق العرض، في السابق كانت هناك إيجابيات في الزواج، منها دور الاهل في الخطوبة وتسهيل الامور، وتقديم المساعدات المالية والتجهيزات من الذهب، والمفروشات، مع ان هذه العائلات قليلة جدا لأنها كانت تشكل الصورة الصحيحة في المجتمع، وبعد اختلاف الاجيال تغيرت النفوس واصحبت اغلب الأسر تشترط مبالغ باهظة وتجهيزات فاخرة ومواصفات البنت وعائلتها، وتقليد الاعمى للمسلسلات، كان له اثر كبير في تأخير الزواج وعدم الرضا من الطرفين، لذلك انتشرت العنوسة في المجتمع.
الاسلام لم يترك شيئا إلا وقد تحدث عنه، واعطى نصائح مهمة في اختيار الزوج والزوج ، وأن يكون مؤمنا، ملتزما في الاحكام الشرعية، ويكون قادرا على المعاشرة فلا يصح التزويج ممَّن هو عاجز، وأن يكون صالحا، خاليا من التشوهات، بالغا عاقلا فلا يصح زواج المجنون، وينطبق هذا على الجنسين.
وفي صفات المرأة التي يطلب الزواج بها، فقد ورد حديث عن الرسول صلى الله عليه وآلة انه قال: (اختاروا لنطفكم فان الخال أحد الضجيعين)، وعن الامام أبي عبد الله (ع): (انما المرأة قلادة، فانظر ما تتقلد)، وفي حديث اخر نهى رسول الله من تزويج خضراء الدمن،؟ (اياكم وخضراء الدمن، قيل يا رسول الله صلى الله عليه وآلة وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء).
الصفات التي ينبغي أن تتوفر في الفتاة هي:
الخلق والدين.
البلوغ والعقل.
خالية من العيوب التي تفسخ العقد.
أن تكون في منبت صالح لان العرق دساس.
فان جماع هذه الخصال الحميدة والسلوك الرضي من الطرفين، يضمن لك زواجا سعيدا ومباركا، وهناك الكثير من الاحاديث التي تحث على الزواج منها (إن خطب إليك رجل رضيت دينه وخلقه فزوِّجه، ولا يمنعك فقره وفاقته). الفقر لا يمنع من الزواج، ونقل عن الامام الحسن (عليه السلام) جاءه رجل يستشيره في تزويج ابنته،؟ فقال الامام (عليه السلام) زوجها من رجل تقي فإنه ان احبها أكرمها، وان ابغضها لم يظلمها.
اضف تعليق