لماذا لم يصرح باسمه في القرآن الكريم، كي لا تنشق الأمة إلى فريقين، وكي تجمع الأمة على إمامته وخلافته لرسول الله فإن القاعدة العقلية المسلمة تقول: أن ترجيح المرجوح على الراجح قبيح عقلاً ومخالف للحكمة، خاصة في الإمام على الناس أجمعين بعد رسول رب العالمين، فكيف بترجيح المرجوح...

يستعرض كتاب (لماذا لم يُصرَّح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم؟) لمؤلفه سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي، واحداً وثلاثين جواباً عن الشبهة التي طرحها بعض المخالفين، وهي: أن الإمام علي (عليه السلام) لو كان هو الأفضل والمفضّل لدى رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأجدر بالخلافة من بعده، فلماذا لم يصرح باسمه في القرآن الكريم، كي لا تنشق الأمة إلى فريقين، وكي تجمع الأمة على إمامته وخلافته لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإن القاعدة العقلية المسلمة تقول: أن ترجيح المرجوح على الراجح قبيح عقلاً ومخالف للحكمة، خاصة في الإمام على الناس أجمعين بعد رسول رب العالمين، فكيف بترجيح المرجوح على مَن وصفه القرآن الكريم بصفات لا يضارعه فيها غيره، ككونه (عليه السلام) لسان صدق للأنبياء (عليهم السلام)، وكونه (عليه السلام) في أم الكتاب لدى الله علياً حكيماً؟ وكيف بما لو وصفه بصفة تحصر الحق فيه وتعتبره الصراط المستقيم؟.

واحد وثلاثون جواباً

وقد تكفّل الكتاب ببيان أربعة عشر (جواباً نقضياً)، أوضح ضمنها المنهج العام والفلسفة الكامنة وراء الطريقة الفريدة التي تميز بها القرآن الحكيم في عرض الحقائق وكيفية كونه تبياناً لكل شيء.

كما استعرض الكتاب سبعة عشر (جواباً حلياً) عن هذا الإشكال، وكان منها:

(لو ذكر الله تعالى اسم الصادقين (عليهم السلام) لما انتهى الخلاف ولَبقيَ الشقاق)، إذ: {وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنين‏}(1)، و: {وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ}‏(2)، وأقام الكتاب البرهان الجلي بذكر بعض المصاديق التي تشهد على ذلك.

ومنها: أن (كلام الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في الحجية كالقرآن الكريم) لكونه (صلى الله عليه وآله) {وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى‏}(3)، وأنه (صلى الله عليه وآله):

وأَبانَ خلافَتَهُ علناً يومَ الإِنذارِ وفي: خَيْبَرْ

وبيومِ غديرِ الخُمِّ ضحىً قد بايَعَهُ الجمعُ الحُضَّرْ

ومنها: أنه (للحُجة أنواع وهي قائمة في القرآن الكريم على إمامته (عليه السلام) دون ريب أو شك)، ومن أنواعها: الحُجج البسيطة والمركبة ودلالات الاقتضاء والإيماء والتنبيه والإشارة وغيرها(4).

كما استدل الكتاب بالمعادلة الثلاثية التي بني عليها عالم التشريع كعالم التكوين وهي: (فلسفة الابتلاء كطريق للتكامل) و(فلسفة الامتحان) و(فلسفة الفتنة) في آيات متعددة متنوعة:

ومنها قوله تعالى عن الفتنة: {ألم‏ * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُون‏ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}(5)، و: {فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِي‏}(6)، و: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}(7).

وقوله سبحانه عن الابتلاء: {وَإِذِ ابْتَلى‏ إِبْراهيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتي‏ قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمين‏}(8)، و: {هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالاً شَديدا}(9).

وقوله عز وجل عن الامتحان والاختبار(10): {ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنينَ عَلى‏ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَميزَ الْخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}(11)، و: {لِيَميزَ اللَّهُ الْخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَ يَجْعَلَ الْخَبيثَ بَعْضَهُ عَلى‏ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَميعاً فَيَجْعَلَهُ في‏ جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُون‏}(12).

وقد تناول المؤلف هذه الأجوبة وغيرها بناءً على المبنى الذي يذهب إلى أن اسم الإمام علي (عليه السلام) غير مذكور في القرآن الكريم، وذلك كي يمنح الإجابة الوافية لمن يذهب إلى هذا المبنى، إلا أن المؤلف اختار المبنى الآخر الذي ذهب إليه العديد من المحققين، وهو أن اسم الإمام علي (عليه السلام) مذكور في عدة آيات من القرآن الكريم، وقد استدل المؤلف على ذلك في هذا الكتاب بآية قرآنية مباركة، شفّعها بحزمة من القرائن العقلية القطعية التي لا يمكن حتى للناصبي إنكارها إلا مكابراً متعنتاً، وكفى بالآية الكريمة والقرائن القطعية دليلاً، إلا أن المؤلف مع ذلك ضمّ إليها بعض الروايات الصحيحة والمعتبرة.

ثم أكمل المؤلف المشوار الذي بدأه في هذا الكتاب بكتاب آخر باسم (التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم) حيث ذكر فيه ثلاث آيات قرآنية كريمة، مع المستفيض من الروايات الشريفة والتي كادت أن تبلغ حد التواتر.

لماذا الجواب عن الشبهات ومَن هو المخاطب؟

والجدير ذكره أن (الإجابة على الشبهات) وتبيان الحقائق والاستدلال على المطالب الحقة، كان دأب علماء الشيعة على مرّ التاريخ، بل عليه جرت سيرة العقلاء من كل الملل والنحل(13)، والحكمة الداعية إلى ذلك:

أولاً: تكريس إيمان المؤمنين وتقويته وتثبيته وزيادتهم إيماناً على إيمان، قال تعالى: {وَيَزيدُ اللَّهُ الَّذينَ اهْتَدَوْا هُدىً}(14)، بل قال تعالى عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): {وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ}(15)، وقال سبحانه عن أبي الأنبياء إبراهيم (عليه السلام): {وَإِذْ قالَ إِبْراهيمُ رَبِّ أَرِني‏ كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى‏ قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى‏ وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبي‏}(16).

ثانياً: ليكون حجةً لهم على المكابرين والمعاندين، قال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ}(17)، وقال جل اسمه: {وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهيمَ عَلى‏ قَوْمِهِ}(18).

ثالثاً: كي يتنبّه الغافلون ويهتدي الضالون والجاهلون، قال تعالى: {هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفي‏ ضَلالٍ مُبين‏}(19).

الاستدلال بقوله تعالى {وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}

ولنقتبس الآن بعض ما جاء في كتاب (لماذا لم يُصرَّح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم؟):

القولان في: {وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}.

يقول الله تعالى: {وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}(20).

إن أبرز وأشهر رأيين وتفسيرين لهذه الآية الكريمة هما كالتالي:

الرأي الأول: إن قوله تعالى: {وَجَعَلْنا لَهُمْ(21) لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}، يعني: ذِكراً حسناً عالياً، على مرّ الأزمان، وهذا هو الرأي المشهور(22).

ولعل المزيج من الظلم والاضطهاد والإرهاب الفكري والسياسي والاجتماعي الذي تعرض له أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، إضافة إلى العداء المستحكم، الذي تميّز به خط الجاحدين لإمامة أمير المؤمنين (سلام الله عليه)، والمنكرين لكل، أو لأكثر، أو للكثير من فضائله ومناقبه، كل ذلك كان هو الباعث ليتحول هذا الرأي إلى الرأي المشهور ولو تقيةً، قال تعالى: {إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً}(23)، وقديماً قال الخليل بن أحمد الفراهيدي: (ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حسداً، وأخفاها محبوه خوفاً، وظهر من بين ذين وذين ما ملأ الخافقين!)، وكذلك نقل عن إمام الشافعية محمد بن إدريس أنه قال: (عجبت لرجل كتم أعداؤه فضائله حسداً، وكتمها محبّوه خوفاً، وخرج ما بين ذين ما طبّق الخافقين)(24)، كما حكي ذلك عن الزمخشري أيضاً.

