قرأت في أحد الكتب أنّ قراءةُ الشعرِ تزيدُ من مرونةِ العقلِ، وقراءةُ القصصِ والرواياتِ تعززُ من وظائفِ الدماغِ، وأنّ قراءةُ كتبِ الأدب الذي يُحاكي حياتنا اليومية، تزيدُ من قدرتِنا على الشعورِ بالتعاطفِ مع الآخرين، الكتابُ صديقُك، المكتبةُ أسرتُك، القراءةُ حياتُك...
قراءةُ الكتبِ النوعية نزهةٌ في رياضِ العقولِ الفذة والخلاقة والخالدة على رفوفِ المكتباتِ.
عالجْ حزنَكَ بمصاحبةِ الكتبِ، لأنها ملجأ النفوسِ من آلامِ الحياةِ، فالمكتبةُ مشفى النفوس الكسيرة والعقول المتعَبَة.
أفضل الكتب هي التي تهذب ذاتك. تمنحك لقاحات أو أدوية فكرية وشعورية تقيك أو تعالجك من آفات الجهل والتفكير السلبي والمشاعر البغيضة كالكراهية والقلق والتوتر.
أقرب الكتب للنفس، تلك التي تخاطب العقل والقلب معاً، وترفعهما الى مستوى فكري وشعوري أعلى وأرقى.
القراءةُ الدائمة رحلات سياحية مستمرة للعقلِ والقلب معاً الى بلدان وعوالم شاسعة وجميلة وغنية من كلمات وأفكار ومشاعر إنسانية. جواز سفرك الوحيد رغبتك بالمعرفة. تجد نفسك تحيا أكثرَ من حياةٍ وتشهد أكثر من زمن خلال تلك الرحلات التي لنَ تعودُ من أية واحدة منها بلا فكرٍ او شعورٍ جديدين، ذلك أنّ عالمَك بعد القراءةِ، لن يكون على ما كان عليه قبلَها، لأنّكَ أنتَ، لن تكون ما كنتَ عليهِ قبلَ القراءةِ.
على مرّ العصورِ، تحتاجُ الأممُ والبلدانُ الى كتبٍ ومكتباتٍ وقراءٍ، لتنمو وتزدهر وتتسع آفاق المعرفة فيها، وبينها كذلك، لأنّ الكتابُ وسيلةُ تعارف بين الشعوب وتعرُّف على ثقافاتها.
أن تقرأَ جيداً، يعني أنّكَ تنصتُ جيداً. الإنصات فن وذوق، شأنه شأن الكلام والصمت في محليهما.
مهما كبرنا، لن نكبرَ على الكتبِ العظيمةِ.
المكتبةُ أسرةٌ نموذجيةٌ تتقبلُ التنوعَ والاختلافَ الفكري بين أبنائِها الكتب، لذلك فإن الكتب وسيلةٌ لتحقيقِ السلامِ. على العالم أن يكون كالمكتبة في تعايش المختلفين.
الكتاب الجيد معلم ناصح يقودك الى النجاح في مدرسة الفكر، وأخ وفي يقف معك ويواسيك في حزنك وشدتك، وصديق مريح يسليكَ إذا شعرت بالملل، ورفيق يحادثك بصمت في أثناء وحدتك او عزلتك.
الكتابُ صديقٌ. لديكَ أصدقاءٌ بعددِ الكتبِ التي قرأتَها. وحينما تجمعُ الكتبَ، فإنكَّ تجمعُ أصدقاءً أوفياءً لايُمَلّون، بل يعملون على إسعادكَ، لذلك قيل إنّ القراءةَ سعادةٌ.
قراءةُ الكتبِ تزيدُ من مهاراتِ التحدثِ. كلامُك الجميلُ دليل على أنّك قارئٌ جميلٌ. وحينَ تقرأُ تصبح أكثرَ دقةً في التعبيرِ عن نفسِك وأفكارِك ومشاعرك.
الكتبُ تنمي عقلَ الإنسانِ، وتحافظ على حيويته وتركيزه، وتقيه الكسل والخمول، لأنّ القراءةُ غذاءُ صحي، مليء بفيتامينات فكرية ونفسية، وهو غذاء غير منتهي الصلاحية.
تمزيقُ كتابٍ او حرقُه او تشويهُهُ يشبهُ قتلَ إنسانٍ. وتعرض المكتبات لأعمال وحشية قد يحولها الى مقابر، ولكن بإمكانها أن تعود الى الحياة.
حين تنتهي من قراءةِ كتابٍ يدهشك، فإنك تتمنى ألاّ تفارقُهُ. الكتابُ لا يستهلكُ نفسَهُ بالتقادم، وإنما تجده جديداً عليك كلما أعدتَ قراءته. الكتاب العظيم اكتشاف مستمر.
من علاماتِ التحضرِ والرُقي أن يتبادلَ الناسُ بينهم هدايا من كتبٍ. قراءة الكتبِ ترفيه ورفاهية يتوفران للغني والفقير معاً.
المكتبة صالة فخمة للرياضة الفكرية، تضمن لك رشاقة العقل عبر الارتفاع بمستوى التفكير والاستيعاب والانتباه والفهم والتركيز والتذكر والتحليل والتعبير واحترام الآراء وغيرها من المهارات الذهنية، وفتح آفاق للأفكارِ الإبداعيةِ وغير المألوفة التي تحلق بالإنسان خارج قفص الأفكارِ النمطيةِ التي لا تضيف للحياة جديداً.
قرأت في أحد الكتب أنّ (القراءة سياحة العقل بين آثار الفكر البشري)، وأنّ (قراءةُ الشعرِ تزيدُ من مرونةِ العقلِ، وقراءةُ القصصِ والرواياتِ تعززُ من وظائفِ الدماغِ، وأنّ قراءةُ كتبِ الأدب الذي يُحاكي حياتنا اليومية، تزيدُ من قدرتِنا على الشعورِ بالتعاطفِ مع الآخرين)، وقرأتُ في كتاب آخر أنّ (المجتمعُ الذي لا يقرأ، لا يتطورُ، ولا يكتشفُ ذاتَه، ولا يمتلكُ إرادةَ التقدمِ). و(سأتناول محتوى الكتابين لاحقاً مع الإشارة الى عنوانيهما ومؤلفيهما).
الكتابُ صديقُك.. المكتبةُ أسرتُك.. القراءةُ حياتُك.
اضف تعليق