الرأي الثاني هو: إن {عَلِيًّا} اسم عَلَم وهو الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)(25)، وليس صفة، أي ليس صفةً للسان الصدق، وعن هذا الرأي نقول:

أولاً: إنه في حد ذاته ممكن وقريب، فإنه كما لو قال: (جعلنا لهم أمير المؤمنين علياً) بتغيير المفعول الأول: أي {لِسانَ صِدْقٍ}، أو هو كما لو قال: (وجعلنا لهم لسان صدق محمداً) بتغيير المفعول الثاني أو الحال، مع أنه لو كان فرضاً (محمداً) كان يحتمل (الصفتية) أي محموداً، و(العلمية) أي الاسم الخاص والعلم المحدد للذات النبوية الشريفة، فهذا في عالم الإمكان.

وثانياً: في عالم الوقوع، وسنذكر بإذن الله تعالى لهذا الرأي الثاني، العديد من الأدلة والشواهد والقرائن المستلهمة من القرآن الكريم، إضافة إلى الروايات الصحيحة الواردة في هذا الباب، فإن الذي اكتشفته ولاحظته ـ في هذه العجالة ـ بالتدبر في نفس الآية القرآنية الكريمة، والآيات المحيطة بها، بلغ تسع قرائن وأدلة وشواهد، كلها تدل على أن {عَلِيًّا} ههنا عَلَمٌ، وليس صفةً)(26)، وكفى بذلك حجة بالغة.

ثمّ استعرض المؤلف القرائن القرآنية واللغوية والعقلية القطعية في قوله تعالى: {وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}(27)، التي تدل على أن {عَلِيًّا} هو اسم عَلَمٍ لشخصٍ محدد، ومع التنزّل فهو وصف أريد به شخص محدد معيّن هو الإمام علي (عليه السلام)، وليس صفةً للسان الصدق، وذلك على امتداد الصفحات 311-336، والدليل قائم على أن هذا العَلَم ليس إلاّ أسد الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

ثم تناول المؤلف روايتين: الأولى منهما صحيحة السند بأعلى درجات الصحة، والثانية رواية معتبرة دون ريب، تصرح بذلك.

الرواية الأولى الصحيحة

وإليك الرواية الأولى بسندها ونصها، كما جاءت في كتاب (كمال الدين وتمام النعمة)، للشيخ الصدوق (رحمه الله).

ونلاحظ أن سلسلة السند كلهم، ليسوا علماء أو مراجع فقط، بل كانوا من أكابر علماء أهل البيت (عليهم السلام) في زمنهم، كابراً عن كابر، وسنجد السند حتّى آخره كذلك، فرجال السند في قمّة الجلالة والصحّة والوثاقة.

ابن بابويه، الصدوق(28) في (كمال الدين وتمام النعمة) قال:

حدّثنا أبي(29)، ومحمد بن الحسن(30)، (رضي الله عنهما)، قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله(31)، عن يعقوب بن يزيد(32)، عن محمد بن أبي عمير(33)، عن هشام بن سالم(34)، عن أبي بصير(35)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ((كَانَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ (عليه السلام) مُنَجِّماً لِنُمْرُودَ بْنِ كَنْعَانَ، وَكَانَ نُمْرُودُ لَا يَصْدُرُ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ، فَنَظَرَ فِي النُّجُومِ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي، فَأَصْبَحَ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ عَجَباً، فَقَالَ لَهُ نُمْرُودُ: وَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ مَوْلُوداً يُولَدُ فِي أَرْضِنَا هَذِهِ، فَيَكُونُ هَلَاكُنَا عَلَى يَدَيْهِ، وَلَا يَلْبَثُ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى يُحْمَلَ بِهِ، فَعَجِبَ مِنْ ذَلِكَ نُمْرُود...)) إلى أن قال: ((ثُمَّ غَابَ (عليه السلام) الْغَيْبَةَ الثَّانِيَةَ، وَذَلِكَ حِينَ نَفَاهُ الطَّاغُوتُ عَنْ مِصْرَ، فَقَالَ: {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى‏ أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا} قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا * وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}(36)، يَعْنِي بِهِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام)، لِأَنَّ إِبْرَاهِيمَ (عليه السلام) قَدْ كَانَ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ، فَجَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ وَلِإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً.

فَأَخْبَرَ عَلِيٌّ (عليه السلام) بِأَنَّ الْقَائِمَ هُوَ الْحَادِي عَشَرَ مِنْ وُلْدِهِ، وَأَنَّهُ الْمَهْدِيُّ الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً، وَأَنَّهُ تَكُونُ لَهُ غَيْبَةٌ وَحَيْرَةٌ يَضِلُّ فِيهَا أَقْوَامٌ، وَيَهْتَدِي فِيهَا آخَرُونَ، وَأَنَّ هَذَا كَائِنٌ كَمَا أَنَّهُ مَخْلُوقٌ))(37).

ورجال السند كلهم عدول ثقات، بل في أعلى درجات الوثاقة كما سبق.

وقد تناول المؤلف في كتابه الآخر: (التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم)(38) أقوال علماء الرجال التي تصرح بتوثيق هؤلاء الأعلام بأقوى عبارات المدح والتوثيق(39).

الرواية الثانية المعتبرة

الرواية الثانية معتبرة دون كلام، وهي ما رواه في تفسير القمي: علي بن إبراهيم(40):

((قوله تعالى: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ} يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ (عليه السلام) {وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا} يَعْنِي لِإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، مِنْ رَحْمَتِنا: يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) {وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام). حَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَبِي(41) عَنِ الْإِمَامِ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ (عليه السلام)))(42)،(43)، والرواية عالية الإسناد، إذ يرويها علي بن إبراهيم القمي بواسطة واحدة فقط (وهو والده) عن الإمام العسكري (صلوات الله عليه).

آيات أخرى وروايات:

وكما سبق فقد أكمل المؤلف في كتابه الآخر: (التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم) المشوار حيث استعرض الآية الكريمة الثاني: {هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقيم}(44).

جاء في كتاب التصريح: (إن اسم الإمام علي (عليه السلام) مذكور في عدد من آيات القرآن الكريم بحسب القراءة المجمع عليها وفي بعضها بحسب بعض القراءات المعتمدة، فإنّ أهل العامة يقولون بالقراءات السبع أو العشر(45) أو حتى الأكثر، كما أن بعض علماء الشيعة يقولون بها أيضاً(46).

وهذا الجواب مهم جداً ودقيق، ويبتني على هذا الأصل، ولا يصح للمخالف أن يعترض عليه أبداً؛ لأنه يلتزم بتعدد القراءات ولا يجدها مصداقاً لتحريف الكتاب، وعلى ذلك نقول:

إن اسم الإمام علي (عليه السلام) مذكور في القرآن الكريم وذلك على حسب بعض القراءات)(47).

الاستدلال بقوله تعالى {هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقيم}

وقد وردت في هذه الآية الكريمة قراءات:

(القراءة الأولى: {هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقيم}(48).

هذا هو الموجود في القراءة المعهودة في القرآن الكريم المتداول بيننا الآن، ولكن هناك قراءة أخرى مشهورة أيضاً، ولا يمكن إلزام مَنْ ذهب إلى مبنى تعدد القراءات بأنه "لم يذكر اسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن"

القراءة الثانية: هذا صراطٌ عَلِيٌّ مستقيم...)(49).

و(القراءة الثالثة: {هذا صِراطُ عَلِيٍّ مُسْتَقيم}.

وهذه هي التي رويت عن الإمام الصادق (عليه السلام) وهي: (هذا صراطُ عليٍّ مستقيم)(50).

وأما تفصيل القراءات: فإن ثمانية من القراء قرؤوا برفع (عليٌّ) منوناً على التوصيف، وهي قراءة أبي رجاء، وابن سيرين، وقتادة، والضحاك، ومجاهد، وقيس بن عبادة، وعمر بن ميمون ويعقوب، فقرؤوا هكذا: (هذا صراطٌ عليٌ مستقيم)(51) والاستدلال بها أيضاً تام(52).

وأما قراءة الإمام الصادق (عليه السلام) بحسب عدد من الروايات فهي: (هذا صراطُ عليٍّ مستقيم).

والسؤال الآن هو: كيف تعترفون بقراءة مثل أبي رجاء وابن سيرين وقتادة و...، ولا تعترفون بقراءة صادق أهل البيت (عليه السلام) وأستاذ عدد من أئمة مذاهبكم؟ ثم لماذا يقيم بعض أهل الخلاف الدنيا ولا يقعدونها، إذا روى علماء الشيعة المعروفين بالصلاح عن كبار الصحابة وأهل البيت (عليهم سلام الله) قراءة فيها فضيلة لأهل البيت (عليهم السلام) ويعتبر ذلك تحريفاً للقرآن؟ بينما نجد هذا البعض يتقبل مختلف القراءات الأخرى وفيها الكثير مما يغيّر المعنى تماماً؟...)(53).

والآن لنرجع إلى الآية الشريفة وقراءتها الثالثة: (هذا صراطُ عليٍّ مستقيم) والتي رويت بأسانيدها في مصادر عديدة منها (الكافي) الشريف، و(مائة منقبة)(54) و(مختصر بصائر الدرجات)(55)، وهي: الكافي الشريف: أحمد بن مهران عن عبد العظيم عن هشام بن الحكم(56)، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: ((هذا صراطُ عليٍّ مستقيم)) انتهى(57))(58).

الاستدلال بـ {وَإِنَّهُ في‏ أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكيم‏}

الآية الثالثة: (قوله تعالى: {وَإِنَّهُ في‏ أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكيم‏}(59).

والمقصود من {عَلِيٌّ حَكيم‏} في هذه الآية الشريفة هو الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، كما يدل عليه الاعتبار العقلي، وتدل عليه شواهد من القرآن الكريم، وكذلك الروايات المستفيضة، بل قد يقال بكونها متواترة، كما سيأتي.

أدلة حجية هذه الروايات(60):

والروايات الشريفة التي تدل على أن المراد بـ{عَلِيٌّ حَكيم‏} في الآية الشريفة هو الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) هي روايات معتبرة من جهات عديدة:

الجهة الأولى: إن بعض هذه الروايات صحيحة السند أو موثقة السند.

الجهة الثانية: إن هذه الروايات مستفيضة، بل قد يقال بأنها متواترة(61)، وسننقل منها عشر روايات، مع أنها أكثر من ذلك، كما يظهر للمتتبع)(62).

وقد استعرض المؤلف خمس طرق لإثبات قطعية صحة هذه الروايات، ومنها حساب الاحتمالات. فراجع.

الجهة الثالثة: إن بعض هذه الروايات ورد في كتب معتبرة عليها المعوّل، وإليها المرجع، مثل (التهذيب) لشيخ الطائفة الطوسي (رحمه الله)، و(تفسير القمي) لعلي بن إبراهيم القمي (رحمه الله).

وورود الخبر في مثل أحد هذين الكتابين يكفي في حجيته حتى وإن كان مرسلاً، وذلك إذا اعتمد عليه المؤلف، ولم يبتل بالمعارض، لبناء العقلاء في كافة شؤونهم على ذلك، كما هو الملاحظ للمتتبع في سيرتهم أيضاً، بذينك القيدين.

وكذلك ورود الخبر في مثل كتاب (تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبي وآله) لمحمد بن العباس كما سيأتي، ومثل كتاب (تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة) للسيد شرف الدين الاسترآبادي، فإن أدلة حجية الخبر تشمله لوجوه:

منها: ما سبق.

ومنها: شمول مثل (التعليل) في قوله تعالى: {إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى‏ ما فَعَلْتُمْ نادِمين‏}(63)، فإن الاعتماد على أخبار الثقات وإن كانت مراسيل فكيف إذا كانت مسانيد ليس إصابةً للقوم بجهالة عرفاً، وفي بناء العقلاء.

ومنها: شمول مثل قوله تعالى: {فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ}(64)، فإن تقييد حجية قول أهل الذكر بما إذا ذكروا المصدر، وبما إذا أحرزنا بأنفسنا وثاقة المنقول عنه، خلاف الظاهر والمتفاهم العرفي جداً.

ومنها: شمول مثل ((لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك في ما يرويه عنّا ثقاتنا، قد عرفوا بأنا نفاوضهم سرنا ونحمّلهم إياه إليهم))(65)، ومثل ((العَمري ثقتي فيما أدى إليك عني، فعني يؤدي))(66)، ومثل جوابه (عليه السلام) عن سؤال الراوي: فممن آخذ معالم ديني؟ فقال (عليه السلام): ((من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا))(67)، ومثل: ((أجلس في مسجد المدينة وأفتِ الناس فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك))(68)، إلى غير ذلك.

وقد فصلنا الاستدلال بذلك وغيره، وما يمكن أن يورد عليه والإجابة عنه في كتاب (قاعدة الإلزام) بمناسبة البحث عن حجية مراسيل الثقات كالشيخ الطوسي (رحمه الله) والصدوق (رحمه الله) حيث إن بعض روايات الإلزام وردت مرسلة في (من لا يحضره الفقيه) و(التهذيب)(69).)(70).

أولاً: تفسير القمي(71).

قال علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن حماد، عن أبي عبد الله (عليه سلام الله) في قوله: {الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ }قال: هو أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعرفته، والدليل على أنه أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}، وهو أمير المؤمنين (عليه السلام) في {أم الكتاب}، وفي قوله {الصراط المستقيم}(72).

ثانياً: ما رواه الشيخ الطوسي (رحمه الله) في التهذيب: عن أبي عبد الله الصادق (عليه سلام الله) ـ وذكر فضل يوم الغدير والدعاء فيه، إلى أن قال في الدعاء ـ: ((فاشهد يا إلهي إنه الإمام الهادي المرشد الرشيد، علي أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فقلت: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}(73)))(74))(75).

ورواه أيضاً:

السيد ابن طاووس (رحمه الله) في إقبال الأعمال، فصل فيما نذكره من عمل عيد الغدير السعيد مما رويناه بصحيح الأسانيد،

قال: (فاشهد يا إلهي أن الإمام الهادي المرشد الرشيد علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك قلت: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ‏}،)(76).

ورواه الفيض الكاشاني في كتاب (الوافي)، قال:

(فاشهد يا إلهي إنه الإمام الهادي المرشد الرشيد علي أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فقلت: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }لا أشرك معه إماماً و لا اتخذ من دونه وليجة)(77).

ورواه الشيخ الحر العاملي صاحب الوسائل في كتابه (إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات)، قال:

(فاشهد يا إلهي أنه الإمام الهادي المرشد الرشيد، علي أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فقلت: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} لا أشرك معه إماماً ولا أتخذ من دونه وليجة» (الحديث)(78).

ورواه السيد هاشم البحراني في كتابه (البرهان في تفسير القرآن)، قال:

(حدثنا علي بن الحسين العبدي، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) و ذكر فضل يوم الغدير و الدعاء فيه، إلى أن قال في الدعاء: «فاشهد يا إلهي أنه الإمام الهادي المرشد الرشيد، علي أمير المؤمنين، الذي ذكرته في كتابك، فقلت: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}.)(79).

ورواه العلامة المجلسي في بحار الأنوار، قال:

(وسبحان الله عما يشركون، بولايته وبأمر ربهم باتخاذ الولائج من دونه، فاشهد يا إلهي أن الإمام الهادي المرشد الرشيد علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فقلت: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} اللهم فإنا نشهد بأنه عبدك الهادي من بعد نبيك‏)(80).

وقال العلامة المجلسي في كتابه (ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار):

(قوله عليه السلام: فقلت وإنه في أم الكتاب، قال الكفعمي قدس سره: ذكر علي بن إبراهيم في تفسيره أن المراد بقوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ} الآية، أمير المؤمنين عليه السلام. و كذلك ذكر أبو عبد الله بن العباس بن مروان، المعروف بـ "ابن الحجام" في كتابه: كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام، و هذا الكتاب ألف ورقة لم يصنف مثله في معناه‏)(81).

ورواه الحويزي العروسي في كتاب (تفسير نور الثقلين)، قال في الحديث رقم 5:

(فاشهد يا إلهي أنه الإمام الهادي المرشد الرشيد على أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك، فقلت: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} لا أشركه إماماً ولا اتخذ من دونه وليجة)(82).

وقال في الحديث رقم 6:

(في قول الله عز وجل: {اهدنا الصراط المستقيم} قال: هو أمير المؤمنين و معرفته، والدليل على أنه أمير المؤمنين قوله عزوجل: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} وهو أمير المؤمنين (عليه السلام) في أم الكتاب في قوله تعالى: «اهدنا الصراط المستقيم»)(83).

ورواه المشهدي القمي في كتابه: (تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب)، قال:

(أنه الإمام الهادي المرشد الرشيد، علي أمير المؤمنين- عليه السلام- الذي ذكرته في كتابك فقلت: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} لا أشرك معه إماما ولا أتخذ من دونه وليجة)(84).

ثم رواه عن معاني الأخبار، وعن شرح الآيات الباهرة، وعن كتاب محمد بن العباس(85).

ورواه البحراني الأصفهاني في موسوعة (عوالم العلوم والمعارف والأحوال)، الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، حديث الغدير، وقال:

(فأشهد يا إلهي أن الإمام الهادي المرشد الرشيد علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك، فقلت: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ})(86).

كما نقل المؤلف في كتاب (التصريح باسم الإمام علي عليه السلام في القرآن الكريم) سبع روايات أخرى عن كتب معتبرة:

ومنها: كتاب محمد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار، والمسمى بـ(تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبي وآله) الذي وصفه النجاشي بـ(ثقة ثقة، من أصحابنا، عين، سديد، كثير الحديث)(87).

وقال العلامة الحلي عنه: (ثقة ثقة، عين في أصحابنا، سديد، كثير الحديث).

وقال ابن داوود الحلي: (ثقة ثقة، من أصحابنا، عين من أعيانهم، كثير الحديث، سديد).

وقال السيد ابن طاووس: (الشيخ العالم، الثقة الثقة، المشهور بوثاقته وتزكيته)(88)

وقال في المستدركات: (ولا خلاف في ذلك كله ولا غمز فيه)(89).)(90).

ومنها: كتاب الحسن بن أبي الحسن الديلمي المسمى بـ (تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة).

ومنها: ما رواه أيضاً الشيخ الطوسي (رحمه الله) في مصباح المتهجد(91):

(ثم تقول ـ أي بعد صلاة يوم الغدير ـ: (وأشهد أنه الإمام الهادي المهدي الرشيد أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فإنك قلت وقولك الحق {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }).

ومنها: ما رواه ابن شهر آشوب في كتاب (مناقب آل أبي طالب)(92)، قال: (وقال أبو جعفر الهاروني في قوله: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}، وأم الكتاب الفاتحة، يعني أن فيها ذكره (عليه السلام) قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ}(93)... وإلى مزيد من التفاصيل في ذينك الكتابين.

وأخيراً: هذا غيض من فيض وقطرة من بحر، و{إِنَّ في‏ ذلِكَ لَذِكْرى‏ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهيد}(94).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

الكتاب: لماذا لم يُصرَّح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم؟
الكاتب: السيد مرتضى الحسيني الشيرازي.
عدد الصفحات: 336 صفحة (من دون المصادر والفهارس)
اصدار: دار العلوم للطباعة والنشر. بيروت-لبنان، 1431ه-ـ 2010م

.................................
الملحق (1)
قال في كتاب (التصريح باسم الإمام ع لي عليه السلام في القرآن الكريم):
(ثم إنه لا يخفى أنه توجد روايتان بسندين، إحداهما رواية الصدوق في كمال الدين، بهذا السند الذي ذكرناه. والثانية رواية الكافي بسند آخر (علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال...) الكافي كتاب الروضة: ج8 ص366، ح558، ولا وجه لما ذكر في هامش بعض طبعات (كمال الدين) من إرجاع رواية الصدوق، للكافي، واعتبارهما رواية واحدة ثم تصحيح رواية (كمال الدين) على حسب رواية (الكافي)، وذلك لأن الأدلة تدل على وجود روايتين بسندين كل منهما تشتمل على خصوصيات وفوائد ليست في الأخرى... فالظاهر وجود كلتا الروايتين بطريقين ولكل منهما خصوصيات. ولذلك فإن كثيراً من العلماء والمفسرين والمحققين بنوا على أن انتهاء الرواية بقوله (عليه السلام): ((كَمَا أَنَّهُ مَخْلُوقٌ))، وذلك كما يظهر من الطبعة الأولى لكتاب "كمال الدين" في المطبعة الحيدرية والمطبوع سنة 1389هـ ـ 1970م أنّها من الإمام (عليه السلام)، راجع ص137.
وكذا العلّامة السيّد هاشم البحراني في البرهان: ج3 ص715ـ716 حيث نقل الخبر إلى قوله: (وأنّ هذا كائن كما هو مخلوق).
وكالسيد محسن الأمين في أعيان الشيعة: ج2 ص58ـ59 بل عبارته كالصريحة في كون المجموع من كلام الإمام (عليه السلام) حيث قال السيد: (روى الصدوق بسنده عن الصادق عليه السلام أنّ أبا إبراهيم..) ونقل الخبر إلى قوله: {واعتزلكم وما تدعون من دون الله} الآية. وبعد الانتهاء من جملة (كما أنه مخلوق) قال السيد الأمين: (ثمّ قال الصدوق: ولإبراهيم عليه السلام غيبة أخرى سار فيها في البلاد وحده للاعتبار). وكذلك صنع الشيخ عزيز الله عطاردي في مسند الإمام الصادق: ج2 ص213ـ214).
ويؤيّد ما سبق ما جاء في (تأويل الآيات الظاهرة): ج1 ص304: (وذكر محمد بن العباس (قدس سره) قال: حدثنا أحمد بن القاسم قال: حدثنا أحمد بن محمد السياري، عن يونس بن عبد الرحمن قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): إن قوماً طالبوني باسم أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتاب الله عز وجل، فقلت لهم: من قوله تعالى: {وجعلنا لهم لسان صدق علياً} فقال: صدقت، هو هكذا).
ومن الواضح أن بناء العقلاء على التعدد في ما لو روى راوٍ حادثةً بسندين، وكان في كل منهما خصوصيات تنفرد بها، لكن من دون منافاة وتعارض، أو لا أقل من أن بناءهم على إكمال الصورة بلحاظ مجموع الروايتين وعدم طرح بعض خصوصيات إحداهما لعدم ورودها في الأخرى، وعدم إرجاع إحداهما للأخرى بدعوى أنها رواية واحدة فقط) انظر: (التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم: ص56).
وملخص القول: إن السبب هو أن المقامات مختلفة، ولذا قد يوجز الراوي أحياناً وقد يفصّل، وقد ينقل شطراً اليوم ويكمل بذكر الشطر الآخر غداً، كما جرت على ذلك عادة كل فقيه ومعلم ومدرس، وكل خطيب، وكما كان ديدن المعصومين (عليهم السلام) حيث يذكرون عاماً ومطلقاً اليوم، ويذكرون المخصص أو المقيد في يوم آخر، بل قد يذكره إمام آخر، والجامع: أن بناءهم على تفكيك الإرادتين الجدية والاستعمالية لِحِكَمٍ عديدة، وأما الروايات فقد جرت عادة الأصحاب على تقطيع الروايات نظراً لاختلاف الحاجات والرغبات، فمن سأل مسألة معينة لم يجبه الراوي أو الفقيه برواية مطولة جداً بل يقتصر على الشطر الذي يتكفل بالإجابة على سؤاله، وعند سؤاله عن مسألة أخرى يجيب بالشطر الآخر.. وهكذا وذلك من بديهيات سيرة العقلاء، كما أنه قد يكون الراوي أو السائل مشغولاً فيروي الراوي بعض الرواية المطولة، ثم يرويها بتمامها متى سنحت له الفرصة، وكلاهما معتبر مادام كلا السندين حجة تماماً، وذلك من واضحات بناء العقلاء.
الملحق (2)
أما مَن فسّر الآية الكريمة: {وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}، بعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام. أو قال بأنها نزلت في الإمام علي (عليه السلام) فكثير من العلماء، وعلى سبيل المثال:
- أعلام القرآن، عبد الحسين الشبستري، حرف العين، علي بن أبي طالب، قال: (وأما الآيات التي نزلت فيه فهي... {وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} سورة مريم: 50.
- تأويل الآيات، شرف الدين الحسيني: ج2 ص28، وفيه: (وقد تقدم هذا المعنى في سورة مريم في قوله عز وجل: {وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} وهو علي، وعلى هاتين الروايتين فالفضل فيهما لعلي (عليه السلام) من غير شك).
- معاني الأخبار، الشيخ الصدوق: ص128، وفيه (وجعل له ولغيره من أنبيائه لسان صدق في الآخرين، وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام) وذلك قوله: {وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} ).
- بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج12 ص68، مثل ما ورد في معاني الأخبار.
ـ بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج35 ص59، وفيه: (أبو بصير عن الصادق (عليه السلام) في خبر أن إبراهيم (عليه السلام) كان قد دعا الله أن يجعل له لسان صدق في الآخرين، فقال الله تعالى: {وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ كُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً * وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا }سورة مريم 49 ـ 50، يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام). وفي مصحف ابن مسعود حقيق على علي أن لا يقول على الله إلا الحق).
- مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب: ج3 ص107 مثل البحار.
- الخصال، الشيخ الصدوق، ج1 ص307، مثل ما ورد في معاني الأخبار.
- البرهان في تفسير القرآن، السيد هاشم البحراني: ج1 ص319 سورة البقرة، مثل ما ورد في معاني الأخبار.
- البرهان في تفسير القرآن، السيد هاشم البحراني: ج3 ص714 سورة مريم، مثل ما ورد في معاني الأخبار
- البرهان في تفسير القرآن، السيد هاشم البحراني: ج4 ص174 سورة الشعراء، مثل ما ورد في معاني الأخبار.
- تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، للأسترآبادي: ص297، وفيه:
(ذكره أيضا علي بن إبراهيم عن أبيه عن جده أنه قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عن قول الله عزوجل: (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيّاً) فأخذ الكتاب ووقع تحته وفقك الله ورحمك هو أمير المؤمنين علي عليه السلام).
- تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، للأسترآبادي: ص297، وفيه:
ذكر محمد بن العباس رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن القاسم قال: حدثنا أحمد بن محمد السياري، عن يونس بن عبد الرحمن قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: إن قوما طالبوني باسم أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب الله عزوجل، فقلت لهم من قوله تعالى: (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيّاً) فقال: صدقت هو كذا).
- وفي بحار الأنوار، للعلامة المجلسي: ج35 ص58-59:
(التهذيب والمصباح في دعاء الغدير: (وأشهد أن الإمام الهادي الرشيد أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فقلت: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ).
وروى الصادق عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال: قال يوماً الثاني لرسول الله (صلى الله عليه وآله) إنك لا تزال تقول لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى، فقد ذكر الله هارون في أم القرآن ولم يذكر علياً، فقال: يا غليظ يا جاهل أما سمعت الله سبحانه يقول: هٰذَا صِرَاطُ عَلَيٍّ مُسْتَقِيمٌ.
موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام): هٰذَا صِرَاطُ عَلَيٍّ مُسْتَقِيمٌ.
وقرئ مثله في رواية جابر.
أبو بكر الشيرازي في كتابه بالإسناد عن شعبة عن قتادة قال: سمعت الحسن البصري يقرأ هذا الحرف ـ هٰذَا صِرَاطُ عَلَيٍّ مُسْتَقِيمٌ، قلت: ما معناه، قال: هذا طريق علي بن أبي طالب ودينه طريق دين مستقيم فاتبعوه وتمسكوا به فإنه واضح لا عوج فيه).
انتهى.
- وفي بحار الأنوار، للعلامة المجلسي: ج36 ص57-58 ب35:
(باب 35 قوله تعالى: (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيّاً)، وقوله تعالى: (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)، وقوله: (وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ).
1- تفسير القمي: (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيّاً) يعني أمير المؤمنين (عليه السلام)، حدثني بذلك أبي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).
2- تفسير القمي، قال علي بن إبراهيم في قوله: (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)، قال هو أمير المؤمنين (عليه السلام).
3- كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة، محمد بن العباس عن السياري عن يونس بن عبد الرحمن قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) إن قوماً طالبوني باسم أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتاب الله عز وجل فقلت لهم: من قوله تعالى: (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيّاً) فقال: صدقت هو هكذا قال مؤلفه: ومعنى قوله (لسان صدق) أي جعلنا لهم ولداً ذا لسان أي قول صدق، وكل ذي قول صدق فهو صادق والصادق معصوم وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام).
4- كشف الغمة ابن مردويه في قوله: (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) عرضت ولايته على إبراهيم (عليه السلام) فقال: اللهم اجعله من ذريتي، ففعل الله ذلك.
- وفي بحار الأنوار، للعلامة المجلسي: ج36 ص59 ب35:
بيان التنزيل، لابن شهر آشوب، أبو بصير عن الصادق (عليه السلام): (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيّاً) يعني علياً أمير المؤمنين (عليه السلام).
وفي: الفضائل لابن شاذان القمي: ص174:
(وبالإسناد) يرفعه إلى الثقاة الذين كتبوا الأخبار أنهم وضح لهم فيما وجدوا وبَانَ لهم من أسماء أمير المؤمنين (عليه السلام) ثلاثمائة اسم في القرآن منها ما رواه بالإسناد الصحيح عن ابن مسعود قوله تعالى {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ‌}، وقوله تعالى: {وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}، وقوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ‌} ).
وفي: ألقاب الرسول وعترته، لقطب الدين الراوندي، ص34:
(عن محمّد بن أبي الثّلج، حدّثنا يوسف موسى العطّار، عن وكيع بن الجرّاح‌ (الجناح)، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، أنّ النّبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: ((قال لي ربّي تبارك وتعالى: إنّي أنا العلي الأعلى اشتققت اسم عليّ من اسمي فسمّيته عليّا، ثمّ أنزل عليّ بعقب ذلك: {وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} ))).
وفي رواية: (فاني أنا العلي الأعلى اشتقت له من أسمائي اسما فسميته علياً).
فهبط جبرائيل فقال: (ان الله يقرأ عليك السلام ويقوم لك: اقرأ. قلت: ما اقرأ؟ قال: {وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}.
وفي: شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، للحسكاني: ج1 ص463 سورة مريم ح488:
(قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليلة عرج بي إلى السماء حملني جبرئيل على جناحه الأيمن، فقيل لي: من استخلفته على أهل الأرض، فقلت: خير أهلها لها أهلا: علي بن أبي طالب أخي و حبيبي و صهري يعني ابن عمي، فقيل لي: يا محمد أتحبه، فقلت: نعم يا رب العالمين. فقال لي: أحبه و مر أمتك بحبه، فإني أنا العلي الأعلى اشتققت له من أسمائي اسماً فسميته علياً، فهبط جبرئيل فقال: إن الله يقرأ عليك السلام و يقول لك: اقرأ. قلت: و ما أقرأ قال: (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيّاً).
وفي: غرر الأخبار ودرر الآثار، للديلمي: ص140:
(فعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عن قول الله تعالى: (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا) قال: رسول الله صلى الله عليه و آله، (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيّاً) فأخذ الكتاب و وقع تحته: «وفقك الله و رحمك الله هو أمير المؤمنين عليه السلام».
وفي: تأويل الآيات الظاهرة، للأسترآبادي: ص385:
وقوله تعالى: (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) معناه أن إبراهيم عليه السلام سأل ربه أن يجعل له لسان صدق، أي ولداً ذا لسان صدق يلفظ بلسانه الصدق أبداً، والمراد أن يكون معصوماً، (في الآخرين) أي في آخر الأمم وهي أمة النبي (صلى الله عليه وآله).
روي عن أبي عبد الله (عليه السلام)... أنه أراد به علياً (عليه السلام) قال: إنه عرضت على إبراهيم ولاية علي بن أبي طالب قال: اللهم اجعله من ذريتي، ففعل الله ذلك، وقد تقدم هذا المعنى في سورة مريم في قوله عز وجل: وجعلنا لهم لسان صدق علياً وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وفي تأويل الآيات ذكر أخباراً مستفيضة في تفسير قوله تعالى: (لسان صدق علياً) أن لسان الصدق هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
- وفي: شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، للحسكاني: ج ص463، سورة مريم:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليلة عرض بي إلى السماء حملني جبرئيل على جناحه الأيمن فقيل لي: من استخلفته على أهل الأرض؟ فقلت خيرا أهلها لها أهلا، علي بن أبي طالب أخي وحبيب وصهري.
يعني ابن عمي. فقيل لي: يا محمدا تحبه؟ فقلت: نعم يا رب العالمين. فقال لي: أحبه ومر أمتك بحبه، فإني أنا العلي الأعلى اشتققت له من أسمائي اسما فسميته عليا، فهبط جبرئيل فقال: ان الله يقرأن السلام ويقول لك: إقرأ. قلت: وما أقرأ؟ قال: (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيّاً).
وفي كتاب (علي (عليه السلام) في القرآن)، للسيد صادق الشيرازي، سورة مريم:
(وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيّاً).
روي الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى البزاز (بإسناده المذكور) عن علي بن أبي طالب (قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وليلة عُرج بي إلى السماء، حملني جبرئيل على جناحه الأيمن، فقيل لي: من استخلفته على أهل الأرض؟ فقلت: خير أهلها لها أهلاً علي بن أبي طالب (أخي، ووصيي، وصهري، يعني ابن عمي).
فقال لي: يا محمد، أتحبّه؟ فقلت: نعم يا رب العالمين، فقال لي: أحبّه، ومُرْ أمتك بحبّه، فإني أنا العلي الأعلى، اشتققت له من أسمائي اسماً فسميته علياً، فهبط جبرائيل فقال: إن الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: إقرأ، قلت: وما اقرأ؟ قال: (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيّاً)(95).
- وفي: مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب: ج3 ص107:
أبو بصير، عن الصادق (عليه السلام) في خبر: أنّ إبراهيم كان قد دعا الله أن يجعل له لسان صدق في الآخرين، فقال الله تعالى: (وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا * وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيّاً) يعني علي بن أبي طالب).
..........................................
(1) سورة يوسف: الآية 103.
(2) سورة النمل: الآية 14.
(3) سورة النجم: الآية 3-4.
(4) للتفصيل يراجع كتاب (المعاريض والتورية) للسيد المؤلف.
(5) سورة العنكبوت: الآيات 1-3.
(6) سورة طه: الآية 85.
(7) سورة الأنبياء: الآية 35.
(8) سورة البقرة: الآية 124.
(9) سورة الأحزاب: الآية 11.
(10) والفتنة أيضاً.
(11) سورة آل عمران: الآية 179.
(12) سورة الأنفال: الآية 37.
(13) بحسب ما يعتقدونه حقاً.
(14) سورة مريم: الآية 76.
(15) سورة هود: الآية 120.
(16) سورة البقرة: الآية 260.
(17) سورة الأنبياء: الآية 18.
(18) سورة الأنعام: الآية 83.
(19) سورة الجمعة: الآية 2.
(20) سورة مريم: الآية 50.
(21) أي لإسماعيل وإسحاق ويعقوب (عليهم السلام).
(22) ينظر: التبيان، للشيخ الطوسي (قدس سره): ج7، ص131، سورة مريم. التفسير الصافي، للفيض الكاشاني (قدس سره): ج3 ص384.
(23) سورة آل عمران: الآية 28.
(24) يراجع: الرواشح السماوية للداماد، وحلية الأبرار للبحراني، والأنوار البهية للقمي، وانظر: مشارق أنوار اليقين: ص171، وكشف اليقين: ص4.
(25) تفسير علي بن إبراهيم القمي: ج2 ص51، سورة مريم، وغيره كما سيأتي في المتن.
(26) لماذا لم يصرح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم؟، دار العلوم للطباعة والنشر ـ بيروت: ص286-287، بتصرف بسيط.
(27) سورة مريم: الآية 50.
(28) وهو أشهر من أن يُذكر أو يوصف أو يُعرّف، فقد كان (رحمه الله) شيخ الطائفة في زمانه، وحتى أن بعض الرجاليين قال عنه: «لم يُرَ في القميين مثلُهُ في حفظه وكثرة علمه، وكان حافظاً للأحاديث، بصيراً بالرجال»، (الفهرست للشيخ الطوسي (قدّس سرّه): باب محمّد ص237).
(29) ووالد الشيخ الصدوق أيضاً من الأعلام والثقات والمعروفين بالورع والتقوى والزهد، ويكفينا ما يقوله النجاشي حوله: «شيخ القميين في عصره، ومتقدمهم، وفقيههم، وثقتهم» (رجال النجاشي: ص261).
(30) محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، وقد وصف كبار علماء الرجال هذا العظيم بـ (ثقةٌ ثقة)، وليس فقط ثقة، بل: ثقة ثقة، و(عين) وهي عبارة أخرى قوية الدلالة، و(مسكون إليه) و(شيخ القميين وفقيههم، ومتقدمهم، ووجههم)، (رجال النجاشي: ص383).
(31) سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمّي، وقد وصفه علماء الرجال بـ (شيخ هذه الطائفة، وفقيهها، ووجهها)، وكان سعد بن عبد الله حتّى عند أهل الخلاف محترماً جداً، وكان قد سمع من حديث العامّة شيئاً كثيراً، وسافر في طلب العلم، وصنّف كتباً كثيرة، وقد وصل إلينا من أسمائها اسم ثلاثين كتاباً. كما أن هذا العالم العظيم، روى على أقل تقدير "ألف ومائة واثنين وأربعين رواية". (انظر: رجال النجاشي: ص177، الفهرست: ص215، رجال الطوسي: ص399، رجال ابن داود: ج1 ص167، الخلاصة، للعلامة الحلي: ص78).
(32) يعقوب بن يزيد، وهو من مشاهير الثقات، ومن الذين وثقهم كبار العلماء، وعبروا عنه: بأنه (ثقة صدوق)، وهي صفة بعد صفة، وكان (ثقةً صدوقاً)، (انظر: رجال النجاشي: ص450، فهرست الطوسي: ص508، رجال الكشي: ج1 ص613، رجال ابن داود: ج1 ص379، الخلاصة: ص186) كما وقع في إسناد (كامل الزيارات).
(33) محمّد بن أبي عُمير، من (أصحاب الإجماع)، وكان معروفاً بالزهد والورع والنُسك، عند العامّة والخاصة، وقد ورد في وصفه:
«كان من أوثق الناس عند الخاصة والعامّة، وأنسكهم نُسكاً، وأورعهم، وأعبدهم»، وقد وصفه الجاحظ في كتابه (فخر قحطان على عدنان): «إنّهُ كان واحد أهل زمانه في الأشياء كلها»، (رجال النجاشي: ص434).
(34) هشام بن سالم، عبّر عنهُ الرواة والمؤرخون: بـ (ثقة ثقة)، وللشيخ المفيد (رحمه الله) عبارة بليغة في حق هشام بن سالم؛ إذ يقول عنه: «إنه من الرؤساء والأعلام المأخوذ منهم الحلال والحرام، والفتيا والأحكام، الذين لا يُطعن فيهم بشيء، ولا طريقة إلى ذم واحد منهم»، (جوابات أهل الموصل: ص25).
(35) أبو بصير، وهو معروف بمكانته، وجلالة شأنه، وعظمته أيضاً. ولا يخفى أن أبا بصير ينصرف إلى يحيى بن القاسم، وهو (أبو بصير الأسدي المكفوف) وهو الثقة المعروف الذي عدّه الكشّي من أصحاب الإجماع الأول، ولا أقل من تردده بينه وبين ليث بن البختري المرادي، وهو أيضاً ثقة.
ومن شواهد جلالة أبي بصير أنّ محمّد بن مسلم ـ على عظمته وعلوِّ مكانته* ـ كان يصلي خلف أبي بصير في طريق مكة.
* كان الإمام الصادق (عليه السلام) يُرجع الناس إليه في الفتيا، بل كان يُرجع بعض أصحابه إليه، وكان يقول: إنَّه كان عند أبي وجيهاً. انظر: (الخلاصة: ص149).
(36) سورة مريم: الآية 49-51.
(37) ابن بابويه، كمال الدين وتمام النعمة، دار الكتب الإسلامية ـ طهران: ج1 ص138.
(38) (التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم): ص51-55.
(39) كما أشار المؤلف في كتاب (التصريح) إلى وجود روايتين في هذا الحقل بسندين، إحداهما هذه التي ذكرها في كتاب (لماذا لم يصرح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم)، فراجع الملحق (1).
(40) علي بن إبراهيم القمي، قال النجاشي: «علي بن إبراهيم بن هاشم أبو الحسن القمي، ثقة في الحديث، ثبت معتمد صحيح المذهب» (رجال النجاشي: ص٢٦٠).
وقال المجلسي: «الشيخ الجليل الثقة علي بن إبراهيم بن هاشم القمي». (مستدركات علم رجال الحديث، للنمازي الشاهرودي).
وقال آغا بزرك الطهراني: «علي بن إبراهيم بن هاشم من أعاظم مشايخ الكليني». (طبقات أعلام الشيعة، الطهراني، آقا بزرك).
وقال الشيخ علي النمازي الشاهرودي: «علي بن إبراهيم من مشايخ الكليني، ثقة جليل عين ثبت فاضل نبيل، لا غمز فيه من أحد». (مستدركات علم رجال الحديث، الشيخ علي النمازي الشاهرودي: ج١ ص٢٢٤).
وقال الذهبي في (ميزان الاعتدال): «علي بن إبراهيم، أبو الحسن المحمدي، رافضي جَلْد. له تفسير فيه مصائب، يروى عن ابن أبي داود، وابن عقدة، وجماعة». (ميزان الاعتدال، الذهبي: ج٣ ص١١١).
وقد وقع علي بن إبراهيم في إسناد 7140 حديثاً في الكتب الأربعة.
(41) إبراهيم بن هاشم القمي، ممن لا يشك في وثاقته وعلو منزله، روى عنه في (كامل الزيارات) و(تفسير القمي)، واستعرض في (منتهى المقال) قرائن كثيرة دالة على وثاقته، وله 6414 رواية في الكتب الأربعة، ونقل السيد ابن طاووس الاتفاق على وثاقته، وفي (معجم رجال الحديث): «أقول: لا ينبغي الشك في وثاقة إبراهيم بن هاشم، ويدل على ذلك عدة أمور:
1ـ أنه روى عنه ابنه علي في تفسيره كثيراً، وقد التزم في أول كتابه بأن ما يذكره فيه قد انتهى إليه بواسطة الثقات. وتقدم ذكر ذلك في (المدخل) المقدمة الثالثة.
2ـ أن السيد ابن طاووس ادعى الاتفاق على وثاقته، حيث قال عند ذكره رواية عن أمالي الصدوق في سندها إبراهيم بن هاشم: "ورواة الحديث ثقات بالاتفاق". (فلاح السائل: الفصل التاسع عشر ص158).
3ـ أنه أول من نشر حديث الكوفيين بقم. والقميون قد اعتمدوا على رواياته، وفيهم من هو مستصعب في أمر الحديث، فلو كان فيه شائبة الغمز لم يكن يتسالم على أخذ الرواية عنه، وقبول قوله... طبقته في الحديث: وقع إبراهيم بن هاشم في إسناد كثير من الروايات تبلغ ستة آلاف وأربعمائة وأربعة عشر مورداً، ولا يوجد في الرواة مثله في كثرة الرواية» (السيد الخوئي، معجم رجال الحديث: ج1 ص291).
(42) علي بن إبراهيم القمي، تفسير القمي، دار الكتاب ـ قم: ج2 ص51.
(43) يراجع حول السند (التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم): ص56-57.
(44) سورة الحجر: الآية 41.
(45) انظر: (البرهان في علوم القرآن) للزركشي: ج1 ص332، وانظر كذلك: (النشر في القراءات العشر) لابن الجزري، و(القراءات السبع) للقيرواني المالكي ت 415هـ. و(إتحاف فضلاء الأمة المحمدية ببيان جمع القراءات السبع من طريق التيسير والشاطبية) للمدابغي الشافعي ت 1170 هـ، و(إتحاف فضلاء البشر بالقراءة الأربعة عشر) لابن البناء الدمياطي الشافعي ت 116هـ. و(شرح الشمعة المضية بنشر القراءات السبع المرضية) لعبد العزيز الحفظي، وغيرها.
(46) والخطاب في هذا الجواب موجّه للقائلين بالقراءات السبع، سواءاً أكانوا من علماء أهل الخلاف، أم كانوا من علماء شيعة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام).
(47) التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم: مؤسسة التقى الثقافية ـ النجف الأشرف: ص31-32.
(48) سورة الحجر: الآية 41.
(49) التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم: مؤسسة التقى الثقافية ـ النجف الأشرف: ص33.
(50) في (الكافي) الشريف و(مختصر بصائر الدرجات) وغيرهما كما سيأتي.
(51) انظر: مجمع البيان: ج6 ص116، تفسير الثعلبي: ج5 ص341، تفسير الرازي: ج19 ص150.
(52) يراجع: التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم: ص33-34.
(53) التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم: مؤسسة التقى الثقافية ـ النجف الأشرف: ص34، بتصرف.
(54) مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام): ص161.
(55) مختصر بصائر الدرجات: ص68.
(56) والسند معتبر، إذ رواه أحمد بن مهران، الذي ترحّم عليه الكليني في الكافي في عدة مواضع، واعتمد عليه الوحيد، كما روى عنه الكافي في 52 مورداً، وأما السيد عبد العظيم الحسني، فجلالة شأنه أوضح من الشمس في رابعة النهار، وكذلك هشام بن الحكم.
(57) الكافي: ج1 ص424 ح63 ط إسلامية، وحسب طبعة دار المرتضى عام 2005 ص321، وفيه: (أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: هَذَا صِرَاطُ عَلِيٍّ مُسْتَقِيمٌ‌)، وأما النسخة الليزرية التي لدي، فلعل خيانة حصلت فيها عمداً، ويحتمل السهو، إذ حذف كلمة (علي) فصارت كل الرواية هكذا (هذا صراط مستقيم) مع أنه لا معنى له حينئذٍ، إضافة إلى أنه يخرج عن ارتباطه بالباب الذي عقد الكليني لأجله هذه الروايات، والباب هو باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، كما يؤكد ذلك نقل (البحار) و(البرهان) وغيرهما عن الكافي بهذا النص (هذا صراط عليِّ مستقيم) لا (هذا صراط مستقيم).
ولا يخفى أن هذه الرواية حجة على (الشيعي) وعلى الباحث المحايد أيضاً، لوجودها بسند معتبر في أحد أهم مصادرنا المعتبرة، وهو الكافي الشريف ـ كما أن الرواية موجودة في مصادر عديدة أخرى ذكرنا بعضها قبل قليل وتوجد مصادر أخرى أيضاً ـ فالسند حجة في حد ذاته، حتى مع قطع النظر عن مبنى حجية مراسيل الكافي عامة، على ما ورد بتفصيل في كتاب (حجية مراسيل الثقات المعتمدة).
(58) التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم: مؤسسة التقى الثقافية ـ النجف الأشرف: ص35، وقد استعرض البحاثة الشهير المحقق السيد هاشم البحراني في تفسيره القيم (البرهان في تفسير القرآن) هذه الآيات والمصادر أيضاً.
(59) سورة الزخرف: الآية 4.
(60) الخطاب في القسم الروائي من هذا الفصل بالأساس موجّه للشيعة وللمحايدين، أما غيرهم من المخالفين فيمكن الاحتجاج عليهم بأكثر أو ببعض ما سيجيء من باب أن المدار في الحجية في بناء العقلاء على (الوثاقة) لا على التحزبات الطائفية، ولا شك في أن الوثاقة النوعية حاصلة بملاحظة مجموعة الأدلة الروائية المذكورة في الكتاب، هذا إضافة إلى أن الشواهد العقلية ـ القرآنية المختلفة التي ذكرت في مطاوي الكتاب تصلح دليلاً مستقلاً وحجة قوية حتى على المخالف بل حتى على المعاند.
(61) هذا الدليل يصلح للاحتجاج به حتى على المخالف إذا كان منصفاً، كما لا يخفى.
(62) التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم: مؤسسة التقى الثقافية ـ النجف الأشرف: ص99-101.
(63) سورة الحجرات: الآية 6.
(64) سورة النحل: الآية 43.
(65) وسائل الشيعة: ج27 ص150 ب11 ح33455 ط آل البيت (عليهم السلام).
(66) الكافي: ج1 ص329 باب في تسمية من رآه (عليه السلام) ح1.
(67) وسائل الشيعة: ج27 ص146 ب11 ح33442.
(68) مستدرك الوسائل: ج17 ص315 ب11 ذيل ح21452.
(69) وفي كتاب (حجية مراسيل الثقات المعتمدة).
(70) التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم: مؤسسة التقى الثقافية ـ النجف الأشرف: ص99-101.
(71) للمزيد يراجع (التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم) ص103-109.
(72) تفسير القمي: ج1 ص41، أول سورة الفاتحة، طبعة مؤسسة الأعلمي.
(73) سورة الزخرف: 4.
(74) تهذيب الأحكام: ج3 ص145 ب7 صلاة الغدير ح1.
(75) التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم: مؤسسة التقى الثقافية ـ النجف الأشرف: ص109.
(76) إقبال الأعمال: ج1 ص477 ط2 دار الكتب الإسلامية طهران عام 1409هـ، وج2 ص284 ط الحديثة ط دفتر تبليغات إسلامي قم عام 1376هش.
(77) الوافي: ج9 ص1403 ط مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام، أصفهان، عام 1406هـ.
(78) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات: ج3 ص28 الفصل الثاني ح100، ط مؤسسة الأعلمي بيروت، عام 1425هـ.
(79) البرهان في تفسير القرآن: ج4 ص846 ح9570 سورة الزخرف، ط قسم الدراسات الإسلامية مؤسسة البعثة، قم، عام 1374 هش.
(80) بحار الأنوار: ج95 ص304 ب4 باب أعمال يوم الغدير وليلته وأدعيتهما، ط بيروت دار إحياء التراث العربي، عام 1403 هـ.
(81) ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار: ج5 ص210 ط مكتبة المرعشي، قم، عام 1406هـ.
(82) تفسير نور الثقلين: ج4 ص592 سورة الزخرف ح5 ط إسماعيليان، قم، عام 1415هـ.
(83) تفسير نور الثقلين: ج4 ص592 سورة الزخرف ح6 عن معاني الأخبار، ط إسماعيليان، قم، عام 1415هـ.
(84) تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب: ج12 ص35 سورة الزخرف.
(85) تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب: ج12 ص35 سورة الزخرف.
(86) عوالم العلوم والمعارف والأحوال، الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، حديث الغدير: ص216.
(87) رجال النجاشي: رقم 1030.
(88) في (اليقين) في عدة أماكن، كالصفحات 279، و289، و461.
(89) المستدركات: ج7 ص150.
(90) التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم: مؤسسة التقى الثقافية ـ النجف الأشرف: ص110.
(91) مصباح المجتهد: ص526 طبعة مؤسسة الأعلمي 1418 هـ في بحث صلاة يوم الغدير والدعاء فيه.
(92) مناقب آل أبي طالب: ج3 ص73.
(93) مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب: ج2 ص271، ط المكتبة الحيدرية ـ النجف الأشرف.
(94) سورة ق: الآية 37.
(95) شواهد التنزيل: ج1 ص358.
......................................
كتب أخرى للمؤلف
- (الحكومة والورود) عدد الصفحات 839 ط دار العلم ـ قم عام 1443هـ.
- (بحوث في الاحتياط) عدد الصفحات 511 ط دار العلم ـ قم عام 1441هـ.
- (الأوامر المولوية والإرشادية) عدد الصفحات 650 ط دار العلوم 1431هـ.
- (شورى الفقهاء) عدد الصفحات 688.
- (رسالتنا في الخمس) عدد الصفحات 543.
- (الحجة، معانيها ومصاديقها) عدد الصفحات 276.
- (بحوث في الاقتصاد الإسلامي المقارن) 3 مجلدات، حولي ألفي صفحة.
- (نقد الهرومنيوطيقيا) عدد الصفحات 400.
- (تقليد الأعلم وحجية فتوى المفضول) عدد الصفحات 561.
- (التقليد في مبادئ الاستنباط) عدد الصفحات 504.
وأكثر من سبعين كتاباً آخر.

اضف تعليق